المتجمد الجنوبي أكثر ملوحة وسخونة وفقدانا للجليد
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
أظهرت دراسة لجامعة ساوثهامبتون البريطانية تحولا دراماتيكيا وغير متوقع في المحيط المتجمد الجنوبي، مع ارتفاع ملوحة المياه السطحية وزيادة سخونة المياه وانخفاض الجليد البحري بشكل حاد.
وباستخدام بيانات الأقمار الصناعية الأوروبية، اكتشف البحث الذي نشرت نتائجه في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم ارتفاعا مفاجئا في ملوحة السطح جنوب خط العرض 50 درجة.
وتزامن هذا مع خسارة دراماتيكية للجليد البحري حول القارة القطبية الجنوبية وظهور حفرة ضخمة في الجليد البحري تبلغ مساحتها 4 أضعاف مساحة ويلز تقريبا، والتي لم تحدث منذ سبعينيات القرن العشرين.
ومنذ عام 2015، فقدت القارة القطبية الجنوبية جليدا بحريا يعادل مساحة غرينلاند، وهو أكبر تحول بيئي شهده العالم خلال العقود الماضية. كما يزداد المحيط المتجمد الجنوبي ملوحة، وهذا التغير غير المتوقع يفاقم المشكلة.
وعلى مدى عقود، أصبح سطح المحيط أكثر نقاء (أقل ملوحة)، مما ساعد على نمو الجليد البحري. أما الآن، فيقول العلماء إن هذا الاتجاه قد انعكس بشكل حاد.
وقال الدكتور أليساندرو سيلفانو من جامعة ساوثهامبتون، والذي قاد البحث: "إن المياه السطحية الأكثر ملوحة تسمح لحرارة المحيط العميق بالارتفاع بسهولة أكبر، مما يؤدي إلى ذوبان الجليد البحري من الأسفل. إنها حلقة مفرغة خطيرة، فقلة الجليد تؤدي إلى مزيد من الحرارة، مما يؤدي بدوره إلى قلة الجليد".
وتشير عودة الحفرة التي تعرف باسم "بولينيا مود رايز" إلى مدى غرابة الظروف الحالية، وإذا استمرت حالة الملوحة وانخفاض مستويات الجليد، فقد تُعيد تشكيل المحيط الجنوبي بشكل دائم، ومعه كوكب الأرض.
ويشهد المحيط المتجمد الجنوبي آثارا واضحة للمتغيرات المناخية، في شكل عواصف أشد، ومحيطات أكثر دفئا، وتقلص موائل طيور البطريق وغيرها من الحيوانات البرية المميزة في المنطقة.
إعلانوفي هذه المياه القطبية، تتداخل المياه السطحية الباردة والعذبة مع المياه العميقة الدافئة والمالحة. ففي الشتاء، ومع برودة السطح وتشكّل الجليد البحري، يضعف فرق الكثافة بين طبقات المياه، ما يسمح لهذه الطبقات بالاختلاط وانتقال الحرارة إلى الأعلى، ويؤدي إلى ذوبان الجليد البحري من الأسفل والحد من نموه.
ومنذ أوائل ثمانينيات القرن العشرين، كان سطح المحيط المتجمد الجنوبي يتجدد، وكانت الطبقات تتعزز، مما أدى إلى احتجاز الحرارة تحتها ودعم المزيد من غطاء الجليد البحري، قبل أن ينعكس الأمر.
وتظهر تكنولوجيا الأقمار الصناعية الجديدة، إلى جانب المعلومات المستمدة من الأجهزة الروبوتية العائمة أن هذا الاتجاه قد انعكس، إذ تتزايد ملوحة السطح، وتضعف الطبقات، كما وصل الجليد البحري إلى مستويات منخفضة قياسية متعددة، مع عودة فتحات كبيرة من المحيط المفتوح في الجليد البحري (البولينيا).
وتعد الدراسة الأولى من نوعها التي يتمكن فيها العلماء من مراقبة هذه التغيرات في المحيط المتجمد الجنوبي في الوقت الحقيقي.
وعلى النقيض من النتائج الجديدة، كان من المتوقع بشكل عام أن يؤدي تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان إلى الحفاظ على غطاء الجليد البحري في المحيط المتجمد الجنوبي خلال السنوات القادمة.
ويقول أديتيا نارايانان، المؤلف المشارك في الدراسة: "بينما توقع العلماء أن تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية من شأنه أن يؤدي في نهاية المطاف إلى انخفاض الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية، فإن توقيت وطبيعة هذا التحول ظل غير مؤكد".
وأكدت التوقعات السابقة على زيادة تجديد سطح المحيطات وطبقاتها، وهو ما كان من الممكن أن يدعم استدامة الغطاء الجليدي البحري. لكن بدلًا من ذلك، حدث انخفاض سريع في الجليد البحري -وهو عاكس مهم للإشعاع الشمسي- مما قد يُسرّع ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.
ويؤكد البروفيسور ألبرتو نافيرا غاراباتو، المؤلف المشارك في الدراسة وأستاذ علوم المحيطات في جامعة ساوثهامبتون أن النتائج الجديدة تشير إلى أن فهمنا الحالي قد لا يكون كافيا للتنبؤ بدقة بالتغيرات المستقبلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تغي ر المناخ المحیط المتجمد الجنوبی الجلید البحری
إقرأ أيضاً:
بالصور.. قفزات هائلة لأسطول الركاب والبضائع للشركات التابعة للقابضة للنقل البحري| تفاصيل
=شهد أسطول نقل الركاب والبضائع بالشركات التابعة للشركة القابضة للنقل البحري والبري انطلاقة غير مسبوقة، تزامنًا مع تنفيذ خطة شاملة لتطوير خدمات النقل وتعزيز القدرة التشغيلية.
في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، قامت الشركة القابضة بتدعيم أسطول شركات نقل الركاب بـ 529 أتوبيس وميني باص جديد صناعة مصرية، مجهز بأحدث وسائل الراحة والأمان، بما في ذلك شاشات عرض ومنافذ شحن وأنظمة تكييف متطورة، إلى جانب إدخال أتوبيسات بدورين ورفع كفاءة الأتوبيسات الحالية لتوحيد مستوى الخدمة على جميع الخطوط.
وشملت الخطة تدبير:
شركة شرق الدلتا للنقل والسياحة: 256 أتوبيس وميني باص بإجمالي 2.043 مليار جنيه، لتشغيل 73 خطًا و45 محطة رئيسية وفرعية.
شركة غرب ووسط الدلتا للنقل والسياحة: 209 أتوبيس وميني باص بإجمالي 1.609 مليار جنيه، لتشغيل 60 خطًا و38 محطة.
شركة الصعيد للنقل والسياحة EGBUS: 64 أتوبيس بإجمالي 570.5 مليون جنيه، لتشغيل 64 خطًا و64 محطة.
كما تم إدخال نظم الحجز والتحصيل الإلكتروني وربطها بأنظمة متابعة السائقين والمركبات، مع إنشاء غرفة سيطرة مركزية مزودة بتقنيات GPS لضمان الالتزام بالجداول ومعايير السلامة، فضلًا عن تحديث البنية التحتية والمراكز وورش الصيانة، ورفع كفاءة 228 أتوبيسًا وضمان توفر قطع الغيار الأصلية.
وفي قطاع البضائع، تم دمج الشركات في شركة النيل لنقل البضائع، وتدبير 150 رأس جرار و153 نصف مقطورة متنوعة، إلى جانب رفع كفاءة 150 سيارة وتقديم خدمات النقل المبرد لتغطية المنتجات الغذائية والأدوية بكفاءة عالية.
وأكدت الشركة أن هذا التطوير يعكس استثمارًا استراتيجيًا في التنمية الشاملة، ويعزز رؤية مصر 2030 لتقديم منظومة نقل حديثة تجمع بين التكنولوجيا المحلية والصناعة الوطنية، لتلبية احتياجات المواطنين والبضائع بكفاءة وأمان.