عواصم " وكالات" استقرت أسعار النفط في تعاملات اليوم، بعد انخفاض استمر ثلاث جلسات متتالية، مدعومة بتحسن المعنويات بشأن التجارة العالمية عقب إعلان الولايات المتحدة واليابان التوصل إلى اتفاق تجاري يشمل فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على بعض الواردات الأمريكية من اليابان، إلى جانب تعهد طوكيو باستثمارات تبلغ 550 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي.

وفي سياق متصل، بلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر سبتمبر القادم 70 دولارًا أمريكيًّا و52 سنتًا، مسجلاً انخفاضًا بمقدار 18 سنتًا مقارنة بسعر يوم الثلاثاء البالغ 70 دولارًا و70 سنتًا. ويُشار إلى أن المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر يوليو الجاري بلغ 63 دولارًا و62 سنتًا للبرميل، منخفضًا بمقدار 4 دولارات و25 سنتًا عن سعر تسليم شهر يونيو الماضي.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت سنتين، أو ما يعادل 0.03%، لتصل إلى 68.57 دولارًا للبرميل، فيما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار مماثل إلى 65.29 دولارًا للبرميل، ويأتي ذلك بعد تراجع الخامين القياسيين بنسبة تقترب من 1% في الجلسة السابقة، وسط تصاعد التوترات التجارية، بعد إعلان الاتحاد الأوروبي دراسة اتخاذ تدابير مضادة للرسوم الأمريكية، وتضاؤل فرص التوصل إلى اتفاق قبل حلول الأول من أغسطس.

وبينما تُعقد بعد غدًا قمة أوروبية صينية يُنظر إليها كاختبار لوحدة الاتحاد الأوروبي في مواجهة التصعيد التجاري مع بكين وواشنطن، أكدت وزارة التجارة الصينية أن نقاشًا "صريحًا ومتعمقًا" جرى بين وزير التجارة الصيني ومسؤول التجارة في الاتحاد الأوروبي حول قضايا التعاون الاقتصادي والتجاري.

وفي تحليلات السوق، قالت فاندانا هاري، مؤسسة "فاندانا إنسايتس" لتحليلات سوق النفط: إن حدة التراجع في الجلسات السابقة قد تلاشت، إلا أنها لا تتوقع أن توفر أخبار الاتفاق التجاري بين واشنطن وطوكيو زخمًا صعوديًّا قويًّا، في ظل استمرار العقبات والتأجيلات في المحادثات مع الاتحاد الأوروبي والصين.

من جانب آخر، كشفت بيانات معهد البترول الأمريكي عن انخفاض في مخزونات الخام والبنزين الأمريكية الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت مخزونات نواتج التقطير. واعتبر محللو "آي.إن.جي" في مذكرة بحثية أن هذا الانخفاض قد يوفر دعمًا نسبيًّا للأسعار، رغم التوقعات بحدوث فائض كبير في المعروض لاحقًا هذا العام.

وفي تطور سياسي قد يؤثر على السوق، قال وزير الطاقة الأمريكي إن بلاده تدرس فرض عقوبات على النفط الروسي ضمن مساعيها لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وكان الاتحاد الأوروبي قد وافق مؤخرًا على الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد موسكو، والتي تضمنت خفض سقف أسعار الخام الروسي، فيما حذّر محللون من أن غياب المشاركة الأمريكية في هذه الإجراءات قد يحد من فاعليتها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: دولار ا

إقرأ أيضاً:

اتفاق التجارة الأميركي الياباني يجنّب الاقتصاد العالمي السيناريو الأسوأ

أكدت وكالة رويترز -في تحليل نشرته أمس الأربعاء- أن الاتفاق التجاري الذي توصلت إليه الولايات المتحدة واليابان قد يشكّل مرجعاً أساسياً للعديد من الاتفاقات التي يجري التفاوض بشأنها حالياً مع واشنطن، مرجحة أن الاقتصاد العالمي يمكنه أن يتكيّف مع مستوى الرسوم الجديد البالغ 15%.

وبحسب الوكالة، ينص الاتفاق على:

خفض الرسوم الجمركية على واردات السيارات اليابانية إلى 15% بعدما كانت تبلغ 27.5%. خفض  الرسوم التي كان من المفترض أن تُطبق على سلع يابانية أخرى اعتباراً من الأول من أغسطس/آب، من 25% إلى 15%.

ويُعد الاتفاق مع رابع أكبر اقتصاد في العالم الأكثر أهمية ضمن سلسلة من الاتفاقات التي أبرمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حتى الآن، إذ يتضمن التزامات استثمارية وقروضاً موجّهة نحو السوق الأميركية، ويزيد من الضغوط على الصين والاتحاد الأوروبي اللذين يواجهان مواعيد حاسمة خلال أغسطس/آب، وفقاً لما ذكرته رويترز.

الرسوم لا تزال مرتفعة لكن يمكن التعايش معها

ورغم أن مستوى 15% لا يُعد منخفضاً، فقد نقلت رويترز عن عدد من الاقتصاديين أن مثل هذا المستوى يظل مقبولاً مقارنةً بحالة الغموض السابقة التي جعلت من المستحيل على الشركات وضع خطط استثمارية واضحة.

الأسواق المالية استجابت بارتياح للاتفاق الياباني الأميركي (غيتي)

وأشار موهيت كومار كبير الخبراء الاقتصاديين في شركة "جيفريز" إلى أن "متوسط الرسوم الجمركية الأميركية بلغ حوالي 2.5% عام 2024، بينما يقف حالياً عند نحو 17%" وذلك في إشارة إلى الزيادة التي أعقبت إعلان ترامب في الثاني من أبريل/نيسان عن يوم "تحرير التجارة".

وأوضح كومار "السيناريو المرجّح هو أن تستقر الرسوم الجمركية في حدود 15%، رغم أن الاتفاقات الأخيرة توحي بإمكانية تجاوز هذا المستوى قليلاً".

وأضاف "من منظور الاقتصاد الكلي، هذا تطور سلبي، ولكن يمكن للاقتصاد العالمي تحمّله".

إعلان ارتياح بالأسواق ومكاسب قطاع السيارات

وقالت رويترز إن الأسواق المالية أظهرت ارتياحاً ملحوظاً بعد الإعلان عن الاتفاق. فقد قفز مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 3.5% أمس قبل أن يواصل الارتفاع اليوم ويسجل زيادة بـ2.2%.

وارتفعت أسهم شركات السيارات الأوروبية على خلفية آمال بتوصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق مماثل مع واشنطن.

وفي هذا السياق، صرّح ديريك هالبيني رئيس وحدة الأبحاث في بنك "إم يو إف جي" في لندن بأن "المعيار الجديد للاقتصادات الكبرى سيكون بين 10% و15%، مع احتمالات فرض مستويات أعلى قليلاً على الدول الأصغر".

وقال دان هيرلي خبير المحافظ لدى "تي روي برايس" في تعليقات عبر البريد الإلكتروني "تؤكد هذه الصفقة التجارية مع الولايات المتحدة مجددا على العلاقة على المستويين الإستراتيجي والاقتصادي.. على أساس 3-5 سنوات، ما زلنا متفائلين بشأن الأسهم اليابانية.. التقييمات ليست مبالغا فيها بأي حال من الأحوال".

وبعد توقيف الاتفاق أمس، ارتفعت أسهم شركة "فولفو" بأكثر من 10%، بينما صعدت أسهم شركات "بورشه"، و"بي إم دبليو"، و"مرسيدس-بنز"، و"فولكسفاغن" بين 4% و7%.

وتعد هذه الشركات من أبرز المصدرين إلى السوق الأميركية، مما يجعلها من أكثر المستفيدين من أي تهدئة بالسياسات الجمركية.

وقال جيم ريد محلل الأسواق في "دويتشه بنك" إن الأنباء الإيجابية حول الاتفاق "ساعدت على تبديد مخاوف المستثمرين من احتمال عودة الرسوم إلى مستويات مرتفعة مطلع أغسطس" لكنه أشار في المقابل إلى أن "التهديدات لا تزال قائمة بالنسبة لعدد من الاقتصادات الكبرى، مثل الاتحاد الأوروبي (30%) وكندا (35%) والبرازيل (50%)".

وأضاف "نعرف من التجربة السابقة أن تفاصيل الاتفاقات قد لا تتضح إلا في اللحظات الأخيرة".

أثر على التضخم الأميركي

وأشارت رويترز إلى أن توقعات التضخم الأميركي على المدى الطويل تراجعت قليلاً عقب الاتفاق، مما قد يفسح المجال أمام الاحتياطي الفدرالي الأميركي لتخفيض أسعار الفائدة لاحقاً هذا العام.

ولكن الوكالة أوضحت أن الأسواق لا تزال ترى احتمالات شبه معدومة لإجراء خفض في أسعار الفائدة خلال الاجتماع المقبل للمجلس، في حين لا تتوقع الأسواق أول خفض فعلي للفائدة قبل أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

الاتفاق يتضمن التزامات يابانية بضخ استثمارات وقروض موجهة نحو الأسواق الأميركية (غيتي) الاتحاد الأوروبي بمواجهة اختبار الرسوم

وقالت رويترز إن الاتحاد الأوروبي، الذي يتولى التفاوض التجاري نيابةً عن الدول الأعضاء الـ27، قد يكون الجهة التالية في لائحة واشنطن.

فقد أعلن الرئيس ترامب أنه سيُطبّق رسوماً بنسبة 30% على الصادرات الأوروبية اعتباراً من الأول من أغسطس/آب المقبل، وهو ما دفع الاتحاد إلى التهديد بإجراءات مضادة.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين أوروبيين أن مثل هذا المستوى من الرسوم سيكون له أثر بالغ السلبية على اقتصاد القارة الذي يعتمد بشكل رئيسي على التبادل التجاري، وقد يؤدي إلى تدمير قطاعات كاملة من التجارة العابرة للأطلسي.

وأضافت أن الاتحاد الأوروبي كان يأمل في التوصل إلى اتفاق على مستوى 10%، لكنه بات يتوقع الآن معدلات أعلى بعد فشل المفاوضات السابقة في كبح التوجه الأميركي.

إعلان الصين أمام مهلة مصيرية

وتواجه الصين مهلة نهائية في 12 من أغسطس/آب المقبل، حيث ستُعاد تفعيل رسوم أميركية تصل إلى 145% على صادراتها، مقابل رسوم بنسبة 125% على البضائع الأميركية المتجهة إلى الصين، في حال عدم التوصل إلى اتفاق أو تمديد المفاوضات.

وأكدت مؤسسة "آي إن جي" المالية أن الاتفاق الأميركي الياباني "سيزيد الضغوط على مصدّري آسيا الكبار لإبرام صفقات أفضل" مشيرة إلى أن "اتفاقات قد أُبرمت بالفعل مع الفلبين وإندونيسيا، ومن المتوقع التوصل إلى اتفاقات إضافية قبل الأول من أغسطس/آب".

وبحسب رويترز، فإن اتفاق التجارة الأميركي الياباني قد يكون بمثابة إنقاذ مرحلي لتفادي أزمة تجارية عالمية كانت وشيكة، لكنه لا يشكّل بالضرورة نهاية مسار المواجهات التجارية المتصاعدة.

مقالات مشابهة

  • ترامب يصل إسكتلندا لإجراء محادثات بشأن اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي
  • ترامب يعلّق على اتفاق تجاري محتمل مع الاتحاد الأوروبي
  • ارتفاع أسعار النفط عالميًا بدعم من تفاؤل تجاري .. تفاصيل
  • الصين تتوقف عن استيراد النفط الأمريكي لأول مرة منذ 3 سنوات
  • للمرة الأولى منذ 3 سنوات.. الصين توقف استيراد النفط الأمريكي
  • الاتحاد الأوروبي يدلي ببيان عن اتفاق تجاري مع واشنطن
  • النفط يصعد بدعم تفاؤل حول التجارة وتراجع مخزونات الخام الأمريكية
  • الذهب يتراجع بأكثر من 1% وسط تقارير عن اقتراب إبرام اتفاق تجاري أميركي أوروبي
  • اتفاق التجارة الأميركي الياباني يجنّب الاقتصاد العالمي السيناريو الأسوأ
  • أسعار النفط ترتفع مدعومة بتفاؤل تجاري وانخفاض المخزون الأمريكي