وكان بن لادن ينطلق في هذا الاتجاه الذي ظن أنه سيجر الولايات المتحدة  إلى حرب في أفغانستان تنتهي بتفكيكها كما سبق وتفكك الاتحاد السوفياتي، وهي نظرة كانت مرفوضة من غالبية قادة القاعدة، كما يقول المفتي السابق للتنظيم محفوظ ولد الوالد.

وخلال برنامج "مع تيسير"، قال ولد الوالد إن الضغوط تزايدت بشكل أكبر على طالبان بعد قيام بن لادن بتفجير سفارتي واشنطن في نيروبي ودار السلام، حتى إن الأميركيين طالبوا الحركة بمحاكمته على هاتين العمليتين.

ولم تكن طالبان تعرف أن بن لادن متورط في تفجير السفارتين كونه موجودا في أفغانستان، لكن الأمر انتقل من مطالبات غير مباشرة عبر باكستان، إلى توجيه رسالة مباشرة مهينة تطالب بتسليم بن لادن لواشنطن، وهو ما رفضته الحركة، حسب ولد الوالد.

وأبدت طالبان ثباتا في مواجهة هذه المطالبات رغم أنها كانت تحت ضغط دولي وإقليمي كبير -وفق ولد الوالد- الذي قال إن قادة القاعدة حاولوا إقناع بن لادن بالتراجع قليلا ومراعاة موقف الملا عمر والضغوط التي يتعرض لها بسببه.

جر أميركا للحرب

ولم يمض وقت حتى أبلغ بن لادن مجلس شورى القاعدة بأنه بصدد تنفيذ عمل ضخم ضد الأميركيين لن تكون نتيجته أقل من غزو أفغانستان، واتضح لاحقا أنه كان يتحدث عن تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وكان هذا أواخر 1998، حسب ولد الوالد.

وعندئذ، يقول المفتي السابق لتنظيم القاعدة إنه صارح بن لادن بأنه لا يحترم رأي الملا عمر الذي كان قد بايعه أميرا كونه يحكم البلد الذي يعيش فيه، ولا يحترم رأي مجلس شورى القاعدة الشرعي، مضيفا أنه "كان يعد نفسه لمواجهة كل منتقد بصدر رحب دون التراجع عما يريده".

وبعد هذا اللقاء الذي لم يبد فيه بن لادن قبولا للنصيحة، قرر ولد الوالد الابتعاد عن قرية السعادة (مقر بن لادن وقادة التنظيم) وإن لم يصارحه بدوافعه، وهو قرار لم يكن فرديا -حسب المتحدث- حيث قدم "أبو حفص" المصري (الرجل الثاني في القاعدة) استقالته اعتراضا على هذا السلوك.

إعلان

ففي الوقت الذي كان فيه الملا عمر يواجه انقساما شديدا داخل طالبان بشأن سلوك بن لادن، والذي حدا بالبعض للمطالبة بإخراجه من أفغانستان، حتى صدرت فتوى شرعية بإخراجه، وتصدى لها زعيم طالبان، وكان زعيم القاعدة يمضي غير عابئ بكل هذا، حتى قال البعض إنهم لا يعرفون من هو أمير البلاد، كما يقول والد الوالد.

ومع ذلك، أعلن الملا عمر أنه "لن يحمل لا هو ولا نسله من بعده عار تسليم رجل مسلم إلى دولة كافرة" وفق مفتي القاعدة السابق الذي قال إن زعيم طالبان كان مؤمنا بأن تسليم بن لادن سيكون أول خطوة على طريق التنازلات، وأن الغرب لن يترك أفغانستان سواء خرج زعيم القاعدة منها أو بقي فيها.

23/6/2025-|آخر تحديث: 18:50 (توقيت مكة)

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

“اغاثي الملك سلمان” يوزّع سلالًا غذائية جديدة في أفغانستان

وزّع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس، (111) سلة غذائية في ولاية هرات بأفغانستان، استفاد منها (666) فردًا بواقع (111) أسرة من الأفغان العائدين من إيران إلى بلادهم، وذلك ضمن مشروع دعم الأمن الغذائي والطوارئ في أفغانستان لعام (2025 – 2026م).

 

ويأتي ذلك في إطار الجهود الإنسانية والإغاثية التي تقدمها المملكة ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة؛ لمساعدة الشعب الأفغاني الشقيق والتخفيف من معاناته.

مقالات مشابهة

  • سجل تجاري للجوية الجزائرية و15 طائرة لدعم أسطولها
  • الوجه الآخر لحرب السودان.. مرتزقة وراء البحار
  • بيان القاعدة في حضرموت.. تماهٍ واضح مع أجندة الحوثي لنشر الفوضى وضرب الاقتصاد
  • “اغاثي الملك سلمان” يوزّع سلالًا غذائية جديدة في أفغانستان
  • أفغانستان.. طالبان تفتح تحقيقاً في تهديدات بالقتل ضد موظفات أمميات
  • هل أدّت عملية اغتيال الظواهري إلى اعتقال مواطن أمريكي في أفغانستان؟
  • تسرب إشعاعي قرب جلاسكو يهدد الغواصات النووية البريطانية
  • العراق، هايتي، أفغانستان.. جون ريندون عراب حروب أميركا
  • موقع أمريكي: إيران تستعد لحرب ثانية مع اسرائيل
  • الاحتلال يصادق اليوم على تجنيد آلاف الجنود لحرب غزة