بغداد تفرمل الجدل: مذكرة تفاهم مع طهران لا اتفاقية ملزمة
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
14 أغسطس، 2025
بغداد/المسلة: في خضم الجدل السياسي والإعلامي الذي أحاط بزيارة الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى بغداد، حرصت مستشارية الأمن القومي العراقية على رسم خط فاصل بين المفاهيم القانونية والسياسية، مؤكدة أن ما جرى ليس اتفاقية أمنية بالمعنى الملزم دولياً، بل مذكرة تفاهم أمنية ذات طبيعة فنية وإجرائية.
ويسلط هذا التوضيح الضوء على حساسية المفردات في القاموس الدبلوماسي، حيث يترتب على توصيف “اتفاقية” التزامات سيادية ملزمة ومصادقة برلمانية، بينما تتيح “مذكرة التفاهم” هامشاً أوسع للمناورة السياسية وتجنب الاصطدام بالتحفظات الداخلية أو الضغوط الإقليمية.
ويكشف البيان عن أن هذه المذكرة لم تولد في لحظة زيارة لاريجاني، بل تعود جذورها إلى محضر أمني وُقع في 19 آذار 2023، هدفه ضبط أمن الحدود المشتركة وإيجاد آلية لتحييد نشاط المعارضة الكردية الإيرانية في إقليم كردستان العراق، وهو ملف ظل يمثل أحد أكثر نقاط التوتر بين بغداد وطهران.
وتبرز في تفاصيل التوضيح دلالات التوقيت، إذ جرى إعداد المذكرة قبل التصعيد العسكري الذي شهدته المنطقة مع “العدوان الصهيوني” على إيران، ما يوحي بأن المسار التفاوضي كان منفصلاً نسبياً عن التطورات الساخنة الأخيرة، وإن كان من المؤكد أن الظرف الإقليمي أضفى على التوقيع زخماً سياسياً ورسائل أمنية متبادلة.
ويشير مسار المصادقة الحكومية على المذكرة، قبل التوقيع الرسمي، إلى حرص بغداد على إعطاء الإجراء غطاءً قانونياً داخلياً، بما يحفظ لها مساحة للتحرك أمام الانتقادات التي قد تصدر من أطراف سياسية ترى في التعاون الأمني مع إيران مساساً بمبدأ التوازن في العلاقات الإقليمية.
و يبدو أن العراق أراد من خلال هذا التوضيح تفكيك أي انطباع بوجود اتفاق أمني استراتيجي شامل مع إيران، مفضلاً تقديم الأمر على أنه تنسيق تقني محدود الإطار، في وقت لا تزال فيه بغداد تحاول الموازنة بين ضرورات الأمن القومي واستحقاقات الحياد الإقليمي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
هيئة الدواء المصرية توقع مذكرة تفاهم مع وكالة تنظيم الأدوية في أنجولا لتعزيز التعاون
في إطار تعزيز الدور المصري في دعم منظومات الصحة والدواء داخل القارة الإفريقية، وقعت هيئة الدواء المصرية مذكرة تفاهم مع وكالة تنظيم الأدوية في أنجولا (ARMED)، وذلك على هامش اجتماعات اللجنة المصرية–الأنجولية المشتركة المنعقدة في لواندا خلال الفترة من 10 إلى 12 ديسمبر 2025.
يأتي توقيع المذكرة ليجسد المكانة المتنامية للهيئة كأحد أهم المراجع التنظيمية الرئيسية في القارة الإفريقية، ويعكس الثقة المتزايدة من الدول الشقيقة في الخبرات الفنية المصرية، وقدرتها على قيادة مبادرات تطوير النظم الرقابية الدوائية وتبادل المعرفة وبناء القدرات.
وقد وقع المذكرة عن الجانب المصري السفير الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، نيابةً عن هيئة الدواء المصرية، بينما وقع عن الجانب الأنجولي وزير العلاقات الخارجية السيد تيتي أنطونيو (Teté António)، في خطوة تعكس قوة العلاقات بين البلدين، وحرص الجانبين على الارتقاء بأطر التعاون الدوائي والصحي.
وتُعد المذكرة محطة محورية ضمن الجهود الاستراتيجية التي تبذلها هيئة الدواء المصرية لتعزيز نفاذ الدواء المصري إلى الأسواق الإفريقية، وفتح آفاق أوسع للتعاون الصناعي والتنظيمي، بما يسهم في دعم التبادل التجاري، ورفع كفاءة سلاسل الإمداد الدوائي، وتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين في القارة.
وتمثل امتداداً لنهج هيئة الدواء المصرية في توسيع شراكاتها الإقليمية والدولية، وتعزيز التكامل بين الدولة والقطاع الخاص، بما يدعم رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، ويعزز مكانة مصر كداعم رئيسي لتطوير القطاع الدوائي الإفريقي.