الثورة نت:
2025-08-14@04:55:57 GMT

الاحتلال الكامل لغزة… مخطط قديم بوجه جديد

تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT

 

منذ بداية الحرب على غزة، تبنّى الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من السياسات الإجرامية الممنهجة ضد الفلسطينيين، تراوحت بين العمليات التدميرية واسعة النطاق تحت مسمى “عمليات عسكرية”، وبين سياسة التجويع والإغلاق الشامل التي استمرت أكثر من أربعة أشهر، ومنعت دخول الغذاء والدواء والماء بشكل كامل إلى القطاع.

وهذه السياسات لم تكن مجرد ردود فعل عسكرية، بل جزء من مخطط استراتيجي يستهدف الإنسان الفلسطيني قبل الأرض، ويمهّد لمرحلة جديدة من التهجير القسري.

اليوم، ومع إعلان حكومة الاحتلال نيتها احتلال قطاع غزة بالكامل، تتضح ملامح هذا المخطط بشكل أوسع.

فبعد إفشال الصفقة التي كان يفترض الإعلان عنها في الدوحة الشهر الماضي، يبدو أن القرار الإسرائيلي يسير في اتجاه تنفيذ المشروع الاستيطاني التوسعي، القائم على تفريغ غزة من سكانها والسيطرة عليها جغرافيًا وديموغرافيًا، في أخطر خطوة على القضية الفلسطينية منذ عقود، وأن الاحتلال الكامل لغزة هو مخطط قديم بوجه جديد.

محاولات الاحتلال لتهجير الفلسطينيين ليست جديدة؛ فقد جُرّبت خلال الحرب على مدى عامين تقريبًا عبر القصف المكثف، والتجويع، وتدمير البنية التحتية، وإغلاق المعابر. لكن هذه المرحلة الجديدة تحمل مخاطر أكبر، إذ يسعى الاحتلال إلى تنفيذ التهجير تحت غطاء “إعادة الاحتلال”، بدعم اليمين الإسرائيلي الصهــيوني المتطرف التي ترى في غزة ساحة مفتوحة لمشروعها التاريخي.

ورغم الحراك الدولي الرافض لهذه الخطوة، إلا أن هذا الرفض ما يزال خطابيًا أكثر منه عمليًا، في ظل غياب إجراءات فعلية لتجريم الاحتلال ومحاسبته على جرائمه.

قرار إعادة احتلال غزة ليس قرارًا أمنيًا بحتًا، بل يندرج ضمن سلسلة قرارات تخدم مصالح نتنياهو وائتلافه الحاكم، وتُرضي حلفاءه من اليمين المتطرف. هذا التيار يرى في الحرب وسيلة لإبقاء التماسك الحكومي، وتنفيذ مخططاته التوسعية، حتى لو كان الثمن استمرار الإبادة الجماعية في غزة.

واللافت أن أصواتًا إسرائيلية من داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية حذّرت من هذه الخطوة. فقد قال إيهود باراك، رئيس الحكومة الأسبق، إن “ما يجري في غزة هو إخفاق استراتيجي قد يتحول إلى كارثة سياسية”.

وأمام هذا الواقع، تتحمل الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي مسؤولية تاريخية في منع تنفيذ مخطط الاحتلال الكامل، عبر خطوات فعلية لعزله، وفرض العقوبات عليه، وملاحقة قادته أمام المحاكم الدولية.

فالتراخي في هذه اللحظة سيجعل من غزة نقطة البداية لمشروع توسعي أخطر، يهدد – كما صرّح قادة اليمين الإسرائيلي – دولًا عربية أخرى، ضمن رؤية “شرق أوسط إسرائيلي جديد” قائم على القوة والبطش.

ورغم الكلفة البشرية والمادية الهائلة التي تحملتها، أثبتت المقاومة في غزة قدرتها على الصمود والمواجهة على مدار عامين من الحرب.

وإذا ما أقدم الاحتلال على غزو كامل للقطاع، فإن آلاف الشبان الفلسطينيين سينضمون إلى صفوفها، كما حدث سابقاً، وخلال الانتفاضة الأولى وانتفاضة الأقصى، مما سيجعل الاحتلال أمام معركة استنزاف طويلة، ويزيد من احتمالات فشله في تحقيق أهدافه.

إن قرار الاحتلال إعادة احتلال غزة ليس خطوة معزولة، بل حلقة في مشروع استعماري طويل الأمد، لكن كما فشلت محاولاته السابقة في كسر إرادة الفلسطينيين، فإن هذه المحاولة – مهما كانت قاسية – ستواجه إرادة مقاومة تعرف أن البقاء على الأرض هو المعركة الحقيقية.

وفي ظل غياب ردع دولي حقيقي، ستبقى غزة عنوانًا للصمود، وستظل معركة الاحتلال الكامل مشروعًا صهيونيًا مصيره الفشل.

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مصطفى بكري: «مصر محاصرة بحزام ناري ولن تسمح بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء»

أكد الإعلامي مصطفى بكري، أن مصر تتعرض لحرب شاملة من جميع الاتجاهات الاستراتيجية، وهى ما تسمى بـ «حروب الجيل الرابع»، التي تعتمد على نشر الشائعات والأكاذيب، والتشكيك في ثوابت الدولة الوطنية، ومحاولة طمس الهوية وقطع الصلة بين الماضي والحاضر.

مصطفى بكري: مصر محاصرة بـ حزام ناري

وأضاف بكري أن قراءة المشهد الراهن سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا تكشف أن مصر محاصرة بـ «حزام ناري» من الجنوب والغرب والشمال الشرقي ومضيق باب المندب، يقف خلفه مخطط ضخم يستهدف الدولة المصرية، ويضع الجيش المصري في بؤرة الاستهداف، سواء عبر التشكيك في قدرته القتالية أو في دوره التنموي وحماية الأمن القومي.

مصطفى بكري: ما يحدث في غزة محاولة للضغط على مصر

وأشار خلال مشاركته في ندوة بعنوان «معركة الوعي ودور القوى الناعمة في تشكيل الهوية المصرية»، بمكتبة الإسكندرية، إلى أن ما يحدث في غزة مرتبط بشكل مباشر بمحاولة الضغط على القاهرة، معتبرًا أن هناك مخططًا جادًا لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وهو ما لن تسمح به مصر، رغم بقاء جميع السيناريوهات مطروحة.

بكري: هدف التحركات إسقاط الدولة المصرية

وأكمل أن الهدف الأساسي من هذه التحركات هو إسقاط الدولة المصرية، وفرض شروط وأجندات دولية على الجيش، مشبهًا الأمر بما جرى في اتفاقية لندن عام 1848 وأحداث عام 1967.

مصطفى بكري خلال مشاركته في الندوة

وشدد بكري على أن الظروف الإقليمية، خاصة بعد ما شهدته دول مثل لبنان وسوريا وفلسطين واليمن وإيران، تجعل من مصر الهدف الرئيسي للمخططات الإقليمية والدولية.

مصطفى بكري: المرحلة الحالية هي الأخطر في تاريخ القضية العربية

وأكد أن التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تحدث فيها عن «إسرائيل الكبرى» وتشمل غزة والضفة والأردن ومصر، تكشف أبعاد الخطر المحدق، مضيفًا أن المرحلة الحالية هي الأخطر في تاريخ القضية العربية.

الإعلامي مصطفى بكري الإعلامي مصطفى بكري الإعلامي مصطفى بكري مصطفى بكري يطالب بطرح رؤى لمواجهة أي مخطط يستهدف الدولة

واختتم بكري تصريحاته بالتأكيد على أن الاصطفاف الوطني والمشاركة الشعبية خلف القيادة السياسية بات ضرورة لمواجهة هذه التحديات، داعيًا إلى طرح رؤى وبدائل توحد الصفوف في مواجهة أي مخطط يستهدف الدولة ومؤسساتها.

اقرأ أيضاًمصطفى بكري ناعيا اللواء نجيب عبد السلام: كان رجلا وطنيا.. وموقفه مع المتظاهرين في 11 فبراير لا ينسى

«النضال من أجل وحدة الوطن».. مصطفى بكري: رسائل مهمة للمشير حفتر في ذكرى تأسيس الجيش الليبي

مقالات مشابهة

  • الهباش: مصر أفشلت مخطط تهجير الفلسطينيين وقدّمت النسبة الأكبر من المساعدات لغزة|فيديو
  • مصطفى بكري: «مصر محاصرة بحزام ناري ولن تسمح بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء»
  • الأنظمة التي باركت فض رابعة لن تنقذ الفلسطينيين
  • مصر والسعودية ترفضان خطة الاحتلال الإسرائيلي لغزة وتدعوان لوقف فوري لإطلاق النار
  • حماس تدعو الدول العربية والإسلامية لتفعيل قوّتها بوجه الاحتلال
  • محلل سياسي: إسرائيل تمضي في مخطط التهجير والتدمير بدعم أمريكي
  • كوريا الشمالية تطالب جيش الاحتلال بوقف الحرب والانسحاب الكامل من غزة
  • حماية الصحفيين: ندين قتل الصحفيين الفلسطينيين ونطالب بحملة دولية لملاحقة قادة الاحتلال الإسرائيلي
  • الأورومتوسطي: التدخل الدولي عبر إسقاط المساعدات جوًا لغزة تواطؤ مع التجويع الإسرائيلي