إنفاق شركات التكنولوجيا الـ4 الكبار على الذكاء الاصطناعي تخطى 155 مليار دولار هذا العام
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
وصل إنفاق شركات التكنولوجيا العملاقة على تقنيات الذكاء الاصطناعي حتى اليوم إلى 155 مليار دولار خلال عام 2025، مع توقعات بتزايد الإنفاق بشكل مطرد حتى نهاية العام وصولا إلى مضاعفته العام المقبل، وفق تقرير نشرته غارديان.
ويتخطى هذا الإنفاق ما أنفقته الولايات المتحدة هذا العام على التعليم والتدريب والخدمات الاجتماعية مجتمعة، مما يعكس اهتمام هذه الشركات بتقنيات الذكاء الاصطناعي ومساعيها للتوسع فيه بشكل كبير خلال الأعوام القادمة.
ويتزامن تقرير غارديان مع كشف الشركات التقنية عن تقاريرها المالية للربع المالي السابق هذا العام، إذ ضمت هذه التقارير النفقات الرأسمالية لكل شركة حتى تاريخه.
ووصل إنفاق "ميتا" هذا العام إلى 30.7 مليار دولار مقارنة مع 15.2 مليارا في العام الماضي، إذ أنفقت الشركة 17 مليار دولار فقط في الربع المالي الماضي، ويعود هذا الإنفاق إلى موجة التوظيف الواسعة في الشركة حسب التقرير.
وأما "ألفابت" المالكة لـ "غوغل" فقد أنفقت ما يقرب من 40 مليار دولار خلال الربعين الأول والثاني من هذا العام، و"أمازون" أنفقت ما يصل إلى 55.7 مليارا في الفترة ذاتها، ووصل إنفاق "مايكروسوفت" إلى 30 مليارا بحسب تصريحات إيمي هود المديرة المالية لشركة مايكروسوفت.
وتخطط الشركات لتوسيع إنفاقها في العام المالي المقبل، إذ تسعى "مايكروسوفت" لإنفاق 100 مليار دولار على الذكاء الاصطناعي في العام المقبل فقط، حسب تصريحات ساتيا ناديلا المدير التنفيذي للشركة، وتنوي "ميتا" إنفاق 72 مليارا بحد أقصى، و"ألفابت" تنوي إنفاق 85 مليارا، و"أمازون" تنوي إنفاق ما يصل إلى 100 مليار، ليصل إجمالي إنفاق الشركات الأربع الكبرى إلى 400 مليار دولار خلال العام القادم حسب التقرير.
إعلانويشير التقرير إلى أن إنفاق الشركات مجتمعة يتخطى ما ينفقه الاتحاد الأوروبي على الدفاع، ورغم هذا فإن المستثمرين غير راضين عن هذا الاستثمار ويرونه قليلا.
كما وضحت "آبل" نيتها الاستثمار في الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر من السابق مع رفع إنفاقها السنوي على التقنية أسوة ببقية الشركات، ولكن لم ينشر التقرير قيمة استثمارات الشركة في القطاع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الذکاء الاصطناعی ملیار دولار هذا العام
إقرأ أيضاً:
تحول استراتيجي في سبوتيفاي.. دانيال إيك يترك الإدارة ويركز على بناء شركات التكنولوجيا العملاقة
أعلن دانيال إيك، مؤسس ورئيس شركة سبوتيفاي، عن تغييرات جذرية في هيكل القيادة، تدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير المقبل. فابتداءً من العام الجديد، سيتولى كلٌ من غوستاف سودرستروم، الرئيس المشارك ورئيس قسم المنتجات والتكنولوجيا، وأليكس نورستروم، الرئيس المشارك ورئيس قسم الأعمال، منصب الرئيسين التنفيذيين المشاركين للشركة، بينما سيحتفظ إيك بدوره كرئيس تنفيذي عام يركز على الرؤية المستقبلية طويلة المدى.
وأوضح إيك في بيان رسمي أن هذه الخطوة ليست مفاجئة، بل تأتي تتويجًا لعملية نقل تدريجية للمسؤوليات جرت خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن غوستاف وأليكس لعبا دورًا محوريًا في نمو سبوتيفاي منذ بداياتها. وأضاف: "لقد أسهما في رسم ملامح الشركة منذ تأسيسها، وهما الآن على أتم الاستعداد لقيادة المرحلة التالية من تطورنا. هذا التغيير يعكس ببساطة أسلوب عملنا الحالي، حيث أصبحت الإدارة اليومية والاستراتيجية التنفيذية بين أيدٍ أثبتت كفاءتها."
وأوضح إيك أن دوره كرئيس تنفيذي سيكون أكثر تركيزًا على المسار الاستراتيجي الطويل للشركة، وعلى إبقاء التواصل الوثيق بين مجلس الإدارة والرئيسين التنفيذيين المشاركين. وبحسب ما ورد في رسالة داخلية وجهها إلى موظفي سبوتيفاي، فإن إيك يطمح أيضًا إلى المساهمة في إنشاء المزيد من “الشركات العملاقة” التي تعتمد على التكنولوجيا لحل التحديات الكبرى التي يواجهها العالم اليوم.
ويأتي هذا التحول الإداري بينما يواصل دانيال إيك توسيع اهتماماته خارج قطاع الموسيقى، إذ قاد هذا الصيف جولة استثمارية ضخمة بقيمة 700 مليون دولار في شركة التكنولوجيا الدفاعية الأوروبية “هيلسينج”. وتعمل الشركة على تطوير برمجيات ذكاء اصطناعي متقدمة لتحليل بيانات الأسلحة وأجهزة الاستشعار في ساحات القتال، مما يساعد في اتخاذ قرارات عسكرية أسرع وأكثر دقة. كما بدأت “هيلسينج” مؤخرًا في تصنيع طائرات بدون طيار لأغراض عسكرية، وهو ما أثار جدلاً واسعًا وأدى إلى انتقادات من بعض الفنانين داخل منصة سبوتيفاي.
وقد أعرب عدد من الموسيقيين المستقلين عن رفضهم لاستثمار إيك في هذا المجال، فيما ذهبت فرقة “ماسيف أتاك” إلى حد سحب كتالوجها الموسيقي بالكامل من سبوتيفاي احتجاجًا على الخطوة، معتبرة أن الاستثمار في تقنيات حربية يتناقض مع قيم الإبداع والسلام التي يفترض أن تدعمها المنصة الموسيقية.
رغم الجدل، يبقى دانيال إيك أحد أبرز رواد التكنولوجيا في أوروبا. فقد أسس سبوتيفاي عام 2006 بالتعاون مع مارتن لورينتزون، لتتحول خلال أقل من عقدين إلى أكبر منصة لبث الموسيقى في العالم، تضم اليوم نحو 700 مليون مستخدم نشط شهريًا، بينهم أكثر من 240 مليون مشترك مدفوع.
وقد شهد عام 2024 تحولات كبيرة داخل سبوتيفاي، إذ أطلقت الشركة أخيرًا خدمة البث الصوتي عالي الدقة (Lossless Audio) التي طال انتظارها، ما يعزز من مكانتها أمام المنافسين مثل آبل ميوزيك وتايدل. كما واجهت المنصة تحديات جديدة مع الانتشار السريع للأغاني المنتجة بالذكاء الاصطناعي، وهو ملف تحاول الشركة التعامل معه بحذر.
وفي وقت سابق من هذا العام، عدّلت سبوتيفاي سياساتها الداخلية لمعالجة الاستخدامات المضللة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، خصوصًا تلك التي تُنتج محتوى زائفًا أو منسوخًا. ومع ذلك، لا تزال الشركة تسمح بنشر الأغاني والألبومات التي تم إنشاؤها بالكامل عبر الذكاء الاصطناعي، ما يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول مستقبل الإبداع الموسيقي في عصر الخوارزميات.
يرى محللون أن هذا التغيير في القيادة يمثل نقطة تحول في مسيرة سبوتيفاي، إذ سيتفرغ إيك لتوسيع نفوذه الاستثماري وبناء شركات تكنولوجية ناشئة، بينما يتولى فريق الإدارة الجديد مهمة الحفاظ على النمو والابتكار داخل المنصة. ومع تصاعد المنافسة في سوق بث الموسيقى العالمي، يبدو أن سبوتيفاي تستعد لدخول مرحلة جديدة من التحول الرقمي بقيادة جماعية تسعى إلى موازنة الإبداع الموسيقي مع قوة الذكاء الاصطناعي.