لبنان أمام معادلة جديدة...لا توقيت لسحب سلاح حزب الله لكن استعجاله ضروري
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
كتبت" الشرق الاوسط": يقف لبنان أمام معادلة جديدة لتطبيق اتفاق وقف النار، وهذا ما تصدّر لقاءات رؤساء الجمهورية العماد جوزيف عون، والمجلس النيابي نبيه بري، والحكومة نواف سلام بالسفير الأميركي لدى تركيا، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى سوريا، توم برّاك، والتي خُصّصت للتداول في العناوين الرئيسة للرد اللبناني على الأفكار التي كان طرحها في زيارته الأولى لبيروت، لمساعدة لبنان على وضع آلية لتطبيقه على قاعدة تثبيت وقف إطلاق النار.
فلقاءات برّاك في بيروت مهّدت الطريق أمام واشنطن للعب دور الراعي، تعويضاً عن تقصيرها في الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار فور التزام لبنان به، وتمرّد إسرائيل على تنفيذه، خصوصاً أن الولايات المتحدة الأميركية هي من وضعه بالشراكة مع فرنسا.
ويمكن تسجيل مجموعة من النقاط التي اتسمت بها لقاءات الرؤساء ببرّاك، أبرزها أنهم يقرأون في كتاب واحد في دفاعهم عن الرد اللبناني، ما فتح الباب لمعاودة المفاوضات غير المباشرة بين البلدين لتطبيق الاتفاق، على قاعدة ربطه بتثبيت وقف إطلاق النار مقروناً بالتلازم بين سحب السلاح وانسحاب إسرائيل، باعتماد خطوة خطوة بينهما لاستكمال تطبيقه.
وكشفت مصادر سياسية أن الرد اللبناني يقع في 7 صفحات ويتضمن 15 نقطة. وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن برّاك استفاض، لدى اجتماعه بعون، في طرح بعض الأسئلة، واستوضح بعضها الآخر، وقوبلت برد من الرئيس، وتوقف أمام التزام لبنان بحصرية السلاح، وسأل عن آلية تطبيق سحبه التي تقع على عاتق الحكومة.
ولفتت إلى أن برّاك ركّز على سلاح «حزب الله» باعتباره مسألة داخلية ويعود للحكومة حلها، وقالت إنها تأمل بأن تؤدي لقاءاته إلى تعطيل جنوح إسرائيل، ولو مؤقتاً، نحو توسيع اعتداءاتها، وهذا ما سيبحثه في زيارته لها، على أن يعود بعد أسبوعين إلى بيروت، لعله يحمل ما يدعو للتفاؤل بإلزامها بتثبيت وقف إطلاق النار باعتبار أنه ممر إلزامي لتحقيق التلازم.
وأكدت المصادر أن الرؤساء شددوا على مبدأ التلازم، وقالت إن برّاك لم يعطِ ضمانات أميركية، سواء فيما يتعلق بعدم الانسحاب أو توسيع الاعتداءات، لكنه وعد بمساعدة لبنان.
ونفت أن يكون برّاك طرح المفاوضات المباشرة بين لبنان وإسرائيل، أو تطبيع العلاقة بينهما. وقالت إنه ركز على أن يعم السلام من تركيا إلى إسرائيل، مروراً بسوريا ولبنان، وكان لسلام ردٌّ بأن لبنان لا يزال يلتزم بالمبادرة العربية للسلام التي أطلقتها في حينها المملكة العربية السعودية في القمة العربية التي استضافها لبنان عام 2002، وتقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام.
وكشفت المصادر أن برّاك قدّر لعون دوره في انفتاحه على جميع الأطراف الذي أنتج رداً لبنانياً على أفكاره، وقالت إن الرؤساء أبدوا ارتياحهم لتعاطيه بإيجابية وانفتاح مع الرد اللبناني مع أنه جمع بين المرونة والحزم، داعياً لالتقاط الفرصة الاستثنائية المتاحة أمام لبنان لإنقاذه، وعدم إضاعتها لعلها لا تتكرر، ناصحاً بأن يلتحق بركب التحولات والتغيّرات التي تشهدها المنطقة، وأن يكون شريكاً فيها. وأكدت أنه لم يطالب بوضع جدول زمني لسحب سلاح «حزب الله» وحصريته بيد الدولة لبسط سلطتها على كل أراضيها، لكنه حذّر من الرهان على شراء الوقت، مؤكداً أنه لا خيار أمام لبنان سوى استعجاله بسحب سلاح الحزب، وعدم ربطه بالمفاوضات الأميركية-الإيرانية إذا تقرر استئنافها.
وبكلام آخر، فإن برّاك شدد على أن الوقت ليس مفتوحاً أمام الحزب، ولم يعد من خيار سوى تسليم سلاحه، مع أنه يربطه، كما يقول مصدر في الثنائي الشيعي بزوال الأخطار الإسرائيلية التي تهدد لبنان، مؤكداً أن امتناع الحزب عن الإجابة عن رد الرؤساء لا يعني أنه سيتعامل سلبياً مع ردّهم، بل سيواصل حواره مع عون حول حصرية السلاح، ويبدي تفهُّمه لموقف بري، ولن ينقطع عن التواصل معه، كما ظهر جلياً طوال الفترة التي استغرقها الإعداد للرد، وبالتالي لا صحة لما يشاع حول وجود تباين بداخل الثنائي بدأ يقترب من إعلان الطلاق بين طرفيه، أي الحزب وحركة «أمل»، رغم المناوشات التي حصلت بين محازبيهما على هامش إحياء المجالس العاشورائية.
وقال المصدر في «الثنائي» إن الحزب ليس في وارد التخلف عن حواره مع عون، وإن من حقه المطالبة بضمانات لوقف النار، وانسحاب إسرائيل، وهذا يشكل نقطة التقاء مع الرؤساء. وأكد أن الحزب وإن كان يتوجه إلى بيئته برفضه تسليم السلاح بلا أي مقابل، فهذا لا يعني أنه يعترض على حصريته طالما أنه وافق على البيان الوزاري للحكومة التي يشارك فيها باحتكار الدولة وحدها للسلاح. ولفت إلى أن الرؤساء يصرون على وضع آلية تنفيذية لوقف الأعمال العدائية، وتثبيت وقف إطلاق النار، وتحقيق التلازم بين سحب السلاح وانسحاب إسرائيل. وقال إن جميع المعنيين يتحدثون بلسان واحد عن الاعتداءات الإسرائيلية، وهذا ما طرحه بري مع المبعوث الأميركي بقوله إن إسرائيل استقبلته بسلسلة من الغارات امتدت من الجنوب إلى البقاع.
ولاحظ المصدر أن لقاء بري ببرّاك اتسم بالتفهّم والتفاهم، وتوقف أمام قول الأخير، فور انتهاء اجتماعه بعون، إن «حزب الله» هو حزب سياسي، يُترك للداخل اللبناني حل مشكلته، ويسأل ألا يشكل هذا انعطافاً في موقف واشنطن بتصنيفه في خانة الإرهاب؟
ورأى أن الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم يتوق لتحقيق السلام في لبنان، وهو يلتقي بذلك مع الرؤساء ليكون في وسعه ألّا يبيع موقفه مجاناً ويقايضه بانسحاب إسرائيل، بما يمكنه من استيعاب حاضنته بأنه استحصل على ثمن سياسي بتحرير الجنوب في مقابل تسليمه لسلاحه، مع قناعته بأن الاختلال في موازين القوى لم يعد يسمح له بالانجرار إلى مواجهة غير محسوبة.
ورداً على سؤال أوضحت المصادر أن لبنان مع ترسيم حدوده مع سوريا، اليوم قبل الغد، وهذا ما أبلغه لبرّاك الذي أبدى استعداده لمساعدته، على أن يشمل تثبيت حدوده مع إسرائيل، بما يمكّنه للمرة الأولى منذ استقلاله عام 1943 من بسط سيادته على كافة أراضيه. وسألت: هل ينجح في إقناع إسرائيل مستفيداً من ضغط الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، على رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، الموجود في واشنطن، بضرورة الالتزام بتثبيت وقف إطلاق النار لتنفيذ الاتفاق، لأن العبرة، كما يقول بري، تبقى بالتنفيذ؟
مواضيع ذات صلة برَّاك في بيروت للتشديد على "التحييد" والتسريع بسحب سلاح "حزب الله" Lebanon 24 برَّاك في بيروت للتشديد على "التحييد" والتسريع بسحب سلاح "حزب الله"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: یعود بعد أسبوعین وقف إطلاق النار الرد اللبنانی أمام لبنان على الرد وقالت إن حزب الله وهذا ما على أن
إقرأ أيضاً:
لبنان بين ابتسامة بارّاك وعدوان إسرائيل: قراءة في الرسائل الأمريكية المبطّنة
لم يكن من السهل على الوفد اللبناني الرسمي أن يقرأ بدقّة ما حمله الموفد الأمريكي توماس بارّاك خلال زيارته الثانية إلى بيروت، لكنّ من تابع تعابير وجه الرجل، وتقلّبات جسده خلال اللقاءات الرسمية، كان بإمكانه أن يدرك أن ابتسامته الدائمة لم تُخفِ حقيقة الرسائل المقلقة التي جاء بها. فقد أطلّ علينا بديبلوماسية هادئة ولطيفة، لكنّها كانت محمّلة بما يكفي من الإشارات "الساخنة" التي لا يمكن إغفالها.
بكلمات قليلة، قالها أمام الرؤساء اللبنانيين: "دبّروا رؤوسكم"، لا قرارات حاسمة من الخارج، ولا جدول زمنيا ملزما من واشنطن، بل "افعلوا ما تقدرون عليه بأنفسكم". وتلك الجملة وحدها تختصر تماما المقاربة الأمريكية الجديدة لملف سلاح "حزب الله": المسؤولية لبنانية أولا، ولا أحد في الخارج مستعدّ لخوض هذه المعركة بالنيابة عنكم.
وبعيدا عن اللهجة التصعيدية التي كانت تتوقّعها بعض الجهات اللبنانية، اختار بارّاك أن يلعب لعبة الرسائل المشفّرة. فبدلا من التصريحات الحادّة والتهديدات المباشرة، عمد إلى تكريس سياسة "الإدارة الهادئة للأزمات" التي تتّبعها إدارة ترامب في المدى الراهن، ريثما تتّضح مسارات الحرب في غزة واليمن وإيران. لكنه، رغم ذلك، أطلق أربع إشارات واضحة:
بعيدا عن اللهجة التصعيدية التي كانت تتوقّعها بعض الجهات اللبنانية، اختار بارّاك أن يلعب لعبة الرسائل المشفّرة. فبدلا من التصريحات الحادّة والتهديدات المباشرة، عمد إلى تكريس سياسة "الإدارة الهادئة للأزمات" التي تتّبعها إدارة ترامب في المدى الراهن، ريثما تتّضح مسارات الحرب في غزة واليمن وإيران
1- شرعنة يد إسرائيل في الجنوب: أقرّ عمليا بحق إسرائيل في أن تفسّر وقف إطلاق النار كما تشاء، في ظل غياب أي لجنة مراقبة فاعلة، وفي ظل استمرار الغارات المحدودة والخرق المنهجي للقرار 1701.
2- تحديد مكان لبنان في الخريطة الإقليمية الجديدة: أوضح بارّاك أن سوريا الجديدة قد حجزت مكانها في التوازنات المقبلة، أما لبنان فهو على حافة الخروج منها ما لم يقدّم تنازلات فعلية، سياسية وأمنية واقتصادية.
3- تبرير الضغط الدولي القادم: أشار إلى أن الحزب والدولة سيتعرّضان لضغط متصاعد، سواء عبر العقوبات أو عبر التضييق على المساعدات أو عبر التحريض الدولي.
4- فتح الباب لصدام داخلي حول السلاح: حملت زيارته بذور الفتنة الوطنية، حين ألقى الكرة مجددا في ملعب اللبنانيين، داعيا إياهم إلى الاتفاق فيما بينهم حول مصير السلاح، وكأن هذا الملف لم يكن جوهر النزاعات السياسية منذ عام 2005.
وكان توقيت زيارة بارّاك متقاطعا مع لقاء نتنياهو- ترامب في واشنطن، ووسط أجواء تفاؤلية غير مسبوقة بعد الضربة التي أصابت إيران في عمق بنيتها النووية والصاروخية. وهذه اللحظة تُعتبر لدى واشنطن وتل أبيب "فرصة ذهبية" يجب استغلالها لتوجيه ضربة استراتيجية إلى "حزب الله"، ضمن ما تصفه إسرائيل بـ"إزالة التهديد شمالا".
لقد فقدت إيران الشريان السوري الذي كان يربطها عسكريا بـ"الحزب"، كما أن تركيزها بات اليوم منصبّا على إعادة بناء دفاعاتها، لا على دعم الحلفاء. أما مفهوم "وحدة الساحات"، فقد تلقّى أكثر من ضربة قاتلة، من بيروت إلى صنعاء. وخاض "الحزب" آخر معاركه، قبل شهور، من دون أن يتلقى دعما مباشرا يُذكر من أي من محوره، ما جعل واقعه القتالي أكثر هشاشة.
وفي ظل ذلك، تدفع إسرائيل، وبدعم أمريكي غير معلن، نحو تغيير قواعد الاشتباك. فبعدما قصفت البنية التحتية لحزب الله في الجنوب والداخل، قد تكون المرحلة المقبلة مخصّصة لضرب الهيكل القيادي والتكتيكي للحزب، بالتوازي مع تسريع الضغط السياسي والاقتصادي على الحكومة اللبنانية، التي باتت أمام معادلة شبه مستحيلة: إرضاء الأمريكيين والإسرائيليين من دون الاصطدام بالحزب.
جزء مهم من خطة بارّاك -كما فُهم من ورقته الأولى- يركّز على أسلحة "حزب الله" النوعية: الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيّرة ومصانع التطوير والتصنيع. هذه الأسلحة موجودة بمعظمها في مناطق شمال الليطاني، وتشكّل الخطر الحقيقي على إسرائيل. لكن اللافت أن لا حديث أمريكيا واضحا عن السلاح الفردي والمتوسط في تلك المناطق، ما يثير سؤالا مقلقا: هل تُترك هذه الأسلحة لتتحوّل إلى عنصر تفوّق داخلي يستخدمه الحزب في السياسة؟ أم أن تركها جزء من تفاهم غير معلن لضمان بقاء "الحزب" كقوة سياسية مؤثرة شرط التخلي عن القدرة الهجومية؟
في المقابل، يتهيّأ المشهد السياسي الداخلي لصدام جديد. فبين قوى لبنانية تعتبر أن المرحلة مناسبة لحسم ملف السلاح، وأخرى متمسّكة بالمقاومة كخيار لا بديل له، يصبح من الصعب رسم أي "تفاهم داخلي" قريب. في هذا السياق، لمّح بارّاك إلى أن مسار الدعم المالي الخارجي سيُربط بتنفيذ الإصلاحات، ولكن أيضا بتقديم تنازلات في ملف السلاح، وهو ما قد يفاقم الضغوط على الحكومة ويدفع "الحزب" إلى إعادة تقييم موقعه.
ومع ذلك، لا مؤشرات على قرب تنازل جذري من طرف "حزب الله". بل إن السيناريو الأقرب، وفق التقديرات، هو أن تصعّد إسرائيل عملياتها، وأن تردّ واشنطن بمزيد من الضغوط غير المباشرة، بينما يتمسّك "الحزب" بسلاحه، ولو مقابل خسائر ميدانية كبيرة.
لبنان اليوم أمام لحظة مفصلية: فإما أن يبتكر تسوية سياسية تنقذ ما يمكن إنقاذه، أو يدخل في مسار الفوضى، حيث لا أحد يمكنه التنبؤ بنتائج الانهيار. أما "حزب الله"، فهو أمام خيار وجودي: إما أن يقدّم تنازلات مرحلية تضمن له البقاء في اللعبة، أو يواجه خطر التصفية في لحظة إقليمية متحوّلة لا ترحم أحدا
وكل ما قاله بارّاك في زيارته الأخيرة بدا مهادنا، من دعوته للحوار إلى حديثه عن عدم وجود جدول زمني صارم. لكن خلف هذه اللغة، يمكن رصد استراتيجية واضحة: إفساح المجال للضغط الإسرائيلي، ورفع اليد الأمريكية عن الدولة اللبنانية في حال لم تُنفذ المطلوب.
وفي الكواليس، تحدثت مراجع دبلوماسية أن ما قاله بارّاك عن "عدم وجود مهلة زمنية" هو مجرد ستار دخاني. فخطة نزع السلاح التي عُرضت في حزيران/ يونيو الماضي تضمنت مراحل واضحة، يفترض أن تنتهي في تشرين الأول/ أكتوبر، لذا فإن "كل ما يجري هو محاولة لإبقاء لبنان في حالة ترقّب، بينما تُحضّر إسرائيل لجولة جديدة من التصعيد".
وبارّاك ليس مجرد ديبلوماسي لبق، هو رجل مهمة، ويعرف تماما ما يريد. وقد أكّد بوضوح أنّ بلاده تقف إلى جانب إسرائيل، وأن على اللبنانيين أن "يدبّروا أمورهم" قبل فوات الأوان. وهو قال صراحة إن أمام لبنان ثلاثة أشهر فقط قبل أن تتغيّر المعادلات: إما تقدّم حقيقي في ملف السلاح، أو لا مساعدات ولا إعادة إعمار، بل فوضى قد تقلب المعادلة برمّتها.
وأخطر ما في زيارة بارّاك ليس في مضمون الورقة التي حملها، ولا في مواقفه التي أطلقها، بل في انكشاف حجم التناقض بين الداخل اللبناني والخارج. ففي الوقت الذي تتقدّم فيه تل أبيب نحو "معادلة أمنية جديدة" في الشمال، تتخبّط بيروت في نقاشات دستورية حول صلاحيات الرؤساء، وبينما تستعد واشنطن لجولة مفاوضات جديدة مع طهران، يجهد اللبنانيون لترقيع ردّهم على الورقة الأمريكية.
لذا، فإن لبنان اليوم أمام لحظة مفصلية: فإما أن يبتكر تسوية سياسية تنقذ ما يمكن إنقاذه، أو يدخل في مسار الفوضى، حيث لا أحد يمكنه التنبؤ بنتائج الانهيار. أما "حزب الله"، فهو أمام خيار وجودي: إما أن يقدّم تنازلات مرحلية تضمن له البقاء في اللعبة، أو يواجه خطر التصفية في لحظة إقليمية متحوّلة لا ترحم أحدا.