لجريدة عمان:
2025-08-17@03:08:12 GMT

قوة المجتمع في ترابطه الأسري وتماسكه

تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT

قوة المجتمع في ترابطه الأسري وتماسكه

تعصف بالعالم تغيرات سياسية واقتصادية وثقافية متسارعة تهدد بخلخلة بنية المجتمعات وتفكيك روابطها وقيمها التقليدية، وتشكل خطرا حقيقيا على استقرارها وازدهارها.

في مقابل ذلك.. يترسخ الترابط الأسري في سلطنة عُمان ليشكل أيقونة فريدة للهوية ودعامة قوية للأمن والاستقرار تحفظ تماسك المجتمع.

والجدير بالنظر أن هذا الترابط الأسري الفريد في المجتمع العماني تأسس عبر التاريخ كبنية ثقافية واجتماعية، تنبع من حضارة عميقة الجذور، أنتجت قيما أصيلة تحكم علاقات الأفراد وتنظم مصالحهم قوامها الشعور بالانتماء والولاء للأرض العمانية، وسياجها الألفة والتضامن، ما يجعل الأسرة أساسًا صلبًا لمجتمع قوي يتفاعل مع تحديات العصر دون أن يفقد اتزانه الحضاري وبوصلته القيمية.

ولعل من أهم سمات البيئة الأسرية في عُمان أنها تقوم على روابط متينة تتجاوز الأطر العاطفة الشكلية لتصل إلى عمق الشعور بالمسؤولية المشتركة والانتماء المخلص لقيم المواطنة ومكتسبات الوطن، وهو ما أكدته نتائج الاستطلاع الصادر عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات هذا العام، حيث أظهرت أن 88% من العمانيين يشعرون بوجود ترابط أسري قوي.

هذه النسبة المرتفعة تعكس انسجام الواقع الاجتماعي وترابط مصالح الأفراد وطموحاتهم في البناء والمشاركة المجتمعية في التنمية. كما تعكس بذات القدر صلابة القيم التي يمتاز بها المجتمع العُماني وتحكم سلوك أفراده وتفاعلاته مع المجتمعات الأخرى ويستمد منها قدرته على التمسك بهويته في مواجهة تيارات العولمة والتفكك الذي بات ظاهرة مقلقة في كثير من دول العالم.

ولا شك أن الأسرة تؤدي الدور الأكبر للمحافظة على هذا التماسك الذي ينعم به المجتمع العُماني.. فهي المسؤولة عن تنشئة الأفراد على قيم المحبة والتضامن والاحترام، وتعمل المؤسسات التربوية والدينية والإعلامية، على ترسيخها. وتوظيف هذه المنظومة لتكوين بيئة حاضنة تعزز الثقة والأمان، وتدفع الأفراد إلى بناء علاقات اجتماعية منسجمة ومستقرة.

ورغم التداعيات الاجتماعية التي تفرضها وسائل التواصل والمنصات الرقمية على واقع الأسرة، أثبت العمانيون قدرتهم على التكيف مع معطيات العصر، دون أن تنال من سمتهم وأخلاقهم وترابطهم الأسري.. يعضد ذلك المبادرات الداعية إلى استثمار الجوانب المضيئة لوسائل التواصل الاجتماعي وتوظيفها كأداة لتعزيز الروابط وبناء العلاقات وهو ما يدل على مستوى عالٍ من الوعي والنضج، المدعوم بثقافة أصيلة تذكي قيمة التكاتف والتكافل والوئام.

إن الحفاظ على هذا التماسك المجتمعي يتطلب وعيًا مستمرًا من الجميع، أفرادًا ومؤسسات، بضرورة تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم والانتماء، وتفعيل أدوار المدرسة والمسجد ومؤسسات المجتمع المدني، لتكون منصات فعالة لبناء المبادرات المجتمعية وتعميق الروابط بين مختلف فئات المجتمع. وبقدر ما نتمسك بترابطنا الأسري، نحمي مجتمعنا من شتات الأفكار الضالة ونمنحه قدرة أكبر على مواجهة التحديات وبناء مستقبل أكثر أمنا وأملا وتطلعا.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

«تمكين المرأة وذوي الهمم في الصدارة».. أسوان تعلن عن دعم كامل لجهود التنمية الشاملة

أكد اللواء الدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، التزام المحافظة بتقديم كافة أشكال الدعم للأنشطة والمبادرات الهادفة إلى تعزيز التمكين الاقتصادى والاجتماعى للمرأة وذوى الهمم، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، وفى إطار الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030.

جاء ذلك خلال متابعته للتقرير الربع سنوى لوحدة تكافؤ الفرص وتمكين المرأة عن الفترة من إبريل حتى يونيو الماضى، حيث أشاد بدور الوحدة فى دعم قضايا المرأة ودمج الفئات الأكثر احتياجًا، خاصة الأشخاص ذوى الإعاقة، مشيدًا أيضًا بجهود شركاء النجاح من الجهات التنفيذية والمجتمع المدنى.

من جانبها، أوضحت عزة شعبان، مدير الوحدة، أن الفترة الماضية شهدت تنفيذ حزمة من المبادرات النوعية بالتعاون مع هيئة الرعاية الصحية، ومديرية الشئون الصحية، ومكتب شئون الإعاقة بكوم أمبو، ومكتب التمكين الثقافى بقصر ثقافة أسوان، وغيرهم من الشركاء.

وتوزعت هذه الجهود على ثلاثة محاور رئيسية:

المحور الصحى المجتمعى: تنظيم حملات لقياس الضغط والسكر بالمناطق الأكثر احتياجًا، وندوات توعوية بالصحة الإنجابية والتأمين الصحى الشامل.

محور دعم وحماية ذوى الإعاقة: حملات توعوية عن أنواع ودرجات الإعاقة وحقوقهم القانونية، وتدريب الأمهات على حماية الأطفال من التحرش والإساءة.

المحور المجتمعى لذوى الهمم: تقديم استشارات ميدانية، والمساعدة فى استخراج بطاقات الخدمات المتكاملة، ومتابعة الحالات مع الجهات المختصة.

وأكدت مدير الوحدة أن الأنشطة الميدانية نجحت فى الوصول لعدد كبير من المستفيدين، مع العمل على التوسع فى هذه المبادرات لضمان استدامة التأثير وتحقيق التمكين الفعلى بجميع مراكز ومدن المحافظة.

مقالات مشابهة

  • إشادة بشرطة دبي ونموذجها في المبادرات المجتمعية
  • الإسراف في الولائم: بين العادات الاجتماعية والمسؤولية الأخلاقية
  • تعرف على أبرز المبادرات التي سعت إلى وقف حرب روسيا على أوكرانيا
  • خبير اقتصادي: الحكومة المصرية انتهجت فكرة المبادرات لحل المشكلات المزمنة
  • عندما يطرق السرطان باب العائلة.. كيف تكون سندا حقيقيا للمريض؟
  • القطيف.. خطط جديدة لاستثمار طاقات الشباب ودعم نجاح المبادرات
  • «تمكين المرأة وذوي الهمم في الصدارة».. أسوان تعلن عن دعم كامل لجهود التنمية الشاملة
  • عباد يدشن أعمال تحسين وطلاء الشوارع استعداداً للمولد النبوي
  • وحدة التدخلات تدشن توزيع كمية من الاسمنت لدعم المبادرات المجتمعية في عمران
  • متحدث الصحة: المبادرات الرئاسية تتولى تحويل المريض للمستشفى المناسب