من حجة إلى مأرب والجوف.. فعاليات شعبية وعسكرية تؤكد وحدة الموقف اليمني مع غزة
تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT
يمانيون | تقرير
في ظل تصاعد العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وارتكابه جرائم وحشية من إبادة جماعية وتجويع وحصار خانق، يواصل الشعب اليمني بمختلف فئاته الخروج في فعاليات جماهيرية وعسكرية وطلابية، ليجدد موقفه الثابت في دعم فلسطين والمقاومة الباسلة.
هذه الفعاليات ليست مجرّد مظاهر تضامنية، بل هي جزء من معركة وعي وتعبئة شاملة، تنطلق من إدراك عميق بأن ما يجري في غزة ليس شأناً فلسطينياً بحتاً، بل هو معركة الأمة كلها ضد مشروع استعماري صهيوني أمريكي يستهدف كل الشعوب الحرة.
الشغادرة – حجة: عرض أمني يستحضر فلسطين في ميدان الجهوزية
في مديرية الشغادرة بمحافظة حجة، نظمت الأجهزة الأمنية مسيراً وعرضاً عسكرياً شارك فيه مدير أمن المديرية المقدم عبدالكريم سراع ونائبه الرائد فارس الفقيه، إلى جانب قوات مدربة أظهرت قدرات عالية في الانضباط واللياقة البدنية.
المشهد كان بمثابة رسالة مزدوجة: الأولى موجهة للداخل اليمني بأن الأجهزة الأمنية على أهبة الاستعداد لإفشال أي محاولات للنيل من استقرار البلاد، والثانية للخارج بأن هذه الجهوزية مرتبطة عضوياً بنصرة فلسطين والتصدي للعدو الصهيوني وحلفائه.
في كلمات وهتافات المشاركين، كان الحضور القوي للمنهج المحمدي كمرجعية قيمية، والاستعداد للتضحية في سبيل حماية السيادة الوطنية ونصرة غزة.
تجديد التفويض لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي اتخذ طابعاً عملياً، باعتباره تفويضاً للمضي بخيارات دعم المقاومة الفلسطينية سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، ضمن رؤية استراتيجية أوسع.
وشحة – حجة: خريجو “طوفان الأقصى” يعلنون الجهوزية لمعركة الفتح الموعود
وفي مديرية وشحة، كان العرض العسكري لخريجي دورات “طوفان الأقصى” حدثاً لافتاً من حيث رمزيته ومضمونه.
أقيم العرض في منطقة المسيجد بعزلة ضاعن، وهي منطقة تحمل رمزية ريفية مقاومة، حيث برزت القدرات العسكرية التي اكتسبها المشاركون في الدورات المفتوحة، من مهارات ميدانية إلى قدرة عالية على المناورة والانتشار.
الرسالة التي وجهها هؤلاء الخريجون لم تكن فقط عن الاستعداد البدني، بل عن قناعة عقائدية بأن “الفتح الموعود” ليس شعاراً، بل هو برنامج عمل ممتد، وأن مواجهة العدو الصهيوني ليست خياراً ثانوياً، بل قضية مركزية.
تجديد التفويض لقائد الثورة في هذه الفعالية يعكس وحدة الرؤية بين الشعب وقيادته في خيار المواجهة، ويؤكد أن اليمن مستعد لتوسيع حضوره في معركة الأمة كلما تطلب الموقف ذلك.
الحزم – الجوف: هتافات طلابية تكسر الصمت الدولي
وفي مدينة الحزم بمحافظة الجوف، انطلقت مسيرة طلابية ضخمة شارك فيها طلاب كلية التربية والعلوم التطبيقية ومنتسبو هيئة مستشفى الحزم، في مشهد جمع بين الحراك الأكاديمي والصحي، ليؤكد أن نصرة فلسطين مسؤولية كل فئات المجتمع.
المشاركون رفعوا شعارات وهتافات نارية تندد بالجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة، وأخرى تكشف تواطؤ الأنظمة العربية وتخاذلها.
البيان الختامي للمسيرة كان واضحاً في تحميل الصامتين والمتخاذلين من حكام وشعوب الأنظمة العربية والإسلامية مسؤولية تمادي العدو، داعياً إلى تحرك عملي واسع يشمل المظاهرات، وحملات التوعية، والمقاطعة الاقتصادية، وفضح الدور الأمريكي والغربي في تغطية الجرائم الصهيونية.
التحذير الأبرز في البيان تمثل في التأكيد على أن ما يجري في غزة ليس معزولاً، وأن تمرير مخطط تصفية القضية الفلسطينية بالإبادة والتجويع سيشكل سابقة خطيرة تفتح الباب أمام استباحة بلدان عربية وإسلامية أخرى، ما لم يتحرك الجميع لدعم غزة باعتبارها خط الدفاع الأول عن الأمة.
ماهلية – مأرب: دعوة طلابية لكسر الحصار بالمقاطعة والتحرك الشعبي
وفي مديرية ماهلية بمحافظة مأرب، خرج طلاب مدارس قانية في مسير طلابي يعكس أن الجيل الصاعد في اليمن واعٍ بعمق القضية الفلسطينية وأبعادها.
الهتافات رفعت سقف الإدانة للجرائم الصهيونية، وكشفت الدور الأمريكي في إدامة العدوان، فيما حملت الدعوات رسائل عملية بضرورة مقاطعة منتجات العدو وحلفائه.
الطلاب دعوا إلى تحويل المقاطعة الاقتصادية من رد فعل شعبي إلى استراتيجية اقتصادية وطنية تضعف اقتصاد العدو الصهيوني والأمريكي على المدى الطويل.
كما أكدوا أن الاكتفاء الذاتي ليس مجرد خيار اقتصادي، بل هو شرط أساسي للتحرر من الابتزاز السياسي الذي يمارسه تحالف العدوان.
موقف واحد في جبهات متعددة
من العروض العسكرية والأمنية في حجة، إلى المسيرات الطلابية في الجوف ومأرب، يتضح أن الموقف اليمني تجاه فلسطين موحد ومتجذر، وأن الفعاليات الميدانية ليست مجرد مظاهر تضامن، بل أدوات عملية في معركة الوعي والتعبئة.
اليمن، الذي يخوض معركته ضد العدوان الأمريكي السعودي منذ سنوات، يرى في نصرة غزة امتداداً لمعركته، ويعتبر أن مواجهة المشروع الصهيوني هي مواجهة لكل أشكال الاستعمار الحديث.
هذه الفعاليات تبرهن أن خيار المقاومة في اليمن ليس شعاراً سياسياً، بل مسار حياة، وأن وحدة الموقف الشعبي والرسمي تشكل قاعدة صلبة للانخراط في معركة الأمة الكبرى حتى تحقيق النصر الموعود.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
العزلة الأمريكية تتسع.. والبحر الأحمر يتحول إلى ساحة مواجهة بين اليمن والكيان الصهيوني
يمانيون | تقرير
تشهد الساحة الدولية تزايداً ملحوظاً في عزلة الولايات المتحدة الأمريكية، التي تمضي في سياسة دعم الكيان الصهيوني رغم ارتكابه جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
في الوقت الذي يئن فيه أهل غزة تحت وطأة العدوان الوحشي، تحاول واشنطن تبرير هذه الجرائم وإخفاء حقيقتها عن الرأي العام الدولي، ماضية في مسارات تضليلية تخدم أجنداتها الاستراتيجية حتى على حساب الاستقرار الإقليمي.
مجلس الأمن: موقف أمريكي معزول مقابل دعم دولي متزايد لليمن وغزة
في جلسة مجلس الأمن الأخيرة لمناقشة الملف اليمني، بدت الولايات المتحدة في عزلة واضحة.. حيث طالبت مندوبة واشنطن بفرض عقوبات على اليمن، معتبرةً أن ذلك ضرورة لضمان “حرية الملاحة” في البحر الأحمر، وهو تعبير يحمل في طياته حرصاً أمريكياً على تأمين الملاحة للسفن الإسرائيلية تحديداً.
تجاهلت الولايات المتحدة التحركات اليمنية المشروعة التي تهدف لمنع خطوط الملاحة الإسرائيلية في البحرالأحمر، بهدف إيقاف العدوان الصهيوني الوحشي على غزة، في موقف يُظهر دفاع واضحاً عن مصالح الكيان الصهيوني على حساب دماء الأبرياء في غزة.
رد روسيا: فضح السياسات الأمريكية وتأكيد دعم القضية الفلسطينية
المندوب الروسي في مجلس الأمن اتخذ موقفاً صريحاً كشف به حقيقة التوترات في البحر الأحمر، حيث أكد أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة هي السبب الرئيس لهذه التوترات، وأن وقف العدوان هو السبيل الوحيد لتحقيق الهدوء في المنطقة.
هذا الموقف الروسي لا يعبر فقط عن دعم إنساني للقضية الفلسطينية، بل يمثل استثماراً استراتيجياً في تعزيز النفوذ الروسي إقليمياً، ومحاولة لكسر الأحادية الأمريكية في صياغة القرارات الدولية المتعلقة بالشرق الأوسط.
الأمم المتحدة: تراجع المصداقية في ظل تحيز واضح
في مقابل ذلك، يستمر المبعوث الأممي إلى اليمن في تكرار خطاباته المتحيزة التي تركز على “خفض التصعيد” دون معالجة الأسباب الجوهرية التي أدت إلى التوترات في البحر الأحمر، مما يساهم في فقدان المنظمة الدولية لمصداقيتها لدى أطراف الصراع وشعوب المنطقة.
اليمن: إسناد غزة وحماية القيم الإنسانية
في ظل هذا المشهد الدولي المضطرب، تبرز اليمن كفاعل إقليمي مؤثر.. لا يقتصر دور اليمن على حماية حدودها وسيادتها في البحر الأحمر، بل تتعداه إلى إسناد غزة ودعم القضية الفلسطينية بكل قوة.
التحركات اليمنية في البحر الأحمر تهدف إلى وقف مرور السفن الإسرائيلية التي تستخدم الممرات البحرية لاستمرار العدوان على غزة، وهو موقف يكسب اليمن احتراماً دولياً وعربياً، ويعكس موقفاً إنسانياً وأخلاقياً راسخاً في مواجهة الوحشية الصهيونية.
خسائر أمريكية على عدة أصعدة
تواجه الولايات المتحدة خسائر متتالية:
سياسياً: عزلتها تتسع داخل مجلس الأمن وفي المحافل الدولية، حيث تتنامى الأصوات الداعمة لليمن وغزة، بينما يقل دعم التحالف الأمريكي الإسرائيلي.
ميدانياً: فشلها في حماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر رغم وجود الحشود البحرية الغربية.
معنوياً: تراجع مصداقيتها بعد انكشاف محاولاتها المستمرة لتزييف الحقائق.
خلفيات المواقف الدولية
الولايات المتحدة:
تمضي واشنطن في حماية مصالحها الاستراتيجية بإصرار على دعم الكيان الصهيوني، وترى في اليمن عقبة يجب الضغط عليه عبر العقوبات لمنعه من تهديد خطوط الملاحة الإسرائيلية، رغم تبعات ذلك على الاستقرار الإقليمي.
روسيا:
تستثمر موسكو في الأزمة لتعزيز مكانتها كقوة دولية قادرة على فرض حلول سياسية تتجاوز السيطرة الأمريكية، وتضع نفسها كداعم للقضية الفلسطينية ولاعب أساسي في المنطقة.
الأمم المتحدة:
تتعرض الأمم المتحدة لضغوط من القوى الكبرى، مما يجعلها عاجزة عن لعب دور الوسيط النزيه، وتفقد بذلك ثقة الأطراف والشعوب.
اليمن:
تصنع اليمن من تحركاتها البحرية رسالة واضحة بأن دفاعها عن البحر الأحمر هو دفاع عن القضية الفلسطينية والكرامة الإنسانية، مستفيدة من تعاطف شعبي ودعم دولي متنامي يضيف إلى ثقلها السياسي.
خاتمة
المشهد في البحر الأحمر ومجلس الأمن يعكس صراعاً متعدد الأبعاد بين قوى الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، والقوات المسلحة اليمنية.
كما يُبرز التحولات الجيوسياسية التي تعيد ترتيب موازين القوى في المنطقة، حيث يصبح اليمن صوتاً مهماً يقف في وجه العدوان ويؤكد على أن قضية غزة ليست قضية فلسطينية فقط، بل هي قضية إنسانية عربية وعالمية تستوجب وقوف الجميع صفاً واحداً لنصرتها.