الرستاق- طلال بن طالب المعمري - حمود بن علي الحاتمي

تعيش ولاية الرستاق حراكًا رياضيًّا لافتًا في السنوات الخمس الأخيرة، يتجلى في الجهود الدؤوبة التي تبذلها الفرق الرياضية الأهلية التابعة لنادي الرستاق في الاهتمام بالفئات العمرية، بدءًا من البراعم والأشبال والناشئين. وهو توجه يعكس وعيًا متناميًا بأهمية بناء قاعدة رياضية متينة ترفد النادي والمنتخبات الوطنية بالطاقات الواعدة.

ويُعزى هذا الحراك إلى عوامل عدة، أبرزها التوسع الكبير في إنشاء الملاعب المعشبة التي تجاوز عددها اليوم 20 ملعبًا على مستوى قرى وفرق الولاية، مما أوجد بيئة محفزة للتدريب المستمر والتطوير المنهجي. وإلى جانب ذلك، ظهرت كوادر محلية تتمتع بالخبرة والمهارة، وبعضها يحمل شهادات تخصصية في مجالات التدريب، والتحكيم، وتنظيم الفعاليات، الأمر الذي أسهم في تعزيز جودة العمل الميداني والإداري داخل الفرق.

هذا الواقع الجديد أسهم في نشر الوعي بأهمية الاستثمار في الفئات العمرية، وتكوين فرق رياضية منظمة، ذات بُعد استراتيجي يخدم رياضة كرة القدم على المدى البعيد، سواء على مستوى النادي أو المنتخبات الوطنية.

فريق النصر الرياضي.. نموذج يحتذى به

ومن بين النماذج اللافتة التي تستحق الإشادة والتوثيق، يبرز فريق النصر الرياضي كنموذج متميز في التكوين والتنظيم. فقد انطلق الفريق من رؤية واضحة تقوم على العمل المؤسسي، فبدأ بتأسيس مركز رياضي متكامل المرافق، ثم شرع في تنفيذ خطة استراتيجية لتكوين فرق للفئات السنية المختلفة: براعم، أشبال، ناشئين، شباب، وصولًا إلى الفريق الأول.

ولم تتأخر النتائج، فقد حققت هذه الفرق مراكز متقدمة في مختلف مسابقات النادي، وهو ما يعكس حجم العمل المنظم والجهود المخلصة التي بُذلت خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا. ويُعد الفريق اليوم واحدًا من أبرز النماذج التي تُجسد التكامل بين البنية التحتية، والكادر الفني المؤهل، والتخطيط السليم.

مدارس كروية وأرض خصبة للمواهب

كما برزت خلال هذه المرحلة عدد من المدارس الكروية التي تأسست في بعض الفرق الأهلية الأخرى، وهي تسهم بدور فاعل في استقطاب المواهب الناشئة، وصقلها ضمن بيئات تدريبية مدروسة، ما يعزز فرص بروز لاعبين ذوي مهارات عالية يمثلون النادي والمنتخب في قادم الاستحقاقات.

دعوة للدعم والتوثيق والتطوير

إن هذه النماذج المشرّفة من العمل الأهلي المنظم تستحق من نادي الرستاق والجهات الرياضية المعنية وقفة تقدير، ودعمًا مباشرًا، سواء من خلال توفير الإمكانيات أو تسليط الضوء عليها إعلاميًا، لتكون مصدر إلهام لبقية الفرق. كما أن توثيق هذه التجارب وتقييمها بشكل دوري يسهم في تطويرها واستدامتها.

وتؤكدالفرق الأهلية في ولاية الرستاق يوماً بعد يوم أنها ليست مجرد كيانات اجتماعية، بل هي منصات لصناعة الأمل والمستقبل الرياضي، وتستحق أن تحظى بالاهتمام والرعاية باعتبارها حاضنة رئيسية للموهبة والإنجاز.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

47 ألف مهمة إسعافية نفذها الإسعاف الوطني خلال النصف الأول من 2025

أبوظبي: «الخليج»

أعلنت قيادة الحرس الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن الإسعاف الوطني نفذ أكثر من 47 ألف مهمة إسعافية خلال النصف الأول من عام 2025، مواصلاً دوره الحيوي ضمن منظومة الاستجابة والرعاية الصحية الطارئة على مستوى الدولة.


ووفقاً للإحصائيات الرسمية، استجابت الفرق الإسعافية لـ 47,269 حالة طارئة في الإمارات الشمالية، شملت حوادث مرورية، وحالات طبية، وإصابات متنوعة. وقدمت الفرق الإسعافية الرعاية الفورية والخدمات العلاجية في موقع البلاغ لأكثر من 19,400 حالة، فيما نُقل أكثر من 27,800 شخص إلى المستشفيات لتلقي الرعاية الصحية المتخصصة.


ويواصل الإسعاف الوطني تقديم خدماته الحيوية على مدار الساعة عبر رقم الطوارئ 998، في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز سلامة المجتمع، والمساهمة في رفع كفاءة منظومة الاستجابة الوطنية للطوارئ.

مقالات مشابهة

  • 47 ألف مهمة إسعافية نفذها الإسعاف الوطني خلال النصف الأول من 2025
  • جمال شعبان: من يمتلك الغذاء والدواء يكون صاحب قرار
  • لعبت تنس وتذكرت دراستها في المجال الرياضي.. النجمة راندا عبد السلام تبدأ الصيف بإطلالة جديدة
  • صناعة القرار الاستراتيجي واختبار العقل القيادي
  • سلطان بن طحنون: «صيف أبوظبي الرياضي» منصة رائدة لتعزيز النشاط البدني
  • أحمد مرتضي منصور: تعلمت الروح الرياضية من رئيس النادي الأهلي
  • ناقد رياضي: الهلال السعودي الحصان الأسود لمونديال الأندية
  • نجم الأهلي يرفض الإعارة ويطلب الرحيل النهائي عن النادي.. ماذا حدث؟
  • كاتب رياضي سوداني: اتحاد الكرة متسول.. والصحافة الرياضية تحولت لسوق فساد