تحذيرات من انفجار وشيك .. خبراء: وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ليس نية للسلام
تاريخ النشر: 25th, June 2025 GMT
تشهد المنطقة لحظات توتر كبيرة مع تصاعد المواجهة بين إيران وإسرائيل، وسط هدنة أعلنتها الوساطة الأمريكية والقطرية، لكنها لم توقف الصواريخ ولا تصريحات الجانب الإيراني أو الإسرائيلي.
ويؤكد خبراء أن ما يحدث ليس نهاية حرب، بل مجرد توقف مؤقت قبل مرحلة جديدة من التصعيد. وكانت التوقعات بين تهدئة مشروطة، أو استمرار للمواجهة بشكل أقل، أو انفجار كبير قد يجرّ المنطقة إلى حرب.
ونعرض فيما يلي أهم الآراء والتحليلات حول الحرب، وما إذا كان وقف إطلاق النار حقيقيًا أم مجرد هدنة.
أستاذ علوم سياسية: لا سلام حقيقي.. والرابح من يكتب نهاية الحرب
قال الدكتور سعيد الزغبي، أستاذ العلوم السياسية، إن المشهد الراهن في الشرق الأوسط يعجّ بالتوتر، ويشبه إلى حد بعيد رقعة شطرنج دامية، في ظل دخول الحرب الإيرانية الإسرائيلية مرحلة جديدة من التعقيد.
وأضاف: ما نشهده ليس وقفًا للحرب، بل مجرد هدنة معلنة بوساطة أمريكية وقطرية، رافقتها صواريخ حلّقت فوق بئر السبع وطهران، وضربات استباقية أنهكت البنى التحتية، بينما يقف العالم متأهبًا، يعدّ أنفاس اللاعبين.
وأوضح الزغبي أن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة لما ستؤول إليه الأوضاع:
السيناريو الأول – التهدئة المشروطة:
صفقة مؤقتة لالتقاط الأنفاس، جاءت بعد وساطات ماراثونية وضغوط أمريكية مكثفة، في محاولة لتجنّب انفجار حرب إقليمية موسّعة، لكنها تهدئة تكتيكية لا تعكس نية حقيقية لإنهاء الصراع.
السيناريو الثاني – استمرار المواجهة منخفضة الكثافة:
وهو السيناريو الأكثر ترجيحًا، حيث نشهد ضربات محسوبة، وتبادل رسائل بالنار بدلًا من الكلمات، بأسلحة دقيقة دون مواجهات مفتوحة. في هذا النوع من الحرب لا يوجد منتصر واضح، بل طرف ينجو أكثر من الآخر. إسرائيل تمارس سياسة الردع الذكي، بينما تستخدم إيران وكلاءها لتوسيع رقعة النزاع دون الدخول المباشر والمكلف.
السيناريو الثالث – التصعيد نحو حرب إقليمية شاملة:
لا يمكن استبعاد هذا الخيار كليًا، فحسابات خاطئة أو ضربة غير محسوبة قد تشعل المنطقة بالكامل. استهداف مفاعل أو منشأة حيوية قد يؤدي إلى انفجار لا يمكن احتواؤه. حتى الآن لا أرجّح هذا السيناريو بسبب توازن الردع، لكنه قائم كخيار كارثي يُعرف بـ«اليوم الأسود».
وفيما يخص إعلان وقف إطلاق النار، قال الزغبي: «هل وقف إطلاق النار حقيقي؟ في رأيي هو مجرد رماد دخاني، هدنة إعلامية تُعلَن عبر الميكروفونات وليس على الأرض».
وأشار إلى أن الواقع يكشف استمرار الضربات والصواريخ، وأن تصريحات طهران نفت التوصل لأي اتفاق، بينما رفعت تل أبيب حالة التأهب تحسبًا لـ«خيانة ميدانية»، على حد وصفه.
وحول من يربح في هذه الحرب، قال: «الرصاصة لا تكذب، لكنها أيضًا لا تروي القصة كاملة». وأوضح أن إسرائيل ربحت تكتيكيًا من خلال ضربات موجعة للمواقع النووية وتفوق استخباراتي واضح، إلى جانب تحييد جزئي لوكلاء إيران في سوريا ولبنان. أما إيران فقد ربحت رمزيًا، من خلال الصمود أمام آلة الحرب، وكسب تأييد الشارع الإسلامي، وإظهار قدرتها على تهديد القواعد الأمريكية حتى في قطر.
واختتم الزغبي تصريحاته قائلًا: «الرابح الحقيقي هو من يكتب نهاية الحرب، لا من يبدأها. نحن أمام لحظة حرجة في تاريخ الشرق الأوسط، حيث الكلمة الأخيرة لا تقال في أروقة السياسة، بل تُكتب في سماء طهران وتل أبيب بنيران الغارات. السؤال الآن: هل نحن أمام سلام هش أم أمام انفجار مؤجل؟ قد لا نعرف الإجابة بعد، لكن ما نعرفه هو أن المنطقة على حافة الهاوية؛ فإما أن تخمدها الدبلوماسية أو نسقط فيها جميعًا».
باحث سياسي: واشنطن لا تريد حربًا طويلة.. ووقف إطلاق النار رسالة تهدئة لا نهاية مواجهة
قال محمد فوزي، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار يحمل في طياته عدة دلالات مهمة، أولها أن الولايات المتحدة لا ترغب في إطالة أمد النزاع القائم بين إيران وإسرائيل، خشية خروج الاشتباك عن السيطرة، وما يشكّله استمرار الحرب من تكلفة باهظة تمس المصالح الأمريكية في المنطقة.
وأشار فوزي، في تصريحات خاصة لـ«صدى البلد»، إلى أن واشنطن تشعر بقلق متزايد من تداعيات الهجمات الإيرانية المتكررة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وهو ما دفعها إلى الضغط باتجاه تهدئة المشهد. كما رجّح أن الطرفين الأمريكي والإيراني التزما بقواعد اشتباك ضمنية أفضت إلى الشكل الذي انتهى به التصعيد، ما يدل على وجود قدر من التنسيق غير المباشر بينهما.
وأوضح فوزي أن إيران حاولت من خلال عمليتها الأخيرة داخل بعض مناطق الداخل الإسرائيلي إرسال رسالة سياسية بأنها الطرف الذي اختار إنهاء التصعيد، وأنها لا تزال تملك القدرة على خوض حرب استنزاف إذا تطلب الأمر، سعيًا لتحقيق انتصار سياسي ومعنوي.
وأضاف أن ترامب يسعى إلى تحقيق مكاسب عبر المسار السياسي والدبلوماسي بعد أن ثبت أن الخيار العسكري لن يؤدي إلى نتائج حاسمة، مؤكدًا أن الرهان الأمريكي حاليًا ينصب على إنجاح الحلول غير المسلحة.
ورغم ذلك، نبه فوزي إلى أن هذا الإعلان لا يخلو من تحديات، أبرزها التقلبات المعروفة في سياسات ترامب، والتصرفات المتهورة لليمين المتطرف داخل إسرائيل، وعدم وجود وقف فعلي للحرب في قطاع غزة، الذي يمثل برأيه «جذر الأزمة» في المنطقة.
وأشار إلى أن الاتفاق نفسه قد يكون عرضة للخروقات، كما حدث بالفعل في الساعات الأولى من إعلانه، سواء بفعل أطراف تسعى لإفشاله، أو بسبب قرارات انفعالية من أحد الجانبين دون حساب العواقب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إيران وإسرائيل الحرب الإيرانية الإسرائيلية واشنطن إسرائيل وقف إطلاق النار إیران وإسرائیل إلى أن
إقرأ أيضاً:
شهداء وجرحى من الجيش اللبناني جراء انفجار ذخائر من مخلفات الاحتلال
قتل وأصيب عدد من أفراد الجيش اللبناني، في انفجار ذخائر من مخلفات جيش الاحتلال الإسرائيلي بقضاء صور جنوبي البلاد.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية: "انفجرت ذخائر من مخلفات العدوان الاسرائيلي على الجنوب بفريق هندسة تابع للجيش اللبناني، وذلك خلال تفكيك الفريق بعض القذائف في المنطقة الواقعة بين بلدة مجدلزون ــ وزبقين بقضاء صور".
وأشارت الوكالة إلى وجود "معلومات عن وقوع إصابات بينهم شهداء"، دون مزيد من التفاصيل.
وشنت "إسرائيل" في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول/ سبتمبر 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح.
وفي 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف لإطلاق النار بين حزب الله و"إسرائيل"، لكن تل أبيب خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عن 280 قتيلا و586 جريحا، وفق بيانات رسمية.
وفي تحد لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.
والخميس، أعلنت وكالة الأنباء اللبنانية استشهاد 8 أشخاص، بينهم سوري، وإصابة 12 آخرين جراء 3 غارات جوية إسرائيلية استهدفت مناطق شرقي وجنوبي البلاد.
وتعتبر حصيلة الشخداء الخميس، الأكبر منذ 3 أسابيع، في ظل خرقات جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار القائم منذ أواخر 2024.
وذكرت الوكالة نقلا عن وزارة الصحة، أن "6 أشخاص استشهدوا وأصيب 10 آخرون في حصيلة نهائية في استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة على طريق المصنع الدولي في منطقة البقاع شرقي البلاد".
وفي وقت سابق الخميس، قالت الوكالة ذاتها إن "مسيرة معادية استهدفت مواطنا أمام منزله في بلدة كفردان غرب بعلبك (شرق)، ما أدى إلى استشهاده"، دون مزيد من التفاصيل.
كما استشهد مواطن سوري وأصيب شخصان، الخميس، في غارات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على بلدة دير سريان في محافظة النبطية جنوبي لبنان، وفق المصدر نفسه.