قوة المجتمع في ترابطه الأسري وتماسكه
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
تعصف بالعالم تغيرات سياسية واقتصادية وثقافية متسارعة تهدد بخلخلة بنية المجتمعات وتفكيك روابطها وقيمها التقليدية، وتشكل خطرا حقيقيا على استقرارها وازدهارها.
في مقابل ذلك.. يترسخ الترابط الأسري في سلطنة عُمان ليشكل أيقونة فريدة للهوية ودعامة قوية للأمن والاستقرار تحفظ تماسك المجتمع.
والجدير بالنظر أن هذا الترابط الأسري الفريد في المجتمع العماني تأسس عبر التاريخ كبنية ثقافية واجتماعية، تنبع من حضارة عميقة الجذور، أنتجت قيما أصيلة تحكم علاقات الأفراد وتنظم مصالحهم قوامها الشعور بالانتماء والولاء للأرض العمانية، وسياجها الألفة والتضامن، ما يجعل الأسرة أساسًا صلبًا لمجتمع قوي يتفاعل مع تحديات العصر دون أن يفقد اتزانه الحضاري وبوصلته القيمية.
ولعل من أهم سمات البيئة الأسرية في عُمان أنها تقوم على روابط متينة تتجاوز الأطر العاطفة الشكلية لتصل إلى عمق الشعور بالمسؤولية المشتركة والانتماء المخلص لقيم المواطنة ومكتسبات الوطن، وهو ما أكدته نتائج الاستطلاع الصادر عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات هذا العام، حيث أظهرت أن 88% من العمانيين يشعرون بوجود ترابط أسري قوي.
هذه النسبة المرتفعة تعكس انسجام الواقع الاجتماعي وترابط مصالح الأفراد وطموحاتهم في البناء والمشاركة المجتمعية في التنمية. كما تعكس بذات القدر صلابة القيم التي يمتاز بها المجتمع العُماني وتحكم سلوك أفراده وتفاعلاته مع المجتمعات الأخرى ويستمد منها قدرته على التمسك بهويته في مواجهة تيارات العولمة والتفكك الذي بات ظاهرة مقلقة في كثير من دول العالم.
ولا شك أن الأسرة تؤدي الدور الأكبر للمحافظة على هذا التماسك الذي ينعم به المجتمع العُماني.. فهي المسؤولة عن تنشئة الأفراد على قيم المحبة والتضامن والاحترام، وتعمل المؤسسات التربوية والدينية والإعلامية، على ترسيخها. وتوظيف هذه المنظومة لتكوين بيئة حاضنة تعزز الثقة والأمان، وتدفع الأفراد إلى بناء علاقات اجتماعية منسجمة ومستقرة.
ورغم التداعيات الاجتماعية التي تفرضها وسائل التواصل والمنصات الرقمية على واقع الأسرة، أثبت العمانيون قدرتهم على التكيف مع معطيات العصر، دون أن تنال من سمتهم وأخلاقهم وترابطهم الأسري.. يعضد ذلك المبادرات الداعية إلى استثمار الجوانب المضيئة لوسائل التواصل الاجتماعي وتوظيفها كأداة لتعزيز الروابط وبناء العلاقات وهو ما يدل على مستوى عالٍ من الوعي والنضج، المدعوم بثقافة أصيلة تذكي قيمة التكاتف والتكافل والوئام.
إن الحفاظ على هذا التماسك المجتمعي يتطلب وعيًا مستمرًا من الجميع، أفرادًا ومؤسسات، بضرورة تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم والانتماء، وتفعيل أدوار المدرسة والمسجد ومؤسسات المجتمع المدني، لتكون منصات فعالة لبناء المبادرات المجتمعية وتعميق الروابط بين مختلف فئات المجتمع. وبقدر ما نتمسك بترابطنا الأسري، نحمي مجتمعنا من شتات الأفكار الضالة ونمنحه قدرة أكبر على مواجهة التحديات وبناء مستقبل أكثر أمنا وأملا وتطلعا.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
المساوى يتفقد مشاريع المبادرات المجتمعية في الأعروق بحيفان
الثورة نت/..
تفقد القائم بأعمال محافظ تعز أحمد المساوى، والمدير التنفيذي لوحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة المهندس شهاب الشامي، اليوم، سير تنفيذ عدد من مشاريع المبادرات المجتمعية بمديرية حيفان في تعز.
حيث اطلعا على سير استكمال المرحلة الأولى من مشروع رصف طريق العرين – برح أسفل – عزلة الأعروق، ومشروع رصف طريق الصليف- الذراع – المحادير – الجنيد – عزلة الأعروق.
وخلال الزيارة، أشاد المساوى بالجهود المبذولة في تنفيذ هذه المشاريع الحيوية التي تخدم أهالي المنطقة.
وأوضح أن الزيارة تأتي في إطار حرص السلطة المحلية ووحدة التدخلات المركزية على دعم وتمكين المجتمع المحلي ليكون شريكًا فاعلًا في عملية التنمية.
فيما أشار المهندس الشامي إلى أهمية تحفيز المجتمع والجمعيات التعاونية على تبني وإدارة وتشغيل المبادرات المجتمعية، لما لها من دور فعال في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين حياة المواطنين.
ولفت الى حرص وحدة التدخلات على متابعة تنفيذ مشاريع المبادرات المجتمعية في مجال الطرق التي تساهم فيها بمادتي الاسمنت والديزل.
وأكد أن الجهود التكاملية البارزة ما بين الجمعيات التعاونية والمجتمع والوحدة هي الأساس لنجاح مشاريع المبادرات المجتمعية.
رافقهما مساعد قائد المنطقة العسكرية الرابعة العميد محمد الخالد، وممثل وحدة التدخلات بمحافظتي تعز ولحج المهندس بدر الدين الطيار ومدير المبادرات المجتمعية في محافظة تعز مصطفي بحجر وأمين عام مديرية حيفان منصور عبدالرحمن، ورئيس جمعية حيفان فارس فيصل.