عائض الأحمد
في هذا العالم الذي يغمره الضجيج، أبحث دائمًا عن صمتٍ يناسبني، صمت لا يعكر صفوه شيء. لا أبحث عن تصفيق، ولا أرجو ضوءًا يُسلّط على أوراقي، فالحروف باتت المتنفس الوحيد الذي أملكه. لكن في أعماق هذا الصمت، هناك صوتٌ غير مسموع... لا أحد يعيره اهتمامًا. إنه النداء الخفي، ذاك الذي ينبثق من بين الطيّات، يصرخ بأني موجود.
كنت أظن أن أحدًا ممن حولي، من أولئك الذين يرونني كل يوم، سيتوقف ليدرك أنني لست عابرًا للحظات، ولا ظلًّا على حافة الزمن، بل روحٌ تُخبئ في أعماقها ما لا يُقال إلا بين السطور. ومع مرور الأيام، أدركت أنني كنت أفتّش في المكان الخطأ. توقعت أن كلماتهم ستكون مرآة لما أكتبه، لكنها لم تعكس إلا ومضات باهتة.
تعلمت أن لا أحد يستطيع أن يفهمك كما يفعل قلمك. وحدك من يرسم الأثر، ووحدك من يدرك ما يعنيه. ومع أنني أغوص في ذاتي، وأرسم ألمي كما أراه وأشعر به، أدرك تمامًا أن أغلبهم لا يقرأون إلا ما يلامسهم مباشرة. لا يعرفون أنني أُعبّر، لعلهم يرونني... لعلهم يدركون أنني أحتاج إلى أكثر من مجرد وجود.
ربما تمضي الأيام وتظل كلماتي بلا صدى، وتبقى تائهة بين الحروف، أضعها بين أيديهم لأنني لا أحتمل كتمانها. لعلها يومًا تجد من يقرأها بعين القلب، لا بمجرد النظر.
لها:
لا بأس إن تأخرتِ في الفهم، ولا بأس إن كنتِ لا تبصرين... لكن لا تسألي بعد كل هذا الغياب: "من أنت؟"، فالسؤال حين يأتي متأخرًا يُشبه الندم الذي لا يرمم شيئًا.
شيء من ذاته:
لا أبحث عن الاعتراف، كل ما أريده أن يُرى فعلي كما هو، دون تزييف.
نقد:
تكرار الانكسار دون لمحة تحول يُبقيه في دائرة الألم. يحتاج إلى بارقة أمل، حتى وإن كانت خافتة، لتكتمل رسالته الإنسانية.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
اكتشف الخطر الصامت الذي ينعكس في عينيك
صراحة نيوز- ارتفاع الكوليسترول في الدم يُعتبر تهديداً صامتاً لصحة القلب، إذ غالباً ما لا يرافقه أعراض واضحة، لكنه قد يؤدي إلى أمراض قلبية خطيرة أو سكتات دماغية إذا لم يُكتشف ويُعالج في الوقت المناسب.
ويشير الخبراء إلى أن بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة به، مثل الرجال والأشخاص فوق سن الخمسين. كما تلعب العادات اليومية غير الصحية دوراً رئيسياً في رفع مستويات الكوليسترول، من بينها تناول الأطعمة الدهنية، زيادة الوزن، التدخين، واستهلاك الكحول.
كما يمكن أن يكون السبب وراثياً، مثل حالة “فرط كوليسترول الدم العائلي”، التي تعوق قدرة الكبد على معالجة الكوليسترول، ما يؤدي إلى ارتفاعه في الدم.
وقد تظهر بعض العلامات المميزة على المصابين، مثل ترسبات صفراء قرب زاوية العين الداخلية المعروفة بـ”الزانثلاسما”، أو حلقة بيضاء حول قزحية العين تسمى “قوس القرنية”، إضافة إلى تورمات دهنية تعرف بـ”ورم الأوتار الأصفر” في الركبتين أو مفاصل الأصابع.
ويشدد الخبراء على أهمية الفحص الدوري لمستوى الكوليسترول، سواء لدى الطبيب أو في بعض الصيدليات، خاصة لمن تجاوزوا سن الأربعين، أو يعانون زيادة في الوزن، أو لديهم تاريخ عائلي مع أمراض القلب أو الكوليسترول المرتفع، وفق توصيات هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS).
وللحفاظ على مستويات صحية، تنصح مؤسسة القلب البريطانية (BHF) بممارسة النشاط البدني المنتظم، موضحة أن التمارين تسهم في نقل الكوليسترول الضار إلى الكبد للتخلص منه. ولا يشترط أن تكون التمارين شاقة، فأنشطة بسيطة مثل صعود الدرج، اليوغا، البيلاتس، أو المشي السريع يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً.
كما يُعد الإقلاع عن التدخين خطوة فعالة لتحسين صحة القلب ومستويات الكوليسترول، حيث تبدأ الفوائد الصحية بالظهور خلال أيام، وينخفض خطر الإصابة بأمراض القلب إلى النصف بعد عام من الإقلاع.
أما النظام الغذائي، فله دور أساسي في ضبط الكوليسترول، وينصح بتقليل تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة مثل الفطائر، النقانق، الزبدة، القشطة، الجبن الصلب، الكيك، والبسكويت، وأي منتجات تحتوي على زيت جوز الهند أو زيت النخيل.