وول ستريت جورنال: الاقتصاد الصيني يُظهر علامات تباطؤ.. وبكين تعاني من زيادة الضغوط
تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT
رصدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الجمعة، بيانات جديدة حول أداء الاقتصاد الصيني تشير إلى تباطؤ واسع النطاق في الشهر الماضي، ما زاد الضغط على بكين لبذل المزيد من الجهود لتحفيز النمو وزيادة إنفاق المستهلكين في مواجهة رسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمركية.
وذكرت الصحيفة، في مستهل تعليق، أن النمو السنوي في مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي تباطأ في يوليو مقارنةً بشهر يونيو، وفقًا لأرقام رسمية صدرت في بكين اليوم الجمعة، في إشارة مبكرة إلى أن الأشهر الستة الثانية من العام الجاري ستكون أصعب على الاقتصاد الصيني مقارنةً بالنصف الأول الذي سجل أداءً أقوى.
وأضافت أن أزمة سوق الإسكان، واصلت عرقلة النمو، حيث أظهرت أرقام جديدة انخفاض أسعار العقارات وانكماش قطاع البناء، في حين ارتفعت معدلات البطالة بشكل حاد مع دخول ملايين الخريجين الجدد إلى سوق عمل ضعيف.
وقد أحجم كبار القادة الصينيين عن الإعلان عن أي تدابير تحفيزية جديدة مهمة في يوليو الماضي، وهو موقف حذر يرى الاقتصاديون أنه سيحتاج إلى إعادة نظر لإبقاء هدف النمو البالغ 5% لهذا العام في متناول اليد.
وأفاد المكتب الوطني للإحصاء الصيني الشهر الماضي أن الاقتصاد نما بمعدل سنوي قدره 5.3% في الفترة من يناير إلى يونيو، لكن الحفاظ على هذا الزخم خلال النصف الثاني سيكون، حسبما أبرزت الصحيفة، أكثر صعوبة مع تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على التجارة العالمية، وفقًا للاقتصاديين.
ورجحت "وول ستريت جورنال"، أن يتراجع الدعم الذي حظيت به الصادرات الصينية نتيجة اندفاع المستوردين الأمريكيين لتكثيف عمليات الشراء قبل دخول الرسوم الجمركية حيّز التنفيذ، بعدما أصبحت العديد من تعريفات ترامب نافذة بالفعل.
وكانت الولايات المتحدة والصين قد اتفقتا مطلع الأسبوع على تمديد الهدنة التجارية بينهما لمدة 90 يومًا إضافية، لكن الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات الصينية ما تزال مرتفعة بشكل مؤلم وتؤثر مباشرة على حركة التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم.
ووفق تقرير صدر في أغسطس عن مؤسسة "جلوبال تريد ألرت" السويسرية المتخصصة في متابعة السياسات التجارية، فإن متوسط الرسوم المفروضة على الواردات الأمريكية من الصين يبلغ نحو 43.5%، مع الأخذ في الاعتبار اختلاف النسب بين المنتجات واستثناء بعض السلع من هذه الرسوم.
وتؤثر الرسوم المرتفعة أيضًا، حسبما ذكرت الصحيفة الأمريكية، على الصادرات الصينية التي يتم إعادة توجيهها عبر دول ثالثة مثل فيتنام، إذ تعهّد ترامب بفرض عقوبات إضافية على أي بضائع صينية يثبت أنها دخلت السوق الأمريكية بعد إعادة شحنها من دول أخرى، رغم أن تفاصيل تنفيذ هذه السياسة لا تزال غير واضحة.
ومع تراجع زخم نمو الصادرات، يرى اقتصاديون أن بكين ستكون مضطرة لتعزيز الإنفاق المحلي للحفاظ على وتيرة النمو. لكن حتى الآن، لم تتخذ الحكومة سوى خطوات محدودة، شملت برامج صغيرة لدعم القروض الاستهلاكية وتقديم مساعدات مالية للراغبين في الإنجاب، ضمن حزمة سياسات أُعلنت مؤخرًا.
وفي الشهر الماضي، أحجم كبار القادة في الصين عن إطلاق حزمة تحفيز كبيرة، حيث تعهّد المكتب السياسي للحزب الشيوعي الحاكم بمواصلة السياسات القائمة، بما في ذلك برنامج استبدال السلع الاستهلاكية لتعزيز الإنفاق وتقديم دعم مالي لقطاع الخدمات.
وقالت زي تشون هوانج، الخبيرة الاقتصادية لدى "كابيتال إيكونوميكس"، إن فرص حدوث تعافٍ اقتصادي كبير خلال ما تبقى من العام تبدو ضعيفة، مشيرة إلى تراجع الطلب الخارجي على الصادرات، وضعف استجابة الحكومة حتى الآن.
من جانبه، قال تشيوي تشانج، كبير الاقتصاديين في مؤسسة "بينبوينت" لإدارة الأصول: " إن النمو الذي فاق التوقعات في النصف الأول من العام يمنح بكين بعض المساحة لتحمل تباطؤ طفيف في النصف الثاني"، وأضاف أن المزيد من البيانات الضعيفة خلال الربع الثالث قد تجبرهم على تغيير رأيهم.
كذلك، أعلنت وكالة الإحصاء اليوم أيضًا أن مبيعات التجزئة في الصين نمت بمعدل سنوي بلغ 3.7% في يوليو، بانخفاض عن وتيرة 4.8% في يونيو. وقد ارتفع الإنتاج الصناعي بنسبة 5.7% على أساس سنوي، بانخفاض عن زيادة يونيو البالغة 6.6%، كما تباطأ الاستثمار في المباني والمصانع والأصول الثابتة الأخرى.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: بكين الاقتصاد الصيني وول ستريت جورنال
إقرأ أيضاً:
الاقتصاد المصري ينتعش.. تباطؤ التضخم السنوي للشهر الثاني على التوالي
يواصل معدل التضخم السنوي في مصر تباطؤه للشهر الثاني على التوالي، في مؤشر يعكس تأثير الإصلاحات الاقتصادية وجهود الدولة في ضبط الأسواق وكبح جماح الأسعار.
وسجل معدل التضخم الشهري في المدن تراجعا نسبته 0.5% خلال يوليو 2025، مدعومًا بانخفاض ملحوظ في أسعار السلع الغذائية، حيث تراجع قسم الطعام والمشروبات بنسبة 3%.
وجاء هذا الانخفاض مدفوعا بهبوط أسعار اللحوم والدواجن بنسبة 3.9%، وتراجع أسعار الفاكهة بنسبة 13.4%، بالإضافة إلى انخفاض الخضروات بنسبة 7.2%، وهو ما ساهم في تهدئة وتيرة التضخم الشهري بشكل عام.
وكانت قد كشفت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن معدلات التضخم السنوي في مصر واليت سجلت 13.9% في شهر يوليو، مقارنة بـ 14.9% في يونيو، في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهي أبطأ وتيرة لمعدلات التضخم منذ شهر مارس 2025.
وشهدت بعض المنتجات، مثل الدواجن ومنتجات الدواجن، انخفاضات كبيرة في الأسعار، حيث تراجعت من حوالي 90 جنيها إلى 60 جنيهًا.
معدل التضخم الشهريانخفض التضخم على أساس شهري في يوليو بنسبة 0.5% مقارنة بشهر يونيو، حيث انخفضت أسعار اللحوم والدواجن بنسبة 4.9%، والفواكه بنسبة 11%، والخضروات بنسبة 7%، بينما ارتفعت أسعار الخبز والحبوب بنسبة 0.4% والمأكولات البحرية بنسبة 0.2%.
بشكل عام، انخفضت أسعار المواد الغذائية والمشروبات في المناطق الحضرية بنسبة 3% مقارنة بشهر يونيو.
شهدت أسعار السجائر والتبغ زيادة سنوية متوسطة بنسبة 14% بعد أن أدخلت مصر تغييرات على ضريبة القيمة المضافة من بداية شهر يوليو الماضي.
انتعاش الجنيه المصريبدأ الجنيه في اكتساب الزخم مقابل الدولار في أواخر شهر يوليو الماضي وسط أنباء عن زيادة تدفقات العملات الأجنبية من التحويلات السياحية وكذلك الاستثمارات في المحافظ الأجنبية، و يُتداول سعر الدولار الآن بين 48.46 و48.56 جنيه في البنوك، وهو أدنى مستوى له في تسعة أشهر.
أبرز ما جاء في تقرير البنك المركزي عن معدل التضخم السنوي في مصررفع البنك المركزي المصري توقعاته لمعدل التضخم السنوي المتوسط في عام 2025 إلى ما بين 15 و16%، مقارنة بالتوقعات السابقة التي كانت بين 14 و15%، وفقا لأحدث تقرير للسياسة النقدية للبنك.
وأشار البنك المركزي إلى أن السياسات المالية مثل زيادة الضرائب وتقليص الدعم على الوقود، التي من المحتمل أن تستمر في ظل اتفاق صندوق النقد الدولي مع مصر والتحولات السياسية الأوسع، قد وفرت مخاطر تصاعدية للتضخم.
وتوقع البنك المركزي أن يستقر التضخم السنوي عند مستوياته الحالية لبقية عام 2025 قبل أن ينخفض تدريجيًا مرة أخرى في عام 2026.
اقرأ أيضاًالإحصاء: تراجع معدل التضخم السنوي في مصر خلال شهر أكتوبر إلى 38.5%
خبراء يتوقعون هبوط معدل التضخم في مصر وتأثيره على قرار «المركزي»
ارتفاع معدل التضخم الشهري (3.7%) في ابريل 2022.. التفاصيل والأسباب