معاون رئيس الضرائب: التعديلات الجديدة لتحقيق العدالة وتشجيع الاستثمار
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
قال محمد كشك، معاون رئيس مصلحة الضرائب المصرية، إن التعديلات الضريبية الأخيرة تمثل خطوة استراتيجية نحو تحقيق العدالة الضريبية، وخلق بيئة جاذبة للاستثمار المحلي والأجنبي، مع الحفاظ الكامل على مصالح الفئات منخفضة الدخل.
. تعديلات جديدة على ضريبة القيمة المضافة
وأوضح كشك، خلال مداخلة مع قناة إكسترا نيوز،أن التعديلات الجديدة تحمل رسائل إيجابية قوية للمستثمرين، حيث تستند إلى أفضل الممارسات الدولية في السياسة الضريبية، وتسعى لتوسيع الاقتصاد الرسمي وتحفيز الاستثمار في مختلف القطاعات.
دعم مباشر لقطاع المقاولاتوأكد أن قطاع المقاولات سيكون من أبرز المستفيدين، بعد نقل الضريبة من جدول 5% إلى السعر العام 14%، ما يتيح خصم ضريبة المدخلات والآلات والمعدات، ويؤدي إلى خفض تكلفة المشروعات وزيادة حجم الأنشطة داخل هذا القطاع.
تسهيلات للقطاع الصناعي وتعزيز التنافسيةوأضاف كشك أن التعديلات تدعم القطاع الصناعي من خلال السماح بخصم ضريبة القيمة المضافة على المعدات والآلات، ما يسهم في خفض تكاليف الإنتاج وتعزيز القدرة التنافسية في السوقين المحلي والدولي.
وأشار إلى أن بعض التعديلات جاءت استجابة لملاحظات المجتمع الضريبي، ومنها فرض 1% على الوحدات الإدارية أسوة بالوحدات التجارية، لمعالجة التفاوت في التطبيق بين أنشطة متشابهة.
حماية لمحدودي الدخل والسلع الأساسيةشدد كشك، على أن الشرائح الاجتماعية محدودة الدخل لم تتأثر بالتعديلات الجديدة، التي ركزت على الأنشطة التجارية والكيانات الاقتصادية الكبرى، مؤكدًا أن السلع الأساسية والإعفاءات الاجتماعية مستمرة دون تغيير.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصلحة الضرائب المصرية التعدیلات الجدیدة
إقرأ أيضاً:
أمريكا استفادت من التجارة الحرة
((يشعر كثير من الأمريكيين بأنهم ضحايا لنظام التجارة الحرة رغم ازدهار بلدهم، مما ساعد على صعود رواية سياسية مضللة. الدخل الوسطي والأجور تحسّنت، لكن قلق التغيير وثبات الناس في أماكنهم زاد الاضطراب السياسي))
فيما يشاهِد العالم المذعور نظاما اقتصاديا جَلَب الاستقرارَ والازدهار لِعُقودٍ وهو يُقلَب رأسا على عقب ظللتُ أسمع من بلدٍ إلى بلدٍ نفسَ السؤال وهو: لماذا تشرَع الولاياتُ المتحدة في هدم النظام الذي حقق لها ازدهارا عظيما؟ عندما أشرح للسائلين أن أمريكيين عديدين بمن فيهم الرئيس يعتقدون أن أمريكا ظلت ضحية لهذا النظام (نظام التجارة الحرة) يحتارون. قال لي أحد كبار المسؤولين الأجانب "لماذا لا يمكنكم أن تروا ما هو واضح كالشمس. أنتم الكاسب الكبير."
صاغ الرئيس دونالد ترامب مع "حركة ماغا" هذه السردية (سردية أمريكا ضحية التجارة الحرة) بقدرٍ عظيم من النجاح. فرغم نجاح الأمريكيين الأثرياء وكبرى الشركات الأمريكية في العقود الأخيرة يميل حتى أولئك الذين يعارضون ترامب الى الإقرار بأن الدُّخول التي يحصل عليها معظم الأمريكيين ظلت على حالها والوظائف نقلت الى الخارج ومستويات المعيشة تدهورت. لكن أيّا من هذا لا يخبرنا بالقصة الحقيقية. فالتحولات الهائلة في السياسة العامة والمغيِّرة للعالم تُصنع استنادا الى سلسلة من الافتراضات التي هي حكايات شخصية ومبالغات وأكاذيب.
الرقم الأساسي والمهم الذي يجب وضعه في البال هو الدخل الوَسَطِي. فمتوسط الدخل أقل كشفا للحقيقة لأن دخول (أصحاب البلايين) إيلون ماسك وبيل جيتس وجيف بيزوس ترفع متوسط الدخل في الولايات المتحدة.
أما الدخل الوَسَطي فهو دخل الأمريكي في "وسط" توزيع الدخل. بمعنى أن نصف الأمريكيين يحصلون على دخول أعلى منه والنصف الآخر على دخول أقل منه.
وفقا لمقياس منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية كان الدخل العائلي الوَسَطي المتاح (للإنفاق أو الادخار) في الولايات المتحدة كما في عام 2021 أعلى من نظيره في كل بلدان الاقتصادات الصناعية المتقدمة ما عدا بلد واحد. فهو أعلى من سويسرا وألمانيا وبريطانيا واليابان. أما الاستثناء فدولة لوكسمبورغ الصغيرة. بل في الحقيقة الدخل العائلي الوسطي المتاح في أمريكا حوالي ضعف حجمه في اليابان.
وكما أشار الكاتب نوح سميث في مقالة ممتازة، الدخل الوَسَطي الأمريكي لم يكن راكدا كما يُقال لنا عادة. فقد ظل ينمو بسرعة على مدى عقود. يذكر سميث أن الدخل الشخصي الوَسَطي الحقيقي ارتفع بنسبة 50%منذ سبعينيات القرن الماضي. وارتفعت الأجور بالساعة، بعد حساب التضخم، بقدر ملحوظ منذ التسعينيات. بل شهدت الأجور المحسوبة بالساعة لثلث الأمريكيين في قاع سُلّم الدخل ارتفاعا بنسبة أكبر تجاوزت 40%.
لا يوجد شك في وقوع اضطرابات خلال هذه العقود المنصرمة. تلك هي طبيعة الرأسمالية. كتب ديفيد اوتور وآخرون عن "صدمة الصين" التي فُقِدَت فيها حوالي مليوني وظيفة بين عامي 1999 و2011 نتيجة صعود الصين في ميدان الصناعة التحويلية. ومؤخرا، ضخَّم وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت هذا الرقم الى 3.7 مليون وظيفة. لكن مقالة لمركز الأبحاث المحافظ "معهد أميركان انتربرايز" تشكك في صحة ذلك الرقم تماما. بل تثير الشكوك حتى في صحة الرقم الأقل الذي ورد في بحث اوتور.
النقطة الرئيسية هي التقلب الهائل في سوق العمل الأمريكي. فهذه الأيام يفقد في المتوسط حوالي 30 مليون أمريكي بالقطاع الخاص وظائفهم سنويا. ويحصل عدد مماثل على وظائف في كل عام. وخلال سنوات "صدمة الصين" كسبت الولايات المتحدة في الواقع أكثر من مليوني وظيفة بشكل إجمالي. ولم تكن تلك وظائف متدنية الدخل في مطاعم الوجبات السريعة.
خذوا مثلا بلدتي فلينت في ولاية ميشيجان وجرينسبورو في ولاية كارولاينا الشمالية وهما كثيرا ما تعتبران نموذجا كلاسيكيا للبلدة التي دمَّرها فقدان الصناعة التحويلية. فخلال ربع القرن الماضي ارتفع الأجر الحقيقي لأفقر الأمريكيين بأكثر من 40% في فلينت وفوق 26% في جرينسبورو.
هذه ليست أمثلة فردية أو حكايات شخصية. فمعهد بروكنجز في عام 2018 درس 185 مقاطعة حضرية كان بها الكثير من الوظائف الصناعية في عام 1970 واكتشف أن 115 مقاطعة منها تمكنت من الانتقال من الصناعة التحويلية وتحسين المستوى المعيشي للمقيمين بها. فقط 14 مقاطعة من هذه المقاطعات الصناعية يمكن وصف وضعها بالهشاشة. لكن ينبغي تذكُّر أن البطالة في الولايات المتحدة ظلت قريبة من أدني مستوى لها على مدي 50 عاما لأكثر من ثلاث سنوات.
في اقتصاد بحجم وتنوع اقتصاد الولايات المتحدة ستكون هنالك دائما أماكن تعاني. ومن بين العوامل التي تجعل هذه المشكلة ضاغطة أن الأمريكيين نادرا ما ينتقلون من الأماكن التي ينهار فيها الاقتصاد بحثا عن وضع أفضل. وكما لاحظ يوني ابلباوم في كتابه " لا يتزحزحون" كان الأمريكيون في العادة يتنقلون بوتيرة عالية ويبحثون دائما عن فرص أفضل. لكن في العقود الأخيرة لم يحركوا ساكنا (لم يتزحزحوا) من أماكن إقامتهم، بأمل أن تأتي الفرص الاقتصادية الأفضل إليهم.
يشير ابلباوم الى رقم احصائي لافت حول السباق الرئاسي في عام 2016. كتب "وسط الناخبين البيض الذين انتقلوا الى أماكن تبعد أكثر من ساعتين عن البلدة التي نشأوا فيها تمتعت (المرشحة الديموقراطية) هيلاري كلنتون بتفوق بلغ ست نقاط مئوية. لكن أولئك الذين يقيمون في مناطق أقل من ساعتين بالسيارة من بلدتهم الأصلية صوتوا (للمرشح الجمهوري) ترامب بفارق 9 نقاط. أما أولئك الذين لم يفارقوا أبدا مسقط الرأس فصوتوا له بفارق لافت بلغ 26 نقطة.
ترسم هذه الأرقام صورة مختلفة لطبيعة الاضطراب السياسي في الولايات المتحدة. فالتحول والتغيير الإحلالي الذي تسببت فيه الرأسمالية والعولمة والتقنية أو الثقافة المتغيرة (وهذا العامل الأخير مهم) أثار قلقا عميقا وسط العديدين. وهنالك من لا يطيقون هذا القلق ويريدون عودة العالم الى ما سبق أن كان عليه. لكنه لن يعود، بالرسوم الجمركية أو بدونها.
•فريد زكريا كاتب رأي ومقدم برنامج يتناول القضايا الدولية والشئون الخارجية على شبكة سي إن ان.
•الترجمة عن واشنطن بوست