دراسة حديثة تكشف: خليج عدن قد يكون نقطة البداية لانقسام القارة الإفريقية
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
خليج عدن (في الصورة) هو مسطح مائي ضيق نسبيًا يفصل بين قارة أفريقيا جنوبًا واليمن شمالًا - وهنا بدأ الانفصال بالفعل.
رصد علماء الجيولوجيا نبضات غامضة في أعماق الأرض تحت إثيوبيا، تُنذر ببداية تشقق عملاق يمتد من الشمال في خليج عدن إلى الجنوب، ليقسم القارة إلى نصفين خلال ملايين السنين، ويُولد محيطًا جديدًا في قلب إفريقيا.
. فكيف يحدث هذا الانقسام؟ وما الدول التي ستغير مكانها على الخريطة؟ وهل سنشهد في المستقبل قارة جديدةً تسمى "شرق إفريقيا"؟
كشفت دراسة حديثة عن أدلة علمية تثبت وجود تدفقات متكررة من الصهارة الصاعدة من أعماق الأرض تحت إثيوبيا.
وأكد باحثون من جامعة سوانسي أن هذه التدفقات تعمل على تفكيك القارة تدريجياً وتشكيل محيط جديد.
وصرحت الدكتورة إيما واتس، المؤلفة الرئيسية للدراسة، لموقع "ديلي ميل أونلاين": "سيشمل هذا الانقسام إفريقيا بأكملها في النهاية".
وأضافت: "لقد بدأت هذه العملية بالفعل وتحدث حالياً بمعدل بطيء يتراوح بين 5-16 ملم سنوياً في شمال الصدع".
وتابعت: "سيستغرق انقسام القارة الإفريقية عدة ملايين من السنين قبل اكتماله".
وأشار الفريق البحثي إلى خليج عدن كبداية لهذه الظاهرة، حيث يفصل هذا المضيق المائي الضيق بين جنوب شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا.
ورصد العلماء الآن حركات غير عادية تحت قاع الخليج، حيث تتباعد الصفائح التكتونية ببطء، مطلقة شرارة عملية قد تقسم إفريقيا إلى قارتين خلال ملايين السنين. هذه الظاهرة الفريدة تجعل من خليج عدن "مختبراً طبيعياً" لفهم كيفية ولادة المحيطات الجديدة.
ومثل التمزق الصغير في قطعة القماش، قد يبدأ الانفصال من خليج عدن ثم ينتشر تدريجياً جنوباً.
وسيقسم هذا الانفصال المسطحات المائية الكبرى في شرق إفريقيا، مثل بحيرة ملاوي وبحيرة توركانا.
وبحلول اكتمال هذه العملية بعد 5-10 ملايين سنة، ستتكون إفريقيا من كتلتين أرضيتين منفصلتين.
ستضم الكتلة الغربية الأكبر معظم الدول الإفريقية البالغ عددها 54 دولة، بما فيها مصر والجزائر ونيجيريا وغانا وناميبيا.
بينما ستتكون الكتلة الشرقية الأصغر من الصومال وكينيا وتنزانيا وموزمبيق وجزء كبير من إثيوبيا.
وأوضحت الدكتورة واتس: "ستبلغ مساحة الجزء الشرقي المنفصل حوالي مليون ميل مربع، بينما تصل مساحة الكتلة الغربية إلى أكثر من 10 ملايين ميل مربع".
جمع فريق البحث أكثر من 130 عينة صخرية بركانية من منطقة عفار الإثيوبية،
حيث تلتقي ثلاث صفائح تكتونية: الصدع الإثيوبي الرئيسي، وصدع البحر الأحمر، وصدع خليج عدن، التي تتباعد عن بعضها باستمرار.
استخدم الباحثون هذه العينات مع بيانات سابقة ونماذج إحصائية متطورة لدراسة تركيب القشرة الأرضية والطبقة التحتية (الوشاح).
يُعتبر الوشاح - الطبقة الأسمك للأرض - صخرة صلبة تتصرف كسائل لزج، حيث يساعد تباعد الصفائح في صعود المواد المنصهرة منه.
وأكدت الدكتورة واتس: "اكتشفنا أن الوشاح تحت منطقة عفار ليس ثابتاً بل ينبض بشكل إيقاعي".
وتابعت: "تقوم الصفائح المتصدعة بتوجيه هذه النبضات الصاعدة من المواد شبه المنصهرة".
على مدى ملايين السنين، ومع استمرار تباعد الصفائح التكتونية في مناطق مثل عفار، تتمدد وتضعف حتى تنفصل تماماً، مما يشكل محيطاً جديداً.
كان الجيولوجيون يتوقعون منذ فترة وجود تيارات حارة صاعدة من الوشاح، لكن طبيعة هذه التيارات وسلوكها تحت الصفائح المتصدعة ظلت غامضة حتى الآن.
وأظهرت الدراسة أن سلوك هذه النبضات يختلف حسب سمك الصفيحة التكتونية وسرعة تباعدها.
في منطقة عفار، تغطي الصخور البركانية أرضية الوادي المتصدع بالكامل، مما يشير إلى أن القشرة الأرضية هنا أصبحت رقيقة جداً على وشك الانقسام التام.
وعند حدوث هذا الانقسام، سيبدأ محيط جديد بالتكون من تجمد الصهارة في الفراغ الناتج عن انفصال الصفائح.
وخلال عشرات الملايين من السنين، سيمتد قاع المحيط الجديد على طول خط الصدع بأكمله.
نُشرت الدراسة في مجلة "نيتشر جيوساينس"، وأظهرت أن عمود الوشاح تحت منطقة عفار ليس ساكناً بل ديناميكياً ويتفاعل مع حركة الصفائح التكتونية فوقه.
وأوضح الدكتور ديريك كير، المؤلف المشارك في الدراسة من جامعة ساوثهامبتون وجامعة فلورنسا: "اكتشفنا أن تطور التيارات العميقة في الوشاح مرتبط ارتباطاً وثيقاً بحركة الصفائح التكتونية".
وأضاف: "لهذا الاكتشاف تداعيات عميقة على فهمنا للبراكين والزلازل وعمليات انقسام القارات".
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الصفائح التکتونیة منطقة عفار خلیج عدن
إقرأ أيضاً:
أورام الأقصر تتصدر مشهد "صحة إفريقيا 2025".. بروتوكولات استراتيجية لدعم السياحة العلاجية والتوعية الصحية في القارة
خطفت مستشفي شفاء الأورام الأضواء خلال اليوم الثاني من فعاليات معرض ومؤتمر "صحة إفريقيا 2025"، الذي يُقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتؤكد مجددًا ريادتها في علاج الأورام بالمجان ودعم المنظومة الصحية على المستويين المحلي والأفريقي.
وبحضور لافت لمجلس إدارة جمعية الأورمان ومؤسسة شفاء الأورمان، شهدت الفعاليات توقيع مجموعة من بروتوكولات التعاون المهمة، التي تمثل خطوة استراتيجية نحو ترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي للسياحة العلاجية، وتعزيز جهود التوعية الصحية والمجتمعية.
خطوات عملية نحو صحة شاملة
وتضمنت البروتوكولات تنظيم حملات توعوية كبرى داخل المؤسسات الطبية والشركات والمستشفيات المشاركة في المؤتمر، بمشاركة نخبة من مقدمي الرعاية الصحية، إلى جانب تنفيذ أنشطة تثقيفية وقوافل طبية منتظمة تخدم مختلف فئات المجتمع.
كما تم الاتفاق على دعم الفعاليات الصحية الكبرى، مثل "اليوم العالمي للسكري"، والمساهمة في مبادرة "إحساسك نعمة" للحد من مضاعفات المرض، بالإضافة إلى التعاون في تنظيم المؤتمرات العلمية، وتدريب الكوادر الصحية ورفع كفاءتهم، وتقديم باقة متكاملة من الخدمات الطبية والعلاجية المجانية بأعلى معايير الجودة العالمية.
رسالة مصرية من قلب إفريقيا
من جانبه، ثمّن محمود فؤاد، المدير التنفيذي لمؤسسة شفاء الأورمان، هذا التعاون الفعّال مع الهيئة العامة للرعاية الصحية، مؤكدًا أن البروتوكولات الجديدة تدعم بقوة توجه الدولة نحو تعزيز السياحة العلاجية، وجذب المرضى من مختلف الدول، إلى جانب تعزيز الثقافة الصحية داخل المجتمع.
وقال فؤاد: "نواصل في شفاء الأورمان تقديم كل ما يحتاجه مريض الأورام من رعاية متكاملة، بدءًا من الفحص وحتى صرف العلاج، مجانًا، ووفق أعلى المعايير العالمية، إيمانًا منا بحق كل إنسان في العلاج الكريم.
IMG-20250626-WA0044 IMG-20250626-WA0042 IMG-20250626-WA0040 IMG-20250626-WA0038 IMG-20250626-WA0036 IMG-20250626-WA0034 IMG-20250626-WA0032 IMG-20250626-WA0031