خبراء: حريق سنترال رمسيس هزّ أمن الاتصالات في مصر .. وغياب الخطط البديلة زاد من الأزمة
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
عرفة: غياب التكنولوجيا والتنسيق ضاعف الكارثة.. وكان يمكن إخماد الحريق بطائرات الهليكوبترسليمان: مركزية الخدمات تهدد الأمن القومي.. والحادث جرس إنذار وليس نهاية العالمرزق الله: المنظومة مصممة بنقطة فشل واحدة.. ولا بد من بنية موزعة وذكاء اصطناعي لرصد الأعطال
شهدت مصر، يوم الإثنين 7 يوليو، أزمة اتصالات غير مسبوقة، عقب اندلاع حريق ضخم داخل سنترال رمسيس، أحد أهم مراكز التشغيل الرقمي في البلاد.
وقد أسفر الحادث عن وفاة 4 أشخاص وإصابة 27 آخرين من العاملين بالموقع، كما تسبب في ارتباك واسع بقطاعات حيوية مثل: خدمات الدفع الإلكتروني، وحجوزات السفر، والتعاملات البنكية.
د. حمدي عرفة: غياب التكنولوجيا والتنسيق ضاعف الأزمةقال الدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة الحكومية والمحلية، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، إن أزمة حريق سنترال رمسيس كشفت عن ثغرات خطيرة في إدارة الكوارث بالمؤسسات الحكومية، سواء من حيث غياب التكنولوجيا أو ضعف التنسيق بين الجهات المعنية.
وأوضح أن التدخل باستخدام طائرات الهليكوبتر كان من الممكن أن يساهم في السيطرة السريعة على الحريق، خاصة في منطقة حيوية مثل رمسيس.
وأكد أهمية وجود أجهزة استشعار عن بُعد وأنظمة إنذار مبكر كما هو مطبق في الفنادق والمنشآت العالمية، قائلًا: "في مبنى بهذا الحجم، لا بد أن تكون هناك استجابة لحظية لأي بداية حريق."
وأشار إلى أن عدد مفتشي السلامة المهنية والأمن الصناعي لا يتناسب مع حجم المؤسسات، مضيفًا: "يجب أن يكون هناك مفتشون دائمون للصيانة والمتابعة وتطبيق معايير السلامة."
وطالب بوجود إدارة مختصة بالحرائق داخل كل منشأة حيوية، وتفعيل التنسيق المسبق مع الدفاع المدني، مشددًا على أن التكنولوجيا الحديثة وأنظمة الإطفاء الذكية لم تعد رفاهية، بل ضرورة أمنية.
د. هاني سليمان: مركزية الخدمات خطر على الأمن القوميقال الدكتور هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، إن ما حدث يُعد جرس إنذار خطيرًا لكنه ليس نهاية العالم، مؤكدًا أن مثل هذه الحوادث قد تقع في أي دولة، ولكن طريقة إدارتها هي الفيصل.
وأوضح أن الخطر الحقيقي يكمن في مركزية الخدمات الحيوية داخل منشأة واحدة مثل سنترال رمسيس، مشيرًا إلى أن تجميع خدمات الهاتف الأرضي، والإنترنت، وشبكات البنوك، والمطارات، والسكك الحديدية، وحجز التذاكر في مكان واحد يمثل تهديدًا حقيقيًا للأمن القومي.
وأكد سليمان ضرورة توزيع الشبكات جغرافيًا وفنيًا، أو في حال الإبقاء على مركزيتها، يجب تأمينها تأمينًا يليق بالمنشآت العسكرية، بما يشمل أنظمة الحماية والإطفاء الذاتي وخطط حماية زمن الحرب.
وشدد على أهمية إنشاء شبكة بديلة جاهزة للتشغيل الفوري، لتجنب شلل الدولة، مؤكدًا أن الحروب الحديثة تستهدف البنية التحتية الرقمية بالأساس.
واختتم بقوله إن سرعة استجابة الدولة وعودة الخدمات تدريجيًا دليل على قوتها، لكنه أكد الحاجة إلى تقليل زمن الانقطاع والاستعداد للأسوأ من خلال التخطيط الوقائي والجاهزية الفنية.
م. روماني رزق الله: النظام هش ويعتمد على نقطة فشل واحدةقال المهندس روماني رزق الله، رئيس الاتحاد الأفروآسيوي للذكاء الصناعي والحوكمة، إن توقف الاتصالات ليوم كامل ليس حادثًا عرضيًا بل إشارة واضحة لهشاشة البنية الرقمية، ويستدعي تحركًا استراتيجيًا فوريًا.
أوضح أن سنترال رمسيس يدير قرابة 40% من حركة الاتصالات، ويربط الشبكات الأرضية والمحمولة ويحتوي على مراكز بيانات رئيسية، ما يعني أن أي عطل به يؤدي إلى انهيار شامل.
أشار إلى أن الحريق أدى إلى تلف أنظمة الكهرباء، ومحولات التيار، وأجهزة الفايبر، وفشلت أنظمة الـ UPS في تعويض الانقطاع، ما تسبب في فقدان جداول التوجيه وانهيار الربط بين الشبكات.
وأكد رزق الله أن الخلل الرئيسي يتمثل في الاعتماد على نقطة فشل واحدة دون وجود مسارات بديلة أو خطط تحويل فوري، مشددًا على أن الحل يكمن في تحويل النظام إلى بنية موزعة تعتمد على مسارات متعددة.
ودعا إلى الاعتماد على الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، وأنظمة الإنذار المبكر، مؤكدًا أن هذه ليست رفاهية بل ضرورة لحماية الأمن القومي الرقمي.
واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن الحريق كان نتيجة لتراكم الإهمال في التصميم والاستثمار، ويجب أن يكون حافزًا لبناء منظومة حديثة مرنة، موزعة، وآمنة رقمياً.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سنترال رمسيس حريق سنترال رمسيس منطقة وسط البلد حریق سنترال رمسیس
إقرأ أيضاً:
وزير الاتصالات يؤكد: بنية اتصالات الدولة لا تعتمد على سنترال رمسيس وحده
قدم الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، لمحة عن موقف تداعيات حريق سنترال رمسيس، استهله بالإعراب متضامنا مع رئيس مجلس الوزراء عن خالص التعازي لأسر شهداء حادث الطريق الدائري، وحريق السنترال.
وقال الدكتور عمرو طلعت: بدأت الأزمة تحديدا بسنترال رمسيس يوم الاثنين 7 يوليو 2025 في حوالي الساعة الخامسة مساء بغرفة في الطابق السابع، تسبب ذلك في انتشار النيران بشكل أسرع مما هو معتاد في كل جوانب السنترال التي يتوافر بها مواسير يتم تمرير كابلات التيار الكهربائي من خلالها، وحاول المسئولون في الشركة المصرية للاتصالات السيطرة على الحريق في بدايته بواسطة آليات الإطفاء الذاتي، إلا أن الحريق اشتد وانتقل من غرفة إلى أخرى ومن صالة إلى صالة أخرى، وتم إبلاغ الحماية المدنية، لكن سرعة انتقال الحريق من خلال الكابلات أدى إلى انتقاله إلى الغرف المجاورة والطوابق الأخرى، وقام رجال الحماية المدنية بدور كبير يعد ملحمة رائعة في محاولة السيطرة على الحريق امتدت لأكثر من 12 ساعة.
سنترال رمسيس يعد عنصرا من عناصر البنية التحتية المعلوماتيةوأضاف الوزير: تأثرت الخدمات الأرضية (الصوت)، وكذا خدمات التحويلات، والخدمات الرقمية، وبعض التحويلات المالية ولكنها لم تنقطع بشكل كامل، باعتبار أن سنترال رمسيس يعد عنصرا من عناصر البنية التحتية المعلوماتية في الدولة المصرية، ولا يعتبر العنصر الوحيد، أو المبنى الوحيد الذي تعتمد عليه خدمات الاتصالات في مصر، ولكنها تدار من خلال شبكة كبيرة تضم أكثر من سنترال، وعند حدوث الحريق تأثرت بعض الخدمات بالطبع لكنها لم تنقطع.
قرار عاجل من رئيس الوزراء لمنع قطع الكهرباء وتحفيف الأحمال
أبرز تصريحات رئيس الوزراء خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي
وفي السياق نفسه: أوضح الدكتور عمرو طلعت أننا كنا مستعدين بالخطة ( ب) التي تقوم على تحويل جزء من الأحمال القائمة بسنترال رمسيس إلى سنترالات أخرى داخل الشبكة؛ لكي نستعيد الخدمات مرة أخرى.
كما أشار الوزير إلى أنه بعد مرور بضع ساعات، تبين أن الحريق سيستغرق وقتا أكبر للسيطرة عليه، وأن سنترال رمسيس لن يعود إلى الخدمة في القريب العاجل، ومن ثم تم اللجوء إلى الخطة (ج)، والتي تتضمن استبعاد سنترال رمسيس بشكل كامل من المنظومة المعلوماتية المصرية، والاعتماد على باقي السنترالات من خلال تحويل جميع الأحمال وليس بعضها إلى باقي السنترالات.
وجدد الدكتور عمرو طلعت التأكيد أن سنترال رمسيس بالقطع ليس السنترال الوحيد الذي ترتكز عليه خدمات الاتصالات، مدللا على ذلك بأنه مع بدء الأزمة بدأ قطاع كبير من المواطنين في تبادل الأخبار ومناقشة الأزمة على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن هذه الوسائل شهدت كثافة غير مسبوقة خلال وقوع الأزمة، وأن البنية المعلوماتية استوعبت هذه الكثافة بكفاءة طوال فترة الأزمة، مضيفاً أن مختلف النقاشات والحوارات وما تم من تبادل للأخبار المتعلقة بها كان يجري على وسائل التواصل الاجتماعي "على الإنترنت" الذي لم ينقطع، وإذا كان سنترال رمسيس هو السنترال الأوحد الذي ترتكز عليه مختلف خدمات الاتصالات في مصر لانهارت المنظومة بالكامل ولم يتمكن المواطنون من التواصل مع بعضهم البعض لا عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، ولا من خلال أجهزة التليفون الثابت أو المحمول.
ونوه وزير الاتصالات إلى ما تمتاز به الشبكة من الازدواجية والتبادلية، وهو ما أسهم بشكل كبير في تحقيق الاستغناء الجزئي عن سنترال إذا ما وقع به عطل ما، ثم استبعاد سنترال بالكامل في حالة تطور الأمر وأصبح هذا السنترال لا يمكن الوصول إليه، لافتاً أيضا إلى أن تلك الازدواجية والتبادلية هي منظومة معقدة تم بناؤها على عدة مراحل، تخدم نحو 120 مليون خط محمول، وأكثر من 15 مليون خط منزلي، وهي منظومة بالغة الضخامة والتعقيد، قائلا:" لا يمكن تحويل مختلف الأحمال من عنصر في هذه المنظومة إلى عنصر آخر بضغطة، وهذا أمر تقني يعلمه المتخصصون في هذا المجال".
الإجراءات الفنية والتقنية تستغرق بعض الوقتوأوضح الدكتور عمرو طلعت أن الإجراءات الفنية والتقنية تستغرق بعض الوقت لكي تتم، وبالنسبة للوضع الحالي، أكد أن الخدمات المتعلقة بتطبيقات السداد، وتطبيقات التحويلات المالية، واستخدام بطاقات الخصم والائتمان، والمحافظ الالكترونية وماكينات الصرف الآلي عادت جميعها بكامل طاقتها.
وأضاف الدكتور عمرو طلعت: لدينا عدد من التحديات؛ التحدي الأول ما نسميه محيط منطقة سنترال رمسيس، والتي تفقدها رئيس الوزراء صباح اليوم، وهذه المنطقة بها 50 ألف مشترك، وبدأنا منذ صباح اليوم استعادة الخدمة بها وحتى قبيل هذا المؤتمر تمكّنا بالفعل من إعادة الخدمة لـ 24 ألفا و400 مشترك من بين 50 ألفا، أي ما يعادل نحو 50% من إجمالي عدد المشتركين، ونتوقع أن يتم هذا العمل بشكل كامل بنهاية اليوم.
وأكمل الوزير: التحدي الآخر أننا نعمل على استكمال استعادة بعض خدمات الإنترنت الثابت لبعض الشركات، وأتابع لإتمام هذا العمل خلال اليوم أيضا.
وفي النهاية أعلن عن لفتة إجلال وتقدير لرجال الدفاع المدني والاطفاء لدورهم البطولي الذي قاموا به خلال هذه الأزمة، قائلا: سنبدأ في تشكيل لجنة فنية لدراسة أسباب الأزمة وسبل التحوط منها، وكيفية استعادة الخدمة في سنترال رمسيس في أقرب وقت.