لجريدة عمان:
2025-06-21@21:56:03 GMT

لماذا؟

تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT

- يقف شرف الاعتذار على أطراف شفاهنا لا يبرح مكانه عندما نرتكب الأخطاء؛ أوليس من يأتونه هم الأقوياء، ومن يعرفون قيمته هم العقلاء، ومن يُقدِمون عليه دون تردد هم الواثقون من أنفسهم؟ لماذا إذًا لم نتمكن بعد من دحض فكرة أن الاعتذار هو شيمة الضعفاء؟!

- نُجيز لأنفسنا البحث عن مثالب الآخر؛ نفتش عن أخطائه، نكشف ستره، نتصيد هناته وسقطاته، نستمتع بفضح أسراره، نلوكها متلذذين، بينما نشتاط غضبًا، ويجن جنوننا، ونهرول بين ردهات المحاكم، لمقاضاة من نشتمّ أنه حاول الاعتداء على خصوصياتنا.

- نستعذب في جلساتنا غير البريئات استصغار خلق الله، نقدح في أصولهم، ننتقص من حضورهم، نتعالى على كل مُهمش ومن لا شأن له، نفاخر بما لم يكن لنا يد فيه، من مُكنة ووجاهة، نتناسى أنهم ممتحنون، وأننا نخوض مثلهم امتحانًا شاقًا وأن «العاقبة للمتقين».

- يُصر البعض على تذكير المُستفيق من غفلته بماضيه الذي يكره، كأن التوبة مُحرمة على من هو مثله، أو أن خط الرجعة لإنسان سها وزلت قدمه محظور، والتعثر أمام مغريات الدنيا ممنوع.

- يشتاق الإنسان أحيانًا إلى شخص أحبه لأجله، إلى ذكرى قسوته التي عانى وطأتها، وأسرِه الذي هرب من قبضته. يشُده الحنين إلى أيامه الدافئات المُشبعة بالصدق والغيرة، يتمنى عودته ليبث الحياة في روحه المُرهقة، وهو غارق وسط عالم موبوء يموج بالمرائين والمنافقين والانتهازيين.

- ندين بلا رحمة كل من ارتبط بعلاقة حُب سامية، وكأنه أتى جُرمًا فاحشًا، ندينه ونحن متيقنون أن هذه الوشيجة هي السبيل الأكثر موثوقية لتأسيس حياة قابلة للحياة، وأن ارتباطًا ركيزته الأساسية الحُب لا تعصف به الريح، وعلاقة تعوزها أرضية صلبة من المودة والرحمة مصيرها الاضمحلال والتشظي والانهيار.

النقطة الأخيرة..

لا يكسر زهو الإنسان وتنطُعِه إلا الملمّات، لا يُعيده إلى حقيقته إلا تحولات الزمن والنكبات، وانقلاب الأحوال.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

فائدة عظيمة يكشفها المفسرون.. لماذا فضل الله الأم على الأب؟

لماذا فضل الله الأم على الأب.. يظن البعض بأن القرآن الكريم فضل الأم على الأب وذلك لذكرها بمفردها في أكثر من موضع بعد أن تقترن بالزوج، كما أنه قد ورد في الحديث النبوي الشريف الذي أخرجه البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن رجلاً جاء إلى النبي فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟، قال: أمك، قال: ثم من؟، قال: أمك، قال: ثم من؟، قال: أمك، قال: ثم من؟، قال: أبوك"، فكيف يفهم الأمر على سبيل المساواة أم التمييز؟

فضل الله الأم على الأب

وفي بيان مراد الله تبارك وتعالى ونبيه يقول الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي، وزير الأوقاف الأسبق، إن الله سبحانه وتعالى في توصيته بالأم قد اختصها؛ لأنها تقوم بالجزء غير المنظور في حياة الابن، أو غير المدرك عقلاً، بمعنى أن الطفل وهو صغير في الرضاعة وفي الحمل وفي الولادة، وحتى يبلغ ويعقل؛ مضيفاً: "الأم هي التي تقدم له كل شيء، هي التي تسهر لترضعه وهي التي تحمل وهي التي تلد، فإذا كبر الطفل وعقل، فالذي يجده أمامه أباه".

دعاء آخر السنة الهجرية 1446 للمغفرة .. أستغفرك من عمل لا ترضاهدعاء بداية أسبوع جديد.. يا مقسم الأرزاق قسم لنا من توفيقك ورضاك وغناك

ولفت إمام الدعاة في كتابه "فتاوى النساء"، إلى أن الطفل إذا أراد شراء شيء يحققه له أباه، إذا أراد شراء لعبة جديدة أو ملابس جديدة أو مالاً وخلافه فإن أباه الذي يلبي له ذلك، مشدداً على أن فضل الأب ظاهر لابنه، في حين أن فضل الأم مستتر، لذلك جاءت التوصية بها أكثر من الأم.

وأكمل: الطفل حينما يحقق له أبوه كل رغباته يحس بفضل أبيه عليه، ولكن نادراً ما يقدر التعب الذي تعبته أمه، وهو يزيد أضعاف أضعاف ما يقدمه له أبوه، مشيراً إلى أن الهدف من التذكير هو أن ينظر إلى الأمهات ليرى كيف يتعبن، وكيف يعانين ويقاسين، وكيف يسهرن وماذا يتحملن؟، فالله أوصانا بالاثنين معاً، لكنه يوصينا بالأم وخصها بالذكر لأن تعبها يكون في مرحلة ما قبل الإدراك في حين فعل الأب بعد أن كبر واشتد عوده وأدرك ظاهراً الحب والتضحية.

فضل الله الأم على الأب

بينما يؤكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق على اتفاق الفقهاء أن بر الوالدين كليهما فرض عين، وذهب الجمهور منهم إلى أن للأم ثلاثة أضعاف ما للأب من البر؛ وذلك لما تنفرد به عن الأب: من مشقة الحمل، وصعوبة الوضع، والرضاع، والتربية، والله سبحانه وتعالى أعلم".

وتابع علام: "أوجب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه واله وسلم بر الوالدين والإحسان إليهما في مواضع كثيرة؛ منها قوله تعالى" وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ۞ واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا"، بل إن الله تبارك وتعالى قرن بر الوالدين بعبادته، وقرن عقوقهما بالشرك به سبحانه وتعالى؛ فقال عز وجل (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا).

كما أكد مفتي الجمهورية السابق على البر بهما وحسن عشرتهما حتى في حال أمرهما لولدهما بالشرك؛ فبر الوالدين فرض عين؛ فهو عبادة لا تقبل النيابة، واختلف الفقهاء فيما إذا كان حق الأم في البر يزيد عن الأب أو لا؛ فذهب جمهور فقهاء الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أن الأم لها ثلاثة أرباع البر، وللأب الباقي. فقد حكى الإمام المحاسبي إجماع العلماء عليه؛ قال الإمام السرخسي الحنفي في "المبسوط": ينبغي للمرء أن يجعل ثلاثة أرباع الإكرام والبر لأمه والربع لأبيه، وفي ولد الملاعنة يجعل البر والإكرام كله لأمه.

وجاء في "المعتصر من المختصر من مشكل الاثار": للأم ثلاثة أمثال ما للأب -أي: من البر- وهو أصح. وقال الإمام الدميري الشافعي في "النجم الوهاج في شرح المنهاج": تتمة: عنده ما ينفق على واحد، وله أب وأم.. تقدم الأم على الأصح؛ لامتيازها عن الأب بالحمل والوضع والرضاع والتربية، ولذلك كان لها ثلاثة أرباع البر بالاتفاق.

تساويهما في البر

فيما ذهب فقهاء المالكية إلى تساويهما في البر؛ واستدل الجمهور بما ورد عن النبي صلى الله عليه واله وسلم، حيث جعل الأم أولى الناس بحسن الصحبة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «ثم أمك»، قال: ثم من؟ قال: «ثم أمك»، قال: ثم من؟ قال: «ثم أبوك» رواه الإمام البخاري (باب من أحق الناس بحسن الصحبة)".

يضيف المفتي: "هذا الحديث يدل على أن بر الأم والشفقة عليها مقدم على بر الأب، بل سبق وأن ذكرنا أن كثيرا من العلماء يجعلون لها ثلاثة أضعاف ما للأب من البر، وذلك لذكرها ثلاث مرات في الحديث السابق؛ وقال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القران": فهذا الحديث يدل على أن محبة الأم والشفقة عليها ينبغي أن تكون ثلاثة أمثال محبة الأب؛ لذكر النبي صلى الله عليه واله وسلم الأم ثلاث مرات وذكر الأب في الرابعة فقط. وإذا توصل هذا المعنى شهد له العيان وذلك أن صعوبة الحمل وصعوبة الوضع وصعوبة الرضاع والتربية تنفرد بها الأم دون الأب، فهذه ثلاث منازل يخلو منها الأب.. وقد سئل الليث عن هذه المسألة فأمره بطاعة الأم، وزعم أن لها ثلثي البر، وحديث أبي هريرة يدل على أن لها ثلاثة أرباع البر، وهو الحجة على من خالف.

3 أمور يخلو منها الأب

وسبب تقديمه صلى الله عليه وسلم للأم في البر ما تنفرد به عن الأب؛ من مشقة الحمل، وصعوبة الوضع، والرضاع والتربية، فهذه ثلاث أمور يخلو منها الأب؛ قال شيخ الإسلام النووي في "المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج": وفيه الحث على بر الأقارب، وأن الأم أحقهم بذلك، ثم بعدها الأب، ثم الأقرب فالأقرب، قال العلماء: وسبب تقديم الأم كثرة تعبها عليه، وشفقتها، وخدمتها، ومعاناة المشاق في حمله، ثم وضعه، ثم إرضاعه، ثم تربيته وخدمته وتمريضه وغير ذلك.

وقال شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري شرح صحيح البخاري": قال ابن بطال: مقتضاه أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر، قال: وكان ذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع، فهذه تنفرد بها الأم وتشقى بها، ثم تشارك الأب في التربية، وقد وقعت الإشارة إلى ذلك في قوله تعالى: ﴿ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين﴾ فسوى بينهما في الوصاية وخص الأم بالأمور الثلاثة".

طباعة شارك لماذا فضل الله الأم على الأب فضل الله الأم على الأب بر الوالدين

مقالات مشابهة

  • لماذا على الشرق الأوسط عدم السماح بانتصار إسرائيل؟
  • لماذا نحتاج إلى اتفاقية تجارة مع الهند؟ ولماذا الآن؟
  • لماذا تعاني النساء من الحر أكثر من الرجال
  • فائدة عظيمة يكشفها المفسرون.. لماذا فضل الله الأم على الأب؟
  • لماذا حذر النبي من النوم بعد الفجر؟.. لـ9 أسباب فانتبه
  • فتاح 2: الصاروخ الإيراني الذي يصل إلى تل أبيب في أقل من 5 دقائق
  • لماذا جرش شعلة لا تنطفئ؟
  • لماذا يخفق القلب فرحًا أو حزنًا؟ وأيهما أشد وطأة؟
  • لماذا يُعدّ التنافس العام على الحقائب الوزارية خطراً على الدولة؟