كشف كواليس قصة البلوغر "ياسمين".. وقرار من النيابة المصرية
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
كشفت وزارة الداخلية المصرية مفاجأة بشأن هوية البلوغر ياسمين، التي اشتهرت بنشر مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي خلال قيامها بالرقص بملابس خادشة.
وأوضحت الداخلية في بيان لها، أنه: "فى إطار ورود عدد من البلاغات ضد صانعة محتوى لقيامها بنشر مقاطع فيديو بمواقع التواصل الاجتماعي أثناء قيامها بالرقص بملابس خادشة للحياء تتنافى مع قيم المجتمع".
وبينت أنه: "عقب تقنين الإجراءات أمكن تحديد وضبط القائم على الصفحة (طالب – مقيم بدائرة قسم شرطة بلبيس بالشرقية) وبمواجهته اعترف بانتحاله صفة أنثى والرقص بملابس خادشة للحياء ونشر مقاطع الفيديو بصورة تتنافى مع الآداب العامة على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعى لزيادة نسب المشاهدات وتحقيق أرباح مالية".
بعد ذلك أصدرت النيابة العامة في مركز بلبيس بمحافظة الشرقية قرارا بإخلاء سبيل الشاب المعروف باسم "البلوغر ياسمين" بعد حبسه 4 أيام، مقابل كفالة قيمتها 5 آلاف جنيه (قرابة 50 دولارا)، على ذمة التحقيق.
وذكرت وسائل إعلام محلية ان القضية بدأت بعد تلقي أجهزة الأمن في الشرقية إخطارا من الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات، يفيد بتلقي عدة بلاغات حول حساب على مواقع التواصل الاجتماعي يحمل اسم "البلوغر ياسمين"، وقد اشتهر بكتابة (ياسمين تخلي الحجر يلين) واعتمد على نشر مقاطع فيديو يظهر فيها بملامح أنثوية، ويؤدي رقصات بملابس مخالفة للقيم المجتمعية.
وتداول رواد منصة تيك توك مقاطع مصورة من حساب "ياسمين" الذي يتابعه أكثر من 90 ألف مستخدم، لما بدا أنه فتاة تؤدي حركات منافية للآداب العامة، فضلا عن تواصل مئات الذكور معه في إطار ما يشبه مقابلات مدفوعة الأجر بعيدا عن الأماكن العامة.
وبعد تقنين الإجراءات، تمكنت السلطات من تحديد هوية صاحب الحساب وضبطه، وكشفت التحريات أنه طالب يبلغ من العمر 18 عاما، يقيم بمدينة بلبيس، فيما ذكرت مصادر إعلامية أن اسمه الأصلي (كريم) وقد اعترف خلال التحقيقات بانتحاله صفة أنثى بهدف جذب نسب مشاهدة مرتفعة وتحقيق أرباح مالية من منصات التواصل.
كما عثر بحوزة المتهم على هواتف وأجهزة حاسوب وأدوات تُعزز الشبهات حول طبيعة نشاطه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ونسبت النيابة إلى الشاب عدة اتهامات، منها النصب، والتشبه بالنساء، وبث محتوى يتعارض مع الآداب العامة، إلى جانب إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت مصادر إعلامية إلى أن الطالب المتهم يدرس في كلية السياحة والفنادق بنظام الخمس سنوات ولم يلاحظ عليه شيئا مريبا قبل ذلك.
يشار إلى أن حملة السلطات المصرية ضد عدد من مثيري الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي شملت توقيف عدد من الأسماء المثيرة للجدل، بينهم "مداهم"، و"أم مكة"، و"أم سجدة" التي تواجه اتهامات بالتحريض على الفجور والابتزاز، وكذلك "سوزي الأردنية" المتهمة ببث محتوى غير لائق موجه لفئة القصر عبر البث المباشر.
وأوضحت مصادر أمنية، أن التحقيقات تجرى وفقا لقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات المصري الذي يجرم نشر أي محتوى خادش للحياء العام ويعاقب بالحبس والغرامة، مع مصادرة الأدوات المستخدمة في المخالفة.
وأثارت القضية نقاشا حول ظاهرة الانفلات الرقمي على بعض المنصات، حيث يسعى صانعو المحتوى لكسب المشاهدات والأرباح عبر تجاوز الخطوط الحمراء، وهو ما ينطبق على البلوغر ياسمين.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات بلبيس الشرقية البلوغر ياسمين السلطات المصرية جرائم تقنية المعلومات مصر البلوغر ياسمين مواقع التواصل الداخلية المصرية محتوى خادش تيك توك بلبيس الشرقية البلوغر ياسمين السلطات المصرية جرائم تقنية المعلومات أخبار مصر التواصل الاجتماعی
إقرأ أيضاً:
بين حظر أستراليا وواقع المنطقة المعقّد: كيف يستخدم الشباب العرب منصّات التواصل الاجتماعي؟
تزايدت خلال عام 2025 الدعوات إلى الحدّ من الانغماس في الفضاء الافتراضي، واعتماد ما يُعرف بـ"الصيام الرقمي".
قبل ساعات، أصبحت أستراليا أول دولة في العالم تحظر وسائل التواصل الاجتماعي على اليافعين دون سن الـ16 عامًا، وبدأت شركة "ميتا" عملية "تنظيف" للفضاء الرقمي، فيما لوّحت حكومة كانبيرا بفرض غرامات قد تصل إلى أكثر من 32 مليون دولار أمريكي في حال المخالفة.
القرار أثار نقاشًا واسعًا، بين من رآه متطرفًا بعض الشيء، ومن اعتبره السبيل الوحيد لحماية الأطفال من سلبيّات التكنولوجيا الرقمية، بدءًا من خطر التعرض للتحرش، إلى الابتزاز والتنمر، فضلًا عن الآثار الذهنية المترتبة على الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية.
وفي وقت بدأت فيه مؤشرات تدل على أن دولًا أخرى قد تحذو حذو أستراليا، ينتقل النقاش إلى العالم العربي، حيث لا يزال إنشاء إطار قانوني ينظّم الفضاء الرقمي للبالغين ووسائل الإعلام التقليدية والحديثة يواجه تحديات كبيرة، فكيف يكون الحال بالنسبة لليافعين؟
معدل 8 ساعات يوميًا - ثلث النهارفي شهر مارس الماضي، أظهر استطلاع نشرته مكتبة Science Direct أن حوالي 68% من طلاب الجامعات في الدول العربية يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لأكثر من 60 ساعة أسبوعيًا، أي بمعدل نحو 8 ساعات تقريبًا في اليوم، علمًا أن بعض الأبحاث تحذّر من أن استخدام اليافعين لوسائل التواصل لأكثر من 3 ساعات ينطوي على مخاطر تشمل ارتفاع الإصابة بالمشاكل النفسية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق.
ووفقًا لتقرير آخر، فإن ثلث الأطفال في الإمارات يقضون أكثر من سبع ساعات يوميًا أمام الشاشات في أيام الأسبوع.
وقد عبّر ما يقرب من ثلاثة أرباع الشباب العرب (74%) عن أنهم يواجهون صعوبة في الانفصال عن وسائل التواصل الاجتماعي، بينما وافق نحو ثلثيهم (61%) على أن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية.
ومع أن جيل زد وجيل ألفا، وفقًا للأبحاث، يتمتعان بوعي ذاتي ملحوظ، ويتميزان بذكاء عاطفي قوي، واهتمام بالصحة النفسية، وقيم قائمة على الهدف، وفهم للقضايا الاجتماعية ، وهي سمات بعضها نابع من التعرض المستمر للمحتوى الرقمي بالمناسبة، فإن هذا الإدراك لا يمنحهما سلطة على التوقف عن الإدمان.
واللافت أن عام 2025 شهد طفرة في المحتوى الرقمي الذي يشجع على التخفيف من استخدام وسائل التواصل وخلق ما بات يُعرف بـ"التطهير الرقمي" أو "الصوم الرقمي" (Digital Detox)، تماهياً مع فكرة تطهير الجسم من السموم عبر اتباع حمية غذائية معينة.
لماذا يستخدم الشباب العرب وسائل التواصل؟بحسب استطلاع الجامعات العربية، تتفاوت دوافع الاستعمال بين اليافعين، لكن البحث عن الترفيه تصدّر لائحة الرغبات (95%)، يليه التعرف على الثقافات (94%)، والتعبير عن الذات (94%)، علمًا أن هذه النسب قد تكون مخادعة بعض الشيء.
فبحسب دراسة أخرى بعنوان "تأثير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على ثقافة الحوار بين الشباب العرب"، تبين أن للشبكات الاجتماعية تأثير محدود على تحسين لغة الحوار بين الشباب العرب، مع أنها تمنح شعورًا عامًا بأن الحوار إيجابي.
ويمكن تفسير هذا التفاوت، إن لم نقل التناقض، بجملة نشرت في مجلة Review of European Studies، اعترفت فيها أن وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي باتت إحدى الركائز الأساسية التي تصنع هوية الشباب، لكنها تربط هذه الهويات وطريقة تشكيلها بطبيعة المحتوى الذي يتعرض له هؤلاء الشباب.
وتنوّه الدراسة إلى أن عام 2011 كان نقطة تحوّل كبيرة في العالم العربي، حيث تبدلت طرق استخدام مواقع التواصل، ولاحظ أثر ذلك في الأحداث الاجتماعية والسياسية، خصوصًا خلال مظاهرات ما يُسمى بالربيع العربي في العديد من دول الشرق الأوسط، لا سيما في مصر وتونس.
لكن تبين أن فئات الشباب التي تتفاعل بشكل منتظم وهادف مع الآخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي تطوّر هويات تختلف عن أقرانها من الشباب الذين لا يتعرضون لنفس المحتوى أو لا يمتلكون نفس الدوافع، وشبّهت الدراسة وسائل التواصل بأنها تعمل كمكبر للإدراك الاجتماعي والمقارنة.
ضعف التشريعات والرقابة الموجّهةعلى المستوى الحكومي، لا يزال هناك صعوبة عامة في العالم العربي في التعامل مع التحول إلى الرقمنة، أي عملية تحويل البيانات من شكلها التقليدي إلى الإلكتروني، وخلق إطار قانوني متخصص يخفف من التحديات الأخلاقية والتشريعية المصاحبة لها على مستوى وسائل الإعلام والمؤسسات، بما في ذلك الحد من الجرائم المعلوماتية، وجرائم الآداب العامة، ونشر خطاب الكراهية، والمعلومات المضللة، وتهديد الأمن الوطني وغيرها. وبالتالي، فإن غياب أرضية تشريعية ورقابية على هذه الوسائل يجعل حماية اليافعين مسألة بعيدة، أو على الأقل ليست من الأولويات.
إلى جانب ذلك، يلاحظ أن الحكومات العربية تصب اهتمامها على مراقبة المحتوى السياسي والديني أحيانًا، بالإضافة إلى استخدام أطر القوانين لقمع المعارضة، مع تطبيق صارم في دول مثل السعودية ومصر والأردن.
ففي السعودية مثلًا، صنّفت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مواقع التواصل الاجتماعي كـ"طريق نحو الشر والخطيئة". وبينما لا تحظر الحكومة هذه المواقع بشكل صريح، هناك درجة من الرقابة على ما يمكن نشره ومشاركته، إضافة إلى ممارسة الرقابة الأخلاقية. وقد يكون هذا هو السبب في أنه بينما ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي الاحتجاجات في عدة دول خلال الربيع العربي، ظلت السعودية إلى حد كبير غير متأثرة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة