العلمانية بين العالمية والخصوصية.. من سؤال النهضة إلى سؤال المفهوم (1)
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
"لقد آن الأوان لأن ننقل سؤال النهضة من موقعه الإنشائي الحالم إلى موقعه التحليلي المركّب، حيث تتكشّف الشروط وتتعرّى المفاهيم" ـ (الصادق جلال العظم، ذهنية التحريم)
من المغرب حيث نحت الجابري أسس نقد العقل العربي، مرورا بمشروع طه عبد الرحمن الذي عمّق بعده الأخلاقي، إلى مشرق العالم العربي حيث مشروع نايف بن نهار حول الخطاب والسلطة، تتواصل رحلة تشريحنا لأزمة النهضة العربية، لا باعتبارها تخلّفًا حضاريًا فحسب، بل بوصفها إشكالًا مفاهيميًا يتعلق بطريقة تفكيرنا في مفردات التقدّم.
لكن، هل نحن إزاء "العلمانية" كما نشأت في أوروبا، أم أننا أمام مفهوم مستعار وُضع في غير بيئته؟ وهل يمكن نقل العلمانية كما هي، أم أن التحدّي يكمن في "توطينها" دون أن نخسر الذات؟
هنا تحديدًا تبدأ إشكاليتنا: العلمانية ليست مجرد موقف من الدين، بل هي رؤية للعالم، للعقل، وللإنسان. ولهذا، فإن أي مشروع نهضة عربي لا يمكن أن يتحايل على هذا المفهوم، بل عليه أن يتجاوزه نقدًا وتحليلاً: أي أن يفككه دون أن يلغيه، ويعيد فهمه ضمن شروطنا وسياقاتنا.
لقد حفرت موجة "إعادة قراءة التراث" التي بدأت منذ منتصف القرن العشرين مسارات فكرية عميقة، انطلقت من السؤال النقدي حول بنية الفكر العربي، لتصل اليوم إلى سؤال أشدّ تعقيدًا: كيف يمكن لمجتمعات عربية، مؤسسة في بنيتها الرمزية على الدين، أن تتبنى مشروعًا حداثيًا دون أن تنسخ النموذج الغربي؟ كيف يمكنها أن تفكّر في "العلمانية" دون أن تقع في ثنائية التبعية أو العداء؟
في هذا السياق، تبرز أعمال مفكرين كبار مثل عزمي بشارة، عبد الوهاب المسيري، رضوان السيد، الصادق جلال العظم، وغيرهم، بوصفها محاولات جادة للإجابة عن هذا السؤال المزدوج: كيف ننهض؟ وكيف نُعيد بناء العلاقة بين الدين والسلطة، بين الهوية والكونية؟
من هنا، سيكون هذا الفصل الجديد في السلسلة، مخصصًا لتحليل مفهوم العلمانية في الفكر العربي، ليس كمجرد تعريف أكاديمي، بل كساحة اشتباك بين رؤى، وكسؤال تأسيسي في مشروع نهضة لم يكتمل.
تحتل العلمانية اليوم موقعًا محوريًا في النقاشات الفكرية والسياسية في العالم العربي. فهي تمثل أحد الخيارات المركزية التي يتناولها المفكرون العرب في محاولاتهم لإعادة بناء العلاقة بين الدين والدولة، وبين الحداثة والهوية. مع ذلك، لا يمكن فهم معنى العلمانية في السياق العربي بنفس المفهوم الغربي المباشر، إذ تتداخل عوامل التاريخ، الثقافة، الدين، والسياسة، مما يجعل هذه الفكرة موضوعًا معقدًا يثير الجدل حول مدى إمكان تطبيقها وأشكالها المختلفة.
من هنا تنشأ إشكالية مركزية: كيف يمكن للعالم العربي أن ينهض حداثيًا وسياسيًا، في ظل خصوصياته الدينية والثقافية، دون أن يفقد هويته، وهل العلمانية خيار ملائم أم أنها شكل من أشكال العلمنة التي قد تمحو هذه الخصوصيات؟
العلمانية: تعريفات وأبعاد
العلمانية ليست مفهومًا موحدًا؛ بل هي طيف واسع يشمل:
ـ العلمنة الشاملة: فصل الدين تمامًا عن السياسة، وحصر الدين في المجال الخاص فقط.
ـ العلمانية التوافقية: التي تسمح للدين بمكانة اجتماعية ورمزية دون هيمنة سياسية.
ـ العلمانية الإسلامية: التي تسعى لموازنة بين قيم الدين ومبادئ الدولة المدنية.
ينبغي التفريق بين هذه الأنواع لفهم مواقف المفكرين المختلفين.
إشكالية العلمانية في السياق العربي
تواجه العلمانية في العالم العربي تحديات فريدة:
ـ دور الدين في الهوية: حيث غالبًا ما يتشابك الدين مع الهوية الوطنية والثقافية.
ـ الاستعمار والتجارب الحديثة: التي جعلت من العلمانية مفهومًا أحيانًا مرتبطًا بالاستعمار أو بالنخب المتعلمة.
ـ الأنظمة السياسية: التي قد توظف العلمانية أو تعاديها لأغراض السيطرة.
كل هذه العوامل تعقّد تطبيق العلمانية وتفتح المجال أمام قراءات متعددة.
وسنبدأ هذا المسار من خلال قراءة نقدية لمشروع عزمي بشارة، الذي ينظر إلى العلمانية بوصفها ضرورة ديمقراطية، لا مجرد خيار ثقافي، قبل أن ننتقل إلى المسيري ورؤيته المناوئة، فإلى رضوان السيد وقراءته التوفيقية.
عزمي بشارة والعلمانية.. من فصل الدين عن الدولة إلى الديمقراطية الحديثة
يُعتبر عزمي بشارة من أبرز المفكرين العرب الذين تناولوا موضوع العلمانية بطريقة صريحة وواضحة، بوصفها أداة ضرورية لتحقيق الديمقراطية والتقدم في المجتمعات العربية. منطلقه الأساسي هو فصل الدين عن الدولة، إذ يرى أن ارتباط السياسة بالدين يؤدي إلى تعطيل الحقوق والحريات ويحد من إمكان تطوير مؤسسات مدنية حقيقية.
بشارة يعرف العلمانية على أنها:
ـ فصل كامل بين الدين والدولة: بحيث تكون الدولة على مسافة متساوية من جميع الأديان والمعتقدات، ولا تستند إلى مرجعية دينية في تشريعها أو حكمها.
يتشكل موقف بشارة في سياق أزمة مجتمعات عربية تعاني من سلطة دينية متحكمة وأحزاب إسلامية ذات أدوار سياسية متزايدة، وهو ما يرى أنه يعوق بناء دولة مدنية حداثية.ويعتبر أن تطبيق العلمانية هو السبيل الوحيد لتجاوز الاستبداد الديني والسياسي، ولتحقيق حرية الأفراد ولتعددية سياسية حقيقية.ـ ضمان للحقوق الفردية: حيث تؤمن العلمانية حرية الاعتقاد، التعبير، والمساواة بين جميع المواطنين بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو الطائفية.
ـ إطار لبناء مجتمع مدني ديمقراطي: يتيح تداول السلطة عبر مؤسسات مستقلة ومنظمة، بعيدًا عن التبعية للهيئات الدينية أو الأحزاب القائمة على الانتماءات الدينية.
الخلفية الفكرية والسياسية
يتشكل موقف بشارة في سياق أزمة مجتمعات عربية تعاني من سلطة دينية متحكمة وأحزاب إسلامية ذات أدوار سياسية متزايدة، وهو ما يرى أنه يعوق بناء دولة مدنية حداثية.ويعتبر أن تطبيق العلمانية هو السبيل الوحيد لتجاوز الاستبداد الديني والسياسي، ولتحقيق حرية الأفراد ولتعددية سياسية حقيقية.
نقد بشارة للتيارات الدينية السياسية
يُوجه بشارة نقدًا لاذعًا للحركات الإسلامية السياسية التي تسعى لدمج الدين في السياسة، باعتبار هذا الدمج:
ـ يؤدي إلى هيمنة فئة معينة على المجتمع تحت ذريعة الدين.
ـ يكرس التمييز والاضطهاد ضد الأقليات والمخالفين.
ـ يعرقل تحديث الدولة ويحول دون تطوير القانون المدني القائم على المساواة والعدالة.
يرى بشارة أن هذه التيارات تستغل الدين لتحقيق مكاسب سياسية، مما يضر بالديمقراطية وبالحقوق المدنية.
موقفه من الثقافة والدين
رغم تأييده للعلمانية، لا ينفي بشارة أهمية الدين كثقافة ومرجعية روحية فردية، لكنه يؤكد أن:
ـ الدين يجب أن يبقى في المجال الخاص: لا يمكن السماح له بأن يتحكم في مؤسسات الدولة أو السياسة العامة.
ـ الاحترام للخصوصيات الدينية: لكن مع الحفاظ على الحقوق المدنية والسياسية لكل المواطنين.
إمكانات تطبيق العلمانية في العالم العربي
يرى بشارة أن هناك تحديات حقيقية تواجه تطبيق العلمانية في العالم العربي، منها:
ـ المقاومة من قبل المؤسسات الدينية.
ـ القصور في الثقافة السياسية المدنية.
ـ هيمنة العادات والتقاليد المحافظة.
ومع ذلك، فهو متفائل بإمكانية التغيير عبر:
ـ تعزيز التعليم المدني.
ـ بناء حوار بين التيارات المختلفة.
ـ دعم قوى المجتمع المدني.
يمكن تلخيص موقف عزمي بشارة في أن العلمانية هي:
ـ أداة ضرورية لإرساء دولة القانون والحقوق.
ـ شرط أساسي للديمقراطية والتقدم.
ـ ضرورة لفصل الدين عن السياسة، دون نفي للدين كثقافة وروحانية.
من شق النهضة إلى درب المفهوم
في محاولة استئناف مشروع النهضة العربية، لا يكفي أن نبحث عن خلاصات جاهزة أو أن نستورد نماذج معلبة من الحداثة، بل نحن مدعوون، أكثر من أي وقت مضى، إلى إعادة طرح الأسئلة لا كمجرد تكرار قلق لتاريخ لم يتحقق، بل كمغامرة معرفية تتطلب منا تفكيك المفاهيم التي ظنناها بديهية. هكذا، لا تكون العلمانية مجرد موضوع خلاف، بل فضاءًا مفتوحًا للمساءلة: هل هي أداة تحرّر، أم قيد جديد بلغة أخرى؟ هل يمكن أن تكون جسرًا نحو دولة مدنية عادلة، أم أنها مجرد ظل غربي لا يستقيم في شمس المشرق؟
إن العلمانية، كما نفهمها هنا، ليست هدفًا في ذاتها، بل مرآة لسؤال أعمق: كيف نعيش معًا رغم اختلافنا؟ كيف نُعيد بناء المجال العام على أساس المواطنة لا الطائفة، وعلى قاعدة العقل لا العصبية؟لقد قدّم عزمي بشارة نموذجًا عقلانيًا صارمًا للعلمانية بوصفها شرطًا للديمقراطية، رابطًا بين فصل الدين عن الدولة وبين صيانة الحريات. غير أن بشارة نفسه يدرك أن "علمنة الدولة" في العالم العربي لن تكون ممكنة إلا عبر علمنة الوعي أولًا، وتحوّل الثقافة السياسية والاجتماعية من الرغبة في الهيمنة إلى قبول التعدد.
لكن هذا الطرح، على اتساقه المنهجي، ليس المسار الوحيد. فالمسيري، في المقال القادم، سيأخذنا في اتجاه مختلف، بل مضاد في كثير من الأحيان، حيث يُحذّر من إسقاط النموذج الغربي للعلمانية على مجتمعات ذات ذاكرة دينية عميقة، ويطرح بديلاً حضاريًا يقوم على "العلمانية الجزئية"، ويدعو إلى "رؤية قرآنية" تميّز بين القيم الأخلاقية والسلطة السياسية.
بين بشارة والمسيري، لا نبحث عن موقف صائب وآخر خاطئ، بل عن اتساع النظر وعمق التفكير. فكل منهما يقدّم زاوية من زوايا هذا الاشتباك الفكري الكبير حول مصير العرب بين الدين والسياسة، بين الأصالة والمعاصرة، بين سؤال النهضة المؤجَّل وسؤال المفهوم المغيَّب.
إن العلمانية، كما نفهمها هنا، ليست هدفًا في ذاتها، بل مرآة لسؤال أعمق: كيف نعيش معًا رغم اختلافنا؟ كيف نُعيد بناء المجال العام على أساس المواطنة لا الطائفة، وعلى قاعدة العقل لا العصبية؟
وهكذا، فإن المقال القادم لن يكون نقضًا لما سبق، بل استكمالًا له. لأن النهضة الحقيقية لا تولد من إجماع مزيّف، بل من توتر خصب بين الرؤى، ومن قدرة العقل العربي على أن يُزاوج بين النقد والإبداع، بين الحفر في التراث والتطلع إلى المستقبل، ومثلما قال الراحل محمد عابد الجابري: "في البدء كان السؤال.. وما يزال هو الخلاص"..
في المقال القادم، سنتناول الموقف النقدي لعبد الوهاب المسيري من العلمانية، مع إبراز رؤيته للخصوصية الحضارية العربية الإسلامية.
المراجع:
ـ "الدين والعلمانية في سياق تاريخي" ـ عزمي بشارة (مجلدات 2013 ـ 2015): تخصص في تحديد تطور مفهومي للعلاقة بين الدين والعلمانية عبر التاريخ الحديث .
ـ "العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة" - عبد الوهاب المسيري (2002): نقدي مفصل للعلمانية من منظور حضاري إسلامي.
ـ صادق جلال العظم، نقد الفكر الديني (2018): دراسة تمثل المنطلق الفلسفي لمقولة نقد اللاهوت الضروري قبل أي مشروع علماني.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير النهضة العربي الفكرية عرب فكر نهضة أطروحات أفكار أفكار سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی العالم العربی العلمانیة فی فصل الدین عن عزمی بشارة بین الدین مفهوم ا دون أن
إقرأ أيضاً:
شاهد: بشارة بحبح : إعلان وقف إطلاق النار في غزة قد يكون خلال أيام
قال الدكتور بشارة بحبح ، رئيس جمعية العرب الأمريكيين من أجل السلام ، مساء اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 ، إن إعلان وقف إطلاق النار في غزة قد يكون خلال أيام ، كاشفا عن مقترحات عدة مطروحة على الطاولة فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ووجه بحبح في حديث مع قناة الغد الفضائية رسالة إلى أهالي قطاع غزة، قال خلالها: «نحن لم ننسَكم، ولن ننساكم، ونحن جادون في العمل لإيجاد حل دائم، ووقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن».
وردًّا على سؤال لـ«الغد» حول ما آلت إليه مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قال بحبح، إن هناك مقترحات عدة، منها مقترحات شاملة وأخرى جزئية، لكن الهدف الأول حاليًّا هو وقف إطلاق النار، بحيث يتم السماح بدخول المساعدات الإنسانية لجميع السكان في غزة، وإنجاز الأمور الطبية الخاصة بأهالي القطاع، وبالتالي يُسمَح بالخروج من القطاع لمن تقتضي حالاتهم ذلك.
وأعرب بحبح عن تفاؤله، سيما بعد انتهاء الحرب بين إسرائيل وإيران، وعودة غزة إلى بؤرة التركيز مرة أخرى، ليس بالنسبة للفلسطينيين الذين يركزون دوما على قضيتهم وعلى غزة فقط، ولكن بالنسبة لإسرائيل والإدارة الأميركية أيضًا.
وبسؤاله عما إذا كان انتهاء المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران سينعكس إيجابًا على الأوضاع في قطاع غزة، وعلى عودة ملف غزة إلى زخمه المعتاد من خلال المفاوضات والجهود الدبلوماسية، رد بحبح قائلًا إن «إيران وغزة غير مرتبطين ببعضهما البعض، فموضوع غزة يختلف عن موضوع إيران، لكن مع انتهاء موضوع إيران فهناك تركيز جاد حاليًّا من جانب الوسطاء المصريين والقطريين والأميركيين لوقف إطلاق النار دائم في أسرع وقت ممكن»، مؤكدًا أنه متفائل بأن يتم الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة خلال أيام.
وعن الأسس التي بنى عليها تفاؤله، أوضح بحبح أن «نقاط الاختلاف بين الطرفين ليست بالكثيرة»، مضيفًا أنه لا يمكن الخوض في الحديث عن نقاط الاختلاف، لكنها تتضمن «جملة وإعادة صياغتها»، بحسب تعبيره، وفي حال الاتفاق على إعادة صياغة هذه الجملة، التي قد تشمل أرقامًا، يُمكِن التوصل إلى اتفاق.
وبخصوص ما تم تداوله خلال اليومين الماضيين من أنباء حول وصول وفد من حركة حماس إلى القاهرة، وعمَّا إذا كان لديه تواصل مباشر مع حركة حماس، قال بحبح: «التقيت الدكتور غازي حمد من حركة حماس، وتباحثنا بالأمور المطروحة على الطاولة، خصوصًا الأمور العالقة، وهناك تفهُّم كبير من قِبَل حماس لضرورة إيجاد حل سريع للوضع في غزة»، مؤكدًا: «نعم هناك اتصالات مباشرة مع قادة حماس».
وبسؤاله عمَّا إذا كان، بصفته وسيطًا غير رسمي بين الإدارة الأميركية وحماس، قد تواصل مع الإدارة الأميركية أو المسؤولين عن الملف، ونقل إليهم الاستنتاجات التي خرج بها من لقاءاته مع قادة حماس، قال بحبح: «بالتأكيد، أنا أنقل رسائلي بشكل شبه يومي، خصوصا إذا كان هناك تطورًا يحدث، وأنا أعرف أن هناك التزامًا من جانب الحكومة الأميركية والرئيس دونالد ترمب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بوجود حل بالنسبة لغزة ووقف إطلاق النار بالقطاع»، مؤكدًا: «هم لا يريدون لحرب غزة أن تستمر، ويريدون أن يعيش شعب غزة حياة آدمية».
وشدد بحبح في لقائه مع «الغد» على أن «ويتكوف أخبره بأن مهمته الأساسية هي وقف قتل المدنيين من الفلسطينيين والإسرائيليين»، مؤكدًا أنه بدأ بالفلسطينيين، وأنه على هذا الأساس بُنِيت علاقة الثقة بينهما، معربًا عن أمله في التوصل إلى نتائج قريبًا.
وفي حين أشار بحبح إلى الرئيس ترمب ورغبته في إنهاء هذا الصراع، أخذًًا في الاعتبار تصريحاته قبل أيام قال فيها إن محادثات وصفها بالكبيرة تجري الآن بشأن حرب غزة، وإن المحادثات هذه تشمل حركه حماس وإسرائيل وإيران.
ووجه الإعلامي عمرو عبد الحميد سؤالا إلى بحبح حول الخطوة التالية، ليرد الأخير بالقول إن «الخطوة الأساسية الآن هي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة»، وموضحًا أنه ما لم يكُن هناك وقف لإطلاق النار فلا يمكن أن يتم التباحث بخصوص ما بعد وقف إطلاق النار».
وأشار إلى أن هناك «3 نقاط كل طرف يأخذ نظرة مختلفة عنها، تم التوصل إلى تفاهم حول النقطتين الأولى والثانية، أما النقطة الثالثة فستتم مناقشتها غدًا أو بعد غد»، منوهًا بأن «الحكومة المصرية وجهت دعوة إلى الإسرائيليين للقدوم إلى القاهرة»، ومؤكدًا أن «الاجتماع القادم هو الذي سيُقرر عملية وقف إطلاق النار».
وردُّا على سؤال لـ«الغد» عما إذا كان يشعر بجدية لدى كل الأطراف، قال بحبح: «أتصور أن الجانب الإسرائيلي أصبح جادًّا أكثر بكثير بعد انتهاء عملية إيران، فنتنياهو لديه ورقة يحملها، وهي أنه -حسب اعتقاده- أنهى البرنامج النووي الإيراني، ومن هذا المنطلق أصبح لديه ما يمكنه من أن يقول دعونا نُنهي حرب غزة، فمن جهة الإسرائيليون يريدون الإفراج عن محتجزيهم، ومن ناحية أخرى الفلسطينيون يريدون وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى، بالإضافة إلى إدخال المساعدات والبدء في التفكير بمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار.
وعن قنوات التواصل التي هو جزء منها، وكيف تم فتحها، قال بحبح: «لم أتوقع أن أكون وسيطًا، ولكن تم الاتصال بي من قِبَل الدكتور غازي حمد بعد أن طلب رقم هاتفي من السيدة سها عرفات، ومن هنا بدأ التواصل، فقد تواصل هو معي ثم بدأت أنا بالتواصل مع ستيف ويتكوف، ومن هنا توصلنا إلى اتفاق لإطلاق سراح الجندي الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، وهذه كانت خطوة مهمة جدًّا بالنسبة للأميركيين، الذين كانوا يعتقدون أنها إذا تمت قبل زيارة الرئيس ترمب إلى الشرق الأوسط فستكون عامل تغيير أساسي في نظرة الولايات المتحدة في ما يتعلق بالقطاع وأيضًا في ما يتعلق بحركة حماس».
وأشار بحبح إلى أن عملية إطلاق سراح عيدان ألكسندر «أدَّت إلى حسن نية من قِبَل الأميركيين تجاه حماس، فنحن لم نكن لنصل إلى المرحلة التي وصلنا إليها حاليًّا من دون إطلاق سراح عيدان ألكسندر، وأي اتفاقية يتم الاتفاق عليها في هذه المرحلة لوقف إطلاق النار تشمل عاملًا أساسيًّا وهو ضمان الرئيس الأميركي انضباط بنيامين نتنياهو بوقف إطلاق النار.
وأوضح بحبح أن الرئيس الأميركي ملتزم بأنه خلال فترة وقف إطلاق النار إسرائيل لن تقوم بخرق الاتفاق، وهذا عامل مهم جدًّا، مضيفا: «على حدِّ معرفتي، لم يحدث أي اتفاق من قبل يشمل ضمانة الرئيس الأميركي بنفسه».
وأشار إلى أنه «في المرحلة اللاحقة، تم تسليم عيدان ألكسندر إلى الأميركيين وليس الإسرائيليين، مما أدى إلى نوبة غضب شديدة في الأوساط الإسرائيلية، وعلى هذا الأساس قاموا بزيادة الضغط على قطاع غزة نتيجة غضبهم من الأميركيين الذين اتفقوا على إطلاق سراح عيدان إلكسندر من دون علم نتنياهو»، مضيفًا: «أتصور أننا نقترب من الوصول إلى مرحلة تهدئة ووقف إطلاق النار، وضمانات الرئيس الأميركي ستكون بهذه المرحلة»..
وبسؤاله عمَّا إذا كانت الوساطة الأميركية تسير نحو اتفاق لوقف إطلاق النار نهائيًّا وليس بصفقة مؤقتة، قال بحبح لـ«الغد»: «قرأت أن الحكومة الإسرائيلية تداولت قصة مبادرة تكون شاملة، لم أعرف تفاصيل هذه المبادرة، ولكن إذا اتخذ الإسرائيليون هذه الاتجاه فهذا أمر جيد، لأن حماس قبل أشهر عرضت إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الموتى والأحياء في صفقة واحدة مقابل وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحرب في قطاع غزة، لكن مبادرة حماس هذه قُوبِلت برفض إسرائيلي».
وردًّا على سؤال عمَّا إذا كانت هناك ضمانات أن تقبل إسرائيل الآن مبادرة مشابهة، قال بحبح إنه لا يستطيع أن يتحدث عن الإسرائيليين، مضيفًا أن «أي اتفاق يتوصل إليه الطرفان، حماس وإسرائيل، سيضمنه الرئيس الأميركي».
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين فرنسا تعقب على استهداف منتظري المساعدات في غزة الأمم المتحدة تصف قتل إسرائيل للمجوعين في غزة بـ "المذبحة" قطر: نأمل استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة خلال يومين الأكثر قراءة الجيش الإسرائيلي يُصدر أوامر إخلاء جديدة لعدة مناطق في خانيونس حماس تكشف حقيقة وجود "تقدّم" في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الأربعاء 18 يونيو بالصور: 34 شهيدا وعشرات الإصابات برصاص وقصف إسرائيلي على غزة اليوم عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025