اكتشاف نادر في غانا.. كنز مخفي داخل فوهة نيزكية
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
أعلن علماء الجيولوجيا عن اكتشاف مدهش في دولة غانا، وهو قطعة نيزكية نادرة محفوظة بشكل رائع داخل فوهة اصطدام قديمة. هذا الاكتشاف يفتح نافذة جديدة على أسرار النظام الشمسي المبكر، ويوضح لنا كيف أن الحوادث الكونية التي حدثت منذ ملايين السنين ما زالت تترك بصماتها على الأرض حتى اليوم.
في شمال غانا، توجد فوهة نيزكية قديمة تُعرف باسم فوهة بوسومْتوي، تشكلت قبل حوالي 1.
وقطر الفوهة حوالي 10.5 كيلومترات، وهي مغمورة الآن ببحيرة بوسومتوي الشهيرة التي يعرفها السكان المحليون.
وبحسب مارينا سيلورم، الأستاذة في جامعة غانا والمشاركة في الكشف في مقال نشر على منصة ذا كونزرفيشن، فإن هذه الفوهة تعد "واحدة من 190 موقعا فقط لفوهات صدمية مؤكدة حول العالم، وواحدة من 20 موقعا فقط في القارة الأفريقية، وبحيرتها تعد واحدة من 6 بحيرات نيزكية في العالم، معروفة بقيمتها العلمية المتميزة".
والآن، قام علماء من جامعة غانا بالتعاون مع باحثين أوروبيين وأميركيين باكتشاف قطع نيزكية صغيرة مدفونة في الرواسب العميقة داخل الفوهة.
وللتوصل إلى تلك النتائج، استخدم الفريق تقنيات حفر متقدمة لجمع عينات الرواسب من قاع البحيرة على عمق حوالي 250 مترا.
وإلى جانب ذلك، أجرى الباحثون تحليلا للتركيب الكيميائي باستخدام أجهزة تحليل الطيف الكتلي والإلكتروني، وتبين أن القطعة النيزكية تحتوي على نسب عالية من النيكل والحديد، وهي سمة مميزة للنيازك الحديدية.
وعادة، عندما يصطدم نيزك بالأرض، يتفتت أو يذوب بفعل الحرارة الهائلة الناتجة عن الاصطدام، لكن القطعة التي وجدت في البحيرة يبدو أنها نجت من ذلك التفتت، مما سمح لها بالحفاظ على بنيتها المعدنية تقريبا كما كانت في الفضاء، ويعتقد العلماء أن السبب في ذلك هو أن القطعة سقطت بسرعة أقل أو انزلقت داخل الصخور اللينة في قاع الفوهة، وهو ما ساعد على حمايتها.
إعلانبعد ذلك، تم استخدام تقنيات التأريخ الإشعاعي لتحديد عمر الصخور المحيطة والتأكد من أنها تعود لنفس فترة تشكل الفوهة.
وتعد النيازك مثل هذه بمثابة "كبسولات زمنية" تحافظ على مواد عمرها أكثر من 4.5 مليارات سنة، أي منذ تشكّل الكواكب، ومن ثم فإن دراسة هذه القطعة يمكن أن تكشف عن تركيب المعادن والظروف الكيميائية التي كانت موجودة عند تشكّل الشمس والكواكب.
وتعد هذه النوعية من الاكتشافات نادرة، إذ إن معظم النيازك التي نجدها اليوم تكون قد تعرضت لعوامل التعرية أو التحلل بفعل الأكسجين والماء، ولكن في هذه الحالة، فقد ساعدت طبقات الطين العميقة والمياه الراكدة في بحيرة بوسومتوي على حماية النيزك طوال هذا الزمن.
وفي النهاية، فإن تصادمات النيازك ليست شيئا يخص الماضي فقط، فهناك احتمال -وإن كان ضعيفا- أن تتكرر مثل هذه الأحداث في المستقبل.
ومن ثم فإن فهم كيفية حدوث الاصطدامات السابقة يساعد وكالات الفضاء مثل ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية على وضع خطط لتجنب الكوارث مستقبلا.
وبالإضافة إلى ذلك، المعادن النيزكية قد تصبح يوما ما مصدرا للموارد في مشاريع التعدين الفضائي.
ضرورة الاستدامةكما أن خصائص فوهة بوسومتوي الصدمية بشكل خاص يمكن اعتبارها تمثيلا أرضيا لنوع خاص من فوهات الاصطدام يعرف باسم "فوهات الأسوار"، وبحسب سيلورم فإن هذه الفوهات شائعة على كوكبي المريخ والزهرة، وتوجد أيضا على الأجرام الجليدية في النظام الشمسي الخارجي، مثل أقمار جانيميد وأوروبا وديون وتيثيس.
ولذلك، في الدراسات المستقبلية، يمكن استخدام فوهة بوسومتوي الصدمية للمساعدة في فهم كيفية تشكل الفوهات المتراسية على كوكبي المريخ والزهرة.
تستخدم سيلورم هذه المزايا للتأكيد على ضرورة حماية فوهة بوسومتوي الصدمية والحفاظ عليها، خاصة أن أنشطة عمال المناجم غير القانونيين تشكل تهديدا لاستدامة الفوهة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ياسمين غيث: لحظة اكتشاف إصابتي بالسرطان كانت الأصعب في حياتي
كشفت الفنانة ياسمين غيث عن تفاصيل اللحظات الصعبة التي عاشتها عقب اكتشاف إصابتها بمرض السرطان، مؤكدة أن تلك المرحلة كانت "الأصعب في حياتها"، خاصة لما صاحبها من صدمة نفسية كبيرة وخوف على مستقبلها وحياة ابنها.
وقالت غيث، خلال لقائها في برنامج "ست ستات" مع الإعلامية سناء منصور على قناة DMC، إنها شعرت فجأة بوجود ورم، مضيفة: "الزمن وقف، وشعرت على الفور أنه من المحتمل أن يكون سرطانًا، فاتخذت خطوات سريعة وذهبت إلى طبيبة نساء، التي بدأت بإجراء التحاليل والفحوصات، وبدأت تُمهّد لي الخبر تدريجيًا".
وأضافت أنها انهارت فور تأكدها من الإصابة، خاصة وأن الحديث عن مرض السرطان في ذلك الوقت، عام 2016، لم يكن يحمل الكثير من الأمل، مشيرة إلى أنها شعرت حينها بأن النهاية اقتربت، وأن الأمر "مسألة وقت فقط".
وتابعت: "دخلت في بكاء وانهيار، وصليت ودعيت ربنا يعديني من المحنة دي علشان ابني وأسرتي... ولما تأكدت من التشخيص، دخلت غرفة العمليات بعد ساعة فقط، وكانت من أصعب اللحظات اللي مريت بيها في حياتي".
واختتمت غيث حديثها بتمنياتها لكل من يمر بتجربة مشابهة بالشفاء، قائلة: "هي تجربة قاسية، وكنت وقتها صغيرة، وابني كمان كان صغير، وربنا هو اللي بيقوي".