وفد فرنسي رفيع المستوى يزور المغرب لتعزيز التعاون الترابي وتكريس دعم باريس لمقترح الحكم الذاتي بالصحراء
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
استقبلت المملكة المغربية وفدًا رفيع المستوى من جمعية الأقاليم الفرنسية “Départements de France” خلال الفترة الممتدة من 22 إلى 26 يونيو 2025، وذلك بدعوة من الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم، في خطوة تعكس الإرادة المشتركة لتقوية الشراكة الترابية وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة بعد التطورات الإيجابية الأخيرة التي ميزت الموقف الفرنسي تجاه قضية الصحراء المغربية.
وترأس الوفد الفرنسي François SAUVADET، رئيس جمعية “Départements de France”، إلى جانب عدد من أعضاء المكتب التنفيذي للجمعية، يمثلون أقاليم متعددة من الجمهورية الفرنسية.
وتندرج هذه الزيارة في إطار الزخم الذي شهدته العلاقات المغربية الفرنسية عقب اللقاء البارز بين الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي أكد فيه هذا الأخير، أمام غرفتي البرلمان المغربي، دعم بلاده الكامل لسيادة المغرب على صحرائه، وتبني مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل وحيد وموثوق به للنزاع الإقليمي المفتعل.
وقد تضمن برنامج الزيارة سلسلة من اللقاءات الرسمية والميدانية، أبرزها اجتماع موسع بين الوفد الفرنسي وأعضاء المكتب التنفيذي للجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم، تم خلاله بحث سبل التعاون الثنائي، وتحديد المجالات ذات الأولوية مثل التنمية الاجتماعية، الحماية الاجتماعية، التكوين المهني، الرقمنة، والبيئة.
كما كانت المناسبة فرصة لعرض التجربة المغربية في مجال اللامركزية الترابية، خاصة بعد دستور 2011 الذي أسس لمفهوم الجهوية المتقدمة، وما تبعه من إصدار القوانين التنظيمية لسنة 2014 التي منحت مجالس العمالات والأقاليم اختصاصات جديدة في مجالات حيوية.
وشملت الزيارة كذلك تفقد عدد من المرافق الاجتماعية والمؤسسات التنموية والمعالم التاريخية في مدن الرباط، سلا، تمارة، الصخيرات، وطنجة، بهدف الوقوف على النماذج الناجحة للتنمية المجالية التي تشهدها بعض الأقاليم المغربية.
وفي ختام الزيارة، وقع الجانبان تصريحًا مشتركًا عبر فيه الطرفان عن تقديرهما العميق للعلاقات التاريخية التي تربط المغرب بفرنسا، وعن رغبتهما في تعزيز التعاون الثنائي على المستوى الترابي من خلال مشاريع مشتركة وتبادل مستمر للتجارب الناجحة.
كما تضمن التصريح الاتفاق على دعوة الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم إلى حضور الجمع العام المقبل للجمعية الفرنسية، الذي سيحتضنه إقليم TARN في نوفمبر 2025، إضافة إلى دعوة الوفد الفرنسي لزيارة مدينة الداخلة، للاطلاع على أوراش التنمية بالأقاليم الجنوبية وللمشاركة في ندوة حول الجهوية المتقدمة والبرامج التنموية بالجهة، وذلك نهاية السنة الجارية أو بداية السنة المقبلة.
وتعكس هذه الدينامية الثنائية تحولًا نوعيًا في مسار التعاون المغربي الفرنسي، لا سيما على المستوى اللامركزي، بما يعزز إشعاع التجربة المغربية في التدبير الترابي ويُكرّس الاعتراف الدولي المتزايد بوحدة المغرب الترابية ومصداقية مشروع الحكم الذاتي.
المصدر: مملكة بريس
كلمات دلالية: الصحراء المغربية الوحدة الترابية للمملكة مجالس العمالات والأقالیم
إقرأ أيضاً:
الإفتاء تعقد مجالس إفتائية وأنشطة ثقافية بشمال سيناء لتعزيز الوعي ومواجهة التطرف
واصلت دار الإفتاء المصرية قوافلها الإفتائية إلى محافظة شمال سيناء، ضمن جهودها المتواصلة لنشر الفكر الوسطي، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتعزيز الوعي الديني والمجتمعي لدى المواطنين.
دار الإفتاء تواصل قوافلها إلى شمال سيناءوضمت القافلة هذا الأسبوع الدكتور أحمد العوضي أمين الفتوى ومدير إدارة التوفيق والمصالحات، وفضيلة الشيخ علي قشطة أمين الفتوى بدار الإفتاء، وفضيلة الشيخ محمد سامي الزقاقي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حيث نفذ أعضاء القافلة برنامجًا دعويًا وإفتائيًا مكثفًا على مدار يومين في عدد من مساجد ومراكز شمال سيناء.
وبدأ أعضاء القافلة فعالياتهم بعقد مجلس للصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العصر يوم الخميس، أعقبه أداء صلاة العشاء بمسجد النور بميدان الساعة، ثم المشاركة في نشاط ثقافي توعوي مع الجمهور، تضمن نقاشات مفتوحة حول قضايا الوعي ومواجهة الأفكار المتطرفة.
دار الإفتاء تواصل قوافلها إلى شمال سيناء وتعقد مجالس إفتائية وأنشطة ثقافية لتعزيز الوعيوفي إطار البرنامج الدعوي والإفتائي، ألقى أمناء الفتوى خطبة الجمعة في عدد من مساجد شمال سيناء؛ حيث تناولوا في خطبهم التحذير من مظاهر التطرف، وبيان جذوره وأسبابه ومخاطره على الفرد والمجتمع، مؤكدين أن التطرف ليس قاصرًا على فهم ديني منحرف، بل هو انحراف سلوكي وفكري قد يظهر في مختلف المجالات، ويهدد سلامة الروابط الاجتماعية واستقرار الأوطان.
وشدد أمناء الفتوى في خطبهم على أن الإسلام جاء بمنهج الوسطية والاعتدال، مستشهدين بقوله تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا)، مؤكدين ضرورة تعليم النشء حب الوطن، والالتزام بالقيم الأخلاقية، ونبذ كل أشكال التعصب.
كما عقد أعضاء القافلة مجلسين للفقه والفتوى على مدار اليومين، قدموا خلالهما إجابات مباشرة عن أسئلة المواطنين، وتناولوا تصحيح جملة من المفاهيم غير المنضبطة، إضافة إلى مناقشة قضايا الأسرة والمعاملات، وموضوعات تتعلق بالتدين الرشيد وحماية المجتمع من خطاب الكراهية.
وتأتي هذه القوافل في إطار حرص دار الإفتاء المصرية على دعم أبناء شمال سيناء، وتعزيز حضور الخطاب الديني الوسطي، وتكثيف التواصل الميداني مع المواطنين بما يسهم في بناء الوعي الصحيح وترسيخ قيم الانتماء.