صراحة نيوز:
2025-07-26@13:13:42 GMT

الإستمطار .. لجلب الخير .. والأمطار

تاريخ النشر: 25th, July 2025 GMT

الإستمطار .. لجلب الخير .. والأمطار

صراحة نيوز- بقلم / عوض ضيف الله الملاحمة

كتب الأستاذ الدكتور / محمد الفرجات ، مقالاً إعتبره هو مقالاً قاسياً ، عن الموسم المطري القادم . وانا رأيته وقرأته على أساس انه مقال تحذيري خطير ، يستوجب إستعداداً مُبكراً للتخفيف من موجة الجفاف التي نعاني منها بشكل واضح منذ سنوات .

وهنا سوف أنتقي بعض الجمل والعبارات التي أعتبرها جوهر المقال :— [[ سامحوني ، المقال قاسٍ ولن أنشره بالإعلام .

ولكن جيد ان نستعد لكل الإحتملات . ها نحن نقترب من بوابة خريف جديد ، بقلوب يملؤها الرجاء والدعاء لله تعالى ، وبصيرة يثقلها العلم والتجربة ، لنتساءل كما في كل عام : ماذا يخبيء لنا موسم الأمطار القادم ؟ وهل سنُبتلى مرة أخرى بشح مائي كالموسم الماضي ؟ من منطلق واجبنا العلمي والوطني ، ومن واقع قراءتنا المتأنية للنماذج المناخية والتغيرات الكونية ، فإن المؤشرات المتاحة حتى هذه اللحظة لا تبعث على كثير من التفاؤل .. تواصل المؤشرات الجوية رسم ملامح أقرب للجفاف منه للخصب . تشير النماذج المناخية الموسمية الحديثة الى ان عدد ايام المطر المتوقعة في العاصمة عمان قد لا يتجاوز ( ٢–٣ )أيام خلال الشتاء القادم . وهو رقم صادم اذا ما علمنا ان الموسم الماضي والذي إعتُبِر شحيحاً بحد ذاته ، لم يتجاوز ( ٩ ) تسعة أيام مطرية . أما عن التوقعات المناخية العامة ، فتقول الدراسات : التي حللت بيانات تمتد من ( ١٩٦١– ٢٠١٤ ) ، ان الأردن يتجه نحو إنخفاض تدريجي في المعدلات المطرية السنوية بنسبة قد تتراوح بين ( ١٠ — ٣٧٪؜ ) ، بحسب الموقع الجغرافي . هذه ليست تنبؤات عاطفية ، بل معطيات علمية ، قائمة على رصد طويل المدى . وما يزيد من تعقيد المشهد ، ان درجات الحرارة آخذة في الإرتفاع ، حتى في قلب الشتاء . ووفقاً لنماذج تغير المناخ العالمية ، فإن الأردن مرشح ليشهد إرتفاعاً إضافياً في درجات الحرارة يصل الى ( ٥ ) خمس درجات مئوية خلال العقود القليلة القادمة ، وهو ما يعني تبخراً أسرع لما يتساقط ، وموسماً زراعياً مضغوطاً ومضطرباً ، وربما تآكلاً للمخزون الجوفي في ظل غياب الهطول المنتظم .
الأردن في عين عاصفة مناخية عالمية ، ولكنه أيضاً في صدارة الدول المتأثرة بما يحدث بسبب موقعه الجغرافي ، وطبيعة تضاريسه ، وإفتقاره الى مصادر مائية دائمة ، كلها تجعله أكثر هشاشة في مواجهة شُح المطر . في ضوء ما سبق ، علينا ان نعيد تعريف مفاهيم الإستعداد . لم تعد السدود وحدها كافية ، ولا تقنين المياه حلاً دائماً . نحن بحاجة الى خطط وطنية مدروسة تتعامل مع كل قطرة ماء وكأنها حياة ، ومع كل سحابة وكأنها فرصة نادرة . الوطن لا يحتمل المزيد من الشح ، ولا المجازفة بمستقبله المائي ]] . إنتهى الإقتباس .

بداية لا بد لي الا ان أشكر الأستاذ الدكتور / محمد الفرجات على هذا المقال الهام جداً ، والذي يبدو انه أركن واعتمد على العلم لإستنتاج هذه المؤشرات المرعبة . لكنني أختلف معه في عدم نشره بالإعلام ، لأن هكذا تقرير خطير من الضرورة ان يطلع عليه كافة الأردنيين مسؤولين ومواطنين . على إعتبار ان رأي المواطنين ربما يعتبر أداة ضغط على الحكومة لإتخاذ التدابير الممكنة لتقليل الضرر على الأقل . خاصة واننا نعرف ان عدداً من المسؤولين يسيرون شؤون الوطن بالقطعة او على أساس يومي . والأدلة بعشرات الألوف وأهمها ، وأخطرها ما له صلة بموضوع المقال وهو توفير المياة . فالأردن يعاني من عجز في توفير كميات المياه اللازمة للشرب والزراعة والصناعة منذ عقود طويلة . لكن الوزارات السابقة كلها لم تسعَ لإيجاد حلول جدرية ، لدرجة ان الأردن اصبح أفقر دولة مائياً ، ومرّ هذا على مرأى ومسمع العشرات من وزراء المياة ، ورؤساء الوزارات ولم يبادر أحداً منهم لمواجهة هذه الكارثة المائية طيلة تلك العقود ، والحل كان واضحاً لكل ذي لُبّ ويتمثل في تحلية مياه البحر الأحمر ، حيث كانت كلفة المشروع في السبعينات لا تتجاوز ال ( ٢٠٠ ) مليون دولار . وكانت دول الخليج العربي تغدق علينا مئات الملايين دون حساب ، وكان من السهل ان تتبنى أية دولة عربية خليجية تمويل المشروع كاملاً ، هذا قبل ان يتكشف لهم الفساد المستشري في الوطن ، وقبل ان يتأكدوا من ان المساعدات لا تُنفق لتمويل المشاريع التي تنعكس إيجابياً على الشعب الأردني . ومع ذلك لا زالت دول الخليج لا تتردد في تمويل مشاريع محددة ، وتتابع الإنجاز .

وهنا أرى ان هذا التقرير الخطير يستوجب الإستعداد من قبل الحكومة والعمل على محورين :—
أولهما :— إجراء الإستعدادات اللازمة للإستمطار ، الذي يمكن ان يعوض شيئاً من شُح الإمطار الشديد . حيث لم تسقط الأمطار في الموسم الماضي الا ل ( ٩ ) أيام ، وحسب توقع التقرير فإن الموسم القادم لن يزيد عن ( ٣ ) أيام مطيرة . وقد علمنا فيما سبق ان الأردن لديه طائرة خاصة للإستمطار ، وكافة التجهيزات اللازمة والكادر المختص بذلك .
ثانيهما :— الإسراع في مشروع تحلية وسحب المياه من خليج العقبة ، والبحث في إمكانية إستغلال المياه الجوفية العميقة التي تحدث عنها كبار المختصين في الشأن المائي .

كله على الله وحده . وأملنا ورجاؤنا مُعلّق به سبحانه وتعالى . متمنياً ان لا تكون تلك التنبؤات صحيحة ، وهي بالأساس ليست أكثر من تنبؤات ، وما أكثر ما أخطأت ، وخير مثالٍ مع حصل في العام الماضي حيث كانت التنبؤات تنبيء بأمطار غزيرة وثلوج موزعة على عدد من شهور فصل الشتاء ، ولم يشأ رب العباد ، وكان موسماً مطرياً ضعيفاً وغير مسبوق .

وفي الختام ، قد يستاء الكثيرون من طرح هذا التقرير ، ويعتبرونه رجماً بالغيب ، وإن فيه تعدٍ ( لا سمح الله ) على الذات الإلهيّة . أقول وبكل وضوح وإصرار وإيمان ، حاشا لله ، ولا يأس بوجود الخالق الجواد الكريم العظيم . لكن عملاً بسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم حيث قال : ( إعقِل وتوكل ) . والإتكال المطلق على الله سبحانه وتعالى لا يتعارض مع العلم ، بل ديننا الحنيف العظيم يدعونا للأخذ بالأسباب . فعلينا ان نعقل ونأخذ بالأسباب ، ونحن في توكلٍ دائم عليه سبحانه وتعالى .

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام اخبار الاردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام

إقرأ أيضاً:

مرسيدس عجوز تعيد رجلاً كوردياً إلى الماضي

مرسيدس عجوز تعيد رجلاً كوردياً إلى الماضي

مقالات مشابهة

  • التقديم ينتهي خلال أيام.. فرص عمل للمصريين في الأردن بمرتب 35 ألف جنيه
  • العين السابق عبدالحكيم محمود الهندي يكتب : للمشككين بمواقف الأردن .. “القافلة تسير …”
  • لماذا سمي شهر صفر الخير؟.. لـ10 أسباب ينبغي أن يعرفها كثيرون
  • لماذا يعطي الله العاصي الخير ويغنيه؟.. انتبه لـ10 أسرار
  • ابناء ديوان الطفيلة بعمان : لن تزحزحنا عن مواقفنا ادعاءات وتضليل خفافيش الليل
  • مرسيدس عجوز تعيد رجلاً كوردياً إلى الماضي
  • 143 حصالة ذكية من «بيت الخير» للتبرع في دبي
  • الوحش المتفلت.. تعليق حزب الله على فرض السيادة الإسرائيلية ‏على ‏الضفة الغربية وغور الأردن
  • برلماني: الرئيس السيسي يكمل مسيرة بناء مصر التي بدأتها ثورة 23 يوليو