وزارة الدفاع الفرنسية قالت إنّ "الهجوم على رافال لم يستهدف مجرد طائرة، بل استهدف صورة فرنسا كدولة مستقلة استراتيجيًا، موثوقة صناعيًا". اعلان

كشفت تقارير استخباراتية فرنسية، اطّلعت عليها وكالة "أسوشييتد برس"، أن الصين شنّت حملة ممنهجة استهدفت سمعة مقاتلات "رافال" الفرنسية الصنع، عبر سفاراتها في الخارج، في محاولة لإضعاف مبيعات هذا الطراز الرئيسي من الأسلحة الفرنسية، لا سيّما بعد مشاركته في المواجهات الجوية بين الهند وباكستان في مايو الماضي.

وبحسب المعلومات، قاد الملحقون العسكريون في السفارات الصينية تلك الحملة، إذ سعوا لإقناع دول سبق أن طلبت مقاتلات "رافال" – وعلى رأسها إندونيسيا – بعدم التوسع في شرائها، كما شجّعوا دولًا أخرى على اختيار الطائرات الصينية بدلاً من الفرنسية. وقد شارك مسؤول عسكري فرنسي هذه المعلومات مع "أسوشييتد برس" شريطة عدم الكشف عن هويته أو هوية الجهاز الاستخباراتي المعني.

طائرة رافال المقاتلة الفرنسية، باريس، الثلاثاء 16 يونيو/حزيران 2009. AP Photo

وكانت المواجهات بين الهند وباكستان، والتي استمرت أربعة أيام في مايو، الأعنف منذ سنوات بين الجارتين النوويتين، وشهدت عمليات قصف جوي شاركت فيها عشرات الطائرات من الطرفين. ومنذ ذلك الحين، سعى خبراء عسكريون وباحثون لتحليل أداء الأسلحة المستخدمة من الجانبين، ولا سيّما أداء الطائرات والصواريخ الصينية التي استخدمها سلاح الجو الباكستاني في مواجهة طائرات "رافال" التي استخدمتها الهند.

وتُعد مبيعات "رافال" مصدرًا رئيسيًا للدخل في قطاع الدفاع الفرنسي، وتُستخدم أيضًا كأداة دبلوماسية لتعزيز علاقات باريس مع عدد من الدول، خاصة في آسيا، حيث تسعى الصين إلى ترسيخ هيمنتها الإقليمية.

"حملة تشويه" عبر الإنترنت

وتقول باريس إنها تواجه "حملة تضليل إعلامي" ضد مقاتلة "رافال"، مصدرها الصين وباكستان، وتتضمن منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، وصورًا مفبركة يُزعم أنها لحطام طائرة "رافال"، ومحتوى مُولَّد بالذكاء الاصطناعي، وحتى مشاهد من ألعاب فيديو تُعرض على أنها توثّق مواجهات حقيقية.

Relatedبين مقاتلات بكين وطائرات الرافال الفرنسية من يكسب في ساحة المعركة بين الهند وباكستان؟ماكرون يعزز الردع النووي بـ40 رافال وتحديث قاعدة جوية بـ1.5 مليار يوروبقيمة 6.5 مليار يورو.. الهند توقع صفقة مع فرنسا لشراء 26 مقاتلة رافال لدعم قواتها البحرية

وأكد باحثون فرنسيون مختصون في شؤون التضليل الرقمي أن أكثر من ألف حساب على مواقع التواصل أنشئت بالتزامن مع المواجهات الهندية - الباكستانية، ونشرت روايات تروّج لتفوّق التكنولوجيا العسكرية الصينية.

ورغم أن المسؤولين الفرنسيين لم يتمكنوا من إثبات تورّط مباشر للحكومة الصينية في هذه الأنشطة الإلكترونية، فإن تقارير الاستخبارات تشير إلى أن الدبلوماسيين الصينيين نقلوا نفس الرسائل خلال لقاءاتهم مع مسؤولين أمنيين وعسكريين في دول مستورِدة للأسلحة، مشككين في أداء "رافال" ومروّجين للأسلحة الصينية كبديل أكثر كفاءة.

ورداً على استفسارات "أسوشييتد برس"، وصفت وزارة الدفاع الصينية تلك المزاعم بأنها "ادعاءات لا أساس لها من الصحة وافتراءات"، مؤكدة أن بكين تتبع سياسة "مسؤولة ومحافظة" في ما يتعلق بصادراتها العسكرية.

فرنسا تردّ

وزارة الدفاع الفرنسية ردّت على هذه الاتهامات بالتشديد على أن استهداف "رافال" ليس مصادفة.

وجاء في بيان الوزارة: "الهجوم على رافال لم يستهدف مجرد طائرة، بل استهدف صورة فرنسا كدولة مستقلة استراتيجيًا، موثوقة صناعيًا، وقادرة على بناء شراكات طويلة الأمد".

وقد باعت شركة "داسو للطيران" حتى الآن 533 طائرة "رافال"، بينها 323 طائرة تم تصديرها إلى دول مثل مصر والهند وقطر واليونان وكرواتيا والإمارات وصربيا وإندونيسيا. وإندونيسيا طلبت 42 طائرة، وتدرس حاليًا شراء دفعة إضافية.

ويرى خبراء، من بينهم جاستن برونك، المتخصص في الشؤون الجوية لدى المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، أن الصين قد تكون استغلت مزاعم إسقاط طائرات "رافال" من قبل باكستان كوسيلة لزعزعة الثقة في المقاتلة الفرنسية في الأسواق الآسيوية، وبالتالي إضعاف علاقات فرنسا الأمنية المتنامية مع دول المنطقة.

وقال برونك: "من المنطقي أن تسعى الصين، في سياق سعيها لتقليص نفوذ الغرب في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إلى استغلال هذه المواجهات لتقويض جاذبية رافال كخيار تصديري".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل غزة حركة حماس دونالد ترامب فلسطين إيران إسرائيل غزة حركة حماس دونالد ترامب فلسطين إيران باكستان فرنسا الصين طائرات الهند إسرائيل غزة حركة حماس دونالد ترامب فلسطين إيران تغير المناخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني عاشوراء سوريا الصحة بشار الأسد

إقرأ أيضاً:

قنبلة التعتيم الصينية سلاح غير فتاك يُعطّل البنية التحتية الكهربائية

نوع متطور من قنابل الغرافيت غير الفتاكة، كشف عنها عبر محاكاة نشرها التلفزيون المركزي الصيني في يونيو/حزيران 2025، تعمل على تعطيل شبكات الكهرباء عبر خيوط كربونية دقيقة تُحدث دوائر قصر كهربائية، فتشلّ بنى تحتية حيوية على مساحة تتجاوز 10 آلاف متر مربع من دون تدمير مادي.

الكشف

نشر التلفزيون المركزي الصيني "سي سي تي في" في أواخر يونيو/حزيران 2025، مقطع فيديو تضمن محاكاة لصاروخ يُطلق من منصة أرضية، يحمل 90 قذيفة تعتيم فرعية أسطوانية الشكل، مزودة بخيوط كربونية دقيقة تُطلق في الجو بعد انفجارها.

وتؤدي هذه الخيوط إلى إحداث دوائر قصر كهربائية ضمن شبكات الطاقة، مما يسبب تعطيلا فوريا وشاملا للبنية التحتية الكهربائية في المنطقة المستهدفة.

ووفقا للمحاكاة، فإن تأثير هذا النوع من الذخائر يمتد على مساحة تتجاوز 10 آلاف متر مربع (نحو 2.5 فدان)، مما يشير إلى أن السلاح يمثل جيلا جديدا من قنابل الغرافيت، وهي فئة من الأسلحة غير الفتاكة مخصصة لتعطيل أنظمة الطاقة والاتصالات من دون تدمير مادي مباشر.

وكانت الولايات المتحدة أول من استخدم "قنابل الغرافيت" في حروبها بالعراق وصربيا، إذ نجحت الذخائر الفرعية من طراز "بلو-114/بي" في تعطيل ما يصل إلى 85% من قدرة شبكات الكهرباء أثناء المراحل الأولى من تلك الحروب.

وفي الصين، نُسبت فكرة تصميم السلاح إلى "شركة علوم وتكنولوجيا الفضاء الصينية"، وهي مؤسسة حكومية أسست عام 1999، وتُعد الجهة المسؤولة عن تطوير أبحاث الأنظمة الفضائية في الصين وتصميمها وتصنيعها.

وأثار هذا الكشف تكهنات واسعة، خاصة في ظل غياب معلومات رسمية عن مدى تطور السلاح أو دخوله الخدمة الفعلية في الجيش الصيني، في وقت ربط فيه مراقبون ظهوره بالتوترات حول مضيق تايوان.

مواصفات السلاح المدى: يراوح مدى الصاروخ ما بين 80 و290 كيلومترا. الرأس الحربي: يحتوي على 490 كيلوغراما من الألياف الكربونية الموصلة للكهرباء. الحمولة: 90 قذيفة فرعية تنتشر في الجو. حجم التأثير: تغطي خيوط الكربون مساحة تتجاوز 10 آلاف متر مربع من البنية التحتية الكهربائية. آلية العمل

تعتمد قنابل الغرافيت أو ما يُعرف بالقنابل التعتيمية على مبدأ الهجوم الكهرومغناطيسي المحدود والتعطيل غير التدميري، إذ تستهدف البنية التحتية للطاقة من دون استخدام تفجيرات تقليدية تلحق ضررا ماديا مباشرا.

إعلان

وبحسب وسائل إعلام صينية، يطلق صاروخ يُعرف باسم "المدافع 600" من منصة برية أو بحرية، وبعد وصوله إلى المنطقة المستهدفة، يُطلق 90 قذيفة فرعية تنتشر على نطاق واسع فوق الأهداف المحددة.

وقد صممت كل قذيفة فرعية لترتد عند ملامستها الأرض أو الأجسام الصلبة، ثم تنفجر في الهواء على ارتفاع منخفض، مطلقة مئات من خيوط الكربون الدقيقة المعالجة كيميائيا، والمعروفة أيضا باسم "ألياف الغرافيت" الموصلة للكهرباء.

بعد ذلك، تسقط هذه الخيوط فوق الأسلاك ومحوّلات الضغط العالي والمكونات الحساسة في منشآت الطاقة العالية الجهد، مما يتسبب في إغلاق الدوائر الكهربائية عن طريق وصل الأسلاك أو المكونات غير المفترض أن تتصل، وهو ما يُحدث دوائر قصر تؤدي إلى أعطال مفاجئة أو انقطاع شامل للتيار الكهربائي.

ويُقدر أن تأثير هذه القذائف يغطي مساحة تزيد على 10 آلاف متر مربع، وهو يكفي لتعطيل منشآت عسكرية أو مدنية بأكملها، من دون الحاجة إلى تدمير مادي للبنية التحتية.

مقالات مشابهة

  • فرنسا تتهم الصين بتقويض سمعة”رافال” لزيادة مبيعات طائراتها
  • قنبلة التعتيم الصينية سلاح غير فتاك يُعطّل البنية التحتية الكهربائية
  • الصين تكشف عن طائرة تجسس بحجم “البعوضة”.. هل تغير قواعد المراقبة؟
  • فرنسا تتهم الصين بتقويض سمعةرافال لزيادة مبيعات طائراتها
  • اتهامات للصين بالسعي لتقويض مبيعات طائرة رافال الفرنسية
  • الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعرض في بكين تاريخ العلاقات الإماراتية الصينية
  • الصين توسع مسارا للطيران وتايوان تندد بمحاولة تغيير الوضع القائم
  • النيابة العامة الفرنسية تطلب تأييد مذكرة توقيف بحق الأسد بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية
  • جنرال هندي يتهم الصين بدعم باكستان بمعلومات استخباراتية خلال المواجهة الأخيرة