لجريدة عمان:
2025-06-25@11:48:16 GMT

افتتاحية.. الصيف والقراءة

تاريخ النشر: 25th, June 2025 GMT

افتتاحية.. الصيف والقراءة

رغم ضجيج العالم الذي يتصاعد كل يوم إلا أن علينا ألا نزيح القراءة نحو الهامش، إنها فعل وجودي تتفتح معه الذات، وتسمو عاليا في لحظة يبدو كل شيء فيها يجرنا نحو القاع.

ومع كل صيف يطل، وتخفتُ فيه وطأة الالتزامات اليومية، يتسع الزمن لاختيار آخر، أكثر جوهرية: أن نرتدّ إلى الداخل، وننفتح على الكتب بما تمثله من أنساق من الأفكار، وأدلة مغايرة للوجود.

تبدو المكتبة في هذه اللحظة، سواء كانت عمومية أو شخصية، فضاء رمزيا لحوار متجدد مع ما نظنه قد قيل وانتهى.. فهي تكشف، حين نمنحها الوقت والإنصات، عن دهشة كامنة في كل جملة، وكل نظرية، وكل استعارة. القراءة لا تُثبّت معارفنا، بل تربكها أولا، قبل أن تعيد تركيبها على نحو أكثر نضجا وشفافية. وربما لهذا السبب كانت القراءة لحظة مواجهة، لا لحظة ترف؛ مواجهة مع الأسئلة المؤجلة، مع الذات في هشاشتها وادعاءاتها، ومع العالم في عنفه ومراوغته.

وفي هذه اللحظة التي يبدو فيها العالم عند حافة الفناء النووي تغدو العودة إلى فعل مقاومة، مقاومة للفناء، ومقاومة للسطحي والسريع، وللصوت العالي والمشهد الزائف. ولذلك لا يمكن أن تكون القراءة مجرد تمرين يومي لأذهاننا المزدحمة ولكنها في عمقها ممارسة أخلاقية لتكثيف الإدراك.

تتيح لنا القراءة أن نعيش حيوات لم نعشها، ونرى بعيون لم نرَ بها، ونفكر من عتبات لم نقترب منها من قبل.. وبهذا المعنى، لا يصبح القارئ مجرد مستهلك للنصوص، بل مشارك في صوغ العالم، في مراجعته وإعادة تأويله.

وهذا الصيف الذي يداهمنا الآن بلهيبه الحارق، ليس فيه انقطاع عن العالم أو فرار من جحيمه بل نحاول أن نجد فيه استراحة للتأمل وفرصة لقراءة ذواتنا وقراءة مآلاته الحتمية. وبذل أن يكون زمنا للهروب، يمكن أن يكون فرصة للولوج إلى العوالم التي تفتحها المكتبات والكتب. ففي حضرة المتنبي ونجيب محفوظ ودوستويفسكي وميلان كونديرا نستطيع أن نعيد فهم العالم الذي يتدافع نحو الهاوية وفهم معنى الروح وتأريخها.

قد لا تغيرنا الكتب، ولا تستطيع أن تنتشل العالم من على تخوم هاويته ولكنها على أقل تقدير تستطيع أن تهز ذواتنا فنكتشف أنفسنا فيه وتلك هي معجزة القراءة التي تتجلى في بناء وعي أعمق بأن الأسئلة التي تتكاثر من حولنا لن تنتهي أبدا.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

هام جداً لطلبة التوجيهي: نصائح ذهبية للنجاح قبل وأثناء وبعد الامتحان

صراحة نيوز- مع بدءامتحانات التوجيهي، يواجه الطلبة الكثير من التوتر والقلق، لكن باتباع بعض النصائح العلمية من مصادر موثوقة، يمكن تجاوز هذه المرحلة بنجاح وثقة.

قائمة المحتوياتقبل الامتحان:داخل الامتحان:بعد الامتحان: قبل الامتحان:

تنظيم الوقت: وزع وقت المذاكرة بشكل متوازن مع تخصيص فترات راحة منتظمة.

المراجعة المنتظمة: لا تترك المراجعة للآخر لحظة، بل ابدأ بمراجعة الدروس تدريجياً لتثبيت المعلومات.

النوم الجيد والتغذية الصحية: احرص على نوم كافٍ ليلاً وتناول وجبات صحية لتعزيز التركيز والطاقة.

تجنب التوتر: مارس التنفس العميق أو تمارين الاسترخاء لتقليل القلق.

داخل الامتحان:

قراءة الأسئلة جيداً: لا تسرع، اقرأ الأسئلة بتمعن وفهم قبل الإجابة.

إدارة الوقت: قسم وقتك حسب عدد الأسئلة واحرص على عدم قضاء وقت طويل على سؤال واحد.

ابدأ بالأسئلة السهلة: هذا يعزز الثقة ويساعد في تنظيم الوقت.

المراجعة السريعة: إن بقي وقت، راجع إجاباتك لتصحيح أي أخطاء.

بعد الامتحان:

الراحة والاسترخاء: امنح نفسك فرصة للراحة بعد كل امتحان لتجديد النشاط.

تقييم الأداء: دون نقاط القوة والضعف لتحسينها في الامتحانات القادمة.

المتابعة بالدعم: اطلب المساعدة من المعلمين أو الزملاء في المواد التي شعرت فيها بصعوبة.

اتباع هذه الخطوات لا يساعد فقط على النجاح بل يخفف من الضغوط النفسية، مما يجعل تجربة التوجيهي أكثر إيجابية وثقة في النفس.

مقالات مشابهة

  • هام جداً لطلبة التوجيهي: نصائح ذهبية للنجاح قبل وأثناء وبعد الامتحان
  • خبراء يحذرون: تعليم القراءة في سن الثالثة قد يُعيق نمو الطفل
  • الجيل : مصر ملاذ الإنسانية حين يغلق العالم أبوابه
  • الخشمان في قراءة سياسية عميقة: في لحظة إعادة ترتيب العالم… هل نعيد ترتيب أنفسنا؟
  • في لحظة إعادة ترتيب العالم… هل نعيد ترتيب أنفسنا؟
  • اتفاقية شراكة لتجديد دعم مشروع مكتبة “الطفل المتنقلة”
  • هجمات ترامب تركت ثلاث قضايا مجهولة.. ولم تجب على الأسئلة المهمة
  • اختبارات مركزية
  • فيلم «28 Years Later» يحقق 30 مليون دولار في افتتاحية عرضه بأمريكا