ملتقى العمل 2025 بصلالة يناقش مستقبل سوق العمل العماني
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
صلالة - أسمهان بنت سالم البراكة / تصوير - حامد الكثيري
نظمت وزارة العمل اليوم "ملتقى العمل 2025" بمشاركة أكثر من 1000 من الخبراء والمختصين الدوليين والمحليين، وكبار المسؤولين الحكوميين، وقادة الأعمال والمستثمرين من داخل السلطنة وخارجها وذلك بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفية بصلالة وتستمر فعاليات الملتقى حتى 14 من أغسطس الجاري.
رعى الملتقى معالي الأستاذ الدكتور محاد باعوين وزير العمل ويأتي الملتقى كمنصة وطنية للحوار البنّاء حول مستقبل العمل في سلطنة عمان.
جاء تنظيم الملتقى ضمن جهود وزارة العمل لمواجهة التحديات الراهنة في سوق العمل العُماني واستكشاف الفرص المستقبلية بما ينسجم مع "رؤية عُمان 2040م" وذلك من خلال تعزيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص، والمؤسسات الأكاديمية، والمنظمات الإقليمية والدولية بهدف توحيد الجهود وتكامل الرؤى نحو تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ومستدامة.
يهدف الملتقى إلى تحفيز الابتكار والتنمية المهنية من خلال استعراض أحدث التقنيات والابتكارات في سوق العمل لزيادة الإنتاجية وفتح آفاق جديدة، كما يعمل على تعزيز الحوار الاجتماعي والتواصل المهني لبناء بيئة عمل لائقة وتحسين
السياسات العمالية والتنظيمية بما يتماشى مع المتغيرات الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية بالإضافة إلى تعزيز التعاون الدولي والإقليمي عبر تبادل الخبرات والمعارف مع الشركاء الدوليين والإقليميين.
وقال ناصر بن سالم الحضرمي مدير عام العمل بمحافظة ظفار: إننا نشهد اليوم تقدمًا مبهرًا في أسواق العمل حول العالم وقد بات واضحًا أن التحديات المتجددة، كالفجوات المهارية، تتطلب منا تضافر الجهود الدولية لا العمل بمعزل عن الآخرين، لذا فإن سلطنة عُمان، وبإدراكها الكامل لديناميكية المشهد العالمي، تولي أهمية قصوى لمواكبة هذه التوجهات لخدمة أجندة العمل ومستقبله.
وأضاف إن إصدار قانون العمل الجديد وقانون الحماية الاجتماعية ينسجمان تمامًا مع التحديات الراهنة ويتوافقان مع معايير العمل الدولية وقد تم اتخاذ خطوات متقدمة نحو المستقبل، واضعين رؤى واستراتيجيات اقتصادية وتعليمية وتدريبية وتشغيلية متكاملة، ومصدرين تشريعات حديثة لتنظيم أنماط العمل الجديدة.
من جانبه أشار سعادة محمد بن حسن العبيدلي، مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية في كلمته إلى أن التحولات الاقتصادية وآثارها المتسارعة على أسواق العمل باتت تشكل تحدياً بحاجة إلى تضافر كافة الجهود من أجل مواجهتها وتعزيز قدرة القوى العاملة وأسواق العمل وكذلك القدرات المؤسسية الرسمية على التكيف والصمود.
وأكد العبيدلي أن المتغيرات الكبيرة في مجال التقنية والذكاء الاصطناعي والتحول نحو صناعات وخدمات تُراعي البُعد البيئي وتقلل نسبة الانبعاثات الكربونية، وكل ذلك يُعيد تشكيل ملامح العمل كما نعرفه وتفرض علينا - حكومات، وشركاء اجتماعيين، ومؤسسات - مسؤولية إعادة التفكير في سياسات التشغيل، وبناء نماذج جديدة للتدريب، والمهارات، والحماية الاجتماعية، تتسم بالاستباقية والعدالة والمرونة.
وأوضح سعادة السيد أزار بيراموف، مدير عام مركز العمل التابع لمنظمة التعاون الإسلامي "إن رسالة مركز العمل لمنظمة التعاون الإسلامي هي بناء الجسور بين الحكومات والعمال وأصحاب العمل، وبناء جسور بين السياسات الوطنية والتضامن الإقليمي، والتي من شأنها أن تأخذنا نحو العمل اللائق للجميع، ومن خلال وضع هذه الرسالة في صميم استراتيجياتنا، أطلقنا أنشطة بناء قدرات مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات كل دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، سيتم تنفيذ إحدى هذه المبادرات، وهي دورة تدريبية حول القيادة الفعالة للسلامة والصحة المهنية، مباشرة بعد هذا الملتقى لأصحاب المصلحة الرئيسيين في عُمان".
يشارك في الملتقى عدد من الجهات المحلية أبرزها غرفة تجارة وصناعة سلطنة عمان، والاتحاد العام لعمال سلطنة عمان، والمؤسسات التعليمية، والهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، كما يشارك فيه عدد من الشركاء الدوليين مثل منظمة العمل العربية، والمنظمة العربية للتنمية الإدارية، والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل ومجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ويُعد الملتقى تجسيدًا لحرص سلطنة عُمان على تمكين رأس المال البشري، وتعزيز ريادة الأعمال، ودعم الاقتصاد الوطني من خلال تطوير بيئة عمل تنافسية ومستدامة تتماشى مع طموحات المرحلة القادمة.
يتضمن الملتقى معرضا للمشاريع الطلابية من الكليات المهنية ولقاء معالي الأستاذ الدكتور وزير العمل مع أصحاب الأعمال ومنتدى مستقبل عالم العمل بالإضافة إلى عرض ومناقشة 33 ورقة عمل تتناول أبرز التحديات والفرص في سوق العمل واستعراض التجارب والممارسات الرائدة محليًا وإقليميًا ودوليًا ومؤتمر التحول الحكومي والقيادة المستدامة، ختاما ببرنامج تدريب المدربين حول القيادة الفعالة في الصحة والسلامة المهنية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: سوق العمل من خلال سلطنة ع
إقرأ أيضاً:
«العودة إلى الجذور».. ختام ملتقى لوجوس الخامس لشباب الكنيسة القبطية من 44 دولة |صور
شهد قداسة البابا تواضروس الثاني مساء أمس، حفل ختام ملتقى لوجوس الخامس لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من حول العالم الذي استمر لمدة أسبوع في مركز لوجوس بالمقر البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، بمشاركة ٢٥٠ من الشباب من إيبارشيات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من ٤٤ دولة من قارات العالم الست إلى جانب فريق خدام الملتقى.
حضر الحفل الختامي عدد من الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة، والشخصيات العامة.
تضمّن الحفل الختامي فيلمًا تسجيليًّا عن فعاليات الملتقى الخامس، ثم قرأ شباب الملتقى بقيادة القمص يونان سمير قائد الملتقى "التعهد" الذي حوى إعلانهم الالتزام بكل القيم التي تعلموها خلال الملتقى، وبالحفاظ على إيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأن يحيوا به، وأن يكونوا سفراء للكنيسة في بلادهم بالسلوك والكلام.
ثم سلم قداسة البابا شهادات تذكارية للشباب المشاركين في الملتقى، وسط حالة من التأثر بنهاية فترة الملتقى والفرحة بالأجواء التي عاشوها فيه.
العودة إلى الجذوروتحدث ثلاثة من شباب الملتقى من أستراليا وإندونيسيا والولايات المتحدة الأمريكية عن مشاعرهم وخبراتهم الخاصة بالملتقى، وجاءت كلماتهم صادقة معبرة، مبشرة بقوة رسالة الملتقى، وتأثيرها في نفوسهم، وتأثرهم الواضح بالغنى والحياة والعراقة الكامنين في كنيستهم القبطية الأرثوذكسية، والتي تلامسوا معها خلال الملتقى، وإدراكهم لقيمة المذبح والقداس وبقية الأسرار، وروح الأبوة التي لمسوها عن قرب من قداسة البابا، كما عبر عن هذه المعاني أيضًا العديد من شباب الملتقى في لقاءات أجريت معهم وعرضت ضمن فقرات الحفل.
وتتخذ ملتقيات لوجوس للشباب حول العالم، "العودة إلى الجذور" "back to the roots" شعارًا دائمًا لها، بينما يحمل الملتقى الخامس لهذا العام عنوان "connected" أي "متصلون" بغية التأكيد على أن كنيستنا القبطية الأرثوذكسية تعيش بتواصل آبائها وأبنائها ونقل الإيمان المستقيم من جيل إلى جيل. يأتي هذا بمناسبة احتفال الكنيسة بمرور ١٧ قرنًا على انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول، كما يحمل العنوان "متصلون" معنى أننا متصلون ببعضنا البعض وبمجتمعاتنا وبكافة آليات العصر، بكل انفتاح مستندين على جذور إيماننا، تطبيقًا لدعوة السيد المسيح "أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ... أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ" (مت ٥: ١٣ و ١٤).
وفي كلمته التي ألقاها في ختام الحفل، عبر قداسة البابا عن سعادته الكبيرة بالملتقى، منوهًا إلى أن الخبرات التي اكتسبها الشباب خلال أيام الملتقى، تعد كنزًا من الضروري أن يستثمروه في حياتهم.
ولفت إلى أن الملتقى أضاف لهم ثلاث أمور، هي:
١- نموذج متميز للخدمة: عايشوه وتمتعوا به ويمكن أن يستفيدوا به مستقبلاً، حيث أنه تم الإعداد والترتيب له منذ شهور.
٢- تذوقوا جمال الكنيسة: فالكنيسة:
بيت: نعيش فيه
أم: تحتضننا وتعلمنا
ميناء خلاص: ملجأ وحماية
وشكر قداسته كل من دعم الملتقى سواء بفكر أو بخدمة أو بمال أو ترتيبات.
مطالبًا الشباب بعد عودتهم إلى بلادهم أن يحكوا تفاصيل ما رأوه وسمعوه وعايشوه في الملتقى لكل من يقابلوهم في البيت وفي الكنيسة وفي كافة الدوائر التي يتواجدون فيها.
واختتم الحفل ولكن تفاعل الشباب مع أجوائه لم ينتهي، حيث التفوا حول قداسة البابا معبرين عن مشاعر المحبة والامتنان، وانتشر الآباء الأساقفة والكهنة وسطهم وحرص الشباب على التقاط الصور معهم وصدرت عنهم تعليقات تكشف عن مشاعر الفرحة والتقدير للكنيسة الأم القبطية الأرثوذكسية.