تمثل القطع الذهبية اليمنية القديمة واحدة من أرقى نماذج الإبداع الفني والحضاري في الجزيرة العربية، ليس فقط لجمال تصميمها ودقة صناعتها، بل لما تحمله من شواهد تاريخية وثقافية عن هوية الشعوب التي أنتجتها. وبينما تحفظ المتاحف العالمية هذه الكنوز بعناية، تتجدد المخاوف من تهريب وبيع آثار مشابهة في الأسواق المحلية، بما يهدد بفقدان أجزاء ثمينة من التراث اليمني للأبد.

الخبير والمتخصص في الآثار اليمنية عبدالله محسن، أعاد عبر صفحته في "فيسبوك" تسليط الضوء على قلادة استثنائية من ذهب، تعود إلى مملكة قتبان، كانت قد عُرضت في متحف آرثر م. ساكلر التابع لمؤسسة سميثسونيان في واشنطن. 

وأوضح محسن أن هذه القطعة وصلت إلى المتحف عام 1951م، ضمن مجموعة كبيرة من الآثار حصلت عليها بعثة المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان أثناء عملها في مدينة "تمنع" عاصمة قتبان التاريخية.

القلادة، التي يرجع تاريخها إلى ما بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، تتكون من سلسلة ذهبية قصيرة تتخللها خرزات كروية مجوفة، وتزينها قلادة خارجية هلالية الشكل منقوشة باسم "فارعة"، وهي المالكة الأصلية للعمل. ويمتد على الهلال الداخلي نقش قمري بارز محاط بزخارف دقيقة، فيما تزين أطراف الهلال الخارجي حبيبات ذهبية متناهية الصغر. ومن مركز القلادة، تتدلى قطعة دائرية مصغرة تحمل وجه إنسان منقوش بدقة، يُعتقد أنها استُخدمت كتميمة للحماية.

وبحسب الخبير، فإن مقاسات القلادة تشير إلى أنها صُممت لطفلة، ما يعكس جانباً إنسانياً وثقافياً في عادات القتبانيين آنذاك. إلا أن محسن عبّر عن أسفه لظهور قلادة مشابهة في التصميم لدى بعض تجار الآثار في السوق المحلية مؤخراً، في مؤشر على استمرار تسرب القطع الأثرية النادرة من مواقعها الأصلية أو مخازنها، الأمر الذي يستدعي تشديد الرقابة وحماية التراث اليمني من الضياع.

وتظل القلادة القتبانية المعروضة في واشنطن مثالاً مبهراً على عبقرية الحرفيين اليمنيين القدماء، كما تبقى شاهداً على التحديات التي تواجه البلاد في حماية إرثها التاريخي من النهب والتشتت.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

النفط يرتفع فوق 63 دولاراً.. تصريحات ترامب تعيد بعض التفاؤل للأسواق!

تشهد أسواق النفط العالمية مرحلة حافلة بالتقلبات، مع استمرار التوترات بين أكبر مستهلكين للطاقة في العالم، الولايات المتحدة والصين، وسط مزيج من المؤشرات المتباينة التي تضغط على الأسعار من جهة وتدعمها من جهة أخرى.

وارتفع خام برنت فوق 63 دولارًا للبرميل بعد تراجع حاد بلغ 3.8% يوم الجمعة، وهو أكبر انخفاض منذ أغسطس الماضي، فيما استقر خام غرب تكساس الوسيط عند حدود 60 دولارًا للبرميل.

ورغم أن التراجع عكس مخاوف الأسواق من تباطؤ الطلب العالمي، فإن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن استعداده لاستئناف المفاوضات التجارية مع بكين أعادت قدراً من التفاؤل إلى المتعاملين.

وقال ترمب في تصريحات الأحد إن الولايات المتحدة ستكون “بخير مع الصين”، رغم عزمه المضي في فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية ابتداءً من الأول من نوفمبر 2025، ما اعتبرته الأسواق إشارة إلى احتمال تخفيف حدة المواجهة الاقتصادية بين الجانبين.

في المقابل، ردت الصين بإعلان فرض رسوم إضافية على السفن الأميركية الوافدة إلى موانئها، تدخل حيز التنفيذ في 14 أكتوبر، ما أدى إلى زيادة تكاليف الشحن وارتفاع أسعار ناقلات النفط، فضلاً عن اتساع حالة الغموض في السوق. وتزامن القرار مع إجراءات أميركية مماثلة استهدفت السفن الصينية، في تصعيد متبادل يهدد باضطراب سلاسل الإمداد العالمية.

ورغم اللهجة التصالحية من الجانب الأميركي، فإن المراقبين يرون أن التوتر الجيوسياسي ما زال يلقي بظلاله على الأسعار.

 كما أثارت التهديدات الأميركية بفرض رسوم جديدة على المعادن الثمينة مثل الفضة والبلاتين موجة من القلق الإضافي، دفعت المستثمرين إلى التعامل مع النفط جزئيًا كملاذ آمن وسط اضطراب الأسواق.

وفي جانب آخر، تتزايد المخاوف من تخمة المعروض في السوق، مع ارتفاع إنتاج تحالف “أوبك+” خلال الأسابيع الماضية.

ويرى حارس خورشيد، المدير التنفيذي للاستثمار في “كاروبار كابيتال”، أن الأسواق كانت قد استوعبت بالفعل أسوأ السيناريوهات، وأن لهجة ترمب الأكثر اعتدالاً قد تمنح الأسعار فرصة محدودة للتعافي، لكنها تظل هشّة في غياب تقدم حقيقي في المفاوضات التجارية.

ويُتوقع أن تبقى أسواق النفط تحت ضغط مزدوج من وفرة المعروض العالمي والتوترات الجيوسياسية، رغم التراجع المؤقت في المخاطر الإقليمية بعد اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس.

ويرى محللون أن هذا الهدوء النسبي قد يحد من موجات الارتفاع في الأسعار، لكنه لن يبدد تماماً المخاوف من تقلبات جديدة إذا ما تجددت التوترات في الشرق الأوسط أو تعثرت المحادثات بين واشنطن وبكين.

مقالات مشابهة

  • ما هي قلادة النيل ولماذا منحها السيسي لترامب؟
  • ماذا تعرف عن قلادة النيل التي منحها السيسي للرئيس الأمريكي؟
  • تعرفوا على قلادة النيل التي منحها السيسي لترمب
  • فتّوش الدجاج المشوي.. تحفة شرقية لذيذة بلمسات عالمية
  • ما هي “قلادة النيل” التي قرر السيسي منحها لترامب؟
  • النفط يرتفع فوق 63 دولاراً.. تصريحات ترامب تعيد بعض التفاؤل للأسواق!
  • قلادة النيل الأرفع.. قائمة الشرف التي انضم إليها ترامب بأمر من الرئيس السيسي
  • أجهزة الأمن تفشل عملية تهريب لقطع أثرية ثمينة عبر مطار عدن الدولي
  • اليمن تسجّل قطع أثرية مسروقة في بيانات الإنتربول بعد عقود من الإهمال
  • ما قصة الكلمات المهينة التي وجهها كوشنر إلى عباس؟ (فيديو)