الأوقاف المغربية تكشف عن برنامج ضخم لتكوين 48 ألف إمام في 3 سنوات
تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT
أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية عن انطلاق برنامج تأهيلي واسع يهدف إلى تطوير الكفاءات العلمية والمعرفية للقيمين الدينيين عبر مخطط تكويني يمتد لثلاث سنوات (2024-2026)، يستفيد منه نحو 48 ألف إمام مساجد سنويًا، في خطوة تعكس اهتمام الوزارة بتعزيز التأهيل العلمي والروحي للمواطنين.
ويأتي هذا الإعلان في رد كتابي من وزير الأوقاف أحمد التوفيق على سؤال برلماني، حيث أوضح أن البرنامج يندرج ضمن خطة ميثاق العلماء التي يشرف عليها المجلس العلمي الأعلى، ويشمل تأهيلاً علميًا متينًا للأئمة، إضافة إلى دعم قدراتهم في مجالات التواصل والتدبير، والتكوين المتخصص في لغة الإشارة والتواصل الأسري، بالتنسيق مع وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة.
ويشارك في تأطير هذا البرنامج 1,447 مؤطراً، وبلغت نسبة حضور الأئمة في لقاءات عام 2025 حوالي 94.5% من المدعوين، ما يدل على نجاح المبادرة وتفاعل القيمين الدينيين معها.
كما أعلنت الوزارة عن فتح باب التسجيل للفوج الثاني والعشرين بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدات لعام 2026، والذي يضم 150 إماماً و100 مرشدة، مع شروط قبول محددة تشمل حصول المترشحين على الإجازة أو ما يعادلها، وعدم تجاوز سنهم 45 سنة، بالإضافة إلى حفظ القرآن كاملاً للأئمة وسور محددة للمرشدات.
مدة الدراسة في المعهد تبلغ 12 شهراً يحصل خلالها الطلبة على منحة شهرية قدرها 2000 درهم، ويتوقع تعيين الخريجين بعقود عمل في المساجد بأجور تعادل أجر متصرف من الدرجة الثالثة. وحددت الوزارة يوم الجمعة 29 أغسطس 2025 كآخر أجل لإيداع ملفات الترشيح عبر البريد الإلكتروني.
يُعد برنامج تكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات الذي تشرف عليه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، أحد الركائز الأساسية للإصلاح الديني في المملكة. يهدف هذا البرنامج إلى تأهيل القيمين الدينيين بالمعرفة الشرعية والتواصلية، بما يتماشى مع ثوابت المملكة في مجال التدين المعتدل.
الأسباب الدافعة لإطلاق البرنامج
ـ مواكبة التحولات المجتمعية: في ظل التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية، أصبح من الضروري تأهيل الأئمة والمرشدين لمواكبة هذه التحولات، خاصة في مجالات التواصل الرقمي والتفاعل مع قضايا الأسرة والمجتمع.
ـ تعزيز الوسطية والاعتدال: تقول السلطات المغربية إنها تسعى إلى تعزيز قيم الإسلام المعتدل، والابتعاد عن مظاهر الغلو والتطرف، من خلال تكوين أئمة ومرشدين قادرين على نشر هذه القيم بين المواطنين.
ـ تلبية الطلبات الدولية: استجابة لطلبات من دول إفريقية وأوروبية، تم إنشاء معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، لتأهيل الأئمة والمرشدين من هذه الدول وفق النموذج الديني المغربي.
الأهداف الرئيسية للبرنامج
ـ تكوين علمي متين: تزويد الأئمة والمرشدين بالمعرفة الشرعية والفقهية، مع التركيز على المذهب المالكي الذي يمثل مرجعية المملكة.
ـ تعزيز مهارات التواصل: تدريب الأئمة والمرشدين على مهارات التواصل الفعّال، بما في ذلك لغة الإشارة والتواصل الأسري، لتلبية احتياجات مختلف فئات المجتمع.
ـ مواكبة التحولات الرقمية: تأهيل الأئمة والمرشدين لاستخدام وسائل التواصل الحديثة، مثل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، للتفاعل مع الشباب والمجتمع الرقمي.
ـ توسيع دائرة التأثير: من خلال استقبال طلبة من دول مختلفة، يسعى البرنامج إلى نشر القيم الدينية المعتدلة على مستوى دولي، وتعزيز مكانة المغرب كمرجعية دينية.
مخرجات البرنامج
ـ عدد المستفيدين: يستفيد سنويًا من البرنامج حوالي 48,000 إمام ومرشد، يتم تأطيرهم من قبل 1,447 مؤطرًا.
ـ مدة التكوين: تتراوح مدة التكوين بين 12 شهرًا و3 سنوات، حسب البرنامج الدراسي والمستوى المطلوب.
ـ الدعم المالي: يحصل الطلبة خلال فترة التكوين على منحة شهرية قدرها 2,000 درهم، مع توفير الإيواء والإطعام.
ـ التعيين بعد التخرج: يتم تعيين الخريجين بعقود عمل في المساجد، بأجور تعادل أجر متصرف من الدرجة الثالثة.
ويقول القائمون على برنامج تكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات بأنه خطوة استراتيجية نحو تعزيز القيم الدينية المعتدلة في المجتمع المغربي، ومواكبة التحولات الحديثة في مجال التواصل والتكنولوجيا. وأنه من خلال هذا البرنامج، تسعى المملكة إلى تأهيل جيل جديد من القيمين الدينيين القادرين على مواجهة التحديات المعاصرة، والحفاظ على الهوية الدينية الوطنية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الأوقاف المغربية تكويني المغرب ائمة أوقاف تكوين المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ختام برنامج "رحلة مصمم" لتعزيز قدرات الشباب العُماني في مجالي التصميم والعمارة
مسقط- الرؤية
اختتمت أكاديمية براعة بالتعاون مع شركة "بي. بي. عُمان" البرنامج التدريبي "رحلة مصمم"، بمشاركة 57 شابًا وشابة من الكوادر الوطنية، وذلك بعد برنامج مكثّف امتد لثلاثة أشهر متواصلة ركّز على تأهيل الشباب وصقل مهاراتهم في مجالي التصميم والعمارة وفق أحدث المناهج والتقنيات العالمية.
وجاء البرنامج كمنصة تدريبية متكاملة هدفت إلى تمكين الخريجين والباحثين عن عمل، حيث تضمن مسارين رئيسيين، الأول في العمارة والتصميم الداخلي، والثاني في التصميم الجرافيكي وتصميم المنتجات. واشتمل على حلقات عمل تقنية يومية أتاحت للمشاركين فرصاً عملية مباشرة لتطوير مهاراتهم، وأسهمت في ربط الجانب النظري بالتطبيق العملي. وخلال فترة البرنامج، أُنجز أكثر من 160 مشروعاً تطبيقياً، كما تم تطوير أكثر من 30 نموذجاً أولياً لأفكار إبداعية مبتكرة، إلى جانب تنظيم ستة معارض متخصصة عرضت نتاجات المشاركين، ووفرت لهم منصات للتواصل المهني والإرشاد الاحترافي، مما عزز جاهزيتهم للانخراط في سوق العمل أو إطلاق مشاريعهم الخاصة.
وقال المهندس سعيد الشيذاني، المؤسس والرئيس التنفيذي لأكاديمية براعة: "إن برنامج (رحلة مصمم) يتجاوز كونه مبادرة تدريبية تقليدية، فهو يهدف إلى إيجاد قيمة اقتصادية مضافة من خلال إعداد جيل قادر على تلبية احتياجات سوق العمل في القطاعات الإبداعية، مشيراً إلى أن الاستثمار في مجالات التصميم والعمارة لا ينعكس فقط على المستوى الفردي للشباب، بل يسهم كذلك في رفع كفاءة الصناعات الوطنية، ودعم قطاعات ناشئة مرتبطة بالاقتصاد الإبداعي، وهو ما يشكّل رافداً مهماً لتنويع مصادر الدخل وتعزيز التنافسية الاقتصادية لسلطنة عُمان".
من جانبه، أكد إبراهيم الهنائي، مدير الاستثمار الاجتماعي في "بي. بي. عُمان والكويت وقطر"، أن البرنامج يمثّل نموذجاً عملياً على كيفية ربط التدريب الأكاديمي باحتياجات السوق، موضحاً أن المشاريع والنماذج الأولية والمعارض التي خرج بها المشاركون تعكس قدرة الكفاءات الوطنية على تطوير منتجات وخدمات مبتكرة تلبي متطلبات قطاعات حيوية مثل الإنشاءات، والتسويق، والتقنيات الإبداعية. وأضاف أن مثل هذه المبادرات لا تقتصر على تعزيز فرص التشغيل فحسب، بل تسهم أيضاً في إيجاد بيئة اقتصادية مستدامة تدعم ريادة الأعمال وتواكب توجهات رؤية عُمان 2040 نحو اقتصاد متنوع قائم على المعرفة والإبداع.
ويأتي اختتام برنامج "رحلة مصمم" ليجسّد قيمة الشراكات في دعم الاقتصاد الوطني عبر تمكين الكفاءات الشابة وتعزيز قدراتها الإبداعية، بما يسهم في تزويدهم بالمهارات التقنية اللازمة لبناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار. ويفتح هذا التوجه آفاقاً واسعة أمام الاقتصاد الإبداعي ليكون رافداً محورياً في تنويع مصادر الدخل، وإيجاد فرص عمل نوعية، وتعزيز تنافسية سلطنة عُمان إقليمياً ودولياً، بما يواكب مستهدفات رؤية عُمان 2040.