كيان الاحتلال في مواجهة خصم لا يُرى.. المعركة مع اليمن تخرج عن السيطرة
تاريخ النشر: 3rd, July 2025 GMT
يمانيون | تحليل
في الوقت الذي يتخبّط فيه الكيان الصهيوني على أكثر من جبهة، تعود الجبهة اليمنية إلى واجهة الاهتمام الاستراتيجي الصهيوني، بعدما تحوّلت من ساحة يُستخف بها في الحسابات الأمنية، إلى مصدر تهديد فعلي ومباشر على العمق الإسرائيلي.. ووفقًا لتحليلات بثّتها القناة 12 العبرية، فإن “إسرائيل” باتت تتعامل مع اليمن باعتباره جبهة منفصلة، معقّدة، وقابلة للاشتعال في أي لحظة.
هذه الجبهة التي ظلت لسنوات في هامش الاهتمام العسكري الصهيوني، أظهرت في الأشهر الأخيرة فاعلية غير مسبوقة، سواء على المستوى البحري أو من خلال الضربات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي تخترق العمق الصهيوني، وتفرض معادلات جديدة لا يستطيع الاحتلال القفز فوقها.
ما يثير القلق أكثر لدى صانع القرار الإسرائيلي أن هذه الجبهة لا تعمل بردود أفعال مؤقتة، بل تتصرف وفق استراتيجية استنزاف طويلة الأمد، تثبت فعاليتها يومًا بعد يوم.
وضع عملياتي معقّد وخيارات مفتوحة.. قراءة في تكتيك الغموض اليمني
أشار محللون عسكريون صهاينة عبر القناة 12 إلى أن “الوضع العملياتي الذي تحتفظ به إسرائيل تجاه اليمن لا يقل تعقيدًا عن ساحات أخرى، وربما يفوقها غموضًا وصعوبة”..
التقديرات الاستخباراتية تشير إلى أن الجيش الصهيوني يحتفظ بخطط وأدوات كان أُعدّت في الأصل لمواجهة إيران، لكنها قد تُستخدم أو يُعاد توظيفها في مواجهة القوات المسلحة اليمنية، إذا ما تم اتخاذ القرار السياسي بذلك.
غير أن المعضلة الحقيقية، كما تعكسها التحليلات، لا تتعلق بغياب الخطط، بل بعدم جدوى هذه الخطط أمام خصم لا يُظهر نقاط ضعف واضحة، ولا يعتمد على منظومات عسكرية تقليدية يمكن استهدافها.
ولذلك يقول أحد المحللين الصهاينة: “إذا شهدنا غدًا عملية إسرائيلية كبيرة في اليمن، فهذا لم يعد مستبعدًا من الناحية التقنية، لكننا لا نضمن إطلاقًا أن تكون نتائجها مضمونة أو حاسمة”.
المرونة اليمنية، وقدرتها على توزيع مصادر القوة بين البحر والجو، وإخفاء مراكز القيادة والقرار، جعلت من أي ضربة إسرائيلية مغامرة محفوفة بالردود النوعية، وربما المفاجآت التي لم تُحتسب.
كيان الاحتلال تحت الحصار.. استنزاف اقتصادي وأمني وارتباك في العمق
مع استمرار الضربات اليمنية البحرية والصاروخية، باتت الجبهة الداخلية الصهيونية تعاني من حالة استنزاف مزمنة.
فقد أظهرت تقارير القناة 12 أن شركات الطيران العالمية، وحتى تلك التي كانت قريبة من استئناف رحلاتها إلى تل أبيب، لا تزال مترددة، بسبب غياب الضمانات الأمنية واستمرار التهديد الجوي القادم من اليمن.
الرسالة التي يحملها هذا التردد واضحة: العدو فقد سيطرته الجوية، ولم يعد بمقدوره حماية مجاله الحيوي.. وقد عبّر أحد المحللين عن ذلك بقوله: “الضربات اليمنية تجاوزت الرمزية، وأثرت مباشرة في الثقة بالنظام الأمني الإسرائيلي”.
وهذه الخسارة لا يمكن تعويضها بسهولة، لأنها تمس صورة “الدولة الحامية” التي طالما تاجر بها العدو أمام مستوطنيه.
الولايات المتحدة تتراجع… والكيان يُترك وحيدًا في مواجهة اليمن
من أكثر النقاط حساسية في النقاشات داخل الكيان، بحسب تغطية القناة 12، هو غياب الدور الأمريكي المباشر في ملف المواجهة مع اليمن. وبرز سؤال محوري على لسان أحد المحللين: “أين الولايات المتحدة؟ لقد تُركنا وحدنا في مواجهة اليمن، بينما تنشغل واشنطن بأولويات أخرى”.
وقد أثار هذا الغياب الكثير من التساؤلات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، خاصة بعد التطورات الأخيرة التي كشفت عن استمرار قدرات اليمن في إطلاق الصواريخ البعيدة المدى.
ويقول محلل في القناة 12: “كنا نظن أننا أنهينا مرحلة تحديث الصواريخ اليمنية، لكنهم فاجأونا مجددًا، وهذا يعكس خللًا في التقديرات الاستخباراتية التي نُبني عليها خياراتنا”.
في هذا السياق، نقلت القناة 12 عن اللواء احتياط إلي عازر شاين ميروم، الذي كان من أوائل المحذّرين من تصاعد التهديد اليمني، تأكيده أن “إسرائيل لا يمكنها تجاهل هذه الجبهة أكثر، وإذا لم نتحرك سنجد أنفسنا نتلقى الضربات بشكل يومي”.
مأزق جيش متطور أمام خصم غير تقليدي
تطرّق المحللون في القناة 12 إلى مفهوم أسموه بـ”قوة الضعيف”، وهو مصطلح يلخّص المأزق الذي يواجهه جيش الاحتلال أمام خصم لا يمتلك تقنيات متقدمة، لكنه يملك الإرادة والقدرة على إيلام الخصم بطرق غير متوقعة.
أحد المحللين لخّص هذه المفارقة بقوله: “عندما يكون خصمك ضعيفًا، من الصعب جدًا الانتصار عليه. هو لا يملك نقاط ضعف تقليدية، ولا يخضع لقواعد الاشتباك التي درّبنا أنفسنا عليها. نحن أمام خصم لا يُظهر نفسه، لكنه يضربك في أكثر أماكنك هشاشة”.
هذا النمط من المواجهة، بحسب المحللين، يشل قدرة الجيش الإسرائيلي على المبادرة، ويجعله في موقع الدفاع الدائم، ما يؤدي إلى تآكل الردع وضرب هيبة الاحتلال في عيون الرأي العام الداخلي والخارجي.
بنك أهداف يتشكّل… لكن النصر لا يُرى في الأفق
بحسب التقارير العبرية، فإن إسرائيل بدأت بالفعل بتجميع بنك أهداف في اليمن، تحضيرًا لضربات مستقبلية، إذا ما توفرت التغطية السياسية والإقليمية لذلك.. إلا أن محللي القناة 12 لا يبدون حماسًا كبيرًا لهذا الخيار، حيث أكد أحدهم أن “تحقيق نصر حاسم في اليمن غير وارد حاليًا، لأن طبيعة المعركة تختلف جذريًا عما اعتدناه”.
ويضيف محلل آخر: “أولئك الذين يرون المشهد بشكل أبيض وأسود، ويعتقدون بإمكانية القضاء على التهديد اليمني بضربة واحدة، يعيشون في وهم كبير. نحن أمام عدو راكم خبرة قتالية، ويعرف كيف يستثمر صبره وموارده المحدودة لإنتاج نتائج كبيرة”.
جبهة لا يمكن تجاوزها بعد اليوم
بات واضحًا أن الكيان الصهيوني يواجه جبهة يمنية متماسكة، تملك إرادة سياسية وعسكرية حرة، وتتمتع بقدرة متزايدة على توجيه الضربات الدقيقة والمؤثرة في عمق الكيان. ورغم التهديدات المتصاعدة، تبدو إسرائيل عاجزة عن الحسم، لأنها ببساطة تواجه خصمًا لا يشبه أي عدو واجهته سابقًا.
اليمن لم يعد مجرد طرف في المقاومة، بل تحوّل إلى فاعل إقليمي مستقل، يفرض حضوره على المعادلات الكبرى، ويغيّر حسابات العدو بشكل يومي. وفي هذا السياق، لم تعد المسألة متعلقة بصواريخ أو طائرات مسيّرة، بل بمنظومة صمود استثنائية، تُعيد تعريف معنى النصر والهزيمة في الشرق الأوسط.
في الخلاصة، ساحة اليمن لم تعد جبهة يمكن تجاهلها، أو اختصارها في توصيفات عابرة. إنها جبهة باتت تُحسب ألف حساب، وتفرض على المحتل معادلة جديدة: “اضربني إن استطعت، لكنك ستتلقى الرد من حيث لا تحتسب”.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی مواجهة القناة 12 أمام خصم خصم لا ی
إقرأ أيضاً:
القناة 12 : هناك 3 خيارات أمام الكابينت بشأن غزة .. ما هي؟
قالت القناة 12 الإسرائيلية ، مساء اليوم الاثنين 30 يونيو 2025 ، إن هناك 3 خيارات أمام المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت" بشأن الحرب في غزة .
وأوضحت أن هذه الخيارات أمام الكابينت هي ، احتلال غزة وهناك وزراء في الحكومة يعتقدون أن هذا هو الأمر الذي يجب الذهاب إليه ، أو اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل أسرى ، فيما الخيار الثالث والوسط استمرار عملية عربات جدعون من خلال حصار شمال القطاع وإجراء مناورة برية في كل منطقة لهزيمة حماس هناك.
وبحسب القناة ، فإن وخلال جلسة الكابينت اليوم هاجم بعض الوزراء رئيس الأركان إيال زامير وقالوا إنه وعد بان تتمكن إسرائيل من تنفيذ عملية تهجير جماعي للسكان من شمال قطاع غزة إلى جنوبه ، وفرض حصار على الشمال والبدء بمناورة سريعة لهزيمة حماس ، فيما رد زمير عليهم بالقول " الأمر ليس بهذه البساطة ، هناك رهائن وكلما تقدمنا زاد خطر تعريضهم للخطر".
وأوضحت القناة أن زامير وجد نفسه يواجه بعض الوزراء وطلب منهم اتخاذ قرار ، وقال: لا يصح إطالة الوضع الراهن دون قرار ، فيما حاول مسؤولو الأمن خلال النقاش أن يشرحوا أن لكل قرار من هذا القبيل تكاليفه من حيث خسارة المختطفين ووقوع قتلى في صفوف الجيش واستنزاف القوات والتسليح والإمدادات وغيرها".
من جهته، هاجم وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، أداء الجيش قائلًا: "نقوم بالمزيد من الشيء نفسه. نراوح مكاننا. الخطط التي عُرضت كانت مختلفة تمامًا عمّا يحدث ميدانيًا. يجب على الجيش أن يندفع إلى الأمام، ويجب تغيير طريقة العمل، والتركيز على تشجيع الهجرة ووقف المساعدات الإنسانية تمامًا".
وأضاف بن غفير: "المزيد من الضغط يساعد في استعادة الأسرى، ولا يضر بهم". في المقابل، توجه سموتريتش إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، قائلًا: "فهمت أنك تعارض خطتنا. في كل ما نطرحه تقول ما المشكلة. أنت رئيس الأركان، قل لنا ما الذي تقترحه".
فردّ عليه زامير قائلًا: "هذه أكثر الحروب تعقيدًا. هناك تصادم بين مسألة الأسرى وتوسيع الاجتياح البري. نحن نُعرّض الأسرى للخطر. يتعرضون للتعذيب، ووضعهم صعب جدًا".
وأضاف زامير أن "الجيش يسيطر حاليًا على 75% من القطاع"، ليرد عليه بعض الوزراء بالقول: "كيف 75%؟ أنت تسيطر على 50%، وعلى 25% أخرى فقط بالنيران. في عرض (عملية) مركبات جدعون قلت إننا سنسيطر على 75% فعليًا".
فأجاب زامير: "منذ ذلك الحين ونحن نخوض القتال. ما هذا، مزحة؟"
وعاد بن غفير ليقول: "الجنود في خطر لأنهم واقفون في أماكنهم ولا يتقدمون". أمّا زامير فنبّه إلى أن "من الصعب السيطرة على مليون ونصف إنسان. هم يتعوّدون على التحرك جماعيًا وقد يُشكّلون خطرًا على قواتنا أيضًا".
وواصل سموتريتش هجومه على أداء المؤسسة الأمنية بالقول: "كنا هنا في هذه الغرفة مع رئيس الأركان السابق، وتحدثنا عن النموذج الإنساني. مرت ستة أشهر ولم يتغير شيء، فلماذا سيتغير شيء الآن؟ ماذا تغيّر منذ عملية مركبات جدعون؟"
وأضاف: "يجب إقامة منطقة إنسانية جنوب ‘نيتساريم‘ ونقل السكان من الشمال إلى هناك، وبذلك نخلق مناورة سريعة تحسم المعركة ضد حماس في مناطق خالية من السكان. كان على الجيش تنفيذ ذلك قبل شهرين ولم يفعل. ماذا فعلتم منذ ذلك الحين؟"
وفي خضمّ هذا التوتر، قال وزير الأمن، يسرائيل كاتس: "نحن من يقرر. المستوى السياسي هو من يقرّر. نحن نتحمل المسؤولية عمّا سيحدث".
من جهته، قال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو : "ندفع بقوة نحو صفقة (أسرى). أريد أن يستخدموا في واشنطن المطارق في الضغط على قطر"، في إشارة إلى تحفيز أميركي ضاغط لدفع المفاوضات عبر الضغط على الوسطاء مع حماس.
وفي مداخلة لعضو الكنيست أرييه درعي، رئيس حركة شاس، قال: "ليس من الصواب النظر إلى ساحة واحدة والحديث عن نصر. انظروا إلى موقعنا أمام العالم منذ 7 تشرين الأول. الأمر الأهم الآن هو صفقة. لا يجوز أن نُهدر الإنجازات التي حققناها ضد إيران".
وفي ذات الإطار قالت القناة إن مبعوث الرئيس الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أبلغ عوائل المختطفين أنه يعمل على التوصل إلى اتفاق شامل وإنهاء الحرب في غزة بدعم من ترامب.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي يقر باستهداف منتظري المساعدات في غزة انقسام داخل الكابينت بشأن مستقبل الحرب في غزة لجنة الكنيست البرلمانية تصادق على إقصاء النائب أيمن عودة الأكثر قراءة سعر صرف الدولار مقابل الشيكل اليوم الثلاثاء 24 يونيو طقس فلسطين: أجواء شديدة الحرارة اليوم محدث: إسرائيل تعلن رسميا موافقتها على وقف إطلاق النار مع إيران بالفيديو والصور: 5 قتلى وإصابات بينهم خطيرة في الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025