إعلام إسرائيلي: حكومتنا مغرورة ومخادعة ولا إستراتيجية لديها بشأن غزة
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية باستياء متصاعد حالة الغموض التي تكتنف أهداف الحكومة الإسرائيلية من استمرار الحرب في قطاع غزة، وسط انتقادات حادة لغياب الرؤية الإستراتيجية وتخلي القيادة السياسية عن الجنود والمحتجزين، وتوصيفات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه بات أسيرا لمتطرفين يعادون الصهيونية ويتنصلون من المسؤولية.
وهاجمت تحليلات سياسية بارزة أداء الحكومة، مؤكدة أنها تتعامل مع الحرب بغرور وخداع وكأنها تخوض حربا بلا نهاية ولا هدف واضح، بينما تتفاقم الأوضاع الميدانية والإنسانية من دون أي أفق لحل قريب أو تفاوض حقيقي.
ورأى المحلل السياسي في قناة 13 رفيف دروكر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يفتقر للإرادة النفسية والسياسية لإنهاء الحرب، ويتعلق بوهم أن شيئا ما سيحدث فجأة ليخرجه من الأزمة، قائلا إن "الوضع يبدو وكأنه مدفوع بعقيدة مسيانية، ونتنياهو لا يتعامل مع الحرب باعتبارها خيارا تكتيكيا فقط، بل باتت بالنسبة له مسألة وجود نفسي".
ووفق تصريحات أوردها الإعلام الإسرائيلي، فإن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف اجتمع مع عائلات الجنود الأسرى، لكنه لم يقدم أي تطمينات حقيقية، ما فاقم مشاعر الإحباط لدى ذوي المحتجزين الذين صبّ بعضهم غضبهم على الحكومة الإسرائيلية وليس على حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
في هذا السياق، قال داني ميران، والد أحد الجنود الأسرى في غزة، إن اللقاء مع ويتكوف لم يثمر شيئا يُذكر، بينما اتهمت والدة أسير آخر الحكومة الإسرائيلية بالتضحية بأبنائهم من أجل بقاء نتنياهو السياسي.
إسرائيل هي عدوتناوشكك أوفير برسلافسكي، والد أسير ثالث، في نوايا الدولة قائلا: "بتّ أشعر أن دولتنا التي يفترض أن تحمينا، باتت هي عدوي، وهذا مؤلم للغاية"، مضيفا أن صدمة مقاطع الفيديو التي عُرضت لهم كانت كبيرة ومؤثرة.
وفي مداخلة على قناة 12، عبّر أحد المذيعين عن حيرته حيال غياب تصور واضح لما تريده إسرائيل من غزة، متسائلا إن كانت الخطة تتضمن إقامة مستوطنات، أم حكما عسكريا، أم تسليما للسلطة الفلسطينية، بينما رئيس الأركان يواجه هذا الضباب الإستراتيجي بلا إجابات.
إعلانأما دانا فايس، محللة الشؤون السياسية في القناة نفسها، فقد رأت أن إسرائيل تعاني من فشل إستراتيجي حقيقي، وقالت: "لا توجد أي مناقشة منذ عامين حول اليوم التالي في غزة. لا أحد يعرف من سيحكمها، ولا إلى متى. الجميع يسأل: احتللنا غزة، فماذا بعد؟".
وأضافت أن المؤسسة العسكرية تطالب الحكومة هذا الأسبوع بتحديد اتجاه واضح، مؤكدة أن الوضع الإنساني متدهور، وأن المجتمع الدولي لا يبدي استعدادا لتحمل مسؤولية سكان القطاع.
وفي لهجة حادة، اتهم الدكتور تومر برسيكو من معهد هارتمان الحكومة بأنها بلا خطة، وتتعامل بكبرياء وكذب، بينما الجيش يُستنزف والجنود يسقطون والمخطوفون يُتركون لمصيرهم، قائلا: "الحكومة في أزمة، ورئيسها في المحكمة، وقد خان شركاءه وبات رهينة لمتطرفين لا يخدمون في الجيش ويعادون الصهيونية".
وذهب غيورا آيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، إلى أن غياب التوافق داخل الحكومة حول "اليوم التالي" في غزة يجعل من أي نقاش بهذا الشأن بلا جدوى، موضحا أن نتنياهو ووزراءه من أحزاب اليمين لديهم تصورات مختلفة تماما، وهذا يعمق المأزق السياسي.
قضية حزبيةوفي تعليقه على ذلك، قال دورون هدار، مستشار طاقم المفاوضات التابع لملتقى الأسرى والمفقودين، إن "صفقة المخطوفين تحولت إلى قضية حزبية، ونتنياهو يناور فيها تحت ضغط شركائه".
أما إلياف ديكشتين، رئيس حركة "أغلبية صهيونية"، فقد اعتبر أن الحرب ضد حماس لا يمكن مقارنتها بأي حرب سابقة، ووصفها بأنها "حرب دينية ضد متطرفين"، مؤكدا أن حماس تطيل أمد القتال لتفرض شروطها مستغلة الضغوط الدولية على إسرائيل.
وأوردت وسائل الإعلام كذلك تصريحات نقلها أحد مذيعي قناة 13، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حمّل شركاء نتنياهو المتطرفين مسؤولية فشل صفقة الأسرى السابقة، مؤكدا أن الضغوط الحزبية عطلت التقدم فيها.
وقال المبعوث ويتكوف لعائلات الأسرى إن الرئيس ترامب "مهتم بأبنائكم الأحياء وغير الأحياء، كما يهتم بأي أميركي"، في محاولة لتأكيد الدعم الأميركي رغم عدم وضوح النتائج.
وتأتي هذه التصريحات في ظل حالة من التململ الشعبي والسياسي داخل إسرائيل، مع ارتفاع أعداد القتلى من الجنود، وتنامي الانتقادات الدولية لتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، في وقت لا تقدم فيه الحكومة رؤية واضحة للمستقبل أو مخرجا للحرب المستمرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات فی غزة
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: العالم يرانا متوحشين وحماس ذكية وتلقننا درسا
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية تصاعد الانتقادات الداخلية بشأن تدهور صورة إسرائيل في الخارج خلال الحرب الجارية على قطاع غزة، محذرة من أن الحملة العسكرية أفقدت تل أبيب دعمها الدولي ودفعت عواصم غربية لاعتبارها طرفا متوحشا، مقابل الإشادة بذكاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في توظيف الرواية الإعلامية لصالحها.
وكشفت قناة "12" الإسرائيلية أن مسؤولا سياسيا بارزا في الحكومة حذر في الأيام الأولى بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول من مغبة تجاهل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، قائلا إن المجاعة المحتملة ستؤدي لانهيار الدعم الدولي بالكامل وتحوّل الغضب الشعبي نحو إسرائيل.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل رفض نيجيريا الاستسلام لترامب يؤشر على تدهور علاقات واشنطن في أفريقيا؟list 2 of 2بلومبيرغ: استخبارات إسرائيل تعود للتركيز على الجواسيس بدل التكنولوجياend of listوفي نص تم الكشف عنه للإعلاميين السياسيين، شدّد المسؤول الإسرائيلي على أن استمرار الحرب مشروط بأمرين: هدف واضح، وإدخال المساعدات الإنسانية، محذّرا من أن مليوني فلسطيني سيحمّلون إسرائيل المسؤولية إن حلّ الجوع، ولن يحاربوا حماس بل سيوجهون غضبهم نحوها.
ووفق مراسل الشؤون السياسية في القناة 12 يارون أبرهام، فإن هذه الإحاطة الصحفية جرت يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مؤكدا أن التصريحات عكست قلقا مبكرا من الانعكاسات السياسية والدبلوماسية لاستمرار الحصار والتجويع دون إستراتيجية واضحة.
وانتقدت مراسلة الشؤون السياسية في موقع "تايمز أوف إسرائيل" تال شنايدر ما وصفته بغياب القيادة الإعلامية الإسرائيلية، معتبرة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتصرف كما لو كان "سيد الرواية"، بينما الحقيقة أنه فشل في إدارة الرواية الرسمية للدولة أمام المجتمع الدولي.
تآكل الدعموفي السياق ذاته، قال الخبير في الشؤون الأميركية على قناة "i24" عميت ليفنتال إن الوقت لا يعمل لصالح إسرائيل، مشيرا إلى تآكل الدعم لها حتى داخل الولايات المتحدة، بما في ذلك أوساط كانت مؤيدة للرئيس دونالد ترامب، الذي يدرك تراجع التأييد الشعبي لحرب غزة.
إعلانأما المستشارة الإستراتيجية والمحللة السياسية أيليت فريش، فكشفت عن حظر غير معلن على صادرات الصناعات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن مصانع محلية تعجز عن تصدير مركبات أو تصنيع مكوّناتها، وسط تقارير عن توقف تصدير السلاح أيضا، معتبرة أن ذلك نتيجة حرب استنزاف بلا هدف.
وأكدت فريش أن الصورة التي تنقلها وسائل الإعلام العالمية عن غزة تُظهر مجاعة وأطفالا يعانون وسط دمار شامل، معتبرة أن ذلك دفع الرأي العام في أوروبا وأستراليا وكندا والولايات المتحدة إلى التساؤل عن جدوى الحرب ومآلاتها، وهو ما يُلحق ضررا كبيرا بصورة إسرائيل.
وانضم مقدم البرامج السياسية في قناة 12 حاييم إتغر إلى قائمة المنتقدين، قائلا إن إسرائيل أصبحت "أضحوكة العالم" بسبب تدهور الدبلوماسية الخارجية وسوء الأداء السياسي، مشبّها ما يجري في إسرائيل بالسيرك، في حين تبدو حماس "كأنها تدرّسنا في العلاقات العامة".
وقال إتغر إن حركة حماس أثبتت براعة فائقة في التأثير الإعلامي وتوجيه السردية، بينما تتخبط إسرائيل في عجز تواصلي جعلها تبدو كما لو كانت في بداية الطريق، وحماس في موقع المتفوّق بدرجة الدكتوراه، على حد وصفه.
أخطاء إسرائيلواعتبر المتحدث السابق باسم الشرطة الإسرائيلية إيلي ليفي أن المشكلة لا تكمن فيما تفعله حماس، بل فيما ترتكبه إسرائيل من أخطاء، مؤكدا أن كل الأخطاء الممكنة وقعت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول ولا تزال تتكرر حتى اليوم، دون مراجعة أو تصحيح.
وفي تعليق من داخل الأستوديو على التصعيد، أشارت إحدى المتحدثات إلى أن الصورة المتشكّلة عالميا أصبحت تصور إسرائيل كقوة متوحشة، وأن الخطاب الدولي بات يقول على العالم أن "ينقذ الفلسطينيين من الإسرائيليين المتوحشين".
ورأى رئيس شعبة الاستخبارات والساحة الدولية السابق في جهاز الموساد حاييم تومر أن أوروبا الغربية على وجه الخصوص لن تقبل استمرار مشاهد قصف المدنيين وتجويع الأطفال في غزة، محذرا من عزلة إسرائيل في أهم أسواقها إن واصلت الحرب على هذا النحو.
وأضاف تومر أن التساؤل الجوهري المطروح اليوم هو: هل يستحق "الانتصار المطلق" -الذي لا نعرف ما هو تحديدا- هذا الثمن الباهظ من العزلة الدولية، لا سيما في ظل شكوك متزايدة حول جدوى استمرار العملية العسكرية وأهدافها الحقيقية