كشف الجيش الإسرائيلي، الجمعة، عن حصيلة عمليته العسكرية ضد إيران التي استمرت 12 يوماً، معلناً تحقيق “تفوق جوي كامل” وتنفيذ ضربات نوعية ضد أهداف حساسة، أبرزها منشآت البرنامج النووي الإيراني وقادة في الأجهزة العسكرية والأمنية.

وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، في بيان رسمي إن العملية التي أُطلق عليها اسم “الأسد الصاعد”، حققت “إنجازاً متكاملاً” تمثل في تنفيذ كافة الأهداف المقررة “بل وتجاوزها”، مشيراً إلى أن الهجوم ألحق “أضراراً جسيمة” بالبنية التحتية النووية والعسكرية الإيرانية.

أبرز نتائج العملية وفق البيان الإسرائيلي: تدمير 3 منشآت نووية مركزية مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، القضاء على 11 عالماً نووياً بارزاً منخرطين في برنامج تطوير السلاح النووي، تدمير آلاف أجهزة الطرد المركزي ومراكز بحث وتطوير نووي، ضرب أكثر من 35 موقعاً لإنتاج الصواريخ وتدمير نحو 200 منصة إطلاق، استهداف أكثر من 80 منصة دفاع جوي من طراز أرض-جو، قصف 6 مطارات وتدمير 15 طائرة، بعضها مسيّرة عسكرية استراتيجية.

كما قتل أكثر من 30 من كبار قادة المؤسسة العسكرية والأمنية الإيرانية، إضافة إلى “المئات من عناصر القوات المسلحة”.

وأشار أدرعي إلى أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية نجحت في اعتراض مئات الصواريخ الباليستية بنسبة تفوق 86%، واعتراض الطائرات المسيّرة بنسبة بلغت 99%، معتبراً ذلك دليلاً على “نجاح استثنائي في حماية الجبهة الداخلية”.

وجاء الإعلان الإسرائيلي بعد ثلاثة أيام من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ صباح الثلاثاء 24 يونيو، عقب 12 يوماً من أعنف مواجهة مباشرة بين البلدين في تاريخهما، وتم التوصل إلى الاتفاق بوساطة مباشرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أعلن في حينه التوصل إلى “اتفاق كامل ونهائي” لوقف إطلاق النار، معتبراً أن العالم “تجنّب حرباً مدمّرة”.

العملية الإسرائيلية جاءت رداً على هجمات إيرانية واسعة النطاق شملت إطلاق صواريخ ومسيّرات على مدن ومواقع إسرائيلية، ضمن تصعيد غير مسبوق في إطار التوتر الإقليمي المتصاعد منذ بداية عام 2025، والذي ارتبط أيضاً بالحرب المستمرة في غزة.

عملية “الزفاف الأحمر”.. إسرائيل تشن أجرأ ضربة جوية على إيران في تاريخها الحديث

في الساعات الأولى من 13 يونيو، نفذت إسرائيل واحدة من أكثر عملياتها العسكرية جرأة وسرية، حيث انطلقت طائرات مقاتلة في مهمة سرية إلى قلب العاصمة الإيرانية طهران تحت اسم “الزفاف الأحمر”، في إشارة إلى المجزرة الشهيرة في مسلسل “صراع العروش”.

أكدت الاستخبارات الإسرائيلية مقتل كبار قادة الجيش الإيراني خلال اجتماع أمني بالعاصمة، فيما تزامنت العملية مع حملة أخرى حملت اسم “نارنيا”، قضت خلالها على تسعة من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين في منازلهم، في عملية وصفتها إسرائيل بـ”غير واقعية” لتعقيدها وتزامنها.

تعود جذور هذه العملية إلى منتصف التسعينيات، حين بدأت تل أبيب رصد محاولات إيران لتطوير برنامج نووي عسكري، فبدأت ببناء شبكة تجسس وعمليات تخريب مستمرة داخل إيران. ومع تصاعد التهديد، قررت إسرائيل تنفيذ ضربة منسقة لتدمير البنية التحتية النووية والعقول التي تديرها، كما صرح اللواء عوديد باسيوق، مدير العمليات العسكرية في الجيش الإسرائيلي.

واجهت الخطة تحديات لوجستية وجغرافية ضخمة، أبرزها الطيران لمسافة تزيد عن 1000 كيلومتر عبر أجواء معادية، ما استدعى تدريبات مكثفة على التزود بالوقود جواً وتنسيق الطائرات. في 2008، نظمت إسرائيل مناورات عسكرية تحاكي المسافة والظروف الجوية.

استفادت إسرائيل من توسع نفوذها في سوريا ولبنان واليمن، مما أتاح لها حرية أكبر في التحرك الجوي، كما طورت شبكة تجسس داخل إيران ونجحت في تهريب مئات الطائرات المسيّرة المفخخة قرب مواقع حساسة.

تم اختيار أكثر من 250 هدفاً بدقة، شملت منشآت نووية وعلماء ومنصات صواريخ وشخصيات عسكرية، وذلك خلال اجتماع أمني واسع في نوفمبر 2024.

لضمان عنصر المفاجأة، استُخدمت خدعة سياسية تمثلت في إعلان عطلة عائلية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب زفاف ابنه، مع تسريب معلومات مغلوطة عن خلافات مع الإدارة الأميركية، في حين كانت الطائرات تقلع فعلياً.

على مقربة من طهران، بدا أن الخطة كادت تفشل عندما بدأ القادة الإيرانيون بالتحرك، لكنهم بدلاً من التفرق اجتمعوا في مكان واحد، ما حوّل الموقع إلى “مصيدة مميتة” أسفرت عن القضاء على القيادة العسكرية العليا.

بالتزامن، استهدفت طائرات مسيّرة ومجموعات خاصة منازل العلماء النوويين، محدثة انفجارات متزامنة أسفرت عن مقتل نخبة العقول.

استمرت الحملة الجوية 12 يوماً، شملت ضرب منشآت نووية ومنصات صواريخ ومواقع تصنيع عسكري، بدعم غارات أميركية مستخدمة قنابل خارقة للتحصينات.

وأعلنت إسرائيل وقف إطلاق النار الثلاثاء، مؤكدة تحقيق أهدافها، بينما يحذر محللون من إمكانية إعادة إيران بناء برنامجها النووي بوتيرة أسرع. ويرى مسؤولون إسرائيليون أن هذه العملية قلبت قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، مع توقع تحولات إقليمية محتملة تتضمن تقارب دول من المحور الإيراني مع إسرائيل.

بوتين يؤكد: الصراع بين إسرائيل وإيران أصبح من الماضي ويعبر عن أمل في هدوء الشرق الأوسط

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الوضع في الشرق الأوسط يشهد تراجعاً نحو الهدوء، معتبراً أن الصراع بين إسرائيل وإيران أصبح “من الماضي”.

جاء ذلك خلال الجلسة العامة للمنتدى الاقتصادي الأوراسي، حيث قال بوتين: “نأمل من الله أن يهدأ الوضع في الشرق الأوسط. كذلك، والحمد لله، بالنسبة للصراع بين إسرائيل وإيران سيعتبره الجميع من الماضي”. وأضاف: “هذا يعني أنه سيكون بالإمكان تطوير العلاقات مع جميع دول المنطقة، بما في ذلك إيران”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل إيران إيران وأمريكا إيران وأمريكا وأسرائيل إيران وإسرائيل الضربات الإسرائيلية على إيران دونالد ترامب بین إسرائیل وإیران الشرق الأوسط أکثر من

إقرأ أيضاً:

FT: إيران وإسرائيل تواصلان تبادل الهجمات السيبرانية بعد وقف إطلاق النار

كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" أنه في الأيام التي تلت هجوم "إسرائيل" المفاجئ على إيران، تلقى المسؤولون الإسرائيليون سيلاً من الرسائل النصية المشبوهة التي تحتوي على روابط خبيثة، وبالنسبة لهم، كان من الواضح أن طهران المسؤولة عن ذلك.

وقالت الصحيفة أن "الهجمات الأخيرة تراوحت بين سرقة منصة تداول عملات مشفرة إيرانية وتصاعد رسائل التصيد الإلكتروني الموجهة التي تستهدف شخصيات إسرائيلية بارزة، والتي قالت شركة الأمن السيبراني "تشيك بوينت" إنها زُعم أنها من دبلوماسيين وحتى من مكتب رئيس وزراء البلاد".

وأضافت أنه "بينما انتهى القتال الفعلي بعد 12 يوماً، فإن الحرب الرقمية لم تنتهِ"، وقال مسؤول إسرائيلي عن الرسائل النصية: "اشتدت بعد بدء الحرب، وما زالت مستمرة. ما زلت أتلقى رسائل منها".

وبينت أنه "منذ وقف إطلاق النار، على سبيل المثال، حاولت الجماعات الموالية لإيران استغلال ثغرة أمنية تم اكتشافها مؤخرًا في اختراق عالمي لبرنامج خادم مايكروسوفت لمهاجمة شركات إسرائيلية، وفقًا لبوعز دوليف، الرئيس التنفيذي لشركة استخبارات التهديدات السيبرانية الإسرائيلية ClearSky".

وقال دوليف: "على الرغم من وجود وقف لإطلاق النار في العالم المادي، إلا أن الهجمات لم تتوقف في الساحة السيبرانية".


ورغم أن الطرفين لم يهاجما بعضهما البعض علنًا حتى العام الماضي، إلا أن لهما تاريخًا طويلًا في تبادل الهجمات السيبرانية.

إلى جانب الولايات المتحدة، يُعتقد على نطاق واسع أن "إسرائيل" كانت وراء فيروس "ستوكسنت" الذي دمر أجهزة الطرد المركزي في محطة نطنز الإيرانية للتخصيب عام 2010، ويُعتقد أن إيران، من جانبها، مسؤولة عن سلسلة من الهجمات على البنية التحتية للمياه في "إسرائيل" عام 2020.

وقالت الصحيفة أنه "من التفاصيل التي تسربت بعد حرب تموز/ يونيو، يبدو أن المحاربين السيبرانيين الإسرائيليين هم من وجهوا الضربات الأكثر تأثيرًا".

وصرح وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني ستار هاشمي، مؤخرًا أن إيران تعرضت لأكثر من 20 ألف هجوم إلكتروني خلال الحرب، وهي "أوسع" حملة من نوعها في تاريخ الجمهورية الإسلامية.
ومن بين الهجمات تلك التي عطّلت أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية عندما بدأت الطائرات الإسرائيلية غاراتها الجوية في 13 حزيران/ يونيو.

ولكن، بحسب محللين ومسؤولين إسرائيليين سابقين، فإن الدور الأهم الذي لعبه العالم الرقمي في تحديد مسار الحرب كان حملة التجسس الإلكتروني التي سبقتها.

وأشارت الصحيفة إلى أن "هذا ساعد إسرائيل على بناء ملف تعريفي مفصل للغاية لعلماء الذرة والمسؤولين العسكريين الإيرانيين، مما مكّنها من تحديد مكان أكثر من اثني عشر منهم واغتيالهم في الهجوم الأول العنيف الذي شنته".

وقال ميني بارزيلاي، خبير الأمن السيبراني الذي شغل منصب كبير مسؤولي أمن المعلومات في أجهزة استخبارات جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن الهجوم على الدفاعات الجوية الإيرانية "كان تكتيكيًا، وكان محددًا للغاية، للسماح لإسرائيل بالمبادرة، وكان جمع المعلومات الاستخباراتية العامل الأكبر في تغيير مجرى الأمور".

وأكدت الصحيفة أنه "في الأيام الأولى للحرب، قامت مجموعة غونجيشكي داراندي، وهي مجموعة قرصنة تُعتبر على نطاق واسع موالية لإسرائيل، بحرق 90 مليون دولار من منصة تداول العملات المشفرة الإيرانية "نوبيتكس" عن طريق إيداعها في محافظ رقمية دون مفاتيح وصول خاصة، متهمةً المنصة بأنها أداة للنظام".

ونفت "نوبيتكس" هذا الأمر، وأصرت على أنها شركة خاصة مستقلة.


كما هاجمت "غونجيشكي داراندي" بنكين إيرانيين رئيسيين، مما أدى إلى تعطيل مجموعة واسعة من الخدمات في بنك "سباه" الحكومي، التابع للقوات المسلحة، وبنك "باسارجاد" الخاص.
وصرحت شركة دوتين، وهي شركة تكنولوجيا تُقدم برمجيات لكلا البنكين، بأن الهجوم ألحق أضرارًا بالأجهزة، ونجح في تعطيل مراكز البيانات الرئيسية والاحتياطية ومراكز الكوارث التابعة للبنكين.

وقال دوليف، من شركة كلير سكاي، إن جماعات مرتبطة بإيران نفذت بدورها هجمات اختراق وتسريب على حوالي 50 شركة إسرائيلية، بالإضافة إلى نشر برمجيات خبيثة في محاولة لتدمير أنظمة الكمبيوتر الإسرائيلية.

وأضاف أن هذه الهجمات لم تُسفر على ما يبدو عن اختراق دفاعات جيش الاحتلال وكبرى الشركات، بل ركزت على الشركات الصغيرة في سلاسل التوريد الخاصة بها، والتي كانت أهدافًا أسهل.

وشملت هذه الهجمات مجموعات الخدمات اللوجستية والوقود، بالإضافة إلى شركات الموارد البشرية، حيث سرب المتسللون لاحقًا السير الذاتية لآلاف الإسرائيليين الذين عملوا في مجال الدفاع والأمن.

وفي الوقت نفسه، أرسل المتسللون آلاف الرسائل المزيفة التي بدت وكأنها صادرة من نظام القيادة الداخلية الإسرائيلي - الذي يُصدر أوامر السلامة العامة في حالات الطوارئ - والتي تُطالب الناس بتجنب الملاجئ من الغارات الجوية. كما سعوا إلى اختراق كاميرات المراقبة في إسرائيل، وهو تكتيكٌ أفاد شخصٌ مطلعٌ على الوضع بأنه يمكن استخدامه للتحقق من مواقع سقوط الصواريخ.

وقال موتي كريستال، مفاوض الأزمات والمقدم في قوات الاحتياط الإسرائيلية، ذو الخبرة الواسعة في التفاوض مع مجموعات برامج الفدية، إنه على الرغم من عدم الاستهانة بقدرات إيران، إلا أن أيًا من الهجمات على "إسرائيل" خلال الحرب لم يكن له تأثيرٌ "كبير".

وقالت الصحيفة إنه "في إيران، على النقيض من ذلك، أثار اختراق دفاعاتها السيبرانية قلقًا بالغًا، حيث دعا النائب الأول للرئيس، محمد رضا عارف، إلى "خطة عمل جادة قصيرة المدى" لتعزيز قدرات إيران".

ووفقًا لمحمد جواد آذري جهرمي، المدير الفني السابق في وزارة الاستخبارات الإيرانية، فإن إحدى نقاط الضعف تتمثل في "التركيز المركزي للبيانات" لدى طهران. وأوضح أن القادة المستهدفين في الغارات الإسرائيلية سجلوا أرقام هواتف ورموزًا بريدية لحساباتهم المصرفية، بينما تحتفظ منظمة الدعم الحكومي المُستهدف ببيانات شخصية مفصلة عن جميع السكان".

وقال جهرمي،: "هذا يوضح كيف كان من الممكن أن يحدث التسلل وتسريب المعلومات".


ومع ذلك، قال بارزيلاي إنه لا يتوقع أن تردع هذه الانتكاسات الجماعات الموالية لإيران عن شن المزيد من الهجمات السيبرانية على إسرائيل، لا سيما أنها كانت وسيلة أسهل بكثير للرد من المزيد من العمل العسكري بعد الأضرار الجسيمة التي لحقت بالجمهورية الإسلامية في الحرب الفعلية.

وأضاف أن الإنكار المعقول الذي تتيحه الهجمات الإلكترونية يعني أن كلا الجانبين قد يواصلان تبادل الضربات، رغم الضغوط من أمثال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي توسط في وقف إطلاق النار، لعدم استئناف الأعمال العدائية.

وقال: "كل من إسرائيل وإيران تعلم أنه إذا هاجمت إحداهما الأخرى، سيغضب ترامب. لكن يمكنك أن تفعل ما تشاء في الفضاء الإلكتروني، وربما لن يعترض أحد".

مقالات مشابهة

  • الأورومتوسطي: الاتحادات الدولية لا تعاقب إسرائيل رغم قتلها 664 رياضيا وتدمير رياضة غزة
  • غياب الثقة في واشنطن مستمر.. إيران ترحب بتقليص أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات
  • الصين تؤكد إدانتها لاستهداف الصحفيين بغزة وتدعو لوقف العملية العسكرية
  • 9 دول غربية والاتحاد الأوروبي يرفضون العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة
  • إيران تعدم عالما نوويا بتهمة التخابر مع الموساد وتسريب معلومات حساسة
  • FT: إيران وإسرائيل تواصلان تبادل الهجمات السيبرانية بعد وقف إطلاق النار
  • تسرب إشعاعي يُهدّد الغواصات النووية البريطانية .. تفاصيل
  • وزراء 9 دول و الاتحاد الأوروبي يرفضون العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة
  • أخبار التكنولوجيا | ميتا متهمة بجمع بيانات حساسة دون إذن المستخدمين.. ترامب يطلق محرك بحث ذكاء اصطناعي
  • يسرائيل هيوم تكشف تفاصيل جديدة عن العمليات الاستخبارية الإسرائيلية في إيران