متنزه رمال بوشر .. مشروع سياحي برؤية مستدامة
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
نص المرسوم السلطاني رقم (55 /2025) الصادر بشأن مشروع تطوير رمال بوشر بمحافظة مسقط على تقرير صفة المنفعة العامة للمشروع، بما يتيح للجهات المختصة الاستيلاء على الأراضي اللازمة لتنفيذه بطريق التنفيذ المباشر، وفقًا لأحكام قانون نزع الملكية للمنفعة العامة.
ويأتي هذا المرسوم تنفيذًا للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم –حفظه الله ورعاه– بضرورة تطوير منطقة رمال بوشر لما تحمله من أهمية طبيعية وسياحية، وموقعها الحيوي في قلب محافظة مسقط.
وفي إطار هذه الرؤية، قررت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، بالتنسيق مع محافظة مسقط، إنشاء مشروع متنزه رمال بوشر، ضمن خطط تطوير محافظة مسقط وبما يتسق مع توجهات المخطط الهيكلي لمسقط الكبرى.
ويهدف المشروع إلى الاستدامة البيئية، حيث يسعى إلى حماية الكثبان الرملية من التآكل والزحف العمراني، والحفاظ على التنوع البيولوجي في المنطقة، ومنع البناء العشوائي والاستغلال غير المنظم لمواردها الطبيعية، ويضيف قيمة اقتصادية، من حيث تنظيم الاستثمار في الموقع، وخلق فرص اقتصادية جديدة تدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مما يسهم في إيجاد فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للمواطنين، ويحفّز إقامة مشاريع مبتكرة.
ويتمثّل البعد الاجتماعي للمشروع في توفير مساحات ترفيهية مفتوحة وآمنة لممارسة الرياضات الصحراوية والمشي، إلى جانب توفير أماكن طبيعية مخصصة للعائلات والاستجمام، ما يعزز من جودة الحياة ونمط العيش الصحي.
ويأتي المشروع كترجمة عملية لرؤية عمرانية تسعى لتحقيق توازن بين التطوير الحضري والحفاظ على البيئة، بما يعزز من مكانة محافظة مسقط كمدينة حيوية تجمع بين الطابع الطبيعي والمعماري المستدام.
وأوضحت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني أن محافظة مسقط ستتولى الجوانب الاستشارية وآليات تنفيذ وتشغيل مشروع تطوير رمال بوشر الذي يعد أحد المبادرات الرئيسية في المخطط الهيكلي لمسقط الكبرى، والذي يهدف إلى تحويل أحد أبرز المعالم الطبيعية في المدينة إلى وجهة حضرية مستدامة ومتكاملة، في إطار تفعيل محور "إدارة البيئة والتراث الطبيعي" ضمن الاستراتيجية العمرانية الشاملة.
وذكرت الوزارة أن المشروع يمثل نموذجًا متقدمًا للتخطيط الحضري المتوازن، حيث يهدف إلى حماية الكثبان الرملية بوصفها معلمًا طبيعيًا فريدًا داخل النسيج العمراني لمدينة مسقط، مع الحفاظ على الهوية البيئية للموقع، والحد من الزحف العمراني والتعديات، وتحقيق التكامل بين التوسع الحضري والعناصر الطبيعية المحيطة.
وأضافت أن المشروع يركّز على ربط التضاريس الجغرافية من الساحل إلى الجبال عبر مسارات خضراء مستدامة، تُعزز الاتصال البيئي والبصري، وتُبرز فرادة المشهد الطبيعي للمدينة.
وأشارت إلى أن المشروع يُجسد تطبيقًا عمليًا لمحور "مسقط الحيوية" من المخطط الهيكلي، من خلال توفير مساحات عامة مفتوحة تدعم أنماط الحياة الصحية، وتُعزز من جودة الحياة للمواطنين، في حين يُترجم محور "مسقط المنتجة" من خلال تشجيع السياحة الداخلية، وتوفير فرص اقتصادية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بأنشطة بيئية وتجارية مبتكرة تُعزز استدامة الموقع.
وأكدت الوزارة أن مشروع تطوير رمال بوشر سيكون رافعة تنموية حقيقية، تُجسّد مفهوم التنمية المستدامة عبر تخطيط عمراني يوازن بين الجوانب البيئية والاقتصادية والاجتماعية، ويسهم في تحقيق أهداف "رؤية عُمان 2040" نحو تنمية عمرانية متكاملة وأثر مجتمعي طويل الأمد.
وأكدت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، بالتنسيق مع مكتب محافظ مسقط والجهات المعنية، أن مشروع تطوير رمال بوشر يعكس رؤية استراتيجية واضحة في التنمية العمرانية، ويبرز التزام الحكومة بالاستخدام الأمثل للأراضي، وتوفير بيئات حضرية متكاملة للعيش والعمل والترفيه. ويُسهم المشروع في تعزيز جودة الحياة وترسيخ العلاقة المتناغمة بين الإنسان والطبيعة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: محافظة مسقط
إقرأ أيضاً:
مترو دمشق.. مشروع سوري قديم يعود إلى الواجهة
عاد الحديث عن مشروع "مترو دمشق" إلى الواجهة مجدداً، بعد ما أعلنت الحكومة السورية أنها بحثت مع وفد استثماري إماراتي تفعيل المشروع الذي تعود فكرته لثمانينات القرن الماضي.
وفي التفاصيل، قالت وزارة النقل السورية، إن وزير النّقل يعرب بدر بحث مع وفد من الشركة الوطنية للاستثمار في المشاريع من الإمارات، سبل التعاون لإعادة تفعيل مشروع مترو دمشق.
وأضافت في بيان، أن المباحثات تركزت على الجوانب الفنية والتمويلية والتنفيذية للمشروع، تمهيدا لصياغة مسودة مذكرة تفاهم تتضمن آليات الاستثمار والتنفيذ، في إطار الشراكة مع القطاع الخاص، مؤكدة أن "الجانبَين أكدا أهمية المشروع بوصفه أحد المحاور الهيكلية لتطوير منظومة النقل العام في العاصمة، نظرا لدوره في تخفيف الازدحام والحد من التلوث البيئي، وتحسين نوعية الحياة الحضريّة".
والمسار الأولي المقترح للمترو بطول 16,5 كيلومترا، من المعضمية إلى القابون، ويضم 17 محطّة، كما نوقشت الكلفة التقديرية، مواقع مواقف الركاب، وآلية التشغيل المستقبلية.
وفي حين قالت وزارة النقل السورية لـ"عربي21"، إنها تود تأجيل الكشف عن أي تفاصيل تتعلق بمشروع "مترو دمشق" إلى ما بعد توقيع الاتفاقية الأولية، يرى الخبير والأكاديمي الاقتصادي فراس شعبو، أن مشروع "مترو دمشق" لن يُنفذ قريباً، رغم احتمال توقيع الاتفاق عليه.
وأضاف لـ"عربي21" أن هناك أولويات خدمية تحتاجها سوريا، بجانب ضرورة تحسين الوضع المعيشي للمواطنين، لأن إنشاء مشروع مترو دون وجود متوسط دخل محدود تجعل المشروع عديم الجدوى الاقتصادية.
لكن مع ذلك، يؤكد شعبو أهمية المشروع لجذب وتحفيز الاستثمار في سوريا، فضلاً عن فائدته في تخفيف أزمة المواصلات في دمشق، والحد من الازدحام والتلوث البيئي.
توفير فرص عمل
من جانب آخر، لفت شعبو إلى مساهمة مشروع "مترو دمشق" في توفير فرص العمل في دمشق، وقال: "تحتاج دمشق ذات الكثافة السكنية إلى وسائط نقل، وخاصة أن الوسائل المتوفرة في سوريا قديمة ومتهالكة".
وقال: "يتطلب المشروع تمويلاً ضخماً، وتنفيذ المشروع سينتقل بوضع العاصمة السورية دمشق الخدمي والمعيشي".
في السياق ذاته، يشير الباحث والخبير الاقتصادي يونس الكريم، إلى الكلفة العالية لتنفيذ مشروع "مترو دمشق"، وذلك نظراً لطبيعة الأرض جغرافياً، بجانب التعويضات المالية الضخمة التي ستُدفع لأصحاب العقارات التي ستدخل في حرم المشروع.
أهمية كبيرة
ويضيف لـ"عربي21"، أن مشروع المترو سيعيد توزيع إعمار دمشق، بمعنى كيفية توزع الاستثمارات فيها، ويقول: "للمشروع أهمية كبيرة، وخاصة أنه يربط وسط دمشق بضواحيها".
وكشف الكريم أن "مترو دمشق" سيكون خليطاً بين "المترو و الترام"، بمعنى أن مسار المركبة سيكون مكشوفاً في مناطق وتحت الأرض في مناطق أخرى، وقال: "لكن مع ذلك لا يُنتظر أن يحل المشروع أزمة الازدحام في دمشق، نظراً لتركز مؤسسات الدولة في منطقة بقلب العاصمة".
وتابع الباحث الاقتصادي، بأن دمشق تحتاج إلى بنية مواصلات جديدة تتسق مع مسار المترو، حتى يمكن حل أزمة المواصلات في دمشق.
وعن الأهمية الاقتصادية للمشروع، يؤكد الكريم أن مشروع المترو يعني أن دمشق تتقدم على صعيد المواصلات والكهرباء، والصرف الصحي، والمساحات الخضراء، والعمالة.
يذكر أن محافظة دمشق أكدت أن المحافظة ستوفر كل التسهيلات المطلوبة لإنجاح المشروع باعتباره أحد الحلول الجوهرية لمعالجة الازدحام المروري في المدينة، وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن "المشروع أحد الحلول الجوهرية لمعالجة الازدحام المروري في المدينة، وسيُسهم في تحسين البيئة الحضرية وتخفيف الانبعاثات، إضافة إلى تقديم خدمة عصرية وآمنة لساكني دمشق وزوارها".