أكد الكاتب الصحفي عبدالمحسن سلامة، أن جميع المؤسسات الدستورية المنتخبة لا بد أن تُمارس أدوارها بشكل متكامل دون التقليل من دور أي منها.

وقال خلال لقائه مع الإعلامي مصطفى بكري في تغطية خاصة لانتخابات مجلس الشيوخ 25 على قناة "صدى البلد"، إنه فوجئ بأحد الأصدقاء يعلن عزوفه عن التصويت بدعوى أن "مجلس الشيوخ ليس له مهام"، واصفًا هذا التوجه بـ"الخطأ الفادح".

وشدد على أنه لا يوجد ما يسمى بـ"مجلس مهم وآخر غير مهم"، بل إن كل الكيانات المنتخبة، سواء مجلس النواب أو الشيوخ أو المحليات، لها دورها الحيوي والأساسي.

وأوضح أن مجلس الشيوخ يضطلع بدور مكمل لمجلس النواب، وله طبيعة خاصة تتيح له ضم متخصصين وكفاءات عالية عبر التعيين أو الانتخاب، ما يُسهم في تعميق الدراسات وبحث القضايا بشكل أوسع، وهو ما قد لا يتوافر بنفس الدرجة في مجلس النواب.

وأشار إلى أن عودة المحليات أمر ضروري لاستكمال منظومة العمل المؤسسي، قائلاً: "لا بد أن تكتمل الحلقات الثلاث: مجلس النواب، مجلس الشيوخ، والمحليات، حتى تنعكس مخرجاتها على السياسات والممارسات اليومية التي تهم المواطن المصري".

وانتقد الأصوات التي تنادي بإلغاء مجلس الشيوخ، مؤكدًا أن هذه الغرفة البرلمانية تمثل تاريخًا وأداة مهمة في دعم التجربة الديمقراطية، وأن وجودها ضرورة تقتضيها الممارسة السياسية الرشيدة.

طباعة شارك الممارسة السياسية مجلس الشيوخ الخطأ الفادح

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الممارسة السياسية مجلس الشيوخ الخطأ الفادح مجلس النواب مجلس الشیوخ

إقرأ أيضاً:

مشاركة شعبية وحزبية واسعة.. مصر تبدأ جولة جديدة من استحقاقاتها الديمقراطية بانتخابات مجلس الشيوخ 2025

في مشهد يعكس حيوية الحياة النيابية المصرية واستكمالاً للاستحقاقات الدستورية، انطلقت صباح اليوم الإثنين، 4 أغسطس 2025، عملية التصويت في انتخابات مجلس الشيوخ داخل جمهورية مصر العربية، وسط استعدادات أمنية ولوجستية مكثفة، ومشاركة حزبية وشعبية واسعة. وتستمر عمليات الاقتراع في الداخل لمدة يومين، فيما كانت قد سُبقت بتصويت المصريين في الخارج يومي الجمعة والسبت الماضيين، عبر 136 سفارة وقنصلية مصرية موزعة حول العالم.

مجلس الشيوخ.. صلاحيات وهيكل انتخابي

يتألف مجلس الشيوخ المصري من 300 عضو، يُنتخب ثلثاهم (200 عضو) عن طريق الاقتراع العام السري المباشر، في حين يقوم رئيس الجمهورية بتعيين الثلث الأخير (100 عضو) وفقاً لصلاحياته الدستورية.

ويتم انتخاب الأعضاء المئتين عبر نظام انتخابي مختلط، يجمع بين:

النظام الفردي: 100 مقعد موزعة على 27 دائرة انتخابية على مستوى الجمهورية.نظام القائمة المغلقة المطلقة: 100 مقعد يتم التنافس عليها ضمن أربع قوائم حزبية على مستوى الجمهورية.

ويُخصص ما لا يقل عن 10% من إجمالي مقاعد المجلس للمرأة، في إطار التزام الدولة بتحقيق التمثيل المتوازن بين الجنسين وضمان مشاركة فعالة للمرأة في الحياة السياسية.

تحالفات وتكتلات حزبية

تشهد انتخابات هذا العام تنافساً ملحوظاً بين عدد من الأحزاب والتحالفات السياسية، أبرزها "القائمة الوطنية من أجل مصر"، التي يقودها حزب "مستقبل وطن"، الحزب صاحب الأغلبية في البرلمان الحالي، ويشارك في هذا التحالف نحو 12 حزباً سياسياً من مختلف التوجهات، في محاولة لتقديم قائمة متكاملة تعكس التنوع السياسي المصري.

كما تشارك في الانتخابات قوى سياسية مستقلة ومرشحون أفراد يسعون للحصول على المقاعد المخصصة للنظام الفردي، في سباق يتسم بالتنوع الجغرافي والمهني، حيث يضم المرشحون شخصيات من خلفيات مختلفة، تشمل القانون والإعلام والاقتصاد والمجتمع المدني.

دلالات دستورية واستحقاقات ديمقراطية

تمثل انتخابات مجلس الشيوخ استحقاقاً دستورياً يُجرى كل خمس سنوات لاختيار أعضاء المجلس، الذي تمت إعادته إلى الحياة النيابية بموجب التعديلات الدستورية التي أُقرت في استفتاء عام 2019. وكان المجلس يُعرف سابقاً باسم "مجلس الشورى" قبل أن يتم إلغاؤه عام 2014.

ويضطلع المجلس، بحسب الدستور، بمهام تشريعية واستشارية، من أبرزها:

دراسة ما يُحال إليه من مشروعات قوانين أو مقترحات تتعلق بالدستور أو الحياة السياسية.إبداء الرأي في الاتفاقيات الدولية وتعديلات الدستور.اقتراح ما يراه كفيلاً بتعزيز الديمقراطية ودعم السلام الاجتماعي.

ورغم أن مجلس الشيوخ لا يملك صلاحيات تشريعية مباشرة كالتي يتمتع بها مجلس النواب، فإنه يُعد منصة مهمة للنقاشات السياسية العميقة وصياغة رؤى استراتيجية طويلة المدى في الملفات الكبرى.

المشاركة السياسية وسط تحديات إقليمية

في ظل أوضاع إقليمية معقدة وتحديات جيوسياسية تواجهها المنطقة، دعت العديد من الأحزاب السياسية والمؤسسات الوطنية المواطنين إلى الإقبال على صناديق الاقتراع والمشاركة بفعالية في العملية الانتخابية، معتبرين أن تعزيز المشاركة الشعبية في الاستحقاقات الانتخابية يمثل عاملاً أساسياً في ترسيخ الاستقرار الداخلي وتحصين الدولة المصرية من التحديات الخارجية.

وأكدت الدعوات الحزبية أن انتخابات مجلس الشيوخ 2025 تُجرى في مناخ سياسي مستقر، رغم تعقيدات المشهد الدولي والإقليمي، وأنها تعكس إرادة الدولة المصرية في تعزيز مسار الديمقراطية وترسيخ ثقافة الحوار السياسي.

وبين المشاركة الحزبية الواسعة والتنظيم المحكم، تمضي مصر في تنفيذ أحد أبرز استحقاقاتها الدستورية، من خلال انتخابات مجلس الشيوخ، والتي تمثل حلقة جديدة في مسار التطوير المؤسسي والسياسي. 

ويُنتظر أن تعكس نتائج هذه الانتخابات شكل المشهد النيابي المقبل، وأن تتيح للمجلس القادم أداء دوره في إثراء الحياة التشريعية وتعزيز أسس الحكم الرشيد، بما يواكب طموحات الدولة المصرية نحو مزيد من الاستقرار والتنمية السياسية.

طباعة شارك مجلس الشيوخ انتخابات مجلس الشيوخ الانتخابات البرلمان

مقالات مشابهة

  • عبدالمحسن سلامة: المشاركة في الانتخابات ضرورة وطنية
  • «انتقاص من التجربة الديمقراطية».. عبد المحسن سلامة: دعوات إلغاء مجلس الشيوخ «خاطئة»
  • سلامة: الدعوة لإلغاء مجلس الشيوخ «خاطئة» وتنتقص من التجربة الديمقراطية
  • وزير الثقافة لـ «الأسبوع»: المشاركة في انتخابات الشيوخ ركيزة أساسية من ركائز الديمقراطية
  • حيوية الديمقراطية.. سحر نصر تدلي بصوتها في انتخابات الشيوخ بمصر الجديدة
  • مشاركة شعبية وحزبية واسعة.. مصر تبدأ جولة جديدة من استحقاقاتها الديمقراطية بانتخابات مجلس الشيوخ 2025
  • بالوثائق.. الساعدي يطالب بجلسة نيابية خاصة لإلغاء اتفاقية خور عبدالله
  • مجلس الشيوخ المصري.. ثمرة عقود من التجربة الديمقراطية
  • البنداري: انتخابات الشيوخ بالخارج تسير بشكل منتظم.. وسعينا لتوعية المواطن بحقوقه السياسية