القنابل الضوئية.. تكتيك حربي للإرباك والتمويه الليلي
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
القنابل الضوئية، أو قنابل الإنارة، وسيلة دفاعية تستخدمها الجيوش لإضاءة المناطق المظلمة أثناء العمليات العسكرية، وذلك للاستطلاع ومساعدة القوات على رؤية الأهداف وتحديدها بشكل واضح، إذ تولد هذه القنابل وميضا عاليا مما جعلها جزءا أساسيا لا غنى عنه أثناء الحروب والعمليات العسكرية الخاطفة.
وقد استخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي في جميع عملياته العسكرية في الأراضي الفلسطينية، لا سيما أثناء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة التي انطلقت في أكتوبر/تشرين الأول 2023، كما استخدمها في عملياته في جنوب لبنان وسوريا.
ظهرت فكرة القنابل المضيئة في القرن الـ13، حين بدأت الصين في استخدامها أثناء عملياتها العسكرية، وقد طورها جناح "مكافحة الإرهاب" التابع للقوات الجوية الخاصة بالجيش البريطاني في أواخر سبعينيات القرن الـ20.
استعملتها القوات البريطانية على نطاق واسع أثناء الحرب العالمية الثانية (1938-1945)، وأسقطتها بالطائرات الحربية، في حين أنتجت الولايات المتحدة قنبلة "إم 46 فوتو فلاش" المضيئة وطورتها لتنفذ مهام الاستطلاع الليلي على الارتفاعات المنخفضة.
وقد بدت القنبلة الأميركية أشبه بقنبلة خفيفة تقليدية، إذ تحتوي في مقدمتها على فتيل " إم 111 إيه 2″، كما زُودت بشريطي تعليق وذيل على شكل صندوق بلوحة سحب مربعة مسؤولة عن إشعال فتيل التوقيت الميكانيكي. وتصل شدة الوميض القصوى إلى نحو 500 مليون شمعة.
ونظرا لشدة الوميض تؤثر القنابل الضوئية سلبا على الرؤية عند النظر إليها، لذا يتطلب التعامل معها حذرا وإجراءات احترازية كبيرة، نظرا لحساسية شحنتها للاحتكاك والصدمات ودرجة الحرارة.
وقد شهدت هذه القنابل نسخا متقدمة ومعدلة، فاستخدمتها معظم جيوش العالم وأصبحت وسيلة لا غنى عنها أثناء الحروب والعمليات العسكرية الخاصة.
مهمتها في المعاركتتمثل المهمة الأساسية للقنابل الضوئية في توليد إضاءة عالية للغاية في الجو لتوفير رؤية أفضل للقوات في المناطق التي تتمركز فيها.
ويُنتج إطلاق هذه القنابل ضوءا شديدا في الجو مدة ثوان أو دقائق محدودة، وذلك بهدف:
التصويب الدقيق تجاه الأهداف. مساعدة الجيش على رؤية ميدان المعركة بوضوح. تحديد التحركات العسكرية على الأرض. التعرف على تحركات الخصوم وكشفها في فترة الليل. شل حركة الطرف المستهدف وإرباكه وإفقاده الرؤية. مساعدة الطائرات على التقاط صور جوية ليلية دون الحاجة للتحليق على ارتفاعات منخفضة.تُطلق الجيوش القنابل الضوئية عبر مدافع الهاون أو الطائرات المسيرة، كما يُمكن إطلاقها من قاذفات الصواريخ.
إعلانويجري تعليق هذه القنابل بواسطة زعانف أو مظلة صغيرة للتحكم في نزولها في المناطق المستهدفة، مما يضمن بقاءها في الهواء فترة كافية، ويوفر للقوات ضوءا إضافيا وإرسالا للإشارات بشكل فعال ودقيق.
وتحتوي هذه القنابل على فتيل للاشتعال، وهو مصنوع من عنصر المغنيسيوم الكيميائي، مما يُساعد في نشر ضوء كثيف عند احتراقه.
أنواعهايوجد العديد من أنواع القنابل الضوئية التي تستخدمها الجيوش في المعارك، ومنها:
قنابل الإضاءة البيضاء: توفر ضوءا ساطعا ذا لون أبيض، وهي قادرة على توفير رؤية واضحة للقوات. قنابل الإضاءة ذات الأشعة تحت الحمراء: تُستخدم في العمليات العسكرية الخاصة التي تتطلب رؤية غير مرئية بالعين المجردة، إذ توفر إضاءة لا تُرى إلا بأجهزة الرؤية الليلية. قنابل الدخان المضيئة: تُطلق دخانا إلى جانب الضوء الأبيض، بهدف توفير تغطية بصرية للقوات وإرباك الخصم والتشويش عليه. قنابل إسرائيل الضوئيةاعتمد جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل واسع على القنابل الضوئية، خاصة أثناء عملياته في قطاع غزة، وجنوب لبنان، إضافة إلى استخدامها في الجولان المحتل ومحافظة السويداء، وذلك أثناء تدخله في الاشتباكات التي وقعت في جنوب سوريا في يوليو/تموز 2025.
وكثف الاحتلال الإسرائيلي استخدام هذه القنابل بشكل يومي أثناء حرب الإبادة التي شنها على قطاع غزة، وذلك لتحديد المواقع المستهدفة قُبيل قصفها بالصواريخ والقذائف المدفعية.
وعمد الاحتلال لاستخدام هذه القنابل بشكل دائم بغزة بسبب الانقطاع الكامل للكهرباء عنها منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ووظف الاحتلال هذه القنابل في المناطق التي تشهد عمليات برية، وذلك خوفا من كمائن المقاومة الفلسطينية، التي تُشكل رعبا لقواته.
وفي بعض العمليات الخاصة التي نفذها جيش الاحتلال في قطاع غزة، استخدم هذه القنابل لا سيما أثناء انسحاب أفراد القوات الخاصة من الأماكن المستهدفة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات القنابل الضوئیة هذه القنابل فی المناطق قطاع غزة التی ت
إقرأ أيضاً:
عبد العاطي يستعرض رؤية القاهرة للتحديات الإقليمية خلال جلسة حوارية بواشنطن | صور
شارك د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، اليوم الخميس في جلسة حوارية مع قيادات من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) في واشنطن بحضور خبراء ومتخصصين من مختلف مراكز الفكر الامريكية، تحت عنوان: "مفترق استراتيجي: استجابة مصر للتحديات الإقليمية المتصاعدة."
وشهدت الجلسة تبادلًا للآراء والتقديرات حول الشراكة الاستراتيجية المصرية–الأمريكية، والتطورات في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك مستجدات الأوضاع في غزة، والسودان، وليبيا، وسوريا، إضافة إلى التحديات في البحر الأحمر والأمن المائي.
واستعرض الوزير عبد العاطى محددات الموقف المصرى من الأزمات الإقليمية وتداعياتها على أمن واستقرار المنطقة.