13 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: تمثل تصريحات رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو بشأن ما سماه “إسرائيل الكبرى” لحظة فارقة في الخطاب السياسي الإسرائيلي، إذ تعكس بوضوح النزعة التوسعية المتجذرة في الفكر الصهيوني منذ نشأته، وتعيد إلى الواجهة مفردات الخرائط القديمة التي كانت تُرسم في غرف المفاوضات السرية، وتُموَّه في العلن تحت غطاء ما يسمى بـ”حل الدولتين”.

ووتقرأ الأمانة العامة لجامعة الدول العربية هذه التصريحات كاختبار مباشر لصلابة المنظومة العربية في الدفاع عن الأمن القومي الجماعي، باعتبار أن استهداف أراضي دول ذات سيادة يشكل انتهاكًا لركائز النظام الدولي، وضربةً لأسس احترام الحدود التي وُضعت بعد الحربين العالميتين.

ويكشف بيان الجامعة عن وعي سياسي بأن مثل هذه التصريحات لا تأتي بمعزل عن السياق الإقليمي المأزوم، حيث الانقسامات العربية، والتحولات الجيوسياسية، والفراغات الأمنية التي قد تُغري أي قوة خارجية بمحاولة فرض وقائع جديدة.

وتحمل اللهجة القاطعة في البيان العربي رسائل مزدوجة، أولها إلى الداخل العربي بضرورة التمسك بمفهوم الأمن القومي كإطار ردعي موحّد، وثانيها إلى القوى الدولية بأن تجاهل هذه التصريحات يفتح الباب أمام سابقة خطيرة تقوّض مبدأ السيادة.

وفي البعد القانوني، يمثل ما طرحه نتنياهو تحديًا سافرًا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية التي ترفض ضم الأراضي بالقوة، ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية الاختيار بين التمسك بالقانون أو السماح بترسيخ واقع استعماري جديد.

ويرى مراقبون أن هذا الخطاب الإسرائيلي قد يكون جزءًا من استراتيجية “التصعيد المحسوب”، التي تهدف إلى اختبار ردود الأفعال، وإعادة رسم سقف التفاوض بما يخدم الأجندة التوسعية.

غير أن هذه الاستراتيجية قد تنقلب على أصحابها إذا ما نجح العرب في تحويل التصعيد إلى ورقة تعبئة دبلوماسية، تضع الاحتلال في مواجهة ضغط دولي متنامٍ، وتعيد ترتيب أولويات الأمن القومي العربي على نحو يدمج البعد الفلسطيني في عمق الحسابات الإقليمية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء أبلغ بالانسحاب من قمة شرم الشيخ في حال مشاركة نتنياهو

13 أكتوبر، 2025

بغداد/المسلة: أبلغ رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، الاثنين، الجانبين المصري والأميركي، بأن العراق سينسحب من قمة شرم الشيخ في حال شارك الرئيس الصهيوني، بنيامين نتنياهو.

وقال مصدر رفيع لوسائل اعلامية: إنه لا توجد دعوة رسمية موجهة من قبل الجانب المصري الى نتنياهو من أجل حضور قمة شرم الشيخ، مبيناً أن ترامب حاول إحضار رئيس حكومة الكيان الصهيوني وأجرى اتصالات دبلوماسية بهدف ضمان حضور نتنياهو قمة شرم الشيخ.

وأكد أن رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني أبلغ الجانبين المصري والأميركي بأن العراق سينسحب من القمة في حال شارك نتنياهو وهو موقف عراقي حاسم.

ولفت الى أن مواقف المشاركين كانت مشابهة لموقف العراق ولهذا فإن محاولة ترامب بجلب نتنياهو الى قمة شرم الشيخ لم تنجح، مشيراً الى أن الرسالة العراقية أبعد من الموقف نفسه فهي تُظهر استقلال القرار العراقي وقدرته على التأثير.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • ترامب: ممتن للدول العربية والإسلامية التي ساهمت في اتفاق السلام لإنهاء الأزمة في غزة
  • ترامب: سنفعل شيئًا لا يُصدق.. وأشيد بالدول العربية التي تعهدت بإعادة إعمار غزة
  • ترامب: الدول العربية والإسلامية شركاء في السلام بالشرق الاوسط
  • رئيس الوزراء أبلغ بالانسحاب من قمة شرم الشيخ في حال مشاركة نتنياهو
  • العربية للتنمية الإدارية تنظم غدا بتونس الملتقى العربي السابع للحوكمة
  • انطلاق فعاليات النسخة الثالثة من نموذج محاكاة برلمان الشباب العربي بالجامعة العربية
  • الأمن المائي العربي في سياق الصراعات السياسية
  • حابس الشروف: اتفاق شرم الشيخ يعكس انتصار الدبلوماسية العربية ومرحلة جديدة من الواقعية الدولية
  • مرصد اقتصادي يقرع ناقوس الخطر: مبيعات النفط لم تعد كافية لنفقات الدولة العراقية
  • الشباب والرياضة تستقبل وفود الدول العربية المشاركة في نموذج محاكاة برلمان الشباب العربي