صحيفة البلاد:
2025-07-26@23:25:29 GMT

القراءة عمارة للعقول

تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT

القراءة عمارة للعقول

إذا كانت كل صفحة تُقرأ هي بمنزلة طوبة تضاف إلى عقل القارئ، فإن مزيدًا من القراءة يعني مزيدًا من الطوب، ومزيدًا من البناء للعقول في زمن لا مكان فيه إلا للمتمكنين علميًّا ومعرفيًّا.
ليس القول بأن القراءة هي ما تبني عقول الأجيال أطفالًا صغارًا؛ فشبابًا فكبارًا مجرد شعار، بل هو ما تؤكده الدراسات ووقائع الأحداث ومجريات الأمور في غير مكان في العالم.

فلجميع الدول تراث وتاريخ ثقافي وأدبي وعلمي تفتخر به، لكن ما يُحدث الفرق هو الواقع الثقافي والأدبي والعلمي، وهو ما لا يحدث بالضرورة إلا بالقراءة المعمقة والمركزة، التي تشمل جميع الشرائح العمرية وجميع الطبقات الاجتماعية.
وبناء عليه؛ فإن كل كتاب يضاف إلى المكتبة العربية هو إضافة لرصيدنا المعرفي حينما يُقرأ ليشكل بناءً حقيقيًّا في الصرح المعرفي العالمي. لست من هواة جلد الذات وتكسير مجاديف الواقع العربي، لكننا بحاجة حقيقية لزيادة عمارة العقل العربي عبر زيادة منسوب القراءة اليومي والسنوي لدى شعوبنا؛ ليقترب من مناسيبه في الدول المتقدمة. بل إننا بحاجة اليوم إلى أن نتفوق عليهم في مناسيب القراءة؛ من أجل الوصول إلى درجة من التوازن معهم على المدى البعيد. فلو استمر مستوى قراءتنا بنفس المستوى الحالي، فذلك معناه أننا سنبقى عند نفس الترتيب في المقياس العالمي، إن لم يكن أقل.
إن علينا واجب أن نحشد الجهود لكي نزيد من الصفحات التي نقرأ كل يوم؛ من أجل أن نزيد من عمارة عقولنا التي تحتاج إلى بناء متواصل ووقود يومي في مختلف مسارات العلم والأدب. وهو ليس ترفًا يقوم به الناس بعد فراغهم من واجباتهم اليومية، بل المطلوب أن نفرغ أنفسنا لكي نقوم بذلك واضعين إياه على رأس أولوياتنا؛ لا لسبب إلا لأن بقية شعوب العالم تقوم بذلك بأقصى طاقتها، ما ينعكس بالضرورة على مستوياتهم في سلم التقدم.
نحن بحاجة اليوم، كما كنا بحاجة إلى ذلك على الدوام، إلى أن نقرأ ونقرأ ونقرأ، وفي مختلف فروع العلم والمعرفة. فمن كان يقرأ صفحة في اليوم فليضاعفها لكي تصبح صفحتين، ومن كان يقرأ عشراً فليقرأ عشرين، وهكذا؛ ببساطة لأن الإبقاء على الوضع الراهن يعني عدم تغير شيء في معادلة القوة المعرفية لدينا، وهو بالتأكيد ما لا نريده.
وكما تخضع المباني لأعمال ترميم دورية للتأكد من سلامتها؛ فإن القارئ يحتاج بين حين وآخر لصيانة بعض معارفه وترميمها، بإعادة قراءة بعض الكتب التي سبق أن قرأها. وكما أنه يجري توسيع بعض المباني بإضافة أدوار إليها فإن العقول بحاجة إلى أن نواصل عمارتها بقراءة المزيد من الصفحات والكتب حتى نبقي عليها في حال مستمر من النمو. فمزيد من القراءة هو مزيد من العمارة لعقولنا، التي تشيخ وتتوقف عن النمو حينما لا نقرأ.

yousefalhasan@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

الدولية للطاقة الذرية: لا مزيد من المعلومات من إيران بشأن اليورانيوم المخصب

أعربت  الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن تفاؤلها بأن المفتشين سيعودون إلى إيران هذا العام.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تصريحات لها: ربما يمكننا البدء مع إيران بالتفاصيل الفنية ثم الانتقال لمشاورات عالية المستوى.

وأضافت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قائلة: لا مزيد من المعلومات من إيران بشأن اليورانيوم المخصب.

وتابعت : الوكالة الدولية للطاقة الذرية: المحادثات الأولية مع إيران لن تشمل المفتشين على الفور.

وختمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية: من المهم أن نبدأ المناقشة مع إيران حول سبل استئناف الزيارات. 
 

الخارجية الإيرانية: الفريق الفني للوكالة الدولية للطاقة الذرية لن يزور مواقعنا النوويةعراقجي يدافع عن تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويؤكد التزام إيران بالرقابة النوويةالأمم المتحدة: قرار إيران تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يثير القلقمسؤول إيراني يطالب بمحاكمة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتهمة "الخداع"الرئيس الإيراني يصادق على وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية طباعة شارك إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية الطاقة الذرية اليورانيوم المخصب مفتشين الوكالة الدولية للطاقة الذرية

مقالات مشابهة

  • ننشر السيرة الذاتية لـ اللواء محمد عمارة مدير أمن البحيرة الجديد
  • من هو اللواء محمد عمارة مدير أمن البحيرة الجديد؟
  • الأمن يوقف لصاً خطيراً بالمهدية بعد ظهوره في فيديو يوثق سرقة ملابس من سطح عمارة
  • تحذير هام بشأن واقيات الشمس التي تستخدم “مرة واحدة في اليوم”
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: شرائح القراءة
  • حتى تحتفظ بلياقتك.. كم عدد الخطوات التي تحتاجها حقا في اليوم؟
  • الدولية للطاقة الذرية: لا مزيد من المعلومات من إيران بشأن اليورانيوم المخصب
  • النصر… إلى أين؟ إلى المجد؟ أم إلى مزيد من الصفقات دون نتائج؟
  • 25 شهيدًا في غزة خلال ساعات.. والمجاعة تحصد مزيدًا من الأرواح
  • متاجر الكُتب المستعملة تُثري المشهد الثقافي بجدة