المولد النبوي الشريف .. محطة إيمانية لتجديد الولاء والثبات في مواجهة التحديات والمؤامرات
تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT
في ظل ظرف إقليمي بالغ التعقيد، وتزامنًا مع واحدة من أشرس الهجمات الصهيونية على غزة، يُحيي اليمنيون ذكرى المولد النبوي الشريف، في مشهد يتجاوز الاحتفال التقليدي ليحمل أبعادًا دينية وإيمانية، وسياسية ومبدئية، تؤكد أن هذه المناسبة محطة سنوية استراتيجية في الوعي اليمني الجمعي، تُجسّد مشروعًا قرآنيًا متكاملًا يعزز التمسك بشعائر الله والانتصار لقضايا الأمة.
يمانيون/ تقرير / طارق الحمامي
يعرض هذا التقرير كيف تحوّلت هذه الذكرى في اليمن إلى موسم إيماني جامع، يتلاقى فيه الولاء لله ورسوله مع الموقف المبدئي من قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ويكشف كيف يُجدد اليمنيون من خلالها ولاءهم لله، ورسوله،
كما يتناول دلالات تعظيم اليمنيين للمولد النبوي، من حيث منطلقاته الدينية المرتبطة بالقرآن، وعلاقته بالهوية الإيمانية اليمنية، وأثره في تعزيز الصمود الشعبي في مواجهة المؤامرات الخارجية والداخلية التي تستهدف وعي الأمة ومواقفها.
ويضيء التقرير على الصلة العميقة بين الاحتفاء بمولد رسول الله صلوات الله عليه وآله، وبين الموقف اليمني المشرف في الدفاع عن غزة، باعتبارها قضية إيمانية لا تقبل الحياد أو التراجع، بل تتطلب موقفًا صريحًا على قاعدة “الإيمان موقف وسلوك ومواجهة”.
المولد النبوي .. موسم إيماني وموقف مقاوم
تحوّل الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف في اليمن خلال السنوات الأخيرة إلى مناسبة مفصلية في التعبير عن الهوية الإيمانية، وتجسيد الولاء العملي للرسول الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله، من خلال التمسك برسالته ونهجه، ومواجهة أعدائه وأعداء أمته.
وفي هذا العام، يتزامن إحياء هذه الذكرى مع استمرار العدوان الصهيوني الغاشم على غزة، الذي يحظى بغطاء دولي وتواطؤ من أنظمة التطبيع، مما أكسب المناسبة بُعدًا ميدانيًا أكثر وضوحًا، حيث يؤكد اليمنيون أن الولاء للنبي صلوات الله عليه وآله لا ينفصل عن نصرة قضايا الأمة، وفي مقدمتها فلسطين.
وكل الفعاليات في الساحات والمساجد والمراكز الثقافية تتضمن كلمات تؤكد أن رسالة النبي محمد صلوات الله عليه وآله، هي رسالة تحرير وعدالة، تقف مع المستضعفين وتواجه الطغاة والمستكبرين.
تعظيم للذكرى ومنطلقات قرآنية راسخة
تعظيم اليمنيين للمولد النبوي الشريف ينبع من فهم قرآني عميق لمكانة النبي محمد صلوات الله عليه وآله، كقائد للأمة ومعلم للحق وممثل لمشروع الله في الأرض، ويأتي هذا التعظيم في إطار مشروع قرآني متكامل يتبناه القائد العلم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ، في إطار مساعيه لترسيخ الوعي الديني، وتعزيز التمسك بشعائر الله، ومواجهة مشاريع الطمس والهيمنة الثقافية والعقائدية التي تستهدف الأمة من الداخل والخارج.
والخطاب الديني الموجه للأمة من كل الساحات يعزز رسالة عالمية في مضمونها بأن إحياء المولد النبوي هو تعبير عن توقير النبي وتعظيم أمره، وهو تعظيم لله سبحانه وتعالى، كما قال تعالى: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ)، وأن هذا التوقير يتجسد عمليًا في اتباع نهجه ومناهضة أعدائه والتصدي للمشروع الصهيوني وأدواته.
غزة في القلب .. والموقف اليمني شاهد
لم يكن موقف اليمن من العدوان على غزة طارئًا أو إعلاميًا فقط، بل جاء نابعًا من منظومة قيم دينية تستمد شرعيتها من القرآن ، فالتحرك اليمني لدعم غزة، سياسيًا وعسكريًا وإعلاميًا، يأتي انطلاقًا من الإيمان بأن فلسطين قضية إيمانية، والدفاع عنها واجب شرعي لا يخضع للحسابات السياسية الضيقة.
وهو ما يؤكده المشاركون في الفعاليات أن من لا يقف مع غزة اليوم، لا يمكن أن يدّعي الاقتداء بالنبي محمد صلوات الله عليه وآله، الذي وقف دائمًا في وجه الظالمين، ودافع عن المستضعفين، لتصبح قضايا الأمة جزءًا من منهج الرسالة المحمدية .
ثبات على المبادئ .. ومواجهة المؤامرات
في ظل تصاعد محاولات التطبيع والترويج للتعايش مع الكيان الصهيوني، وظهور أدوات داخلية وخارجية تحاول تشويه وعي الشعوب، يرى اليمنيون أن المولد النبوي يمثل سلاحًا روحيًا وثقافيًا يُستخدم في معركة الوعي، ويُحصّن الأجيال من الانجرار خلف المشاريع المشبوهة.
وتُبرز الفعاليات أهمية الربط بين الاحتفاء برسول الله صلوات الله عليه وآله، وبين الانحياز للموقف الإيماني في وجه الصراع الحضاري والروحي الذي تخوضه الأمة الإسلامية اليوم.
ولاء لا ينكسر
يؤمن اليمنيون أن إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بهذا الزخم والتفاعل كل عام ليس فقط احتفاءً بالتاريخ، بل تجديدٌ للعهد مع الله ورسوله، وانحيازٌ واعٍ لمشروع الحق، وتمسكٌ بالهوية الإيمانية الجامعة التي تجعل من نصرة فلسطين وغزة قضية لا مساومة عليها.
وفي زمن تشتد فيه المؤامرات، وتتكشف فيه وجوه الخيانة، سيُعلن اليمن، من قلب ساحات المولد النبوي، أن الولاء لرسول الله صلوات الله عليه وآله ، يعني الوقوف بوجه أمريكا وإسرائيل، وأدواتهما في الداخل والخارج، وأن غزة لن تكون وحدها، مهما كانت التحديات، فمعها الله ، ومعها شعبٌ مؤمنٌ لا يتراجع عن الحق ولا يساوم على المبادئ.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: محمد صلوات الله علیه وآله المولد النبوی الشریف
إقرأ أيضاً:
تدشين فعاليات احياء ذكرى المولد النبوي بمديريتي بيت الفقية والتحيتا بالحديدة
الثورة نت / أحمد كنفاني
دشنفي في مديرتي بيت الفقية والتحيتا بمحافظة الحديدة، اليوم الاحد، أنشطة وفعاليات المولد النبوي الشريف على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم للعام 1447هــ.
وفي التدشين بمديرية بيت الفقية، أكد مدير المديرية حسين سهل، أهمية أحياء هذه المناسبة الدينية الجليلة في استلهام الدروس والعبر من سيرة الرسول صل الله عليه وآله وسلم والاقتداء بنهجه القويم.
ولفت إلى ضرورة تجسيد محبة اليمنيين للرسول الأعظم من خلال تعزيز قيم الإخاء والتلاحم والاصطفاف في مواجهة الأعداء…معتبرا الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف رسالة واضحة لأعداء الأمة أن أبناء اليمن ماضون على خطى النبي الكريم في مواجهة قوى العدوان الصهيوني ونصرة المستضعفين في غزة.
فيما استعرض العلامة منصور حلبي ومسؤول الإرشاد مجاهد الجبر في كلمة العلماء، جوانب من سيرة حياة المصطفى عليه السلام وبعض مواقفه وما تحلى به من مكارم الأخلاق، وجهاده في سبيل إعلاء كلمة الله ونشر رسالته.
وأكدا أن أبناء اليمن يعيدون اليوم أمجاد الأمة وتاريخ أجدادهم أنصار رسول الله، حيث أصبحوا في خط المواجهة المباشرة مع العدو الأمريكي، الإسرائيلي والبريطاني نصرة للشعب الفلسطيني، اقتداء بالرسول الخاتم في جهاده وتحركه لمقارعة الطغاة والمستكبرين.
وفي فعالية التدشين بمديرية التحيتا بحضور مدير المديرية عادل اهيف، ألقيت كلمات أشارت في مستهلها، إلى أن اليمنيين يحتفون بمولد النبي الكريم بأفضل صورة ونموذج فريد يؤكد مكانة الرسول الخاتم في نفوسهم ويجددون ارتباطهم به، لافتة إلى أن الاحتفاء هذا العام يتفرد مع الموقف الصادق للشعب اليمني المناصر لأبناء فلسطين في معركتهم المصيرية ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم.
وأكدت الكلمات أن ذكرى المولد النبوي الشريف، مناسبة دينية جليله ورسالة للعالم، بأنه مهما سعى أعداء الأمة لإبعادها عن رسولها وقائدا لن يستطيعوا، وستبقى على نهجه القويم حتى قيام الساعة.
تخللت الفعاليتين، تحت شعار “لبيك يارسول الله”، بحضور قيادات تنفيذية ومحلية وعلماء وشخصيات اجتماعية، فقرات إنشادية، وقصائد شعرية معبرة.