«الاتحاد» تستعرض تجارب إماراتية ملهمة.. «زراعة الأعضاء» أمل جديد للباحثين عن الحياة
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
هدى الطنيجي (أبوظبي)
بالتزامن مع اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء الذي يصادف 13 أغسطس من كل عام، تحتفي دولة الإمارات بمسيرة نوعية من الإنجازات في مجال التبرع ونقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، زرعت خلالها الأمل قبل الأعضاء لمن يبحثون عن حياة جديدة بعد معاناة مع الألم والمرض.
وخلال هذا اليوم، تستعرض «الاتحاد» الجهود الاستثنائية التي قامت بها الدولة في هذا التخصص الطبي الفريد، والذي جعلها رائدة بعمليات نادرة بعد التطور الملحوظ والاستباقية في مواكبة أفضل الممارسات العالمية، منها إطلاق برنامج «حياة» للتبرع وزراعة الأعضاء الذي دشنته وزارة الصحة ووقاية المجتمع، فضلاً عن زيادة أعداد المنشآت الطبية المعتمدة في زراعة الأعضاء، والنقلة النوعية في التقنيات الحديثة المتطورة مثل «الزرع الربوتي»، الذي يعزز من دقة ونجاح العمليات، وغيرها.
وقال الدكتور محمد يحيى الصيعري، المدير الطبي التنفيذي بالإنابة في مدينة الشيخ خليفة الطبية: «يعد اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء تذكيراً عالمياً قوياً بالتأثير العميق لإعطاء الحياة من خلال التبرع بالأعضاء، حيث يعبر عن كرم المانحين وعائلاتهم، الذين يتخذون قراراً غير أناني لإنقاذ الآخرين، كما أنه يرفع وعياً بالغ الأهمية حول النقص المستمر للأعضاء، وآلاف المرضى الذين ينتظرون عمليات الزرع المنقذة للحياة، وبالنسبة لنا في مدينة الشيخ خليفة الطبية، إنها لحظة للتفكير في الحياة المحفوظة من خلال التبرع بالأعضاء، وإلهام المزيد من الأفراد لتسجيل ودعم هذا القضية النبيلة».
وتابع: «مدينة الشيخ خليفة الطبية تعتبر موطناً لمعهد زرع الأعضاء الصلب الرائد في الإمارات العربية المتحدة، حيث تقدم خدمات شاملة في زراعة الكلى والكبد لكل من البالغين والأطفال، واعتباراً من منتصف عام 2015 تم إجراء أكثر من 730 عملية زرع الكلى منذ بدء البرنامج - بما في ذلك 68 في عام 2025 وحده (المعيشة، المتوفاة، التبادل المقترن، وطب الأطفال)، حيث نما برنامج زراعة الكبد بسرعة، مع 15 عملية زرع في عام 2025، بما في ذلك 5 حالات للأطفال، ليصل مجموعها إلى 17 حالة، وتواصل المدينة الطبية تقديم طب عمليات الزرع من خلال التقنيات الجراحية ذات المستوى العالمي، والرعاية متعددة التخصصات، والتعاون القوي مع نظام التبرع بالأعضاء الوطنية».
وأكد الدكتور الصيعري، أن زيادة الوعي العام أمر ضروري لتنمية مجموعة المانحين وإنقاذ المزيد من الأرواح، إذ يمكن تحقيق ذلك من خلال التوعية المجتمعية، باستضافة جلسات التعليم والتوعية في المدارس والمساجد والمراكز الثقافية، ونشر القصص الإنسانية والرسائل الإعلامية، ومشاركة رحلات تجمع المستلمين والمانحين وعائلاتهم، وشراكات مع الحكومة والمنظمات غير الحكومية للتوافق مع الاستراتيجيات الوطنية للتبرع والزرع، والحملات الرقمية باستخدام وسائل التواصل للوصول إلى الأجيال الشابة، وغيرها.
أحدث التقنيات
وبيّن الدكتور الصيعري، أن المدينة الطبية قامت مؤخراً بعمل عدد من الإجراءات ذات المعالم العالية، بما في ذلك عملية زرع الكبد المنقسمة، التي تنقذ بنجاح مستلماً عمره عام واحد وتوسيع عمليات زرع الأطفال في كل من مجالات الكلى والكبد، مما يوفر أملاً جديداً للمرضى الشباب، الذين يعانون من فشل الأعضاء و تبادل الكلى المقترن، باستخدام منصات المطابقة الدولية للتغلب على حواجز عدم التوافق والاستخدام المبتكر للكليتين المزدوجين والكليسين لزيادة استخدام الجهات المانحة و دعم قرار زرع البيانات القائم على البيانات، وتعزيز النتائج وجودة الرعاية، حيث تُسلط هذه الإنجازات الضوء على دور مدينة الشيخ خليفة الطبية باعتبارها رائدة على المستوى الإقليمي في حلول الزرع المتقدمة.
فصول من قصص الصمود
بالتزامن مع اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء، نستعرض خلال هذا الملف حالات إنسانية سطّرت قصص صمود مع المرض، ونسجت معاني الصبر وزرعت الأمل، ومانحين أنقذوا غيرهم بتضحياتهم. هم الأبطال الحقيقيون لهذا النجاح ممن عبّروا عن قيم العطاء حتى بعد الوفاة، من أجل أن ينعم غيرهم بحياة جديدة، والتي تعكس صور الإيثار وروح العطاء في المجتمع الإماراتي الأصيل.
تقول المواطنة عائشة الشامسي: «تعرضت إلى مرض السكري وأنا بعمر 7 سنوات، بعدها أُصبت بفشل كلوي، حيث خضعت إلى جلسات الغسيل وذلك على مدار 4 سنوات، ثم عُثر على متبرع متوفى، حيث كنت في قمة السعادة، خاصة أنني سأنتهي من معاناة غسيل الكلى المتعب، بعدها خضعت إلى العملية في مدينة الشيخ خليفة الطبية، التي كانت سلسة للغاية، وبدأت الكلى الجديدة بالعمل فوراً، وقدّم الطاقم الطبي في مدينة الشيخ خليفة الطبية كل الرعاية والاهتمام».
قصة مؤثرة
من جهتها، تقول آية النجار (31 عاماً) من جمهورية مصر العربية، التي شاركت قصتها المؤثرة من المرض إلى الشفاء: «ولدت بمرض (تمدد في الشعب الهوائية) الذي اكتشفته بوقت متأخر جداً، حيث تدهورت صحتي وتعرضت رئتي إلى التليف، ووصفت حالتي بالصعبة، وكنت على الأكسجين طوال اليوم وضغط الشريان الرئوي كان مرتفعاً، والحل المناسب لوضعي عمل زراعة رئة، وكانت هذه العملية غير متاحة في بلدي، وكانت متاحة في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، حيث اتجهت إلى دولة الإمارات، وقدم المستشفى الرعاية الطبية الاستثنائية لحالتي».
حياة جديدة
وشارك محمد الشحي (21 عاماً) قصته قائلاً: «وراء كل عملية زراعة حياة جديدة، حيث بدأت رحلتي مع زراعة الكبد بعد أن كنت أعاني من اصفرار في العين، لأتجه إلى أحد المستشفيات، وتم تحويلي إلى كليفلاند كلينك أبوظبي، حيث كنت مصاباً بفشل كبد تكويني، وبدأت رحلة العلاج، وكنت بحاجة ماسة إلى أعضاء، وتم العثور على متبرع، ومن ثم خضعت إلى عملية زراعة الكبد، وتمت العملية من دون أي صعوبات، وفي اليوم الثالث من إجراء العملية كنت مستيقظاً وأتحدث مع عائلتي».
رعاية احترافية
بدورها، قالت فاطمة علي (67 عاماً): «كنت أعاني من تعب شديد، واتجهت إلى عمل الفحوص اللازمة، حيث اكتشفت إصابتي بسرطان الكبد، وكانت مصابة بتليف شديد، حيث كانت نصيحة الدكتور إجراء عملية زراعة كبد، لأتعرض إلى صدمة كبيرة أنا وأفراد أسرتي، حيث كنت معارضة لفكرة العملية، خاصة أنني كبيرة في العمر، واقتنعت للخضوع للعملية بعد أ شرح لي الدكتور في مدينة برجيل الطبية الإمكانات المتاحة التي تسهل من إجرائها».
حياة مختلفة
قال هاني مصطفى من جمهورية مصر العربية: «تعرضت إلى الفشل الكلوي، وبدأت معاناة غسيل الكلى، حيث كان الأمر متعباً جداً، كنت أخضع إلى غسيل الكلى ثلاث مرات لمدة 4 ساعات لكي أتمكن من العيش لمدة 48 ساعة التي تليها، إلى أن توفرت في مدينة برجيل الطبية الكلى من أحد المتبرعين، حيث اختلفت حياتي كثيراً بعد عملية الزراعة، وأحسست بأنني عدت شاباً مرة أخرى وعدت للحياة من جديد».
سعادة غامرة
وتحدث علي العماري: «تبرعت لشقيقتي بعد أن اكتشفنا حاجتها إلى زراعة كلى، حيث تقدم أشقائي كافة للفحوص اللازمة، لكني حسمت الأمر، فقررت أن أعطيها كليتي، والحمدلله تمت العملية بنجاح، حيث شعرت بسعادة غامرة بعد هذه العملية، وشقيقتي تتمتع بالصحة والعافية».
حياة صحية
قال عبدالله النيادي 25 عاماً: «أصبت بالقصور الكلوي المزمن نتيجة ارتفاع الضغط، واكتشفت ذلك بعد أن اتجهت إلى عمل الفحوص اللازمة في المستشفى، حيث ذكر المستشفى أن وظائف الكلى تعاني مشاكل صحية، بعدها كنت أشعر بثقل في الجسم وتجمع السوائل، حيث تدهورت حالتي الصحية، لأخضع إلى عملية قسطرة، ومن بعدها إلى غسيل الكلى، حيث كانت صعبة جداً، قدمت ضمن برنامج زراعة في مدينة الشيخ خليفة الطبية، بعدها تم العثور على متبرع، لأخضع إلى زراعة الكلى، ولله الحمد، أنا اليوم أعيش بصحة وعافية تامة»، مؤكداً أن زراعة الأعضاء تمنح الحياة الجديدة للمستقبلين.
إنقاذ الأرواح
وتقول سارة الريسي، متبرعة بكلية لوالدها: «بعد أن كان والدي بحاجة إلى زراعة كلى، اتجهت برفقة أشقائي إلى عمل الفحوص الطبية اللازمة من أجل إنقاذ حياته، حيث كنت أفضل المرشحين للخضوع إلى العملية والتبرع بها بعد مطابقة الأنسجة معه بنسبة 100%»، مؤكدة أن التبرع بالأعضاء هو حياة جديدة وأمل جديد، لذا لا بد من تشجيع أفراد المجتمع على التبرع بالأعضاء من أجل تقديم حياة صحية أفضل لغيرهم.
إنجازات رائدة على المستوى الإقليمي في حلول الزرع المتقدمة
أوضح الدكتور غوراب سن، مدير برنامج زراعة الأعضاء المتعددة في مدينة برجيل الطبية بأبوظبي، أن برنامج زراعة الأعضاء المتعددة للبالغين والأطفال في المدينة الطبية الذي تأسس عام 2022 يُعد من البرامج الرائدة في دولة الإمارات، حيث يقدم رعاية طبية متخصصة ومتقدمة للمرضى الذين يحتاجون إلى زراعة الكبد والكلى، بالإضافة إلى زراعة الأعضاء المتعددة وزراعة نخاع العظام، إذ حقق البرنامج العديد من الإنجازات الوطنية، بما في ذلك أول عملية زراعة كبد من متبرع حي لأصغر طفل في دولة الإمارات يبلغ من العمر 5 أشهر، وأول عملية زراعة كلى غير متوافقة مع فصيلة الدم، حيث يدعم المستشفى بنشاط التبرع بالأعضاء وبرنامج «حياة»، وأجرى المستشفى حتى الآن أكثر من 60 حالة زراعة كبد وكلى.
وأضاف: «تشمل خدمات زراعة الأعضاء في المدينة الطبية، خدمات زراعة الكلى من متبرعين أحياء ومتوفين، زراعة الكلى الوقائية قبل الحاجة لغسيل الكلى وحدوث الفشل الكلوي، برنامج تبادل الكلى بين المرضى، زراعة الكلى باستخدام تقنيات الجراحة الروبوتية، لافتاً إلى أن فريقاً طبياً متخصصاً يشرف على هذه العمليات، ويعمل بالتنسيق مع مختلف الأقسام لضمان تقديم رعاية متكاملة للمرضى، وتُقدم المدينة الطبية خدمات زراعة الكبد للبالغين والأطفال، بما في ذلك زراعة الكبد من متبرعين أحياء ومتبرعين متوفين، وزراعة الكبد للأطفال، حيث شهد العام الماضي إجراء أول عملية زراعة كبد من متبرع حي لطفل في دولة الإمارات، كما توفّر المستشفى خدمات زراعة نخاع العظام المتكاملة، ومنذ إطلاق هذا البرنامج، قدّم برنامج زراعة نخاع العظم في مدينة برجيل الطبية أكثر من 180 عملية زراعة ناجحة، حيث يعالج هذا البرنامج أمراضاً عديدة مثل اللوكيميا، والثلاسيميا، وفقر الدم المنجلي، وضعف المناعة الأولي».
وأشار إلى استخدام أحدث التقنيات في جراحة زراعة الأعضاء إلى جانب الخبرات الطبية العالمية، التي يمكنها التعامل مع أكثر الحالات تعقيداً، حيث تُستخدم الجراحة الروبوتية في عمليات زراعة الأعضاء لتقليل فترة التعافي، وتحسين نتائج العمليات، كما تتاح زراعة الأعضاء غير المتوافقة (ABO-incompatible): التي تُنفّذ بنجاح في زراعة الكلى، مما يوسع نطاق المتبرعين المحتملين، مع الحرص في المدينة الطبية على تقديم الرعاية والدعم النفسي والاجتماعي للمرضى وعائلاتهم خلال رحلة الزراعة، مما يُسهم في تحسين جودة الحياة قبل وبعد العملية.
أسمى المعاني
وقال الدكتور غوراب: «إن زراعة الأعضاء تُعد من أسمى الأعمال الإنسانية، وإن مدينة برجيل الطبية تواصل جهودها لتقديم أفضل رعاية صحية للمرضى، وتعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء في المجتمع، حيث يمكن لشخص واحد متوفى أن ينقذ حياة 8 مرضى على الأقل عبر التبرع لهم بأعضائه».
حملات التوعية
وعن الدور المجتمعي أكد الدكتور غوراب، أن مدينة برجيل الطبية لا تدخر جهداً في تعزيز الوعي بأهمية التبرع بالأعضاء من خلال الحملات التوعوية وتنظيم حملات في المدارس والجامعات والمجتمع المحلي، لتعريف الأفراد بأهمية التبرع بالأعضاء، والتعاون مع الجهات الحكومية، منها وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ودائرة الصحة في أبوظبي، لتطوير برامج توعوية مشتركة، إلى جانب تشجيع المرضى والمراجعين على التسجيل في برنامج «حياة» للتبرع بالأعضاء.
المتبرعون وأسرهم يقدمون هبة الحياة بأقصى درجات الإيثار
بدوره، قال الدكتور حامد صِدّيق، طبيب استشاري في قسم الرعاية الحرجة بمعهد رعاية المشافي المتكاملة في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: «يهدف استذكار اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء، إلى تعزيز الوعي بأهمية التبرع بالأعضاء في إنقاذ الأرواح، وتحسين جودة حياة المستفيدين، بشكل جذري، ويكرّم هذا اليوم المتبرعين وأسرهم الذين قدموا هبة الحياة بأقصى درجات الإيثار، كما يُمثل دعوة للعمل من أجل التسجيل كمتبرعين ودعم هذه القضية النبيلة».
وأضاف: «بصفتنا أول مركز لزراعة الأعضاء المتعددة في دولة الإمارات، نحرص على تكريم المتبرعين عبر مراسم مسيرة الشرف الرسمية، ونُقدم الدعم المستمر لأسرهم، وتمثل هذه المسيرة تحية مؤثرة لتقدير الشجاعة والتعاطف وراء كل تبرع، وتؤكد أن المتبرعين هم الأبطال الحقيقيون وراء كل عملية زراعة ناجحة».
أبرز العمليات
وأشار الدكتور صِدّيق، إلى البيانات المجمعة عن عمليات الزراعة في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي بين عامي 2017 و2025، والتي تضمنت إجراء 912 عملية زراعة للأعضاء مقسمة على النحو التالي: زراعة الكلى 402 عملية، زراعة الكبد 387 عملية، الرئة 69 عملية، القلب 36 عملية، البنكرياس 18 عملية، وبحسب الإحصائيات والأرقام، تعتبر عمليات زراعة الكلى والكبد هي الأبرز، نظراً لانتشار أمراض الكلى والكبد في مراحلها الأخيرة في المنطقة.
وأوضح أن التطورات الحديثة في مجال زراعة الأعضاء أسهمت في تحسين النتائج للمرضى والاستفادة المثلى من أعضاء المتبرع بها، ومن أبرز هذه التقنيات، منصّة Telehub: لتسهيل متابعة المرضى بعد الزراعة والتدخل المبكر عند الحاجة وبروتوكولات مثبّطات المناعة المتطورة، وهي أنظمة علاجية مُخصصة لتقليل احتمالات رفض الأعضاء، مع الحفاظ على جودة حياة المرضى، فيما كان للجراحة الروبوتية دور كبير في إحداث نقلة نوعية في زراعة الأعضاء بفضل دقتها المتناهية، ومحدودية التدخل الجراحي، والتعافي الأسرع، وفي الآونة الأخيرة، أجرينا لمريضين أول عملية زراعة رئة بمساعدة الروبوت في دولة الإمارات.
وأكد أن تلك العمليات تحققت بفضل تضحيات عدد لا يُحصى من المتبرعين الأبطال الذين منحوا المرضى أثمن هدية على الإطلاق، تتمثل في فرصة جديدة لعيش حياة صحية، لافتاً إلى ما حققه المستشفى من إنجازات كانت الأولى من نوعها في دولة الإمارات في مجال عمليات زراعة الأعضاء المتعددة، وتشمل هذه الإنجازات الريادية عمليات زراعة مشتركة، مثل زراعة الرئة والكبد، وزراعة الكبد والكلى، وزراعة القلب والكلى، وزراعة الكلى والبنكرياس.
رفع مستوى الوعي بالتبرع بالأعضاء
كما أكد الدكتور حامد صِدّيق، أهمية رفع مستوى الوعي بالتبرع بالأعضاء، عبر اتباع نهج متعدد المحاور، بداية من التعليم عبر دمج التوعية بالتبرع بالأعضاء في المناهج الدراسية للمدارس والجامعات وفي مؤسسات الرعاية الصحية، وسرد القصص ومشاركة تجارب المستفيدين وعائلات المتبرعين لإضفاء طابع إنساني على عملية التبرع، وإلهام المجتمع للمشاركة الثقافية والدينية بالتعاون مع القيادات والهيئات الدينية لتصحيح المفاهيم المغلوطة والتكريم والتقدير عبر مواصلة الأنشطة مثل «مسيرة الشرف» وحفلات التكريم والتقدير العامة للاحتفاء بالمتبرعين وعائلاتهم. وأضاف: «برنامج (حياة) الذي يؤكد مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي التزامه برفع الوعي ودعم قضية التبرع بالأعضاء، من خلال هذه المبادرة، بالتعاون مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع، لتشجيع سكان الإمارات الذين تزيد أعمارهم على 21 عاماً للتسجيل كمتبرعين في حالة الوفاة الدماغية والحملات الرقمية بالاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية للوصول إلى فئة الشباب».
برنامج «حياة»
يُعد البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية «حياة»، منظومة وطنية لتعزيز جهود التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية وفق أعلى المعايير والممارسات العالمية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، حيث تعمل بالتنسيق مع مختلف الشركاء الاستراتيجيين محلياً وعالمياً لإنقاذ الأرواح ومواصلة الارتقاء بصحة وسلامة المجتمع وتحسين جودة الحياة.
جهود
تقوم مهمة برنامج «حياة» على حشد الجهود لمنح هبة الحياة، وتشجيع المساهمة المجتمعية من خلال التبرع بالأعضاء، وتسهيل عمليات التبرع وزراعة الأعضاء، وتحفيز أفراد المجتمع على تبّني أسلوب حياة صحي، يجنبهم فشل الأعضاء.
وتجيز دولة الإمارات العربية المتحدة عمليات نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، وذلك وفقاً لأحكام المرسوم بقانون اتحادي رقم (5) لسنة 2016.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات التبرع بالأعضاء زراعة الأعضاء وزارة الصحة ووقاية المجتمع الذكاء الاصطناعي وزراعة الأعضاء والأنسجة البشریة مستشفى کلیفلاند کلینک أبوظبی فی مدینة الشیخ خلیفة الطبیة فی مدینة برجیل الطبیة فی دولة الإمارات التبرع بالأعضاء أول عملیة زراعة المدینة الطبیة عملیات زراعة الکلى والکبد برنامج زراعة خدمات زراعة زراعة الکبد زراعة الکلى حیاة جدیدة غسیل الکلى الأعضاء فی بما فی ذلک إلى زراعة زراعة کبد فی زراعة من متبرع إلى عمل من خلال حیث کنت من أجل بعد أن التی ت
إقرأ أيضاً:
دراسة: تجارب الاقتراب من الموت تشبه تجارب المخدرات المهلوسة
نشرت مجلة "Frontiers in psychology " العلمية، دراسة حديثة، اكتشف من خلالها علماء بجامعة غرينتش، بقيادة الدكتور باسكال مايكل، أن هذه تجربة الاقتراب من الموت، تتشابه بشكل كبير مع تجارب تعاطي المخدرات المهلوسة.
وبيّنت الدراسة أن التجربتين غالبا ما تُفضيان إلى رؤى غريبة متشابهة، تشمل مشاعر الانفصال عن الجسد ومواجهة كائنات خارقة للطبيعة والسفر إلى أماكن غامضة. والأكثر إثارة أن بصيص أمل يُرى في جميع تجارب الجرعات العالية من بعض المخدرات تقريبا.
وقام العلماء، بمقارنة التقارير الذاتية لـ 36 مشاركا تناولوا جرعة عالية من مخدر DMT المُبخّر، وهو المكون النشط في مشروب "آياهواسكا"، مع قاعدة بيانات لتجارب الاقتراب من الموت الناتجة عن نوبات قلبية.
كما أظهرت النتائج أن المشاركين في الحالتين أبلغوا عن تجارب متشابهة مثل الشعور بالخروج من الجسد وعبور نفق ورؤية أضواء ساطعة، بالإضافة إلى مقابلة كيانات غامضة، مشيرةً هذه التشابهات إلى وجود آلية عصبية مشتركة وراء هذه الأعراض.
و يؤكد فريق البحث، أن التجارب تنتج من تأثيرات عصبية تصاعدية على مراكز المعالجة البصرية ومستقبلات السيروتونين في الدماغ. فعلى سبيل المثال، أثناء تجربة DMT، يؤدي تنشيط مستقبلات السيروتونين إلى تحفيز شديد للنشاط العصبي، فيما تسبب تجربة الاقتراب من الموت فرط استثارة في الجهاز البصري.
وأوضح العلماء، أن رغم هذه التشابهات، ثمة اختلافات مهمة بين التجربتين. فمثلا، في تجارب الاقتراب من الموت، يلتقي الأشخاص أحيانا بأحبائهم الذين فارقوا الحياة، بينما في رحلات DMT، يتحدث المشاركون عن لقاء مخلوقات غريبة تشبه الحشرات أو الأخطبوط.
وتختلف طبيعة "الخروج من الجسد"؛ إذ يصف البعض في تجربة الاقتراب من الموت رؤية أجسادهم من الخارج، بينما في تجارب DMT يكون الشعور بعدم وجود جسد غالبا.
وأشارت التجارب إلى اختلاف طبيعة الأنفاق، إذ يكون النفق في تجربة الاقتراب من الموت غالبا ممرا مظلما ينتهي بضوء ساطع، بينما في تجارب DMT، تأخذ الأنفاق شكل هياكل هندسية معقدة وملونة.
ويعتقد العلماء أن هذه الفروقات تعود إلى عوامل معرفية مثل التوقعات الثقافية والذاكرة ونظام المعتقدات الشخصية، فضلا عن السياق النفسي لكل فرد.
ومن جانبه، يقول الدكتور ديفيد لوك، الأستاذ المساعد في جامعة غرينتش: "قد تكون هناك آليات بيولوجية مشتركة، إذ يُنتج الدماغ مادة DMT بشكل طبيعي وربما يُطلقها عند لحظة الموت أو أثناء تجربة الاقتراب من الموت". ومع ذلك، لا تزال هذه النظرية قيد الدراسة ولا توجد أدلة قاطعة حتى الآن.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن فريقًا من العلماء الباحثين في عقار DMT توصلوا، من خلال صور للدماغ، إلى أن هذا العقار يتسبب في جعل النشاط الدماغي أكثر اضطرابًا وفوضوية.
وقال البروفيسور روبن كارهارت هاريس، مؤسس مركز أبحاث المواد المخدرة في إمبريال كوليدج لندن، "أتاح لنا التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي رؤية الدماغ بالكامل، بما في ذلك أعمق بُنى الدماغ، وساعدنا تخطيط كهربية الدماغ على رصد النشاط الإيقاعي الدقيق للدماغ".
التقطت صور للدماغ من ثماني دقائق قبل جرعة DMT إلى عشرين دقيقة بعدها.
تكشف الصور عن تأثير كبير على الدماغ، لا سيما في المناطق المسؤولة عن التخطيط واللغة والذاكرة واتخاذ القرارات المعقدة والخيال.