خبير: نتنياهو يدفع الجيش إلى أزمة داخلية خطيرة
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
قال الباحث في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى، إن إصرار الحكومة الإسرائيلية على المضي في خطة احتلال قطاع غزة ينبع من اعتبارات أيديولوجية بالدرجة الأولى، إلى جانب سعيها إلى تحقيق "نصر ساحق" يطمس آثار هزيمة السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأوضح في حديثه للجزيرة نت، أن اليمين الإسرائيلي يرى في هذه اللحظة "فرصة تاريخية" لإعادة بناء المستوطنات في غزة وضم القطاع لإسرائيل وتهجير سكانه.
وأضاف أن الحكومة لا تأبه بالتحفظات التي يبديها الجيش بشأن التكلفة البشرية والعسكرية، إذ تعتبر أن أي أثمان تُدفع تظل أقل من الهدف الأيديولوجي الأكبر.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الهدف غير المعلن للجيش الإسرائيليlist 2 of 4تسييس الجيش الإسرائيلي لتعميق هيمنة الفاشيةlist 3 of 4الجيش الإسرائيلي يحشد قواته حول غزةlist 4 of 4الجيش المصري ينفي مساعدة إسرائيل عسكرياend of listوأشار مصطفى إلى أن الحكومة تخشى أن يؤدي توقف الحرب من دون تحقيق هذه الوعود إلى انهيارها السياسي وفقدانها الثقة الشعبية، الأمر الذي سيعجّل بسقوطها في الانتخابات المقبلة.
وأكد أن القيادة الإسرائيلية ترى أن السبيل الوحيد لمحو إخفاق 7 من أكتوبر/التشرين الأول، هو احتلال غزة والقضاء على حركة المقاومة الإسلامية حماس.
تحفظات الجيشأوضح مصطفى أن من أبرز التحفظات التي يطرحها الجيش على الخطة أنها تقوم على استدعاء نحو 150 ألف جندي احتياط فترات طويلة، وهو ما يشكل عبئا ثقيلا من الناحيتين النفسية والاقتصادية على الجنود وعائلاتهم.
وتتفاقم الأزمة مع رفض الحكومة تجنيد الحريديم، مما يعمّق غضب جنود الاحتياط ويدفع بعضهم إلى التفكير في رفض الخدمة.
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية (الكابينت) قد صدّق يوم الجمعة الماضي على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، وهو ما أثار احتجاجات داخلية اعتبر منظموها أن العملية تمثل "حكما بالإعدام" على الأسرى الإسرائيليين في غزة.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "معاريف" عن مصادر عسكرية، أن القيادة السياسية تضغط على الجيش للتحرك السريع باستخدام نيران كثيفة وقوات كبيرة، رغم أن الجدول الزمني للجيش لا يلبي توقعات الحكومة، وسط توقعات باستدعاء آلاف من جنود الاحتياط خلال الأيام المقبلة.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يدفع نحو توسيع الحرب في غزة.. حماس ترفض والغضب يتصاعد داخليًا ودوليًا | تقرير
وسط تفاقم الأزمة في قطاع غزة، يمضي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الدفع بمخططه لتوسيع نطاق العمليات العسكرية، معتبرًا أن هذا المسار هو السبيل الأمثل لتحقيق أهدافه وإنهاء ما يصفه بحكم حركة حماس.
ويؤكد أن الهدف المعلن ليس فرض سيادة إسرائيلية كاملة على القطاع، بل "تحريره" وفق تعبيره، زاعمًا أن القوات الإسرائيلية باتت تفرض سيطرتها على ما يقارب ثلاثة أرباع مساحته، مع خطط للتقدم نحو المناطق المتبقية، بما فيها قلب مدينة غزة.
نتنياهو يرفض أي صفقة جزئية لإعادة المختطفين ويتمسك بشروطه
خبير علاقات دولية: نتنياهو يغتال حرية التعبير عن طريق قتل الصحفيين
إلا أن هذه الطروحات قوبلت برفض قاطع من حماس، التي اعتبرت تصريحات نتنياهو "مضللة" وتهدف للتنصل من المسؤولية عن المجازر وسياسات الحصار، مؤكدة أن الحديث عن "التحرير" ليس إلا غطاءً لتكريس الاحتلال وتغيير الحقائق أمام المجتمع الدولي.
على الصعيد الداخلي، تتعرض الخطة لانتقادات حادة من أطراف متعددة في المشهد السياسي الإسرائيلي، إذ يرى الباحث السياسي إلحنان ميلر أن المشروع يفتقر للدعم الشعبي سواء بين أوساط اليمين أو المعارضة، فيما شن وزير المالية بيتاليل سموتريتش هجومًا مباشرًا على نتنياهو متهمًا إياه بفقدان الجدية والعجز عن تحقيق إنجازات ملموسة. ويُضاف إلى ذلك التلويح بإجراء انتخابات مبكرة إذا لم يشهد التصعيد العسكري تطورًا حاسمًا.
تطبيق الخطة يستلزم استدعاء نحو 250 ألف جندي احتياط، معظمهم من المدنيين، ما يشكل عبئًا ماليًا ضخمًا يقدر بعشرات المليارات من الدولارات، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الاقتصادية والسياسية. كما يدفع بعض التيارات اليمينية المتشددة نحو ترحيل سكان غزة وإعادة فرض السيطرة المباشرة، وهو خيار يزيد من التوترات الداخلية والخارجية.
خارجيًا، تزداد عزلة إسرائيل مع صدور إدانات من خمس دول أوروبية تحذر من أن توسيع المستوطنات أو فرض مناطق عازلة يخالف القانون الدولي ويعرض حياة المدنيين والرهائن للخطر.
كما أن المبادرة السعودية–الفرنسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، التي حازت دعمًا متناميًا، تمثل تحديًا سياسيًا يربك حسابات نتنياهو ويحاول التخفيف من تداعياته على الساحة الداخلية.
من جانبه، يرى المستشار الدبلوماسي منير الجاغوب أن نتنياهو يسعى لصفقة مرحلية تمتد لعدة أشهر لتحسين موقعه السياسي، لا إلى تسوية شاملة، بينما تصر حماس على الانسحاب الإسرائيلي الكامل ورفض نزع سلاحها، مما يجعل أي تفاهم صعب المنال. ويضيف أن الأوضاع الإنسانية في غزة تتدهور على نحو خطير، إذ تبقى المساعدات بعيدة عن متناول غالبية السكان، فيما تتعمد إسرائيل استهداف البنية التحتية وإفراغ المؤسسات، تمهيدًا لتقليص الوجود السكاني الفلسطيني، ما يشكل تهديدًا وجوديًا للقضية الفلسطينية.
في ظل هذه المعطيات، يرى محللون أن الحكومة الإسرائيلية قد تواجه انهيارًا أو إعادة تشكيل إذا فشلت في تحقيق إنجاز ميداني أو سياسي ملموس، بينما يتطلب الموقف تحركًا عربيًا ودوليًا متماسكًا لوقف التصعيد ومنع تحويل غزة إلى ساحة دمار دائم مع استمرار الانقسام وتعثر المساعي الدبلوماسية.