إسحق أحمد فضل الله يكتب: (رغم الداء والأعداء)
تاريخ النشر: 25th, July 2025 GMT
عمر
نكتب الحكايات لأنها نوع من الخمر الحلال…
ومن قبل، أعجبتنا هينمة عنترة بن شداد، وهو سكران — وهو أولى العالمين بالسكر، فهو رجل يرى نفسه عبدًا، أسود، ومجفوًا، في مجتمعٍ العنصرية فيه مثل التنفس.
عنترة السكران في الظهيرة الساكنة يتأمل الذبابة وهي تحك ذراعها بذراعها، وتطنّ (هزَجًا كفعل الشارب المُترنِّم)…
ونحن، مثل ابن خالتنا عنترة، نكرع الروايات ونتأمل العالم هربًا من الألم.
…
نقرأ مئات الروايات، ونجد أنها صورة لنفوس الناس كلهم، وأن ما يجمع بينها هو أن الناس — صغيرهم، كبيرهم، غنيهم، فقيرهم — ما يجمعهم جميعًا هو أن كل أحد يبحث عن التعاطف… عند كل أحد.
في رواية جميلة، نادلة في فندق فخم جدًا تصادف عجوزًا في ملابس مسكينة ونظيفة، ويقع بينهما أنسٌ عابر يتكرر، ثم ألفة، مما يحدث بين عجوز لا أحد له، وفتاة طيبة.
ويومًا، يدعو العجوز الفتاة للغداء في مطعم الفندق،
والفتاة تصاب بالذعر، وهي تقول لنفسها:
هل يعلم هذا الرجل كم هو ثمن الطبق الواحد هنا؟!
وتهمس الفتاة لمدير الصالة ليجعل الفاتورة تحمل ربع التكلفة الحقيقية.
العجوز، الذي ينطلق في الأنس مع الفتاة بعد الوجبة الرائعة، يتلقى الفاتورة… ينظر إليها ويبتسم ابتسامة غامضة.
وفي أثناء الحديث، تسأله الفتاة عما إذا كانت له مهنة؟
فيجيب الرجل ببساطة:
“أنا أشتري أشياء بسيطة وأبيعها… وكان آخر ما اشتريته هو… هذا الفندق.”
الصاعقة تضرب.
والفتاة تغضب، وتصرخ، وتتهم العجوز بأنه كان يتلاعب بها.
وهنا يقول العجوز للفتاة:
“أنا ملياردير.
وأنا أتناول وجبات لا حد لها.
لكن أجمل غداء تناولته في حياتي، كان هو الغداء الذي أكلناه الآن.
وكانت الفاتورة، التي كان تزويرها هو التحية الأعظم التي تلقيتها في حياتي.”
الرجل شديد الثراء، كان عمره كله يبحث عن… التعاطف.
والتعاطف هو (ماء الروح) في الحياة كلها.
…
وقحت، حين أطلقت الدعم، كانت قد أعدّت “المخيمات” على الحدود، لتحشد فيها السودانيين في تكرارٍ كامل لما فعلته إسرائيل في فلسطين.
لكن…
تعاطف السودانيين في الداخل والخارج أفسد المخطط الضخم… الضخم.
وسكن السودانيون في الشرق والشمال، واستغنوا بالأهل عن بول العالم، الذي كان الدعم ينتظر أن يشربه السودانيون…
…
والقتال في الجبهات يكشف عن لحظات عند المقاتلين تتخطى “الرجالة” إلى شيءٍ وراءها…
…
وحين يكتب الناس تاريخ معارك الخرطوم، فإن أمبدة سوف تكون نموذجًا يُدرس في جامعات الرجالة… وجامعات الإيثار.
…
رسالة
أستاذ أمير،
أهل الصيد يعرفون أن الأرنب — الشديدة الذكاء — تلجأ عند المطاردة إلى حيلةٍ غريبة:
الأرنب آثار أقدامها تشبه آثار أقدام حيوانات كثيرة حولها…
والأرنب تعرف مواقع هذه الحيوانات،
وعند المطاردة، تلجأ إلى حيث توجد هذه الآثار،
فإذا اختلط الأثر، اختلط على الصياد الطريق.
ونحن الآن في أيام كامل،
نجد أن الأثر…
أثر أرنب الاقتصاد، وأرنب الإعلام، وأرنب الإدارات…
آثار تختلط…
ولهذا، السودان… وكامل… والشمس… والقمر،
كلهم يقف محتارًا، لا يعرف تمييز أثر الأرنب من أثر الورل.
+++++
إسحق أحمد فضل الله
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الفنان علي كايرو يكتب رسالة مؤثرة من سرير المرض: (اتعلمت الدرس وراجعت نفسي وقررت أكون سبب في الخير مش في الأذى وشكراً الشعب السوداني العظيم) والجمهور: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)
أثار الفنان السوداني, علي كايرو, تعاطف على الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي بعد رسالة مؤثرة قام بكتابتها من سرير المرض.
الفنان المثير للجدل يرقد طريح الفراش بإحدى مستشفيات أوغندا, منذ فترة ليست بالقصيرة بعد تعرضه لوعكة صحية قرر على إثرها الإطباء إجراء عملية جراحية له.
وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فقد كتب كايرو, عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فيبسوك, رسالته المؤثرة والتي قال فيها: (أنا علي عباس علي الطاهر المعروف بين الناس بـ علي كايرو, الزمن الفات كان مليان تجارب فيها الغلط وفيها الصح، فيها وجع وفيها دروس ما بتتنسى).
وتابع: (لكن الحصل لي مؤخرًا خلاني أقيف مع نفسي وقفة حقيقية، وأراجع كل خطوة مشيت فيهاالوقفة العظيمة والنبيلة الوقفها معاي الشعب السوداني كانت أكبر رسالة ممكن توصلني — رسالة محبة ورسالة غفران ورسالة إنو مهما حصل الشعب السوداني قلبو كبير وما بينسى أولادو الموقف دا هزّني من جوّا وخلاني أحس إنو في مسؤولية كبيرة فوق كتفي الناس دي حبتني رغم كل العثرات رغم كل الكلام ورغم الظروف ودي محبة ما بتتقدر بثمنعشان كده قررت أغير قررت أكون إنسان جديد بمعنى الكلمة أترك وراي أي تصرف أو سلوك ممكن يسيء لي أو لشعبي أو لبلدي).وأضاف بحسب ما نقل عنه محرر موقع النيلين: (من الليلة دي علي كايرو القديم انتهى والناس حتشوف علي جديد — علي بيفكر قبل ما يتكلم بيسمع قبل ما يحكم وبيحترم قبل ما يطلب الاحترام أنا راجع للناس البحبوني بصورة تليق بيهم وباسم السودان الجميل البستاهل كل احترام وتقدير رافع راسي بشكر كل زول وقف معاي وكل زول دعا لي وكل زول صدق إنو التغيير ممكن).وختم علي كايرو, رسالته المؤثرة قائلاً: (محبتكم وصلتني وده الدافع البخليني أبدأ من جديد بقلب نضيف ونية صافية وبإيمان إنو ربنا دايمًا فاتح باب التوبة والتغيير, من اليوم رسالتي بسيطة: أنا واحد منكم اتعلمت الدرس وراجعت نفسي وقررت أكون سبب في الخير مش في الأذى وشكرًا لكل الشعب السوداني العظيم — أنتو البركة وأنتو السبب وأنتو الأمل).ووفقاً لمتابعات محرر موقع النيلين, فقد وجدت رسالة الفنان تعاطفاً كبيراً من الجمهور الذي تمنى له عاجل الشفاء مع تعليق مكرر من عدد كبير من المتابعين نقلوا فيه الأية الكريمة من سورة القصص والتي تقول: “إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين”.محمد عثمان _ الخرطومالنيلين إنضم لقناة النيلين على واتساب