أكد أمين عام اتحاد الناشرين المصريين محمد عبد المنعم أن ثورة "30 يونيو" تعد لحظة فاصلة في التاريخ الحديث لمصر، حيث خرج فيها الشعب ليصون وجوده، ويحافظ على هوية وطنه التي كانت مهددة بالضياع، وهي الحارس الأمين لهوية الدولة المصرية.

وقال عبد المنعم، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)، إن ثورة "30 يونيو"، التي لم تكن مجرد انتفاضة شعبية ضد حكم سياسي فشل في إدارة الدولة، جاءت تعبيرا عن إرادة شعبية حقيقية، لا ترفض فقط مشروع التمكين السياسي لجماعة بعينها، بل تنتصر لقيم الدولة الوطنية، المدنية، الراسخة عبر آلاف السنين.

وأضاف أن ملامح الهوية المصرية بدأت تتآكل في عام واحد من حكم جماعة الإخوان، على يد مشروع سياسي يستهدف اختطاف الدولة، وطمس تنوعها الحضاري والديني والثقافي.

وشدد على أن الجماعة حاولت أن تُقزّم مصر، وأن تحصرها في قالب أيديولوجي ضيق، يتنافى مع طبيعة الشخصية المصرية التي ترفض التطرف والانغلاق، لافتا إلى أن هناك خطابا تقسيميا ساد آنذاك كاد أن ينسف فكرة المواطنة، ويجعل من الانتماء الحزبي أو الديني معيارًا للحقوق والواجبات، وهي كلها أمور كانت كفيلة بإشعال صراع داخلي مدمر، لو لم يتدخل الشعب لقول كلمته الفاصلة.

وأوضح أن ثورة 30 يونيو كانت تعبيرًا عن يقظة وطنية عظيمة، حيث خرج ملايين المصريين إلى الشوارع، لا للدفاع عن رغيف الخبز فقط، بل عن الهوية المصرية التي باتت مهددة، مشيرا إلى أن الشعب المصري خرج ليقول لا لحكم الجماعة، ولا لاختزال الدولة في فصيل، ولا لمحاولة أخونة مؤسسات الدولة، أو إخضاع مؤسساتها لمشروع لا يعبر عن الإرادة العامة.

ولفت إلى أن الجميع أدرك أن مصر أكبر من أن تُختزل، وأقدم من أن تُخطف، وأقوى من أن تُستبدل هويتها التي توازن ببراعة بين الأصالة والمعاصرة، وبين الإسلام الوسطي والانفتاح الحضاري.

وتابع قائلا:" وفي ظل دعم شعبي واسع، انحازت القوات المسلحة المصرية لإرادة الشعب، في مشهد أعاد للدولة الوطنية هيبتها، وأعاد للمصريين ثقتهم في مستقبلهم، ولم تكتف الثورة بإسقاط حكم الإخوان، بل دشّنت مشروعًا وطنيًا جديدًا، يقوم على تثبيت دعائم الدولة الحديثة، وتحقيق التنمية، واستعادة دور مصر الإقليمي والدولي".

وذكر أمين عام اتحاد الناشرين المصريين أن ثورة 30 يونيو حافظت على هوية الدولة المصرية من خلال إعادة الاعتبار إلى الدولة الوطنية المدنية التي لا تخضع لأي تيار ديني أو حزبي، بل تقوم على المواطنة والعدالة، كما أعادت الاعتبار إلى المؤسسات القوية، والوسطية الدينية، إذ أعادت الأزهر الشريف إلى مكانته المرجعية في الاعتدال، وواجهت خطاب التكفير والإقصاء.

وأوضح أن ثورة 30 يونيو أعادت الاعتبار أيضا إلى الهوية الثقافية حيث أنقذت التعليم، والفن، والإعلام من محاولات الاختطاف الأيديولوجي، وأعادت الاعتبار لدور مصر الحضاري والوحدة الوطنية بعد أن كادت الخطابات الطائفية أن تُحدث شرخًا في نسيج المجتمع، جاءت الثورة لتؤكد أن كل المصريين شركاء في الوطن دون تمييز.

ونوه بأن الحفاظ على هوية الدولة المصرية لم يكن أمرًا سهلًا، لكنه كان قدرًا اختاره الشعب، فأنقذ الوطن من مصير كان سيكون أشد خطورة من أي تهديد خارجي.

وقال إنه بينما تنطلق مصر اليوم في مسارات الإصلاح والبناء، تبقى ثورة 30 يونيو شاهدا على لحظة وعي جمعي نادرة، تجلت فيها مصر الحقيقية، بقيمها، وأصالتها، ورفضها لكل ما يناقض طبيعتها.

اقرأ أيضاً«المستشار طاهر الخولي»: رجال القضاء تقدموا الصفوف الأولى لإزاحة الإخوان في ثورة 30 يونيو

«حدث في زمن الإخوان.. الطريق إلى ثورة 30 يونيو».. كتاب لمصطفى بكري يكشف خطايا الجماعة خلال حكم مصر

«إعلام الزقازيق» يحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو بحضور مصطفى بكري

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الرئيس السيسي الجيش المصري ثورة 30 يونيو جماعة الإخوان اتحاد الناشرين المصريين حكم جماعة الإخوان التاريخ الحديث ثورة 30 یونیو أن ثورة

إقرأ أيضاً:

نقطة تحول في مسار التنمية الوطنية.. «الأوقاف» تحتفي بـ ذكرى افتتاح قناة السويس الجديدة

تحتفي وزارة الأوقاف، اليوم الأربعاء، 6 أغسطس 2025، بالذكرى العاشرة لافتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، ذلك الحدث التاريخي الذي يمثل نقطة تحول في مسار التنمية الوطنية، ورسالة حضارية تؤكد قدرة الشعب المصري على قهر التحديات، ومسابقة الزمن بالإنجازات، والتخطيط للمستقبل بعلم واقتدار.

وأكد وزارة الأوقاف، أن قناة السويس الجديدة لا تمثل مشروعًا ملاحيًا ضخمًا فحسب، بل تجسد ملحمة وطنية خالدة التلف فيها الشعب المصري حول قيادته السياسية، فكانت بمثابة استفتاء سياسي اقتصادي ملحمي على مسار دولة الثلاثين من يونيو، وقد كان الشعب المصري على الموعد - كعهده في المثابرة والمصابرة، وكدأبه في العطاء والإيمان بأرضه وحلمه، فأنجز المشروع في زمن قياسي بلغ 12شهرًا فقط، بتمويل وطني كامل من خلال شهادات استثمار ناهزت قيمتها 64 مليار جنيه جمعها المصريون في نحو 60 ساعة عمل.

جاءت هذه القناة لتمثل امتدادًا لمشروع مصري وطني خالص منذ مصر القديمة، مرورًا بالعهد الإسلامي ووصولاً إلى دولة الثلاثين من يونيو، فقد آمن المصري منذ القدم بأنه لم يتوسط جغرافيا الكون هباءً، ولم يأذن بشروق شمس الحضارة دونما رسالة، بل إن مصرَ للعالمين سَلَم ومعلّم، وللتجارة مركز ومعبَر، وللحق ناصر ومعين، وها هي أعمال التطوير في محور قناة السويس تجعل وطننا العظيم للتصنيع مقصدًا، وللتجارة الحرة مقرًا.

إنها الإرادة والرؤية التي تلاقت فيها أشعة طبقات الحضارة المصرية، وتوجها الإسلام بمقاصد عليا تنثر السلام وحسن المعاملة للعالم أجمع. فحق للمصري أن يفخر بما أنجز، وللوطن أن يستمر شامخًا.

اقرأ أيضاً«لا تغلوا في دينكم».. وزارة الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادم

«إدارة الوقت مفتاح بناء الإنسان الناجح».. موضوع خطبة الجمعة القادم لـ وزارة الأوقاف

وكيل وزارة الأوقاف ببورسعيد يترأس لجنة المقابلات الشفوية لمسابقة القوافل الدعوية 2025

مقالات مشابهة

  • أمين مجلس التعاون: نرحّب بإعلان الحكومة اللبنانية بضمان حصر حيازة السلاح بيد الدولة
  • إعلان حرب .. اتحاد العمال يدين قرار إسرائيل إعادة احتلال غزة
  • الغباري: ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من فخ مشروع الشرق الأوسط الجديد
  • خبير عسكري: ثورة 30 يونيو مثلت لحظة إنقاذ حاسمة لمشروع التنمية في مصر
  • «خبيثة وساقطة».. مستشار الرئيس الفلسطيني يردّ على المظاهرات الخارجية ضد الدولة المصرية
  • العبداللات أمينًا لسر مجلس الوزراء .. والضرابعة مديرًا للمكتبة الوطنية
  • علماء وخطباء ريمة يؤكدون وجوب اتحاد المسلمين لنصرة الشعب الفلسطيني
  • لم يحدث في تاريخ الشعب السوداني الحديث أن (..)
  • نقطة تحول في مسار التنمية الوطنية.. «الأوقاف» تحتفي بـ ذكرى افتتاح قناة السويس الجديدة
  • شاهد بالفيديو.. السيدة المصرية التي عانقت جارتها السودانية لحظة وداعها تنهار بالبكاء بعد فراقها وتصرح: (السودانيين ناس بتوع دين وعوضتني فقد أمي وسوف أسافر الخرطوم وألحق بها قريباً)