في ظل الجوع المتفشي في غزة.. ماذا يحدث لجسد الإنسان حين يُحرم من الطعام؟
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
مع استمرار انقطاع الغذاء، يبدأ الجسم في هدم العضلات والأنسجة الحيوية، بما في ذلك عضلة القلب، ما يسبب ضعفًا خطيرًا في أداء الأعضاء الحيوية مثل الكبد والكلى والدماغ. اعلان
أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن سكان قطاع غزة يعانون فعليًا من حالات إغماء ناجمة عن الجوع الشديد، وسط استمرار الحصار وغياب الإمدادات الغذائية.
هذا الواقع المأساوي في غزة يسلط الضوء على التأثيرات الصحية الخطيرة التي يسببها الحرمان من الطعام. لفهم مدى خطورة هذه الأوضاع، نستعرض كيف يتعامل الجسم مع نقص الغذاء وكيف يؤثر ذلك على وظائفه الحيوية.
ماذا يحدث للجسم عندما يُحرم من الطعام؟عندما يُمنع الإنسان من الطعام، يدخل جسمه في سلسلة معقدة من التغيرات الحيوية التي تهدف للحفاظ على الحياة، ولكنها في الوقت نفسه تسبب تدهورًا صحيًا تدريجيًا. في الأيام الأولى، يستخدم الجسم مخزون الغلوكوز الموجود في الكبد والعضلات لتوليد الطاقة، ويبدأ الشخص بالشعور بالجوع، التعب، الصداع، وضعف التركيز، مع تقلبات في المزاج وزيادة هرمون التوتر. ومع مرور الوقت، وبعد نفاد مخزون الغلوكوز، يبدأ الجسم في حرق الدهون عبر عملية الكيتوزيس لإنتاج الطاقة، مما يؤدي إلى فقدان وزن واضح وبرودة في الجسم وبطء في الحركة، مع ضعف في الجلد والشعر وتراجع في النشاط الذهني.
ومع استمرار انقطاع الغذاء لفترة أطول، يبدأ الجسم في هدم العضلات والأنسجة الحيوية، بما في ذلك عضلة القلب، ما يسبب ضعفًا خطيرًا في أداء الأعضاء الحيوية مثل الكبد والكلى والدماغ. تظهر اضطرابات نفسية وعقلية مثل الهذيان والاكتئاب، وينخفض ضغط الدم بشكل مهدد للحياة، ما يؤدي في النهاية إلى فشل الأجهزة الحيوية والموت إذا لم يتم التدخل.
الأطفال هم الأكثر تضررًا من الجوع بسبب حاجتهم المستمرة للنمو والتطور. يؤثر سوء التغذية على نموهم الجسدي والعقلي، ويضعف جهازهم المناعي، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. كما أن تأثيرات الجوع تمتد إلى ما بعد انتهاء الأزمة، حيث يعاني الأطفال المتضررون من صعوبات معرفية وسلوكية قد تستمر معهم طوال حياتهم.
Related غزة تواجه خطر المجاعة بسبب الحصار: الآلاف يعودون من المطابخ الخيرية بأوعية فارغة سكان غزة بين مخالب المجاعة: عشرات المطابخ المجتمعية تغلق أبوابها بسبب نفاد الإمداداتجنوب السودان على حافة المجاعة… برنامج الأغذية العالمي يبدأ بإسقاط مساعدات طارئة جواً الإغماء الناجم عن الجوعحالات الإغماء التي تشهدها غزة هي نتيجة لانخفاض حاد في مستوى السكر في الدم، وهو المصدر الأساسي لطاقة الدماغ. عندما يُحرم الجسم من الطعام لفترة طويلة، تنفد مخازن السكر ويبدأ الدماغ في المعاناة من نقص في الوقود والأكسجين. كما يؤدي نقص السوائل وانخفاض ضغط الدم إلى تراجع تدفق الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى فقدان الوعي. قبل الإغماء، يعاني الأشخاص من دوار شديد، رؤية مشوشة، تعرق بارد، رعشة وتسارع في ضربات القلب. في ظل الظروف القاسية التي يعيشها سكان غزة، تكررت هذه الحالات بشكل متزايد، خاصة بين الأطفال وكبار السن والمرضى.
غزة على شفا مجاعة شاملةتتصاعد مؤشرات الجوع في غزة بشكل خطير مع استمرار الحرب، حيث أبلغت وزارة الصحة في القطاع عن وفاة 86 شخصًا بسبب الجوع وسوء التغذية منذ بداية الصراع، بينهم 76 طفلاً. وفي الأيام الأخيرة فقط، توفي 19 شخصًا جراء الجوع، مما ينذر بكارثة إنسانية محتملة. وحذر مسؤولو الصحة من "وفيات جماعية" إذا استمر الوضع على حاله، خصوصًا مع استمرار الحصار الذي يمنع دخول الغذاء والدواء.
تعريف المجاعة وفق الأمم المتحدة وهل ينطبق على غزة؟بحسب التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي تعتمد عليه الأمم المتحدة، تُعلن المجاعة عندما تعاني نسبة كبيرة من السكان من نقص حاد في الغذاء، ويصل معدل وفيات الأطفال إلى مستويات حرجة، مع انتشار شديد لسوء التغذية الحاد بين الأطفال. وبالنظر إلى التقارير الطبية والحقائق الميدانية، فإن غزة باتت على أعتاب تحقيق هذه المعايير.
الحاجة إلى "تدخل فوري"تؤكد "أونروا" والمنظمات الإنسانية أن إنهاء الأزمة لا يقتصر فقط على فتح المعابر، بل يتطلب وقفًا فوريًا لإطلاق النار ورفع الحصار لضمان تدفق آمن ومستمر للمساعدات. الجوع في غزة لم يعد مجرد تهديد وشيك، بل واقع مؤلم يقتل السكان يوميًا في صمت، مطالبين المجتمع الدولي بالتحرك العاجل قبل فوات الأوان.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل غزة دونالد ترامب الصحة فرنسا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة دونالد ترامب الصحة فرنسا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأمم المتحدة غزة إسرائيل إسرائيل غزة دونالد ترامب الصحة فرنسا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس ضحايا قطاع غزة دراسة سوريا طالبان مع استمرار من الطعام ما یؤدی فی غزة
إقرأ أيضاً:
الاستنكار لا يكفي.. رغد صدام حسين تثير تفاعلا بتدوينة عمَا يحدث في غزة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- وصفت رغد ابنة الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، ما يحدث في قطاع غزة بأنها "جرائم لا يجوز الصمت عليها"، داعية للتحرك لإنهاء الحصار على القطاع، وسط تفاعل.
وكتبت رغد صدام حسين عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، تويتر سابقا، مساء الخميس: "لا تكفي الإدانة، ولا الشجب، ولا الاستنكار للتعبير عن رفض ما يجري من حصار جائر ومجازر وحشية يتعرض لها أهلنا في غزة"، حسب وصفها.
ومضت ابنة الرئيس العراقي الراحل تقول: "إن ما يشهده القطاع من قتل وتجويع وتشريد يرقى إلى جرائم إبادة جماعية، لا يجوز الصمت عليها، وعلينا جميعا وعلى الدول الغربية التي طالما ادعت الدفاع عن (حقوق الإنسان) وكل أحرار العالم أن يتحملوا المسؤولية الأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني".
وتساءلت رغد صدام: "أين زعيمة (العالم الحر) من كل ذلك؟"
وأضافت: "لنكن جميعاً صوت الحق ونصرة المظلوم، حتى ينكسر هذا العدوان ويُرفع الحصار".
وختمت رغد: "يبقى أملنا بالله كبيرا بأن نصره قادم لا محالة، مهما تجبر الظالم".
وتفاعل متابعون على "إكس"، مع تدوينة رغد صدام وجاءت أبرز التعليقات كالتالي: