عقب إعلان "التعليم" إنشاء مدارس العباقرة.. خبراء: لا جدوى من المشروع.. وطلاب "STEM": حلوا مشاكلنا الأول
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
بحث الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، آليات إنشاء مدرسة "العباقرة"، التي تستهدف ضم أفضل الطلاب الأوائل في السنة الأولى بمدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا "STEM" ومدرسة المتفوقين الثانوية بعين شمس.
د.تامر شوقيوتباينت الآراء حول جدوى إنشاء المشروع، وجاءت ردود أفعال واسعة من أولياء الأمور والطلاب بمدارس المتفوقين STEM، بعدم الاقتناع بالفكرة حاليا، خاصة أن لديهم مشكلات، بحسب قولهم، وجاء تعليق البعض على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "مش لما تحلوا مشاكلنا الأول”.
وفي هذا السياق، تحدث أساتذة الجامعات والخبراء التربويين عن معوقات وتحديات تواجه هذا النموذج، حيث قال الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، والخبير التربوي، إن إنشاء تلك المدرسة يواجه عدة تحديات منها: إن التفوق الدراسي وحده لا يعنى العبقرية، لذلك كان عدد العباقرة في العالم قليل ولو كان التفوق يدل على العبقرية لكان لدينا الآن مئات الآلاف من العباقرة من المتفوقين خلال عشرات السنين السابقة وعلى كل حال قد يكون الهدف من استخدام مصطلح العباقرة هو جذب الانتباه إلى تلك المدرسة الجديدة وتمييزها عن المدارس التي سيتم اختيار الطلاب منها (المتفوقين وستيم).
وتساءل ما محك اختيار هؤلاء الطلاب( هل هو الحصول على الدرجات النهائية في بعض أو جميع المواد الدراسية في الصف الأول الثانوي؟ ) هل هذا يعني ان هؤلاء الطلاب عباقرة؟
وماذا عن طلاب المدارس الأخرى المشابهة للمتفوقين والذين حققوا نفس المحك لم يشر القرار إلى ضمهم في مدرسة العباقرة (مع استثناء مدارس ستيم في هذه النقطة لاختلاف طبيعة مناهجها).
وتابع، لا يجب أن يبدأ الاهتمام بهؤلاء الطلاب من الصف الثاني الثانوي لان هذا السن يعتبر متأخرا جدا في التعليم وسيكون أمام الطالب سنتين فقط في التعليم العام بل يجب اكتشاف هؤلاء الطلاب من سن مبكرة في أواخر المرحلة الابتدائية والاعدادية والاهتمام بهم ومنحهم اهتمام خاص.
وأضاف “شوقي”: يعتبر الطلاب شديدي التفوق فئات خاصة يتطلب التعامل معهم معلمين مؤهلين لذلك (ليس علميا فقط بل نفسيا أيضا) فهل تم توفير مثل هؤلاء المعلمين، وكيف سيتم ضم طلاب مدارس المتفوقين ومدارس ستيم الاوائل معا رغم اختلاف طبيعة الدراسة بهما تماما؟، وهل سيؤثر ضم الطلاب في الصفين الثاني والثالث الثانوي لها على استعداداتهم للثانوية العامة؟.. وهل سيوافق أولياء الأمور على ذلك ( حتى مع الوضع في الاعتبار أنها مدارس داخلية )، وماذا سيكون مصير هؤلاء الطلاب بعد انتهاء المرحلة الثانوية وخروجهم من سلطات وزارة التربية والتعليم؟ هل سيتم استمرار الاهتمام بهم ام تجاهلهم؟، وماذا عن الطلاب المتفوقين والأوائل في السنوات السابقة هل تم السؤال عنهم أو الاهتمام بهم أو حتى تتبع مسارهم الدراسي؟ والاستفادة منهم.
د.عاصم حجازيفي السياق نفسه قال الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، والخبير التربوي، إنه قبل الحديث عن جدوى مثل هذه المدارس ينبغي الإشارة أولا إلى أن مصطلح العباقرة يطلق على فئة محدودة جدا ونادرة ممن وصلوا إلى مستويات متقدمة جدا من الذكاء وعددهم في أي مجتمع قليل جدا إلى الحد الذي يجعل من إنشاء مدارس مستقلة للعباقرة أمرا لا جدوى منه في الحقيقة.
وثانيا: أن ارتباط مصطلح العباقرة بالذكاء أقوى من ارتباطه بالتحصيل الدراسي وبالتالي فإن تشخيص المتفوقين في الصف الأول بمدارس المتفوقين على أنهم عباقرة أمر فيه نظر..
وأوضح “حجازي”، هذه المقدمة التي لابد منها ينبغي أيضا الإشارة إلى مجموعة من النقاط، أولها: أن المبالغة في التشخيص والانتقاء غير مطلوبة إذ إنها ستجعلنا ندور في سلسلة لا تنتهي من التصفيات على حساب الإعداد والتأهيل.
ثانيا: الأولى أن توجه جهود رعاية الموهوبين نحو تعليمهم وتدريبهم وإعداد البرامج التربوية المتكاملة لرعايتهم وتوفير كل سبل الدعم لتنمية قدراتهم إلى الحد الأقصى.
ثالثا: تحظى مناهج ومدارس المتفوقين بقدر كبير من الرعاية ولكن ينتهي هذا المسار بالتحاق الطالب بالمرحلة الجامعية وهو ما يتطلب وجود برامج خاصة لرعاية الموهوبين في الجامعة على نفس القدر من الخصوصية التي تميزت بها مدارس المتفوقين في المرحلة الثانوية.
رابعا: هذا لا يعني أن مدارس المتفوقين قد وصلت إلى الحد الأعلى من التطوير ولكنها تحتاج إلى المزيد بدءا من محكات الانتقاء وتطوير المناهج وطرق التدريس وانتقاء وتدريب المعلمين وشمول هذه المدارس لكافة أوجه النشاط الإبداعي وعدم اقتصارها على التحصيل الدراسي وفي مواد محددة فقط كما هو الحال حاليا.
اجتماع وزير التعليم
وكان الدكتور رضا حجازي، قد أكد أن فكرة إنشاء مدرسة العباقرة تستهدف تحقيق أقصى درجات الاستثمار في الموهوبين والنابغين، مع تقديم حزمة امتيازات لهم عبر تنفيذ توأمة مع عدد من المدارس بمختلف دول العالم، فضلا عن التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية لضمان تقديم محتوى تعليمي وتدريبي متميز لهم وتطوير قدراتهم.
ووجه الوزير بوضع آليات لإمكانية التحاق طلاب من دول عربية بمدرسة "العباقرة" بشرط اجتيازهم حزمة من الاختبارات، فضلا عن إمكانية التحاق الطلاب الحاصلين على مراكز متقدمة في المسابقات الدولية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التربية والتعليم التواصل الاجتماعي فيسبوك الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم الطلاب الاوائل إنشاء مدارس مدارس ستيم معوقات العباقرة مدارس المتفوقین هؤلاء الطلاب
إقرأ أيضاً:
خطة «التعليم» لمواجهة أزمة تنسيق رياض الأطفال بالجيزة.. «حلول مع إيقاف التنفيذ»
أزمة تسكين طلاب رياض الأطفال في محافظة الجيزة مازالت مشتعلة في ظل استمرار توزيع الأطفال على مدارس بإدارات تعليمية بعيدة عن أماكن إقامتهم.
ولم تقف وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني مكتوفة الأيدي أمام أزمة تنسيق وتسكين طلاب رياض الأطفال بالجيزة، وعملت الوزارة على تقديم حلول لتجاوز الأزمة ومحاولة تسكين الطلاب في مدارس قريبة من محل إقامتهم.
يذكر أن عدد من أولياء أمور طلاب رياض الأطفال في عدد من أحياء محافظة الجيزة اشتكوا من تسكين أبنائهم في مدارس تابعة لإدارات العياط والصف وأطفيح، والتي تبعد مسافات طويلة عن محل سكنهم، فعلى سبيل المثال تم قبول أطفال من أحياء العجوزة والدقي وبولاق الدكرور في مدارس بمراكز تبعد عن محل سكنهم بمسافة تقدر بنحو ساعتين ونصف في الذهاب ومثلهم في الإياب.
حلول وزارة التعليم لأزمة تسكين طلاب رياض الأطفال بالجيزة
بداية بوادر حلول وزارة التربية والتعليم للأزمة كانت عندما استقبل سعيد عطية وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة، أولياء أمور الأطفال المقبولين في التنسيق الأخير لرياض الأطفال، وذلك بعد تظاهرهم بسبب تسكين أطفالهم بمدارس تبعد عن إقامتهم بمسافة تصل لـ100 كيلو.
وأشار وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة إلى أنه قرر تعديل صيغة الإقرار الذي كان محل جدل والذي كان يجبر أولياء الأمور على قبول التسكين الذي تم الإعلان عنه من المديرية، مؤكدا على أحقية التحويل حال توفر أماكن شاغرة، بالإدارة التابعة لمحل إقامة الطفل.
تنسيق رياض الأطفال بالجيزة يثير الجدل.. «التسكين بمدارس بعيدة والنقل ممنوع» | مستندات "التعليم" تكشف أسباب تسكين طلاب رياض الأطفال في مدارس بعيدة بالجيزة
وخرج المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني شادي زلطة بعدد من التصريحات لتقديم حلول جديدة لأزمة تنسيق رياض الأطفال بالجيزة، مؤكدًا أن ما جرى في تنسيق رياض الأطفال في الجيزة هو تسكين للعام الحالي 2024 - 2025 حتى يتمكّن الطلاب من اللحاق بالتعليم قبل تجاوز السن، وبداية من أول يوليو هناك إمكانية التحويل الإلكتروني، ولكن وفقًا للأماكن الشاغرة والمتاحة.
وعن حل المشكلة، وأضاف المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم متحدثًا عن حلول أزمة تنسيق رياض الأطفال في الجيزة: «أمام أولياء الأمور خياران: إما التقديم في 1 يونيو القادم، أو انتظار التحويل الإلكتروني في الأول من يوليو في المدارس الرسمي للغات، وفقًا للموقع الجغرافي».
وعن إمكانية تقديم الدراسة على فترتين لحل أزمة تنسيق رياض الأطفال في الجيزة؛ أجاب شادي زلطة: «ممكن ندرسها، لا نستعجل الأمور، وستتم دراسة الموقف، وعلى أولياء الأمور انتظار موعد التحويل الإلكتروني الرسمي في الأول من يوليو».