»هوفاي«.. تقنية جديدة تتعقب البشر عبر إشارات الواي فاي بدقة 95 %
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
في تطور مثير وغير مسبوق في مجال المراقبة الرقمية، عرض باحثون بجامعة لا سابينزا في روما نظاماً يُدعى «هوفاي (WhoFi)»، يُمكنه تحديد وتتبع الأشخاص اعتماداً على التداخلات التي تُحدثها أجسادهم في إشارات «الواي ‑ فاي»، دون الحاجة إلى كاميرات أو أجهزة ذكية على الشخص نفسه.
تعتمد التقنية الجديدة على مبدأ يُعرف بـ«Channel State Information (CSI)» وهي تغييرات دقيقة في طاقة الإشارة وموجتها تتسبب بها الأجسام المتحركة في البيئة.
وتم تحقيق هذا الإنجاز باستخدام أجهزة «واي ‑ فاي» عادية مثل «TP‑Link N750»، دون الحاجة إلى معدات متخصصة. وبحسب الباحثين، يعمل«هوفاي» بكفاءة حتى في الظلام التام أو عبر الجدران، ما يفتح الباب أمام مراقبة سرية لا تتطلب رؤية مباشرة. وهو بذلك يتفوق على تقنيات التعرف التقليدية مثل الكاميرات.
تقنية مقلقة
رغم أن المطورين يشددون على أن«هوفاي» لا يجمع بيانات شخصية ولا يكشف هوية الأفراد، بل يعتمد فقط على الأنماط الفيزيائية، فإن قدرته على تحديد الأشخاص دون علمهم أثارت مخاوف كبيرة بشأن الخصوصية. قد تكون الآثار خطيرة، فاستطاعة تتبع حركة شخص داخل متجر أو منزل أو مطار دون علمه يمكن أن تكشف عاداته اليومية أو احتياجاته أو أماكن تردده. ورغم أن الاستخدام العملي لهذه التقنية لا يزال في المرحلة الأكاديمية، فإن انتشارها المحتمل يطرح تحديات أخلاقية وقانونية كبيرة.
ما الجديد؟
سبق أن قدَّم فريق الباحثين تقنيةً سابقة تُدعى «آي فاي ( EyeFi)»، لكنها حقَّقت دقة لا تتجاوز 75 % وأكثر ضعفية في الأداء. أما «هوفاي»، فجاءت بدقة مُحسَّنة وباستخدام نماذج حديثة تعمل بأسلوب المحوّلات (Transformer)، وأثبتت جدارتها في تحليل التغيرات الدقيقة على مدى الوقت والأماكن. هذا التحول في الأداء جعل النظام يتخطى حدود المساحة الضيقة ليشمل مناطق أوسع تصل إلى نطاق شبكة «الواي ‑ فاي» بكاملها، ما يعزز قدرته على التتبع الجماعي.
تطبيقات محتملة وخطورة كامنة
تعدُّ هذه التقنية فرصةً مثيرةً للاستخدامات التجارية والمراقبة الذكية. فقد تُستخدَم في المتاجر لتعقب العملاء المكررين وتقديم عروض ترويجية «ذكية»، أو في الفعاليات لتحديد الحضور وتنظيم الدخول دون الحاجة إلى بوابات أو معرفات بصرية. لكن الجانب الآخر مقلق للغاية؛ إذ يمكن للجهات الأمنية استخدامها لتتبع المشتبه بهم أو حتى لتحديد نشاطات احتجاجية دون استخدام الكاميرات، مما يثير أسئلةً حول حدود المراقبة القانونية واحترام الحريات الفردية.
مرحلة التجربة الأكاديمية
حتى الآن، يظل «هوفاي» مشروعاً بحثياً دون أي خطط لتطبيق تجاري أو حكومي. ومع ذلك، يرى الخبراء أن انتشار «استشعار الواي ‑ فاي» مدعومٌ بمعايير صناعية حديثة مثل «IEEE 802.11bf» ما يجعل الطريق نحو تطبيق واسع مفتوحاً. وقد بدأت تقنيات مشابهة تظهر بالفعل في مجالات مثل كشف السقوط في المنازل، أو الرصد عن بُعد في الأماكن العامة، أو حتى التعرف على الحركات والإيماءات داخل الغرف دون الحاجة لكاميرات.
من دون كاميرات أو هواتف، وباستخدام شبكة «الواي ‑ فاي» نفسها، يستطيع نظام «هوفاي» اليوم أن يحدّد ويُميّز الأشخاص ويُتابعهم بحرفية قريبة من الكاميرات التقليدية، حتى في الظلام أو ما وراء الجدران. التقنية تقدّم ما يوصف بأنه «نظام بصمة مجسمة غير مرئية»، بقدرات عالية لا يُسبق لها سقف.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
"جامعة التقنية" بالمصنعة تختتم فعاليات برنامج "صيف المستقبل"
المصنعة- خالد بن سالم السيابي
اختتمت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية فرع المصنعة فعاليات البرنامج الصيفي "صيف المُستقبل"، وسط تفاعل واسع من المشاركين وإقبال متزايد من فئات المجتمع المختلفة، في تأكيد عملي على التزام الجامعة برسالتها المجتمعية ودورها الحيوي في تنمية الإنسان وبناء قدراته.
وجرى تنظيم البرنامج ضمن سلسلة من المبادرات التي تطلقها الجامعة لتعزيز المهارات الحياتية، وتنمية روح الابتكار وريادة الأعمال لدى النشء والشباب، مستندًا إلى رؤية راسخة تؤمن بأنَّ التعليم أداة فاعلة لتأهيل جيل واعٍ وقادر على الإسهام في دفع عجلة التنمية الوطنية المُستدامة.
البرنامج تنفيذ أكثر من 30 ورشة عمل وبرنامجًا تدريبيًا متنوعًا، شمل مجالات فنية وتقنية ومهارية، مُمنهجة لتلبي تطلعات المشاركين وتراعي احتياجاتهم المعرفية، وبلغ عدد المشاركين أكثر من 700 مشارك، بإشراف ما يزيد عن 40 مدربًا ومدربة، على مدى 70 يومًا من العمل التفاعلي المكثف.وقال الدكتور ناصر بن سالم البيماني مساعد رئيس الجامعة بالمصنعة إنَّ جامعة التقنية والعلوم التطبيقية تؤدي دورًا مهمًا ومحوريًا في دعم التنمية الشاملة من خلال برامج تعليمية وتدريبية تستجيب لاحتياجات المجتمع وتسهم في تطوير قدراته.
وأكد أن تنفيذ البرنامج الصيفي "صيف المستقبل" يجسّد التزام الجامعة برسالتها المجتمعية، ويعكس رؤيتها في أن التعليم ليس غاية في حد ذاته، بل وسيلة لبناء الإنسان والمجتمع، مشيراً إلى أن خدمة المجتمع تعد من أولويات فرع الجامعة بالمصنعة التي تُعد من المحافظات الحيوية وتتمتع بإمكانات تنموية واعدة، منوهاً إلى ضرورة تضافر الجهود الأكاديمية والمجتمعية لإكمال عملية التنمية بكافة جوانبها.
من جانبها أشادت الدكتورة نهاد بنت عبدالله الزدجالية، مساعدة نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية بفرع المصنعة، بالأثر الإيجابي الذي أحدثه البرنامج الصيفي، مؤكدة أنَّ الجامعة ماضية في الحفاظ على هذا الزخم النوعي، عبر توسيع دائرة الشراكات مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاعين العام والخاص، بما يعزز من استدامة التأثير، ويسهم في بناء مجتمع معرفي متماسك.