الجزيرة:
2025-06-23@19:30:37 GMT

كيف يضغط التصعيد ضد إيران على اقتصاد سوريا؟

تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT

كيف يضغط التصعيد ضد إيران على اقتصاد سوريا؟

دمشق- تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدا عسكريا غير مسبوق بين إسرائيل وإيران حتى قبل القصف الأميركي الليلة الماضية على منشآت نووية إيرانية، وقد أثّر هذا مباشرة على الاقتصادات الإقليمية خاصة سوريا التي لا تزال في طور إعادة الإعمار بعد أكثر من عقد على الحرب الداخلية.

وتتناول الجزيرة نت -في هذا التقرير- الآثار المباشرة وغير المباشرة للصراع العسكري الإسرائيلي والإيراني على عملية التنمية في سوريا وعلى عملية إعادة الإعمار.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الرئيس السوري يرفع رواتب الموظفين وأصحاب المعاشات 200%list 2 of 2هل راعت أميركا إغلاق الأسواق عند توجيه ضربتها لإيران؟end of list أسعار الطاقة

ارتفعت أسعار النفط نتيجة للحرب الإسرائيلية الإيرانية، ومخاوف من إغلاق مضيق هرمز، بما بين 10و11%، حتى بلغت نحو 75-76 دولارًا للبرميل، وانعكس هذا على سوريا بارتفاع أسعار المازوت بنسبة 35% والبنزين 29%.

وفي تعليق للجزيرة نت، يقول الخبير الاقتصادي السوري يونس الكريم إن ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية يعمق من الأزمة في سوريا، ومن المتوقع أن تشهد أسعار المازوت والبنزين ارتفاعاً ملحوظاً.

وحسب الخبير الاقتصادي، سينتج عن هذا ارتفاع الكلفة المالية لإنتاج السلع، وإلى زيادة التضخم، مما يرفع من تكلفة الجدوى الاقتصادية للمشاريع، وقد يؤثر بشكل مباشر على إنتاج الكهرباء.

ويؤكد أن ارتفاع موارد الطاقة سيكون أثره أكبر على سوريا الوقت الحالي، فمنابع النفط مازالت تحت سيطرة قوات قسد (سوريا الديمقراطية) والدولة ما زالت تعتمد بشكل كبير على الاستيراد من السوق الدولية.

وحسب ما أشار إليه المتحدث السابق، يتوقع الباحث الاقتصادي حسن المروان أن ما يحدث من عمليات عسكرية بين إسرائيل وإيران سيجبر سوريا على شراء النفط من السوق العالمية بأسعار مرتفعة، مما ينعكس مباشرة على أسعار الوقود داخل البلد.

ويشير المروان إلى أن لارتفاع أسعار الطاقة أثرا مباشرا على تكلفة الشحن والإنتاج، ويزيد الضغط على الموازنة والعجز التجاري خاصة وأن الاقتصاد أصلاً هش والتضخم فيه عال.

إعلان

تعطل سلاسل التوريد

يقول المروان إن القفزات في أقساط التأمين للسفن ارتفعت بنسبة 60% بعد الحرب الإسرائيلية الإيرانية، والمخاوف من إغلاق مضيق هرمز وتكدس عدد من السفن حوله.

ويشير -في تعليق للجزيرة نت- إلى أن ارتفاع كلفة التأمين ينعكس على سوريا بشكل مباشر، لأنها تعتمد على النقل البحري بنسبة تزيد على 80% لوارداتها القادمة من كل من الكويت والسعودية وقطر والإمارات، حيث تصل كل البضائع غالبًا عبر ميناءي طرطوس وبانياس.

ويؤكد المروان أن سوريا لا تملك شركات تأمين بحرية محلية ذات قدرة على تغطية شحنات دولية، ولا أسطول شحن مما يجعلها رهينة سوق شركات التأمين.

ويتم التأمين على جميع السفن القادمة إلى سوريا دوليًا بسوق لندن للتأمين، وبالتالي فأي زيادة في "أقساط التأمين البحري" الدولية تُجبر السفن على رفع كلفة التوصيل، بل قد ترفض الإبحار لسوريا في حال كانت التغطية التأمينية غير كافية. وحسب المروان، فإن ذلك يعني نقص الشحنات، وتأخير وصولها، وارتفاع الكلفة على كل منتج يصل بحريًا.

ومن جانبه، يؤكد الخبير والمستشار الاقتصادي خالد التركاوي للجزيرة نت أن الحرب الحالية بين إسرائيل وإيران عرقلت جهود الطيران في سوريا، وسلاسل استيراد الطاقة والمواد الأساسية، بما في ذلك أجزاء السفن الكهربائية والمازوت عبر الطرق البرية.

ويعود المروان مشيرا إلى ارتفاع أسعار موارد الطاقة من مازوت وبنزين في تركيا التي تعتمد على استيراد أكثر من 90% من احتياجاتها النفطية، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية مثل الطحين (من 7.5 إلى 9.8 ليرات في الكيلوغرام) والزيت النباتي والسكر، وهذا الضغط ينتقل مباشرة إلى الداخل السوري خاصة في مناطق الشمال التي تعتمد اقتصاديًا على أنقرة.

كما يؤكد الباحث أن مناطق الشمال السوري تقوم بتسعير السلع بالليرة التركية وتُستورد من تركيا أكثر من 70% من حاجاتها الغذائية والطبية واللوجستية.

وقد أدت الحرب إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية (حديد، إسمنت، وقود، كهرباء) بما يزيد على 20-40% في بعض الحالات خلال هذه الفترة.

حركة الطيران

أوقفت السلطات السورية حركة الطيران فوق أراضيها نتيجة العمليات العسكرية بين إسرائيل وإيران، وكان ذلك ضمن إغلاق موسّع بمناطق العراق والأردن وإيران، وصرحت عدة شركات طيران عالمية -مثل القطرية والتركية ودبي فلاي والملكية الأردنية إضافة إلى السورية- بتوقف رحلاتها إلى دمشق لتجنّب الأجواء الخطرة.

وقد دفع توقف الأجواء الجوية في سوريا إلى الاعتماد على النقل البري عبر الحدود التركية مما زاد زمن وكلفة العبور، وخفض بشكل كبير حجّم تنقلات الرعايا واللاجئين والمساعدات الدولية، وهو ما يؤثر سلبًا على جهود الإعمار.

وفي هذا السياق، يقول الخبير الاقتصادي الكريم إن توقف حركة الطيران سيعرقل وصول المستثمرين للقدوم لسوريا ويؤخر استطلاعهم لإيجاد فرص استثمارية.

ويشير إلى أن توقف حركة الطيران إلى سوريا قد يوقف بعض المشاريع الحساسة والتقنية، والتي كانت تعتمد حصراً على الطيران لنقل بعض التقنيات التي لا يمكن إرسالها عبر البر.

إعلان الاستثمارات الأجنبية

ويوضح الخبير الكريم أن الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران ستدفع المستثمرين إلى التأني للاستثمار مما سيقلل من التدفقات النقدية إلى سوريا، وبالتالي فإنه سوف يؤثر على قدرة البنك المركزي على تحقيق الاستقرار النقدي مما قد يدفع الدولة إلى العودة إلى حبس السيولة.

ويقول أيضا إن التخوف الأكبر لدى المستثمرين الدوليين هو انتقال الحرب إلى سوريا كساحة صراع، لاسيما وأن إسرائيل لم توقف توغلها في محافظة القنيطرة وريف دمشق الغربي.

ويعود المروان ليشير إلى أنه رغم تخفيف بعض الدول العقوبات على سوريا بهدف تشجيع إعادة الإعمار فإن اشتعال حرب إقليمية بالمنطقة يوجّه رسالة سلبية للمستثمرين الذين لا ينظرون فقط إلى الفرص المحلية، بل أيضا إلى الاستقرار الجيوسياسي الإقليمي.

ويضيف أن سوريا -بحكم موقعها القريب من إيران والعراق ولبنان- تظهر كجزء من منطقة غير مستقرة وعرضة لارتدادات الحرب وهذا يجعل أية عمليات استكشاف استثماري، أو زيارات رجال أعمال دوليين تتجمّد أو تتأجل، كما تتراجع شهية المخاطرة لدى الصناديق العالمية.

الحرب بالمنطقة تؤثر على محطات إنتاج الكهرباء السورية (غيتي إيميجز) التأثير على التمويل

وفي سياق عملية إعادة الإعمار، يقول الخبير الاقتصادي الكريم للجزيرة نت إن عملية إعادة الإعمار في سوريا قد تواجه العديد من المعوقات نتيجة الحرب التي اشتعلت بين إيران وإسرائيل.

ويشير إلى أن الحرب ستؤدي إلى تحويل اهتمام المجتمع الدولي وموارده نحو الاستجابة للأزمة الأوسع نطاقاً التي ستنتج عن الصراع الإقليمي، وستصبح المساعدات الطارئة والإغاثة هي الأولوية القصوى، مما سيقلل بشكل كبير من التمويل المتاح لمشاريع إعادة الإعمار طويلة الأجل في سوريا.

ويؤكد الخبير الكريم أن الحرب الحالية ستزيد المخاطر الأمنية والسياسية في المنطقة -خاصة سوريا التي تقع في الوسط بين الضربات الإسرائيلية والإيرانية- مما يجعل المانحين الدوليين والمؤسسات المالية أكثر تردداً في تقديم التمويل لمشاريع إعادة الإعمار في سوريا، لأن غياب الاستقرار يجعل أي استثمار في إعادة الإعمار محفوفاً بالمخاطر وغير مضمون العوائد.

أولويات دولية

يقول الخبير الاقتصادي الكريم إن الحرب الإيرانية الإسرائيلية تلقي بظلالها على الملف السوري السياسي، فضمن الأروقة الدولية لم يعد الملف السوري الآن من ضمن الأولويات كما كان مع بداية سقوط النظام وتشكيل الحكومة الجديدة.

وستكون الأولوية هي لملمة الحرب بين إيران وإسرائيل، وهو ما قد يؤخّر من الالتزامات الدولية من حيث رفع العقوبات ومن حيث التعاطي مما سيدفع الدول إلى إعطاء سوريا إعفاءات وتعليقا مؤقتا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بین إسرائیل وإیران إعادة الإعمار ارتفاع أسعار حرکة الطیران للجزیرة نت على سوریا إلى سوریا أن الحرب فی سوریا سوریا ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبير إسرائيلي: تل أبيب لا تريد التصعيد والكرة في الملعب الإيراني

قال الكاتب والباحث السياسي يوآف شتيرن إن إسرائيل لا تنوي التصعيد أو الاستمرار في الحرب مع إيران، مؤكدا أن تل أبيب "تفضل أن تنتهي الأمور إلى ما وصلت إليه".

وأضاف شتيرن، خلال مداخلة للجزيرة، أن الموقف الإسرائيلي يعكس تقديرا إستراتيجيا معقدا للوضع الحالي، لافتا إلى مبدأ في الصراعات العسكرية يقول "عندما تبدأ الحرب، لا أحد يعرف بالضرورة كيف تنتهي".

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد رحبت بالضربات التي وجهتها الولايات المتحدة الأميركية لـ3 منشآت نووية إيرانية، لم يكن بوسع إسرائيل تدميرها أو إلحاق أضرار كبيرة بها دون تدخل أميركي.

وفي سياق متصل، أوضح الباحث الإسرائيلي أن الكرة الآن في الملعب الإيراني، مشيرا إلى أن إسرائيل راضية حتى الآن من نتائج الهجوم على إيران، مما يعني أن الأهداف المباشرة للعملية العسكرية تحققت من وجهة النظر الإسرائيلية.

ورغم الموقف المتماسك ظاهريا، تواجه إسرائيل تحديات حقيقية على الجبهة الداخلية نتيجة للهجمات الإيرانية، ووفقا لشتيرن، فإن الهجمات الصاروخية الأخيرة استهدفت عدة مواقع في إسرائيل ووصلت إلى مناطق مكتظة بالسكان.

يذكر أن إيران تمكنت من إلحاق أضرار مادية واسعة في مدن عدة في إسرائيل منها تل أبيب وحيفا والنقب والقدس وغيرها، وأكدت أنها استهدفت مواقع علمية وبحثية ومراكز عسكرية، كما تسببت الهجمات الإيرانية بتدمير آلاف المنازل، وأجبرت ملايين الإسرائيليين على النزول للملاجئ.

وأوضح الكاتب أن الحرب أثرت على الجميع في إسرائيل وأصبح لا يُسمح بالخروج إلى أماكن العمل، والمطار شبه مغلق، وهناك الكثير من الأمور الطبيعية التي لا تحدث.

تأثير القصف الإيراني

وفي السياق نفسه، أشار شتيرن إلى أن هناك تأثيرا على الاقتصاد الإسرائيلي والحياة في إسرائيل، مؤكدا أن الكثير من الإسرائيليين مرهقون بسبب صفارات الإنذار والهجمات الصاروخية التي تأتي في ساعات الليل وجميع ساعات اليوم.

إعلان

ورغم التحديات المذكورة، أكد شتيرن أن هناك صمودا وجبهة داخلية متماسكة في إسرائيل، مشيرا إلى أن معظم المواطنين استجابوا لأوامر وتعليمات الجبهة الداخلية ودخلوا إلى الملاجئ والأماكن الآمنة أو المحصنة.

ورغم سقوط عشرات القتلى ومئات المصابين وترك آلاف لبيوتهم، فإن شتيرن يرى أن الجمهور الإسرائيلي يقف وراء الحكومة فيما قامت به، معتبرا ذلك مظهرا لقبول نسبي لهذا الثمن مقابل تحقيق أهداف أمنية أوسع.

ومع ذلك فإن إسرائيل لا تريد أن تستمر هذه الأمور إلى الأبد، مؤكدا أن حرب الاستنزاف ليست لصالح إسرائيل وقد لا تكون لصالح إيران أيضا، بحسب شتيرن.

مقالات مشابهة

  • لماذا سوريا من أكثر البلدان تضررًا من حرب إسرائيل وإيران؟
  • راغب: إيران نفذت أقوى ضربة لـ إسرائـ.يل في تاريخها ومناطق تحتاج 5 سنوات لإعادة الإعمار
  • خبير إسرائيلي: تل أبيب لا تريد التصعيد والكرة في الملعب الإيراني
  • عاجل | تل أبيب تستأنف رحلات إعادة مواطنيها من الخارج
  • التصعيد الإيراني الإسرائيلي يضع الأسواق العالمية في حالة ترقّب ويُدخِل المستثمرين في حالة تأهّب
  • مورينيو يضغط لخطف جون دوران من النصر إلى فنربخشة
  • استقرار أسعار الذهب في سوريا
  • كلفة الحرب: إيران تضع اقتصاد إسرائيل في مأزق " ملايين الدولارات يوميا"
  • أسعار النفط تسجل مكاسب أسبوعية مع استمرار التصعيد بين إيران وإسرائيل " الخام الأميركي زاد 2.6% "