مفتي القاعدة السابق: هذا ما جعل بن لادن يجر أميركا لحرب في أفغانستان
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
وكان بن لادن ينطلق في هذا الاتجاه الذي ظن أنه سيجر الولايات المتحدة إلى حرب في أفغانستان تنتهي بتفكيكها كما سبق وتفكك الاتحاد السوفياتي، وهي نظرة كانت مرفوضة من غالبية قادة القاعدة، كما يقول المفتي السابق للتنظيم محفوظ ولد الوالد.
وخلال برنامج "مع تيسير"، قال ولد الوالد إن الضغوط تزايدت بشكل أكبر على طالبان بعد قيام بن لادن بتفجير سفارتي واشنطن في نيروبي ودار السلام، حتى إن الأميركيين طالبوا الحركة بمحاكمته على هاتين العمليتين.
ولم تكن طالبان تعرف أن بن لادن متورط في تفجير السفارتين كونه موجودا في أفغانستان، لكن الأمر انتقل من مطالبات غير مباشرة عبر باكستان، إلى توجيه رسالة مباشرة مهينة تطالب بتسليم بن لادن لواشنطن، وهو ما رفضته الحركة، حسب ولد الوالد.
وأبدت طالبان ثباتا في مواجهة هذه المطالبات رغم أنها كانت تحت ضغط دولي وإقليمي كبير -وفق ولد الوالد- الذي قال إن قادة القاعدة حاولوا إقناع بن لادن بالتراجع قليلا ومراعاة موقف الملا عمر والضغوط التي يتعرض لها بسببه.
جر أميركا للحرب
ولم يمض وقت حتى أبلغ بن لادن مجلس شورى القاعدة بأنه بصدد تنفيذ عمل ضخم ضد الأميركيين لن تكون نتيجته أقل من غزو أفغانستان، واتضح لاحقا أنه كان يتحدث عن تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وكان هذا أواخر 1998، حسب ولد الوالد.
وعندئذ، يقول المفتي السابق لتنظيم القاعدة إنه صارح بن لادن بأنه لا يحترم رأي الملا عمر الذي كان قد بايعه أميرا كونه يحكم البلد الذي يعيش فيه، ولا يحترم رأي مجلس شورى القاعدة الشرعي، مضيفا أنه "كان يعد نفسه لمواجهة كل منتقد بصدر رحب دون التراجع عما يريده".
وبعد هذا اللقاء الذي لم يبد فيه بن لادن قبولا للنصيحة، قرر ولد الوالد الابتعاد عن قرية السعادة (مقر بن لادن وقادة التنظيم) وإن لم يصارحه بدوافعه، وهو قرار لم يكن فرديا -حسب المتحدث- حيث قدم "أبو حفص" المصري (الرجل الثاني في القاعدة) استقالته اعتراضا على هذا السلوك.
إعلانففي الوقت الذي كان فيه الملا عمر يواجه انقساما شديدا داخل طالبان بشأن سلوك بن لادن، والذي حدا بالبعض للمطالبة بإخراجه من أفغانستان، حتى صدرت فتوى شرعية بإخراجه، وتصدى لها زعيم طالبان، وكان زعيم القاعدة يمضي غير عابئ بكل هذا، حتى قال البعض إنهم لا يعرفون من هو أمير البلاد، كما يقول والد الوالد.
ومع ذلك، أعلن الملا عمر أنه "لن يحمل لا هو ولا نسله من بعده عار تسليم رجل مسلم إلى دولة كافرة" وفق مفتي القاعدة السابق الذي قال إن زعيم طالبان كان مؤمنا بأن تسليم بن لادن سيكون أول خطوة على طريق التنازلات، وأن الغرب لن يترك أفغانستان سواء خرج زعيم القاعدة منها أو بقي فيها.
23/6/2025-|آخر تحديث: 18:50 (توقيت مكة)المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
صراع الحياد والولاء في ظل التصعيد الإسرائيلي الإيراني.. هل ينزلق لبنان لحرب جديدة؟
مع تصاعد عدوان الاحتلال الإسرائيلي على إيران، بات لبنان يجد نفسه أمام اختبار جديد لسياسته الخارجية القائمة على "النأي بالنفس"، وسط قلق متزايد من انزلاقه لمواجهة عسكرية جديدة بعد إعلان جماعة "حزب الله" انحيازها لإيران وعدم وقوفها على الحياد.
وبحسب وكالة "الأناضول" فإنّ: "هذا القلق يأتي بينما لم يطوِ لبنان بعد صفحة العدوان الإسرائيلي الذي اندلع في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، مخلفا أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح ودمار واسع".
وتابعت الوكالة، عبر تقرير لها: "رغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، إلا أن إسرائيل ارتكبت آلاف الخروقات له، خلّفت ما لا يقل عن 216 قتيلا و508 جرحى، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية".
وأضافت: "ينقسم الموقف اللبناني بين تصريحات رسمية تتمسك بعدم التورط في حرب إسرائيل على إيران والتزام الحياد، وخطاب عسكري يفتح الباب أمام احتمال اندلاع مواجهة جديدة"؛ فيما تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي، منذ 13 يونيو، عدوانا، على إيران، استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين.
من جهتها، ردّت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه عمق الاحتلال الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.
إلى ذلك، قال الصحفي طوني عيسى، في حديثه لـ"الأناضول"، إنّ: "بلاده تعيش حالة من الترقب إزاء تطور العدوان الإسرائيلي على طهران"، متابعا: "حتى الآن لم تظهر النتائج أو الترددات المحتملة على المنطقة ككل وعلى لبنان".
"لذلك يبقى هناك مجال للانتظار لأي سيناريوهات سوف يقبل عليها الوضع العسكري، والوضع السياسي بين إيران وإسرائيل وبين إيران والولايات المتحدة والغرب إذا دخلت قوات أخرى في مرحلة لاحقة" بحسب عيسى. وهو ما جعل المحلل السياسي اللبناني، توفيق شومان، يتّفق معه بالقول: "البلاد تعيش حالة ترقب ناجمة عن العدوان الإسرائيلي على إيران".
وأوضح شومان، في حديثه لـ"الأناضول" أنّ: "هذا الترقب ممتزج بمسار الحرب ونتائجها"، مشيرا إلى: "وجود مخاوف من توسيع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، خصوصا أن تل أبيب لم تلتزم بوقف إطلاق النار المعلن في 27 نوفمبر الماضي".
أما الصحفي والمحلل السياسي قاسم قاسم، فقال لـ"الأناضول" إنّ: "الحرب الإسرائيلية على إيران قد انعكست سلبا على القطاع الاقتصادي بلبنان، إذ أثرت على الموسم السياحي الذي كان ينتظره البلاد في هذا الصيف".
أيضا، أورد التقرير أنه: "على غرار الدول المحيطة، تأثرت حركة الملاحة الجوية في بيروت بسبب الصواريخ الإيرانية حيث ألغت العديد من شركات الطيران رحلاتها الجوية من وإلى مطار بيروت، كما أُعيد جدولة مواعيد رحلات أخرى لأسباب أمنية".
ومضى بالقول إنّه: "في لبنان، تتباين المواقف إزاء الانحياز إلى إيران من عدمه، حيث يؤكد الموقف الرسمي على سياسة "النأي بالنفس"، إلا أن "حزب الله" أعلن انحيازه لطهران. وصدر الموقف الرسمي من هذه الحرب عن كل من الرئيس اللبناني جوزاف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس البرلمان نبيه بري".
وأكّد عون في 16 حزيران/ يونيو الجاري، على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لإبعاد لبنان عن الصراعات التي لا شأن له بها، معربا عن أمله في ألا يؤثر الوضع الإقليمي على الفرص المتاحة أمام لبنان. فيما دعا أيضا، المجتمع الدولي، إلى التحرك فوراً لمنع دولة الاحتلال الإسرائيلي من تحقيق أهدافها.
أما سلام فقد شدد على "ضرورة الحؤول دون توريط لبنان في أي شكل من الأشكال بالحرب الدائرة لما يترتب علينا من تداعيات لا علاقة لنا بها". بينما قال بري إن "لبنان لن يدخل الحرب 200 بالمئة وإيران ليست بحاجة لنا بل إسرائيل هي التي تحتاج دعماً".
وفي آخر تصريح لأمين عام "حزب الله" نعيم قاسم، قال إننا "لسنا على الحياد في حزب الله بين حقوق إيران المشروعة واستقلالها وبين باطل أميركا وعدوانها، ونتصرفُ بما نراه مناسبا في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأميركي على إيران".