في تجربة غير مسبوقة استخدم فيها العلماء نظارات الواقع الافتراضي، توصل باحثون إلى أن رؤيتنا لوجوه تحمل علامات العدوى كفيلة بتنشيط جهاز المناعة لدينا. ويشير الباحثون إلى أن النظام السلوكي البشري المصمم لتفادي الأمراض يبدو “حساسًا للغاية” لأي إشارات بصرية تدل على المرض.

الدراسة، المنشورة في مجلة Nature Neuroscience، شارك فيها 248 شخصًا سليمًا خضعوا لخمس تجارب باستخدام نظارات الواقع الافتراضي، ضمّت كل تجربة منها ما لا يقل عن 32 مشاركًا.

في المرحلة الأولى، شاهد المشاركون ثلاثة وجوه محايدة من نفس جنسهم تقترب منهم مرارًا. ثم قُسموا إلى مجموعات، ليشاهدوا لاحقًا نفس الوجوه لكن مع تعبيرات مختلفة: إما محايدة، أو تحمل علامات عدوى فيروسية مثل الطفح الجلدي، وفي بعض الحالات، وجوه خائفة.
الاستجابات العصبية

في إحدى تجارب هذه السلسلة، طُلب من المشاركين الضغط على زر بأسرع ما يمكن بعد الشعور بلمسة خفيفة على وجوههم أثناء عرض الوجوه الافتراضية. المدهش أن المشاركين كانوا أسرع في الضغط عندما كانت الوجوه المعرَضة تظهر من مسافة بعيدة وتحمل علامات مرض، مقارنةً بالوجوه المحايدة أو الخائفة.

هذه الاستجابة السريعة ترافقت مع تسجيل نشاط دماغي عبر تخطيط الدماغ الكهربائي (EEG)، أظهر تفعيل النظام العصبي الذي يمثّل الفضاء المحيط بالجسم، بشكل يختلف عند رؤية وجوه مريضة حتى من مسافات بعيدة. هذا الاختلاف تمركز في مناطق دماغية معروفة بدورها في رصد التهديدات وتصنيف المحفزات.

وقدّم التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) بدوره دعمًا لهذه النتائج، إذ كشفت الصور عن تزايد في الترابط بين شبكة اكتشاف التهديدات و”الوطاء” (hypothalamus)، وهو جزء من الدماغ مسؤول عن تنظيم وظائف الجسم الحيوية.

البروفيسورة كاميلا جاندوس من جامعة جنيف، وهي إحدى المشاركات في إعداد الدراسة، قالت إن الباحثين رصدوا تفعيلًا لنوع خاص من الخلايا المناعية يُعرف بالخلايا اللمفاوية الفطرية (ILCs)، والتي تُعد من أوائل الخلايا التي تتحرك ضمن الاستجابة المناعية. اللافت أن هذا التفعيل تم دون وجود مسببات أمراض حقيقية، وإنما فقط استجابة لمشاهد افتراضية.

وأضاف الفريق أن النمط ذاته من التفعيل ظهر أيضًا لدى أشخاص تلقوا لقاح الإنفلونزا، ما يعزز فكرة أن بعض الاستجابات المناعية يمكن تحفيزها بصريًا أو سلوكيًا من دون تماس حقيقي مع مصدر العدوى.

من جهتها، علّقت الدكتورة إيستر دييكهوف من جامعة هامبورغ، والتي لم تشارك في البحث، أن نتائج الدراسة تنسجم مع أبحاث سابقة أظهرت أن أجسامنا تتهيأ للتهديدات الصحية حتى قبل أن يباشر جهاز المناعة تفاعله المباشر مع الجراثيم.

في المقابل، أبدى البروفيسور بينيديكت سيدون من جامعة كوليدج لندن بعض التحفظ، مشيرًا إلى أن الدراسة تثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الاستجابة السريعة تُترجم فعليًا إلى دفاع مناعي أكثر فعالية. وأضاف: “عند الإصابة بعدوى مثل فيروس سارس-كوف، يحتاج الجهاز المناعي ليوم أو يومين قبل التفاعل الحقيقي، ما يعني أن الاستجابة البصرية المبكرة قد لا تكون كافية وحدها لمنع المرض”.

يورو نيوز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

محرز: “هذا سيكون آخر مونديال لي… أنا لست رونالدو”

أعرب قائد المنتخب الوطني الجزائري، رياض محرز، عن سعادته الكبيرة بالفوز الذي حققه “الخضر” أمام الصومال بنتيجة (3-0).

في لقاء شهد تألقًا لافتًا لنجم الأهلي السعودي بتقديم تمريرتين حاسمتين، ساهم بهما في تأكيد تأهل الجزائر إلى نهائيات كأس العالم 2026.

وقال محرز في تصريح عقب نهاية المباراة: “الحمد لله على هذا الفوز المهم، قدمنا أداءً جيدًا وسيطرنا على مجريات اللقاء من البداية إلى النهاية. سعيد جدًا بمساعدتي للفريق بتمريرتين حاسمتين، والأهم أننا حققنا هدفنا وتأهلنا رسميًا إلى المونديال”.

وأضاف نجم الأهلي السعودي: “كل المجموعة كانت مركّزة على إنهاء التصفيات بقوة، وهذا ما تحقق. أشكر زملائي على المجهود الكبير، والمدرب على ثقته، وجمهورنا الذي كان دائمًا وراءنا في كل خطوة”.

وختم محرز حديثه بنبرة مؤثرة قائلاً: “هذه المشاركة في كأس العالم ستكون خاصة بالنسبة لي. وسأبذل كل ما بوسعي لتمثيل الجزائر بأفضل صورة ممكنة. فخور جدًا ببلدي وبما أنجزناه جميعًا”.

قائد المنتخب الوطني الجزائري رياض محرز كتب اسمه بأحرف من ذهب في سجلات كرة القدم الجزائرية والعالمية. بعدما أصبح رابع أكثر اللاعبين النشطين صناعةً للأهداف دوليًا. برصيد 44 تمريرة حاسمة في 106 مباريات مع المنتخب الوطني.

ويأتي محرز خلف ثلاثة أسماء كبيرة في عالم المستديرة: نيمار جونيور (59 تمريرة حاسمة) ليونيل ميسي (58 تمريرة) كيفن دي بروين (53 تمريرة).

إنجاز يؤكد المكانة الرفيعة التي يحتلها نجم “الخضر” بين نخبة لاعبي العالم، بفضل موهبته الفذة وذكائه داخل المستطيل الأخضر.

مقالات مشابهة

  • أم تكتشف مفاجأة صادمة في حديثه مع “روبوت”
  • وزير الإسكان الفلسطيني: خطة إعادة إعمار غزة تستجيب لحجم الدمار غير المسبوق
  • فتح باب القبول ببرنامج ماجستير إدارة الأعمال (MBA) بجامعة بدر
  • من أبو صفية إلى صاحب الظل الطويل.. وجوه أيقونية هزمت الإبادة بغزة (شاهد)
  • جامعة أكسفورد تحافظ على صدارتها العالمية للعام العاشر في تصنيف “تايمز”
  • “وباء صامت”.. النفايات الإلكترونية تهدد صحة الأطفال بأمراض خطيرة
  • محرز: “هذا سيكون آخر مونديال لي… أنا لست رونالدو”
  • “اغاثي الملك سلمان” يدشّن مشروع الاستجابة العاجلة لمكافحة الكوليرا في اليمن
  • شايب يستقبل 11 جزائرياً من المشاركين في “أسطول الصمود” بمطار العاصمة
  • وقفة طلابية في جامعة البيضاء إحياءً لذكرى السنوية الثانية لمعركة “طوفان الاقصى”