إل باييس: صناديق الموت من السماء مساعدات لغزة تجمّل الجريمة
تاريخ النشر: 4th, August 2025 GMT
قال الكاتب أندريس أورتيز إن إستراتيجية الإسقاط الجوي للمساعدات في قطاع غزة تواجه انتقادات حادة، وتُعد هشة وعديمة الجدوى من منظور إنساني، فضلا عن أنها تجمّل وجه الفظاعات التي تجري في القطاع المحاصر.
وبيّن أورتيز، في مقال نشرته صحيفة إل باييس الإسبانية، كيف تحولت هذه العمليات إلى وسيلة لامتصاص الضغط الدولي عن الاحتلال، بينما يدفع المدنيون حياتهم ثمنا لمساعدات لا تسد جوعا ولا تحفظ كرامة.
ونقل الكاتب عن المواطنة الغزاوية رنين الزريعي (24 عاما)، المقيمة في دير البلح وسط قطاع غزة، قولها إنها كلما رأت صناديق المساعدات السوداء تهبط بالمظلات تفكر في الطيارين قائلة: "هم يعودون بسلام إلى بلدانهم، بينما نموت نحن كل يوم".
ستار دخاني خطرواستغرب أورتيز انخراط إسبانيا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا في هذه الخطة، رغم الانتقادات الحادة التي وُجهت إليها من قِبل الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية، حيث وصفتها وكالة الأونروا بأنها "ستار دخاني غير فعال"، فيما رأت منظمة أطباء بلا حدود أنها "تعرّض السكان للخطر".
وأضاف أن جولييت توما، مديرة الإعلام والتواصل في الأونروا، تؤكد أن الحل الوحيد يكمن في إدخال ما لا يقل عن 500 إلى 600 شاحنة يوميا محملة بالغذاء والاحتياجات الأساسية.
وتشير إلى أن الإسقاط الجوي "عديم الجدوى تماما"، لأن كميته ضئيلة وتكلفته باهظة، إذ تنقل الطائرة نحو 10 أطنان بتكلفة تتراوح بين 200 ألف و420 ألف دولار، مقابل 25 طنا تنقلها شاحنة واحدة بتكلفة لا تتجاوز 2500 دولار.
وتابع أورتيز أن البدائل الفعالة تتطلب إرادة سياسية حقيقية وضغطا دوليا على الاحتلال، مبرزا أن المنظمات الإنسانية تخشى أن تكون وهمًا "بأنها حل، لكنها ليست كذلك"، بحسب جولييت توما، مما يقلل من الضغط الفعلي.
إسقاط المساعدات تُشتت التركيز عن القضية الأساسية، وهي فتح المعابر والسماح بدخول الشاحنات، وهي عملية رمزية وتجميلية بلا جدوى حقيقية.
بواسطة خوسيه ماس من منظمة أطباء بلا حدود
فيما يقول خوسيه ماس من منظمة أطباء بلا حدود إن هذه العمليات "تُشتت التركيز عن القضية الأساسية، وهي فتح المعابر والسماح بدخول الشاحنات"، مضيفا أن إسقاط المساعدات عملية "رمزية وتجميلية بلا جدوى حقيقية".
إعلانوأوضح الكاتب أن الحكومات الأوروبية المشاركة أكدت أن هدفها "تخفيف المجاعة التي تسبب بها الاحتلال"، ونقل عن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريز، قوله إن بلاده أرسلت 12 طنا من الغذاء، معترفا بأنها "مجرد قطرة في محيط"، وشدد على ضرورة إدخال المساعدات بانتظام وبشكل كاف وآمن.
كما وصفها المستشار الألماني فريدريش ميرتس بأنها "مساهمة متواضعة تحمل رسالة أننا موجودون".
غير أن هذه الرسائل لا تطعم الجائعين، فريم محمود، البالغة من العمر 34 عاما، تؤكد من داخل غزة للكاتب أن "قصة الإسقاطات الجوية هذه هي أكبر كذبة في العالم"، فضلا عن أنه لا يمكن تحديد موقع إسقاطها بدقة.
فمع تصنيف الاحتلال 88% من مساحة غزة كمناطق قتال أو مفرغة -يتابع أورتيز- فإن احتمال سقوطها في الـ12% المتبقية -وهي نحو 45 كيلومترا مربعا يسكنها أكثر من مليوني شخص- يظل ضئيلا جدا، ما يدفع السكان للمخاطرة ودخول مناطق محظورة.
وبحسب الكاتب، فإن أكثر من 1300 شخص قضوا منذ 27 مايو/أيار أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، أي منذ بدء عمل مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة والاحتلال، والتي تتولى حاليا الجزء الأكبر من توزيع المساعدات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات
إقرأ أيضاً:
لندن: «ستارمر» سيعلن خلال قمة شرم الشيخ التاريخية 20 مليون جنيه استرليني مساعدات لغزة
أعلنت الحكومة البريطانية، أن رئيس الوزراء كير ستارمر سيحضر حفل توقيع خطة سلام غزة، الأمر الذي يمثل علامة فارقة تاريخية للمنطقة بعد عامين من الصراع والمعاناة، مشيرة إلى أن ستارمر سيعلن خلال قمة السلام المصرية التاريخية 20 مليون جنيه إسترليني من المساعدات البريطانية لضمان وصول خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة إلى عشرات الآلاف من المدنيين في جميع أنحاء غزة.
وذكرت الحكومة البريطانية، في بيان، اليوم، أن هذا التمويل، المقدم من خلال اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي والمجلس النرويجي للاجئين، سيساعد أولئك الذين يواجهون المجاعة وسوء التغذية والأمراض.
ومن المتوقع أيضا أن يعلن رئيس الوزراء أن المملكة المتحدة ستلعب دورا قياديا في المرحلة التالية من خطة السلام، حيث تستضيف المملكة المتحدة مؤتمرا لمدة ثلاثة أيام حول تعافي غزة وإعادة إعمارها، بحسب البيان البريطاني.
وستجمع قمة ويلتون بارك البريطانية ائتلافا من ممثلي الشركات والمجتمع المدني والحكومات، لحشد جهود التخطيط والتنسيق الحاسمة لغزة ما بعد الحرب، ستغطي المناقشات أيضا جهود دعم برنامج التحول والإصلاح الخاص بالسلطة الفلسطينية لضمان قدرته على دعم تعافي غزة.
وستدعم المملكة المتحدة المرحلة التالية من المحادثات لضمان التنفيذ الكامل لخطة السلام، حتى يتمكن الناس من كلا الجانبين من إعادة بناء حياتهم بأمان وأمن.
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، بحسب البيان: «لقد عملت المملكة المتحدة بكثافة مع شركائها الدوليين في الأشهر الأخيرة لتوليد الزخم الذي أفضى إلى مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام ولدعم وقف إطلاق النار الساري حاليا، لكننا الآن بحاجة إلى العمل بنفس القدر من الحماس والإلحاح لوضع خطة لإنعاش غزة وإعمارها».
وأشار البيان إلى أن وزيرة الخارجية ستواصل جهودها الدبلوماسية هذا الأسبوع لدعم تنفيذ مبادرة السلام التي تقودها الولايات المتحدة، بما في ذلك لقاؤها بالأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي عهد الأردن في لندن. ولفت البيان إلى أن المملكة المتحدة قدمت 74 مليون جنيه إسترليني كدعم إنساني لفلسطين خلال هذه السنة المالية.
اقرأ أيضاًمصطفى بكري: مصر تصدرت المشهد العالمي بـ «قمة شرم الشيخ».. والرئيس السيسي يغلق «صفحة التهجير»
شرم الشيخ.. منصة مصر الدائمة للحوار والسلام
صحيفة قطرية: قمة استثنائية في شرم الشيخ للسعي نحو سلام دائم بغزة