الاحتلال يقتل ويُنكر.. أطباء عائدون من غزة يروون فظائع الإبادة
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
#سواليف
بينما يحاول #الاحتلال الإسرائيلي وحلفاؤه التشكيك في حقيقة #المأساة التي يعيشها سكان قطاع #غزة من #قتل و #تجويع و #حصار، حتى مع الانتشار الواسع لصور شهداء #القصف_الصهيوني على #المنازل و #الخيام، وكذلك صور ضحايا #المجاعة التي تزداد كل يومٍ بشكل متسارع، تأتي شهادات لأطباء وممرضين عايشوا المأساة في غزة، ليؤكدوا وقوعها ويُكذّبوا روايات الاحتلال المضللة.
الشهادات التي أدلت بها الطواقم الطبية من جنسيات أوروبية، تأتي متفقة مع تقارير أممية وحقوقية تؤكد أن الأوضاع في غزة كارثية ومؤهلة لزيادة حجم الضحايا بشكل يومي، لتبقى رواية الاحتلال ومن يدعمها منفردة بالكذب بين كل تلك الأدلة التي لا تقبل التشكيك.
وقالت صحيفة لوموند البريطانية إن 5 أطباء وممرضتين نفذوا عدة مهمات إنسانية في قطاع غزة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، حدثوها عن استحالة تلبية احتياجات السكان هناك، وكيف أثرت هذه التجربة فيهم.
مقالات ذات صلةصدمة الأطباء
وتبدأ الصحيفة -حسب المقابلة التي أجرتها كلوتيلد مرافكو- بشهادة طبيب الطوارئ الفرنسي مهدي الملالي (33 عامًا) الذي قضى 3 أسابيع في غزة أثناء مهمة نظمتها منظمتا “الرحمة” و”بال ميد أوروبا”، فهو يقول إنه لا كلمات تصف بدقة جحيم قطاع غزة، ويعتذر بعد أن غلبته العواطف قائلًا “جزء مني عالق هناك. أجد صعوبة في التوقف عن التفكير”.
ويقول جراح العظام فرانسوا جورديل إنه يعود وقد تغير تمامًا، مؤكدًا أن غزة حالة فريدة، “القصف متواصل، والناس لا يستطيعون الفرار. جميع السكان متضررون”.
وقد اتفق 5 أطباء وممرضتان، بينهم 6 فرنسيين وسويسرية، شاركوا في مقابلة مع الصحيفة، على أنهم صدموا من النسبة المرتفعة جدا للأطفال بين الضحايا والجرحى الذين عالجوهم، مستنتجين من ذلك الطبيعة العشوائية للقصف الإسرائيلي.
وأول ما رآه الأطباء عند وصولهم أنقاضًا وهياكل مبان محطمة، وكان أزيز الطائرات المسيرة المزعج والانفجارات التي تمزق السماء ملء أسماعهم طوال الوقت.
قصف لا يتوقف
وقد أحصى فرانسوا جورديل، الذي سافر مع منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية “أحيانًا ما يصل إلى 5 أو 6 صواريخ في الدقيقة”، يقول “كان القصف عنيفا للغاية، كزلزال. اهتز المستشفى بأكمله بفعل موجات صدمية. المرضى على الأرض ممزقون”.
وتحدثت كارين هوستر بصراحة، وهي ممرضة نفذت حوالي 20 مهمة إنسانية حول العالم منذ عام 2014، وسافرت إلى غزة 3 مرات في عام 2024 كمديرة للأنشطة الطبية في منظمة أطباء بلا حدود، وهي تقول “كان المرضى مستلقين على الأرض، منزوعي الأحشاء. عندما ماتوا، دفعناهم إلى زاوية. لم يكن لدينا وقت لنقلهم إلى المشرحة لأن جرحى آخرين كانوا يصلون”.
ويتذكر مهدي الملالي أنه استقبل في المستشفى الإندونيسي حوالي 30 جريحا من عائلة واحدة كانوا نائمين وقت الانفجار، يقول “كانت الأم مضطربة بعض الشيء، لم تكن تدري ماذا تفعل. أخبروها أن أحد أبنائها قد توفي. قبلته على جبينه، ثم بدأت تعد أطفالها الآخرين وهي تبحث عن ابنها الرابع الذي لم يكن موجودا، ولم يعثر عليه قط”.
الأطباء صدموا من النسبة المرتفعة جدا للأطفال بين الضحايا والجرحى الذين عالجوهم، مستنتجين من ذلك الطبيعة العشوائية للقصف الإسرائيلي
الموت صار مألوفًا
وتتذكر الممرضة سونام دراير-كورنوت (36 عاما) وهي في مكتبها بسويسرا، أنها عندما غادرت غزة في نهاية مهمتها، بعد شهرين من الحصار الشامل، لم يعد هناك دقيق في غزة، مع أن العديد من الناجين يعانون من حروق بالغة، وهم يحتاجون، للشفاء بشكل صحيح، لاستهلاك 3 آلاف سعرة حرارية يوميا.
مصادر للجزيرة مباشر: جرحى جراء استهداف قوات الاحتلال منتظري المساعدات قرب محور نتساريم وسط قطاع غزة pic.twitter.com/dNjZTEBlmU
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) August 12, 2025وفي غزة أصبحت الحياة كالجثث ممزقة -كما تقول الممرضة- فهناك يصل بعض الأطفال في حالة من التوتر الحاد “صامتين تماما، يحدقون ويبدو عليهم التعب. لا يتحركون ولا يتكلمون ولا يبكون”، رغم إصاباتهم البالغة أحيانا.
ويصبح الموت أمرا مألوفا، حيث تتذكر أخصائية التخدير والعناية المركزة أوريلي غودار (44 عاما) أن رجلا في الخمسينيات من عمره أُصيبت ساقه في انفجار بدير البلح، وقال لها “هل يمكنني المغادرة لساعتين؟ علي أن أذهب لدفن أبنائي”، وتضيف “قالها هكذا. كان الأمر مثيرا للقشعريرة”.
وتضيف الطبيبة التي نفذت 3 مهمات إلى غزة لصالح منظمة أطباء بلا حدود عام 2024، أنها في كل مرة تشهد المزيد من الدمار، إذ لم تعد رفح موجودة، وخان يونس مدمرة، والشمال أرض قاحلة، والقيود الإسرائيلية تترك سكان غزة لا يكادون يتنفسون، بلا كرامة ولا أمل.
وتقول الممرضة كارين هستر إنها عملت في العراق وهايتي وجمهورية الكونغو الديمقراطية، و”لكنني لم أشهد قط وضعا كهذا حيث لا يملك السكان الحق في الوجود. في غزة، السكان المدنيون هم من يدفعون الثمن. لدى إسرائيل الوسائل لتجنب هذا، لكنها تختار أن تكون غير إنسانية”.
???? تذكير
مجمع الشفاء الطبي في غزة، أكبر مستشفى في فلسطين، خارج الخدمة تمامًا بعد أن دمّر الجيش الصهيوني جميع مبانيه تقريبًا، وقتل و اعتقال معظم موظفيه الطبيين وممرّضيه. pic.twitter.com/8PkOEjxKM2
الشعور بأهمية الدور
وذكر التقرير أن أكثر من 60 ألف فلسطيني قتلوا في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول -حسب بيانات تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة– ولكثرة الإصابات هناك نقص في الضمادات والأدوية ووسائل التخدير.
ويقول جراح العظام سمير عدو (58 عاما) الذي نفذ أول مهمة له في منطقة نزاع في مستشفى ناصر بخان يونس، إنه استعد لإصابات الحرب، لكنه صدم عندما وجد نفسه يجري عمليات جراحية غالبية أصحابها من الأطفال والنساء.
وهو منذ ذلك الحين -كما يقول- يشعر كأنه يخبر وسائل الإعلام بكل شيء، عن الأطفال مبتوري الأطراف، وأهوال الحرب دون أي رد فعل، ويضيف “دعونا نتحدث عن أنفسنا في فرنسا، عن إنسانيتنا، هل بقي لنا شيء منها؟”.
وأشارت الصحيفة إلى أن العاملين في مجال الرعاية الصحية في غزة، يشعرون بأنهم يؤدون مهمة مفيدة، وهم لذلك يحاولون العودة، ولكن السلطات الإسرائيلية رفضت عودة سمير عدو رغم حيازته التصاريح اللازمة، كما أن باسكال أندريه، طبيب طوارئ أنهى مهمة استمرت أسبوعين في المستشفى الأوروبي بخان يونس في فبراير/شباط 2024، وحاول العودة 4 مرات، لكن إسرائيل ألغت تصاريحه في اللحظة الأخيرة.
ويخلص مهدي الملالي إلى أنه “بفضل زملائنا الفلسطينيين، نصمد في هذا الجحيم”، ويستذكر اللحظات النادرة التي كان أطباء غزة يبوحون له فيها بأوجاعهم وذكرياتهم، مختتما بأن صبرهم يبهر العاملين في المجال الإنساني، وأن العاملين يجمعون على أن أهل غزة لا يحقدون، وأنهم ببساطة يريدون إنهاء المذبحة ويطالبون بالعدالة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الاحتلال المأساة غزة قتل تجويع حصار القصف الصهيوني المنازل الخيام المجاعة فی غزة
إقرأ أيضاً:
ما المطلوب لتسريع ملاحقة الاحتلال على جرائم الإبادة في غزة؟
غزة - خاص صفا أكد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" صلاح عبد العاطي أن هناك عدة آليات يجب اتخاذها من أجل تسريع ملاحقة الاحتلال الإسرائيلي ومحاسبة جنوده وقادته على جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة. وقال عبد العاطي في حدبث خاص لوكالة "صفا"، يوم الأحد: إن المطلوب اليوم دعم وتسريع مسار ملاحقة الاحتلال وقادته أمام محكمة الجنايات الدولية، لإصدار مذكرات اعتقال بحق كل من شارك في جرائم الإبادة الجماعية بغزة من مسؤولين وجنود الاحتلال ودول زشركاء وشركات. وشدد على ضرورة تسريع إجراءات البت في القضية المرفوعة لدى محكمة العدل الدولية لتحمل" إسرائيل" مسؤولياتها القانونية عن جريمة الإبادة الجماعية. وأضاف أن المطلوب أيضًا، دعم جهود ملاحقة جنود الاحتلال أمام القضاء الوطني، كما فعلت إسبانيا، وكما فعلنا نحن كمؤسسات حقوقية في رفع دعاوي قضائية أمام القضاء الوطني. وتابع أن المطلوب كذلك، النضال من أجل محكمة خاصة لمحاكمة قادة الاحتلال على هذه الجرائم النكراء، لافتًا إلى أن هذه جزء من العدالة التي لا يمكن مقايضتها بشكل من الأشكال. وأشار إلى أن هناك جملة من الملفات جرى إحالتها لمحكمة الجنايات الدولية، من خلال المؤسسات الحقوقية للضغط على الادعاء العام لأجل فتح تحقيق جاد فيها. وأردف "لكن المطلوب من دولة فلسطين إحالة هذه الجرائم وفق المادة (14) إلى المحكمة، وإن كانت هناك ضغوط تحول دون ذلك". وبين أن عددًا من الدول أحالت هذه الجرائم للمحكمة الجنائية بما يلزم مكتب الادعاء العام بفتح تحقيق جاد فيها، لكن الضغوط الأمريكية والعقوبات التي فُرضت على المحكمة أدت حتى الآن إلى التسويف والمماطلة في استكمال هذه الملفات. وأكد أن تحويل الوثائق والملفات الخاصة بحرائم الاحتلال في القطاع للمحافل الدولية تحتاج إلى تشكيل لجنة وطنية، لكن في ظل غياب النظام السياسي وتفعيل اللجنة السابقة باتت المؤسسلت الحقوقية تُرسل هذه الملفات بشكل مباشر. وأما عن آليات المرافعات والدعاوي أمام القضاء الوطني، فأوضح عبد العاطي أن المؤسسات الدولية هي من تقوم بذلك، ومن بينها: الهيئة الدولية "حشد"، ومؤسسة "هند رجب" الحقوقية، وغيرها من المؤسسات الحقوقية الفلسطينية المختصة بمتابعة هذه الجرائم. وحول أبرز الجرائم التي يتم التحقيق فيها ورفعها للمحاكم الدولية، قال عبد العاطي إن هذه الجرائم تتضمن استهداف المدنيين والأطفال والنساء والمسعفين والصحفيين، وباقي الفئات المحمية بموحب القانون الدولي، بالإضافة إلى تدمير الأعيان والممتلكات المدنية، وأيضًا جرائم تنكيل وتعذيب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. وأضاف أن من بين هذه الجرائم أيضًا، استهداف المستشفيات والطواقم الطبية، وكافة الجرائم التي مارسها الاحتلال من عمليات قتل جماعي واستخدام الأسلحة المحرمة دوليًا. وتابع "وحتى جرائم التجويع وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية، وإنشاء "مؤسسة غزة الآنسانية" التي مارست القتل بحق المجوّعين كلها تدخل ضمن اختصاص محكمة الحنايات والقضاء الوطني في دول مختلفة من العالم". وبدعم أمريكي، ارتكبت "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 67 ألف شهيد و170 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيًا بينهم 157 طفلًا، متجاهلة نداءات دولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. ووفق تقارير صادرة عن منظمات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، فقد انتهكت "إسرائيل" اتفاقية منع الإبادة الجماعية، وقانون الحرب وحقوق الإنسان في غزة. وفي 21 نوفمبر /تشرين الثاني 2024، وبعد إجراء تحقيق حول جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير جيش الاحتلال السابق يوآف غالانت بتهم ارتكاب جريمة حرب. وفي نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2023، رفعت جنوب إفريقيا دعوى قضائية ضد "إسرائيل" أمام محكمة العدل الدولية، ولاحقًا تقدمت دول، بينها تركيا ونيكاراغوا وكولومبيا، بطلبات للانضمام إلى القضية. وأمرت المحكمة مرارًا منذ يناير/ كانون الثاني 2024، "إسرائيل" باتخاذ تدابير مؤقتة لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بقطاع غزة المحاصر منذ 18 عامًا، ويسكنه نحو 2.4 مليون فلسطيني.