نيويورك تايمز تكشف تفاصيل عن وريثة الحكم في كوريا الشمالية
تاريخ النشر: 9th, August 2025 GMT
منذ ظهورها العلني الأول في نوفمبر 2022، وهي تمسك بيد والدها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون أمام صاروخ باليستي عابر للقارات، بات اسم "الابنة العزيزة" يتكرر في وسائل الإعلام الرسمية لكوريا الشمالية كوجه بارز يرافق قائد البلاد في المحافل الكبرى، وسط تحليلات ترحح أنها تهيأ لتكون الوريثة المقبلة لأكثر الأنظمة عزلة وتسلحًا في العالم، وفق تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
الفتاة، التي يعتقد أنها تبلغ نحو 12 عامًا وتدعى كيم جو-آي، لم تمنح أي منصب رسمي ولم يسمع صوتها من قبل خارج البلاد، كما أن الإعلام الرسمي لا يذكر اسمها، مكتفيًا بألقاب مثل "المحبوبة" و"المحترمة". ومع ذلك، يضعها المراقبون في كوريا الجنوبية في صدارة قائمة المرشحين لخلافة والدها، في خطوة قد تجعلها أول امرأة تتولى قيادة مجتمع كوري شمالي شديد الطابع الذكوري والعسكري.
ورصدت وسائل الإعلام الرسمية الكورية الشمالية تحول جو-آي من طفلة خجولة تقف خلف والدتها في الفعاليات الرسمية، إلى شخصية واثقة تشارك والدها المنصة وتستقبل الدبلوماسيين الأجانب.
ففي نوفمبر 2023، ظهرت في صورة رسمية وهي في موقع الصدارة، بينما بدا كيم في الخلفية، في مشهد غير مسبوق في بروتوكولات النظام.
خلال عامي 2024 و2025، رافقت جو-آي والدها في زيارات ميدانية للمنشآت العسكرية والزراعية، ووصفتها وسائل الإعلام بـ"الشخصية العظيمة للإرشاد"، وهو لقب لم يمنح سابقًا إلا للقائد الأعلى أو خليفته المعين.
كما بدأت كوريا الشمالية إصدار طوابع بريدية تحمل صورها إلى جانب والدها.
إرث نووي وعسكريمن بين 39 ظهورًا علنيًا لجوانب نشاطها، كان 24 منها في فعاليات عسكرية، بينها حضور عروض عسكرية وإطلاق مدمرات جديدة، وزيارات للوحدات القتالية. ويقول محللون إن كيم يكرر معها نفس النهج الذي اتبعه والده في تأهيله للسلطة عبر ترسيخ نفوذه لدى الجيش.
في إحدى المناسبات، ظهر جنرال بارز وهو ينحني أمامها، في إشارة رمزية على إضفاء شرعية مبكرة عليها بين كبار القادة.
دوافع صحية وسياسيةرغم أن كيم جونج أون لا يزال في الحادية والأربعين من عمره، فإن تاريخه العائلي مع أمراض القلب وسلوكه الصحي المقلق — من الإفراط في التدخين وتناول الطعام إلى السهر الطويل — يدفع إلى الاعتقاد بأنه يسعى لضمان انتقال منظم للسلطة، وتفادي الغموض الذي شاب مرحلة خلافته لوالده بعد إصابته بجلطة في 2008.
ويرى خبراء أن إبراز جو-آي بهذه الصورة يبعث برسالة إلى الخصوم في واشنطن وسيول مفادها أن "حكم عائلة كيم مستمر جيلاً بعد جيل"، وأن بيونج يانج لا تستعجل أي تنازلات أمام أنظمة ديمقراطية مقيدة بمدد انتخابية قصيرة.
ورغم التكهنات، تبقى هوية الوريث النهائي رهنًا بما قد تكشفه السنوات المقبلة، خاصة مع تداول أنباء، غير مؤكدة، عن احتمال وجود شقيق أكبر غير ظاهر في العلن.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كوريا الشمالية كيم جونج أون زعيم كوريا کوریا الشمالیة
إقرأ أيضاً:
بداءً من اليوم.. الاتحاد الأوروبي يقلب موازين الصحافة بقانون جديد
يبدأ الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، تطبيق قانون حرية الإعلام المثير للجدل، مانحًا المفوضية الأوروبية صلاحيات أوسع للتدخل في المشهد الإعلامي داخل الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي.
ويُنظر إلى هذا التشريع على أنه خطوة محورية في رسم قواعد موحّدة للإعلام على مستوى القارة، لكنه في الوقت ذاته يثير مخاوف من تآكل سيادة الهيئات الرقابية الوطنية.
القانون ينص على إنشاء لجنة إعلامية أوروبية تتولى الإشراف على تنفيذ القواعد المشتركة في جميع دول الاتحاد، ما أثار اعتراضات من جانب بعض أحزاب المعارضة التي ترى أن هذه الهيئة ستكون واقعة تحت تأثير مباشر من المفوضية، وقد تُهمّش صلاحيات الرقابة المحلية على الإعلام.
بسبب جرائم غزة.. هولندا تدعو لتعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل
الاتحاد الأوروبي: الوضع لا يزال خطيرا للغاية بشأن وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة
ورغم ذلك، يؤكد البرلمان الأوروبي أن 8 أغسطس 2025 يمثل "تاريخًا مفصليًا" في مسار حماية حرية الصحافة داخل الاتحاد.
وقالت سابين فيرهين، رئيسة الفريق البرلماني المكلّف بمتابعة تنفيذ القانون، إن "المعيار الحقيقي لقياس جدواه سيكون في الأفعال لا الأقوال"، مشددة على أن حرية الإعلام "قيمة غير قابلة للتفاوض وأساس الديمقراطية الأوروبية".
ومن أبرز بنود القانون إلزام وسائل الإعلام بالكشف عن هياكل ملكيتها ومصادر تمويلها، بما في ذلك الإعلانات أو الدعم الحكومي، وكذلك أي تمويل قادم من خارج الاتحاد. كما يلزم سلطات الدول الأعضاء بإبلاغ المفوضية عن حجم إنفاقها الإعلاني في وسائل الإعلام والمنصات الرقمية.
أما وسائل الإعلام المملوكة للدولة، فيتوجب عليها الحصول على تمويل مستقر، وضمان استقلالية سياساتها التحريرية، والالتزام بالشفافية ومنع التمييز في التعيينات القيادية، إضافة إلى تقديم تغطية محايدة ومتنوعة للرأي العام.
القانون يحظر، من حيث المبدأ، استخدام برامج التجسس ضد الصحفيين، لكنه يتيح استثناءً يسمح بذلك تحت إشراف قضائي إذا تعلق الأمر بجرائم جسيمة أو قضايا تمس "الأمن القومي".
وتسعى المفوضية الأوروبية، وفق تصريحات سابقة، إلى دراسة إنشاء سوق إعلامية موحّدة تلتزم بالقواعد نفسها في جميع الدول الأعضاء، مع صلاحية رفع دعاوى ضد أي دولة لا تلتزم بالتشريعات أمام محكمة العدل الأوروبية.
من جانبها، انتقدت البعثة الروسية لدى الاتحاد الأوروبي هذه الخطوة، معتبرة أن بروكسل تستخدم شعار "مكافحة التضليل" لتقييد عمل وسائل الإعلام غير المرغوب فيها، وحرمان الأوروبيين من الوصول إلى مصادر معلومات بديلة، وهو ما ترى فيه موسكو تضييقًا على التعددية الإعلامية.