أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، أن المغرب، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، اعتمد خطوات استباقية وحاسمة للتصدي لظاهرة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية.

وفي كلمة ألقاها خلال افتتاح مؤتمر دولي بالرباط حول “دور هيئات الجمارك في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية”، شدد بنسعيد على أن المملكة تولي أهمية بالغة لحماية التراث الثقافي، باعتباره شهادة حية على الحضارات المتعاقبة، وذاكرة إنسانية مشتركة لا تقدر بثمن.

وأضاف أن هذه الممتلكات أصبحت هدفًا للشبكات الإجرامية التي تستغل النزاعات والثغرات القانونية والتكنولوجية لتهريبها، مبرزًا أن المغرب عمل على تقوية الإطار القانوني والتشريعي تماشيًا مع الاتفاقيات الدولية، خاصة اتفاقية اليونسكو لعام 1970، إلى جانب تعزيز جهود الرقمنة وجرد الممتلكات الثقافية كخط دفاع أول ضد التهريب.

كما أوضح الوزير أن القانون الجديد لحماية التراث الثقافي دخل حيز التنفيذ بمقتضيات حديثة تهدف للحد من الممارسات التي تهدد هذا الإرث، مبرزًا أيضًا التركيز على تعزيز قدرات الأجهزة الأمنية والقضائية في التحقيق والملاحقة بالتعاون مع الشركاء الدوليين.

وختم الوزير مداخلته بالتنويه بنجاح المغرب في استرجاع عدد من الممتلكات الثقافية بالتعاون مع دول صديقة، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الشيلي، وهو ما يعكس فاعلية الدبلوماسية الثقافية المغربية.

المصدر: مملكة بريس

كلمات دلالية: الاتجار غير المشروع التراث الجمارك القانون المغرب الممتلكات الثقافية اليونسكو حماية التراث

إقرأ أيضاً:

تضمنت ملفاً عن الأديب “محمد القعود”: صدور العدد الجديد من مجلة “سلاف الثقافية”

 

الثورة / خليل المعلمي
صدر مؤخراً العدد (8) يونيو 2025م من مجلة “سلاف الثقافية” متضمناً ملفاً عن الأديب والشاعر محمد القعود “رائد التنوير الثقافي في اليمن”، وذلك عرفاناً وتقديراً لجهوده الدؤوبة في تفعيل المشهد الثقافية لأكثر من 35 عاماً وعمله في الصحافة الثقافية التي سعى من خلالها إلى اكتشاف الكثير من المواهب الشابة في كثير من المجالات الأدبية والإبداعية كالشعر والقصة والرواية والنقد المسرح والفن وغيرها، إضافة إلى العديد من المواضيع والأخبار الثقافية المتنوعة.
وفي مقاله الافتتاحي يؤكد رئيس تحرير المجلة الشاعر بلال قايد أن الأديب محمد القعود قد برز كمؤسسة ثقافية متكاملة، بحد ذاته، حاملًا على عاتقه مشعل التنوير، ورافداً للحركة الأدبية بلا كلل، إنه نموذج فريد للمثقف الذي حول التحديات إلى فرص، والإمكانيات المحدودة إلى إرث ثقافي خالد، من خلال عمله مسؤولاً عن الصفحات الثقافية في عدة صحف ومجلات، إلى حمل عاتق الملحق الثقافي ومجلة الحكمة، وإلى رئيس عدة مؤسسات ثقافية حاول فيها أن ينفخ الروح فيها في الأوقات الصعبة.
ويتميز القعود بتنوع إنتاجه الأدبي بين الشعر والقصة والمسرح الساخر، حيث مزج في أعماله مثل “جمهورية قعوديا العظمى” و”دعمامستان”، بين الفصحى واللهجة الشعبية، ليرسم لوحات نقدية لاذعة تصل إلى الجمهور عبر بوابة الفكاهة، ولم تكن كتاباته مجرد نصوص أدبية، بل تتوسع إلى ما يعكس الواقع اليمني، مستخدماً تقنيات التكثيف السردي والبناء الدرامي.
يحتفظ القعود في أرشيفه بكنوز ثقافية منشورة وغير منشورة، مثل حواراته مع أدونيس ومحمود درويش، ومخطوطات انتظار النشر، مما يجعله سجلاً حياً للأدب اليمني منذ الوحدة عام 1990 وحتى الآن، وعلى الرغم من كل الصعاب، يبقى نموذجاً يثبت أن الفرد قادر على صنع فرق هائل حين تتحول الثقافة إلى رسالة وجودية، لا مجرد هواية.
ويختتم حديثه بالقول: محمد القعود ليس مجرد أديب، بل هو ظاهرة ثقافية تتعالى فوق أنقاض المؤسسات المفككة، جهوده تذكرنا أن الثقافة قد تكون الأمل الأخير لشعب يواجه التهميش، وأن المثقف الحقيقي هو من يبني جسوراً حيث يهدم الآخرون الجدران، في زمن يبيع فيه بعض ضمائرهم.
أما الأديب جميل مفرح فيقول في مقدمة الملف: في البداية نقر أن الحديث عن القعود يحتاج إلى الكثير من الكتب التي تتجمع جزءاً من إبداعه وحركته المتواصلة منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى الآن، وما يتناوله هنا مجرد غيض من فيض محبته له.
فالأستاذ محمد القعود ليس مجرد أديب أو صحفي، بل هو رمز للتواضع والإخلاص في دعم المواهب، عُرف بتشجيعه للأدباء المبتدئين دون تحيز، حيث كان ينشر أعمالهم في ملحق الثورة الثقافي، حتى دون أن يعرفه شخصياً، ففتح أبواب الفرص للكثيرين، خاصة النساء اللواتي برزن في المشهد الثقافي اليمني بفضل دعمه، حيث شكل عنصراً نسوياً حضوراً لافتاً.
أصدر القعود 13 كتابًا تتنوع بين الشعر والقصة القصيرة والمسرحيات الساخرة، مثل جمهورية قعوديا العظمى والطاغية يبتسم، والتي تميزت بدمجها مع اللهجة الشعبية لإيصال رسائل جادة عبر الفكاهة ويمزج بين الكوميديا والنقد الاجتماعي بجانب أن لديه الكثير من المخطوطات لم تنشر بعد وهو يقوم بتصوير صياغتها وتنسيقها.
انضم محمد القعود إلى الثورة الثقافية في القرن الماضي، وحوّلها إلى منصة لإشعال الإبداع في اليمن. لم يكتفِ بنشر الأعمال والأدب، بل اكتشف أسماءً أصبحت لاحقًا من أبرز الأعلام الثقافي، متحديًا بذلك عجز المؤسسات الرسمية عن دعم الحركة الأدبية، كان ملحقاً أكاديمياً تدريبياً للصحافة الثقافية، حيث تعلم العديد من فنون الكتابة تحت إشرافه، كما وصفه تلاميذه المعلم الأول في هذا المجال.
محمد القعود ليس مجرد اسم في قائمة الأدب، بل هو حكاية عطاء متواصل، جعل من الثقافة اليمنية فضاءً حيوياً يتنفس فيه المبدعون بحرية جهوداً إنسانية وأدبية في ظل الظروف القاسية، وأن الفرد قادر على صنع ثورة ثقافية، حتى في أصعب الظروف.
وتضمن الملف مقالات لكثير من الأدباء والشعراء والصحفيين في بلادنا تحدثوا وعبروا عن مكنوناتهم تجاه “فارس الصحافة الثقافية ورائد التنوير وداعم الشباب الموهوبين” الأديب والشاعر محمد القعود.

مقالات مشابهة

  • وهبي: المغرب صادق على كافة الاتفاقيات الدولية الرامية إلى حماية الممتلكات الثقافية 
  • رئيس مجلس إدارة شركة المها الدولية محمد العنزي: على بعد كيلو مترات من هذا القصر ولدت أول أبجدية عرفتها البشرية وعلى هذه الأرض خط الإنسان أولى الحروف التي تحولت لاحقاً إلى حضارات وتراث إنساني لا يزال نوره يهدي العقول والأمم ومن هنا من دمشق نطلق مشروعنا الث
  • «العليا لمكافحة الغش التجاري» تناقش آليات تعزيز الأطر التشريعية والتنظيمية
  • إلغاء نقل الطاقة بين المغرب وبريطانيا.. مجلس جهة كلميم المعني الأول بالمشروع غير مكترث
  • تضمنت ملفاً عن الأديب “محمد القعود”: صدور العدد الجديد من مجلة “سلاف الثقافية”
  • قيوح: المغرب يدعم تعزيز ممرات النقل بين إفريقيا والموانئ الاستراتيجية بتركيا
  • تعزيز شبكة الكابلات البحرية.. الوزير الأول يترأس مجلس مساهمات الدولة
  • الداخلية توجه ضربات ضد عصابة الاتجار بالعملات وتضبط قضايا بقيمة 4 ملايين جنيه
  • ضبط عددا من قضايا الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة