منعت حكومة شرق ليبيا وفدًا رفيع المستوى من الاتحاد الأوروبي، يضم مفوض الهجرة ماغنوس برونر ووزراء داخلية كل من إيطاليا واليونان ومالطا، من الدخول إلى البلاد عقب وصولهم إلى مطار بنغازي، متهمة إياهم بانتهاك الأعراف الدبلوماسية والقوانين الليبية. اعلان

الوفد الأوروبي الذي كان قد زار طرابلس في بداية مهمته، واجه اتهامات صريحة من رئيس وزراء حكومة شرق ليبيا، أسامة حماد، بأنه تجاهل السيادة الوطنية ولم ينسّق مع السلطات في بنغازي.

 وذكر بيان صادر عن مكتبه أن الوزراء الأربعة باتوا "أشخاصًا غير مرغوب فيهم"، بعد أن تصرفوا بما يخالف "الأعراف الدبلوماسية المعمول بها والمواثيق الدولية"، داعيًا الوفود الدولية إلى الالتزام بمبدأ المعاملة بالمثل والتنسيق مع الحكومة عند الزيارة.

ردّ دبلوماسي متحفظ

حاول مفوض الهجرة الأوروبي التخفيف من وطأة الحادثة، حيث كتب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن الوفد "اختتم للتو مهمته إلى ليبيا" وعقد اجتماعات مع رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة وثلاثة وزراء في طرابلس، مشيرًا فقط إلى أن "الاجتماعات المقررة في بنغازي لم تُعقد في نهاية المطاف"، من دون الإشارة إلى قرار الترحيل أو تفاصيل ما جرى.

من جانبه، أوضح نائب رئيس الوزراء اليوناني، كوستيس هادزيداكيس، أن وفد الاتحاد الأوروبي التقى أولًا بالدبيبة في طرابلس، معتبرًا أن هذا الترتيب كان السبب وراء رفض حكومة شرق ليبيا استقبالهم في بنغازي.

قارب مطاطي مكتظ بالمهاجرين يقترب من سفينة البحرية البلجيكية "غوديتيّا" خلال مهمة إنقاذ في البحر المتوسط قبالة السواحل الليبية، 23 حزيران/ يونيو 2015.Gregorio Borgia/AP

وأضاف في حديث للتلفزيون الرسمي اليوناني"ERT" أن ما جرى "ليس خطوة بنّاءة"، خصوصًا في ظل جهود الاتحاد الأوروبي لإيجاد حلول لأزمة الهجرة في المنطقة، كما يفعل مع جيرانه في الجنوب والشرق.

وفي إيطاليا، أثار الحادث موجة من الانتقادات من قبل نواب المعارضة، الذين استغلوا المفارقة في أن وزير الهجرة التابع لحكومة جورجيا ميلوني، المعروفة بموقفها المتشدد من ملف الهجرة، كان بين من تم رفض دخولهم البلاد.

وقد علّق النائب عن الحزب الديمقراطي ماتيو أورفيني عبر فيسبوك قائلًا بتهكّم: "عيد بيانتيدوسي من ليبيا بتهمة الدخول غير الشرعي. فكرت في قول شيء ساخر، لكن المشهد ساخر بما يكفي".

زيارة في قلب الانقسام الليبي

زار الوفد الأوروبي ليبيا سعيًا إلى تعزيز التنسيق في مواجهة عمليات تهريب المهاجرين عبر البحر، وهي قضية لطالما شكلت محورًا أساسيًا في علاقة الاتحاد الأوروبي بهذا البلد. وقد أنفقت بروكسل الملايين خلال السنوات الماضية لدعم جهود وقف تهريب الأشخاص من سواحل ليبيا نحو أوروبا، في وقت وجدت فيه هذه الشبكات أرضًا خصبة لعملياتها غير النظامية بفعل الفوضى السياسية والانقسام الأمني الذي تعيشه البلاد.

Relatedالعثور على جثث 7 مهاجرين سودانيين ماتوا جوعا وعطشا في صحراء ليبياتحقيق أممي يكشف "جرائم مروعة" في مراكز احتجاز تابعة لميليشيا مسلحة بليبياليبيا: العثور على جثث متحللة ومحترقة داخل مستشفى بطرابلس بعد سقوط ميليشيا غنيوة

ومنذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011، غرقت ليبيا في انقسام عميق بين سلطتين متنافستين: حكومة الدبيبة في طرابلس المعترف بها دوليًا، وإدارة في الشرق يرأسها أسامة حماد وتحظى بدعم القائد العسكري القوي خليفة حفتر.

ويُطلب من أي وفد أجنبي يسعى إلى زيارة شرق ليبيا التنسيق مسبقًا مع حكومة الشرق للحصول على التصاريح اللازمة، خصوصًا أن الجنوب والشرق يخضعان لسيطرة قوات حفتر. ولم يتضح ما إذا كان الوفد الأوروبي قد تقدّم بطلبات رسمية أو حصل على موافقة مسبقة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل غزة روسيا بنيامين نتنياهو حركة حماس دونالد ترامب إسرائيل غزة روسيا بنيامين نتنياهو حركة حماس سياسة الهجرة ليبيا الاتحاد الأوروبي أوروبا اليونان الهجرة دونالد ترامب إسرائيل غزة روسيا بنيامين نتنياهو حركة حماس جمارك فلاديمير بوتين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سوريا إسبانيا سياحة الاتحاد الأوروبی شرق لیبیا

إقرأ أيضاً:

اللجوء إلى القارة العجوز.. هل يجبر البرلمان الأوروبي الدول الأعضاء على قبول الهجرة غير النظامية؟

الحزمة الجديدة تتضمن نظاماً يُعرف باسم "لائحة العودة"، التي تهدف إلى زيادة معدلات ترحيل المقيمين غير النظاميين من دول الاتحاد.

انتشر على منصة X منشور حظي بتفاعل واسع يزعم أن البرلمان الأوروبي أقرّ "ميثاق الهجرة واللجوء" الجديد، بما يلزم كل دولة عضو باستقبال المهاجرين غير الشرعيين أو دفع غرامات مالية كبيرة. غير أن هذا الادعاء غير صحيح، فالفيديو المرفق في المنشور قديم، كما أن البرلمان الأوروبي لم يوافق بعد على أي تشريع يتضمن مثل هذا الإلزام.

حزمة مشددة أقرّها وزراء الداخلية… وليست تشريعًا نهائيًا

في 8 ديسمبر/كانون الأول، اجتمع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وأقرّوا حزمة من الإجراءات الأكثر صرامة لضبط الهجرة.

وتركز هذه الإجراءات على تسريع ترحيل المهاجرين غير الشرعيين " أي الأشخاص الذين لا يحملون تصريح إقامة" في وقت تتعرض فيه الحكومات الأوروبية لضغوط من الأحزاب اليمينية واليمينية المتطرفة لاتخاذ موقف أكثر تشدداً.

لكن هذه الإجراءات لم تدخل حيّز التنفيذ بعد، إذ يتطلب ذلك موافقة البرلمان الأوروبي عليها في جلسة تصويت لاحقة، قد يفتح الباب أمام تطبيقها بدءاً من عام 2026.

أما بالنسبة للمنشور المتداول فهو يعود إلى 10 أبريل/نيسان 2024، عندما اقتحم نشطاء جلسة للبرلمان الأوروبي وعطلوا التصويت على اتفاقية هجرة منفصلة تمامًا عن الحزمة الحالية. وظهر المحتجون وهم يهتفون "هذه الخطة تقتل… صوتوا بلا!". ولا علاقة لذلك التصويت بالحزمة الجديدة التي أقرها الوزراء في ديسمبر.

"لائحة العودة".. رفع فترات الاحتجاز وتشديد الإبعاد

الحزمة الجديدة تتضمن نظاماً يُعرف باسم "لائحة العودة"، التي تهدف إلى زيادة معدلات ترحيل المقيمين غير النظاميين من دول الاتحاد. وتشمل: تحديث ثلاثة مقترحات سابقة للمفوضية الأوروبية لفرض رقابة أشد على دخول المهاجرين وإبعادهم، وتشديد العقوبات على رافضي المغادرة، بما في ذلك فترات احتجاز أطول، إضافة إلى السماح بإرسال طالبي اللجوء إلى دول ثالثة تُصنّف "آمنة".

وتعتمد الخطة قائمة مشتركة لدول المنشأ الآمنة، تضم: بنغلاديش، كولومبيا، مصر، الهند، كوسوفو، المغرب، تونس. كما تدرج المفوضية الأوروبية دولاً مرشحة لعضوية الاتحاد "مثل تركيا وجورجيا" ضمن الدول الآمنة.

وقال وزير الهجرة الدنماركي راسموس ستوكلوند إن الاتفاق الجديد "سيسمح للاتحاد الأوروبي، منفرداً أو بالتعاون مع دولة عضو، بعقد ترتيبات مع دول ثالثة لإنشاء مراكز العودة".

Related أوروبا تقرّ إنشاء "مراكز إعادة ترحيل" وإبعاد مهاجرين إلى دولة ثالثةسياسات ترامب تدفع الطلاب بعيداً عن أمريكا.. وأوروبا وآسيا تحصدان الثمار"أزمة أوروبا الوجودية": رئيسة البنك المركزي الأوروبي تدعو إلى إصلاحات عاجلة صندوق التضامن… دعم مرن للدول الأكثر تعرضاً للهجرة

وتنص الخطة أيضاً على إنشاء "صندوق تضامن" يتيح للدول الأعضاء دعم الدول التي تواجه أعلى ضغط للهجرة. ويمكن أن يتم الدعم عبر إعادة توطين 21 ألف طالب لجوء أو عبر تقديم مساعدات مالية أو عبر تدابير تضامن بديلة.

وتحدد المفوضية الأوروبية دولًا تتعرض لضغط خاص، وهي: قبرص، اليونان، إيطاليا، إسبانيا، وبلغاريا.

واختارت بلجيكا "التي تستعد لاستقبال عدد أكبر من طالبي اللجوء" تقديم مساهمة مالية قدرها 13 مليون يورو لدعم الدول المتضررة.

المجر تعترض… وتتهم بروكسل بالضغط عليها

رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان هاجم الخطة عبر منصة X، معتبراً أنها محاولة لـ"إجبار" بودابست إما على استقبال المهاجرين أو دفع أموال لصالح الدول الأخرى. وقال إن المجر "لن تستقبل مهاجراً واحداً ولن تدفع مقابل مهاجرين".

@PM_ViktorOrban على "ميثاق الهجرة واللجوء"

وللمجر تاريخ طويل في رفض سياسات الهجرة الأوروبية. ففي يونيو/حزيران 2024، قضت محكمة العدل الأوروبية بإلزام بودابست بدفع مليون يورو يومياً إضافة إلى غرامة لمرة واحدة قدرها 200 مليون يورو بسبب عدم الامتثال لقواعد اللجوء.

كما قال بالازس أوربان، المدير السياسي لرئيس الوزراء، إن المفوضية "تقلل من ضغط الهجرة" على المجر، معتبراً تقييمها "رسالة سياسية لا تعكس الواقع".

مع ذلك، تُظهر بيانات المنظمة الدولية للهجرة (IOM) لعام 2025 أن الدول الأكثر استقبالًا للمهاجرين الوافدين لأول مرة هي: إيطاليا، اليونان، إسبانيا، قبرص، بلغاريا، ومالطا، بإجمالي 145,592 مهاجراً منذ بداية العام، مما يفسر عدم إدراج المجر ضمن الدول المستحقة لدعم التضامن.

المفوضية الأوروبية: التضامن إلزامي… لكن في إطار مرن

أعرب المفوض الأوروبي للشؤون الداخلية والهجرة، ماغنوس برونر، عن أسفه لرفض المجر دعم الميثاق. وقال: "هذا الاتفاق سيحسّن الوضع لجميع دول الاتحاد الأوروبي".

وأضاف أن "التضامن مرن من جانب، لكنه إلزامي من جانب آخر"، مشددًا على ضرورة النظر إلى الحزمة ككل وليس الحكم على عناصرها منفردة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • بعد صمت 14 عاما إعادة المتحف الوطني والدبيبة يعلن: ليبيا لن تنكسر
  • ليبيا ترحّل مجموعة من المهاجرين المصريين
  • ليبيا تطلق مشهدها الإعلامي الجديد بمتحف ومبادرات وشراكات سينمائية مع مصر
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • فرونتكس: ليبيا ما تزال بلد الانطلاق الأهم للمهاجرين
  • الاتحاد الأوروبي يجدد دعمه للبنان… وحفل استقبال على شرف الإعلاميين
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • الأهلي طرابلس يعود من القاهرة متوجًا بكأس ليبيا وكأس السوبر
  • مستشار أوروبي سابق: أوكرانيا لا تستوفي حتى الآن شروط الانضمام للاتحاد الأوروبي
  • اللجوء إلى القارة العجوز.. هل يجبر البرلمان الأوروبي الدول الأعضاء على قبول الهجرة غير النظامية؟